فى رحاب نجيب محفوظ : تقاسيم على اللحن الأساسى: الحلم (152)
نشرة “الإنسان والتطور”
الخميس: 5-12-2019
السنة الثالثة عشرة
العدد: 4478
فى رحاب نجيب محفوظ
مراجعة وتحديث التناص على الأحلام المتبقية
(من 53 إلى 210)
تقاسيم على اللحن الأساسى
نص اللحن الأساسى: (نجيب محفوظ)
الحلم (152)
ذهبت مدعوَّا إلى الدار الشهيرة فى الاحتفال بعيدها الذهبى وهناك وجدت البهو مكتظا بمختلف الطوائف وجميع أصناف الكلاب ووقف الداعى فرحب وشكر ورجع إلى الذكريات التى لا تنسى حين هجم عليهم كلب متوحش وكاد يفتك بهم جميعا لولا أن تصدى له رجل جسور فألقى بنفسه عليه ولأول مرة يعض آدمى كلبا حتى امتص منه وحشيته فتغيرت الطبيعة الكلبية وتغيرت معاملة الكلاب للبشر وهاهم يجلسون جنبا إلى جنب فى سلام ويتناولون الحلوى وفى الختام وقفوا جميعا وتغنوا بنشيد بلادى بلادى.
التناصّ (التقاسيم): (يحيى الرخاوى)
خمسون سنة مضت على الاتفاق على ميثاق الدار، ولم ينفذه طرف واحد من المتعاقدين، ومع ذلك كان هذا الاحتفال الذى رحنا نردد فيه النشيد “بلادى” “بلادى”، لكنى لاحظت أن كل واحد قد أخرج من جيبه خريطة بلاده، وراح ينظر فيها وقد انحرف إلى القبلة التى تقع فيها بلاده جغرافيا، أما الكلاب فقد وقفت جميعها على أرجلها الخلفية وقد فردت أرجلها الأمامية أمامها، ولم تنبح وإنما راحت ترقص حولنا رقصة دائرية تمنع أى واحد منا أن يخرج خارج الدائرة، فلم يحاول أحد ذلك حتى انتهى الحفل بسلام.