الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / فى رحاب نجيب محفوظ: تقاسيم على اللحن الأساسى: الحلم‏ (67)

فى رحاب نجيب محفوظ: تقاسيم على اللحن الأساسى: الحلم‏ (67)

نشرة “الإنسان والتطور”محفوظ

الخميس: 19-4-2018                      

السنة الحادية عشرة

العدد: 3883

فى رحاب نجيب محفوظ5-4-2018

مراجعة وتحديث التناص على الأحلام المتبقية

 (من 53  إلى 210)

تقاسيم على اللحن الأساسى

نص اللحن الأساسى: (نجيب محفوظ)

الحلم‏ (67)

بناء كبير ستجده فى الأصل كان مبنى الوزارة التى كنت موظفا بها ولما رأيت الشباب يعود إليها – راودتنى نفسى على ارتيادها. فى الداخل قابلت نفرا من الزملاء القدامى فانشرح صدرى للقائهم وسرنا من حجرة إلى حجرة ومن ذكرى إلى ذكرى حتى بعثنا الماضى من مرقده. ومررنا بسلم واسع عجيب فصعدت من فورى إلى الطابق الثانى هناك رأيت شبابا كثيرين كلما رآنى أحدهم تجهم وجهه وألقى على نظرة مستنكرة انتفض قلبى وشعرت برغبة فى التبول. وبحثت هنا وهناك حتى استقرت عيناى على لافتة ترشد إلى دورة مياه فى ممر بين الحجرات فهرعت إليه ولكنى وجدت عمالا عاكفين على إنجاز مشروع لم يتم تنفيذه لا يصلح للاستعمال رجعت من حيث أتيت. وسرعان ما اكتشفت بأنه لا سبيل إلى الفرج إلا بالعودة إلى الطريق.

التناصّ (التقاسيم): (يحيى الرخاوى)

…لحقنى أحد الزملاء القدامى وطلب أن أؤجل هذه المهمة لأن رئيسنا السابق قد حضر لتوه، وأنه علم بوجودى فأرسله مسرعا حتى يلحقنى قبل أن أنصرف، فرحت بهذه الدعوة، فقد كان طيبا معى فوق الوصف، إلا أن رغبتى فى التبول زادت أضعافا فى نفس اللحظة، ولم أعرف هل أعتذر وأواصل البحث عن مكان أقضى فيه حاجتى، أم أفرّ بجلدى من خطر مجهول، تسمرت فى مكانى وطالت الوقفة حتى انصرف الزميل وهو يقول: أنت حر.

ظللت متجمدا وأنا أتساءل: هل أنا حر حقا؟

ثم توالت المناظر دون فواصل:

وجدت نفسى فى ميدان ليس له حدود، وحين أمعنت النظر اكتشفت مبنى أثريا على ناصية الشارع الوحيد على طرف الميدان، وتبينت أنه مبنى الوزارة الأصلى بصورته القديمة قبل التحديث، ثم فجأة اختلف الموقع، فوجدت نفسى فى مقابر الإمام الشافعى، ثم وأنا أختم صلاة العشاء إماما فى سيدنا الحسين، وحين انحرفت عن القبلة لأكمل ختم الصلاة اكتشفت أن المصلين خلفى كانوا خليطاً من أهل الصعيد، ربما من ملوى بالذات، لكن من هذا الذى بينهم؟ ياخبر!! الشيخ حسن نصر الله شخصيا؟ فخجلت، واعتذرت له أنه كان أولى بالإمامة، وإذا به ينحنى على يدى وأنا فى حال، فانهارت دموعى تبلل لحيته وهو يقبل يدى، وما أن رفع رأسه حتى سألته وأنا أكاد أحتضنه، وفى ذهنى قول زميلى “أنى حر”، سألته: يا شيخ حسن هل أنا حر حقا؟

فالتفت الشيخ حسن إلى المنبر، فنظرت حيث ينظر وإذا بعمرو موسى جالس ينتظر انتهاء المؤذن من الآذان الثانى، وهو ممسك بسيف خشبى، وهو يتمايل ويتمتم؛

فتبادلنا النظرات أنا والشيخ حسن،

ولم أكرر السؤال.

النشرة السابقة 1 النشرة التالية 1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *