نشرة “الإنسان والتطور”
الخميس: 15-11-2018
السنة الثانية عشرة
العدد: 4093
فى رحاب نجيب محفوظ
مراجعة وتحديث التناص على الأحلام المتبقية
(من 53 إلى 210)
تقاسيم على اللحن الأساسى
نص اللحن الأساسى: (نجيب محفوظ)
الحلم (97)
هذه حجرة السكرتارية حيث أمضيت عمرا قبل إحالتى إلى المعاش وحيث زاملت نخبة من الموظفين شاء القدر أن أشيع جنازاتهم جميعا واسترقت نظرة من داخل الحجرة لأرى من خلفونا من الشباب فكدت أن أصعق لأنى لم أر سوى زملائى القدامى واندفعت إلى الداخل هاتفا سلام الله على الأحباب متوقعا ذهولا واضطرابا ولكن أحدا لم يرفع رأسه عن أوراقه فارتددت إلى نفسى محبطا تعسا ولما حان وقت الانصراف غادروا مكاتبهم دون أن يلتفت أحد نحوى بما فيهم المترجمة الحسناء ووجدت نفسى وحيدا فى حجرة خالية.
التناصّ (التقاسيم): (يحيى الرخاوى)
…حاولت أن أتأكد أننى لم أخطئ المكان، اتجهت نحو نتيجة الحائط أتأكد من التاريخ، فوجدت كل أوراقها بيضاء تماما، وحين التفتُّ ورائى وجدت المدير العام خلفى، وهو الذى كنت أحترمه ويقدرنى، فسألنى ما الذى جاء بك إلى هنا فى هذا الوقت الحرج؟ فحكيت له ما كان، فقال لى، لكن أغلب من تحكى عنهم قد رحلوا إلى جوار ربهم، فقلت له: “أعلم ذلك، لكن هذا هو الذى حصل”، وهنا لمح نتيجة الحائط التى كنت مازلت أقف بجوارها، ونظر إلىّ نظرة ملؤها الشك برغم ما بيننا من تقدير واحترام، وأخذ ينزع الورقة تلو الورقة فلا يجد إلا بياضا وخلفه بياض، فالتفت إلىّ وقد ازداد شكه وتغيرت ملامحه وسألنى متّهِماً: “هل أنت الذى مسحت البيانات من على أوراق النتيجة؟” قلت له بسرعة: “سيادتك هو المدير هنا، وسيادتك سيد العارفين أنه لا أحد فى الدنيا يستطيع أن يفعل ذلك”.
قال بهدوء: فى الدنيا نعم، لكن فى الآخرة يُمكن ونصف.
قلت له: وهل نحن فى الدنيا أم فى الآخرة؟
قال: وكأنه يتراجع عن اتهامى: إيش عرفنى؟!!