نشرة “الإنسان والتطور”
الخميس: 5-4-2018
السنة الحادية عشرة
العدد: 3869
فى رحاب نجيب محفوظ
مراجعة وتحديث التناص على الأحلام المتبقية
(من 53 إلى 210)
تقاسيم على اللحن الأساسى
نص اللحن الأساسى: (نجيب محفوظ)
الحلم (65)
انقضى العام الدراسى وأعلن عن يوم الامتحان. ولم نكن فتحنا كتابا ولا حفظنا جملة توجب التفكير فيما ينبغى عمله. وثمة قلة كانت ما تزال تحتفظ بشئ من الاحترام لما هو معقول فقررت الامتناع عن حضور الامتحان.
أما الأخرى فكانت مولعة بالعبث واللامعقول فانتهزت الفرصة المتاحة وعزمت على حضور الامتحان.
وفى الصباح الموعود انتظمنا فى الصفوف ولبسنا أقنعة الجدية والاهتمام. وإذا برئيس اللجنة يقوم ويقول بصوت جهورى إنه سيوزع علينا ورقتين إحداهما تحوى الأسئلة والأخرى تحوى الإجابات الصحيحة. وذهلنا حقا فلم نكن نتصور أن بين أساتذتنا من يفوقنا فى حب العبث واللامعقول.
التناصّ (التقاسيم): (يحيى الرخاوى)
…أمسكت بورقة الإجابات الصحيحة، واكتشفت أنها خدعة، ذلك أنه مكتوب على رأس كل ورقة إجابة: “ضع سؤالا آخر لهذه الإجابة، غير السؤال الذى ورد فى ورقة الأسئلة” وسيكون التقدير على درجة ذكاء السؤال.
وصحنا معا: يا خبر أسود، ما هذا؟
فقال المراقب وهو يقهقه، حتى تتعلموا أنكم لستم أسياد الموقف وأن لكل إجابة أكثر من سؤال، وهذا يسرى على من حضر الامتحان أو من تصور أن الأكثر احتراما لما هو معقول ألا يحضره.
انبريتُ أنا نيابة عن زملائى محتجا أن المقرر لم يكن فيه تدريب على وضع أسئلة للإجابات هكذا، فقال المراقب إن المقرر يتعامل فقط مع المعقول، وأن التقدير سوف يكون على درجة اللامعقول فى أسئلتكم.
فقلت له:
ومن ذا الذى سيميز المعقول من اللامعقول؟
فقال:
وهل هذا يحتاج إلى تمييز؟!