فى رحاب نجيب محفوظ: تقاسيم على اللحن الأساسى: الحلم (94)
نشرة “الإنسان والتطور”
الخميس: 25-10-2018
السنة الثانية عشرة
العدد: 4072
فى رحاب نجيب محفوظ
مراجعة وتحديث التناص على الأحلام المتبقية
(من 53 إلى 210)
تقاسيم على اللحن الأساسى
نص اللحن الأساسى: (نجيب محفوظ)
الحلم (94)
خمسة انقضوا علىّ شاهرين المطاوى فسلبوا نقودى وفروا بسرعة مذهلة ولكن بعض ملامحهم انطبعت على ذاكرتى ومنذ وقوع هذا الحادث تجنبت المشى منفردا فى الشوارع الجانبية غير أن الشارع الرئيسى لم يكن يخلو من متاعب. فذات يوم وجدت المرور متوقفا والناس متكدسين على الجانبين وما لبث أن جاء طابور من سيارات عديدة ولما مر أمام ناظرى مؤخرة الطابور لمحت وجها انشق لمرآه قلبى فجعلت أنطق “يخلق من الشبه أربعين”.
التناصّ (التقاسيم): (يحيى الرخاوى)
سألت أحد الوقوف بجوارى ينتظر مرور الموكب حتى نعبر الشارع آمنين “موكب من هذا؟”، قال لى: “ألا تعرفه”؟ قلت له: لقد وقع لى ذات يوم حادث سطو بالإكراه وأنا فى طريقى إلى منزلى، وهو طريق جانبى لا تمر به سيارات، قال لى: “ما دخل هذا بذاك”؟ أنت الآن فى الطريق الرئيسى الوحيد، قلت لكن “الشبه” هو هو!!! وأنا لا أشك فى ذاكرتى” قال لى: “شبه من يا هذا؟ هذا موكب يفسح الطريق ويختبر الأمن لزفة كسوة الكعبة” قلت له: “ولكننا فى ديسمبر”، قال: “ما دخل ديسمبر برمضان الكريم”؟ قلت له: الله أكرم.
ومضيت بعيدا عن الموكب وعن الرجل وعن الشارع الرئيسى وعدت إلى طريقى الجانبى انتقل من حارة إلى حارة أضيق فأضيق حتى وجدتنى فجأة قد انتهيت إلى ميدان كبير جدا، وقد اشترك كل الناس بالآلاف فى ذكرٍ راقصٍ واحد، وعرفت أنه المسجد الأحمدى، والذكر يقوده بإنشاد عذب سيدى أحمد البدوى شخصيا احتفالا بفك قيد الأسرى جميعا، وحل طلاسم الفلسفات من كل الملل والأديان والمذاهب.
قلت لنفسى: الحمد لله، عوضنى ربى عن نقودى وعن خيبتى معاً.
قال واحد واقف بجوارى: عوضك بماذا؟
قلت: أنت مالك!
2018-10-25