نشرة “الإنسان والتطور”
الخميس: 12-4-2018
السنة الحادية عشرة
العدد: 3876
فى رحاب نجيب محفوظ
مراجعة وتحديث التناص على الأحلام المتبقية
(من 53 إلى 210)
تقاسيم على اللحن الأساسى
نص اللحن الأساسى: (نجيب محفوظ)
الحلم (66)
تم التفاهم بينى وبين المالك ودعانى الرجل لمعاينة ما تم التفاهم عليه أرانى شقة ممتازة وزوجته الحسناء وابنها وهو طفل فى الثالثة. وطابت نفسى بما رأت وتحدد موعد الساعة التاسعة من صباح اليوم الثانى للتسليم والتسلم. لكنى فى الحقيقة لم أستطع صبرا.
ودفعتنى قوة لا تقاوم للذهاب إلى الشقة. وكان الذى فتح لى الباب هو المالك نفسه. ولما رآنى ثار غضبه وصفق الباب فى وجهى بغضب ارتجت له الجدران، وبت ليلة مسهدة أتساءل بقلق بالغ عن الصفقة والمصير..
التناصّ (التقاسيم): (يحيى الرخاوى)
عدت فى الصباح حسب الموعد فى الساعة التاسعة تماما، وأنا أعرف أننى بما فعلت ليلة أمس قد أكون قد أفسدت الصفقة كلها، وأقنعت نفسى – لا أعرف كيف – أننى لم أذهب، وأنه لم يفتح لى، ولم يصفق الباب فى وجهى، وأن كل ذلك كان حلما من فرط حرصى على استلام الشقة بالشروط الرائعة التى حَصُلت عليها.
حين طرقت الباب فتحت لى إمرأة غير زوجته الحسناء التى عرفنى عليها أمس، لكن الطفل الذى كانت تمسك بيده كان هو نفس طفل أمس، عرفتها بنفسى وأنى على موعد مع المالك وذكرت اسمه وأنى جئت لاتمام ما اتفقنا عليه أمس، قالت المرأة، أنها هى الساكنة الجديدة، وأن الذى قابلنى أمس لم يكن إلا الساكن القديم الذى رحل وأجّر لها من الباطن شقته مفروشة، فقلت لها أنى لا أعنى هذه الشقة لكن الاتفاق كان على شقة أخرى فى عمارته الجديدة، فابتسمت ابتسامة إشفاق، كل ذلك والطفل يتابع حديثنا، وفجأة ترك يد السيدة وراح يجرى إلى الداخل وهو يصيح “بابا إْلحَقْ”، تمنيت أن يلمحنى أبوه أو ألمحه فيحضر، حتى أتأكد أنه ليس هو، وحين حضر عرفت أنه هو، لكنه أنكرنى تماما واحتد الكلام بيننا، والسيدة تقهقه والطفل يبكى.
وحين علت أصواتنا أكثر هددنى باستدعاء البوليس.
فانصرفت
وبتًّ ليلة مسهدة أتساءل بقلق بالغ عن الحق والحقيقة والموت والجنس والخلود.