نشرة “الإنسان والتطور”
الخميس: 13-8-2020
السنة الثالثة عشرة
العدد: 4730
فى رحاب نجيب محفوظ
مراجعة وتحديث التناص على الأحلام المتبقية
(من 53 إلى 210)
تقاسيم على اللحن الأساسى
نص اللحن الأساسى: (نجيب محفوظ)
الحلم (188)
رأيتنى أسير مع الشيخ زكريا أحمد نحو هضبة مغطاة بحمائل الأزهار وتقف فى مركزها أم كلثوم ووفد أهل الفن الحامولى وعثمان والمنيلاوى وعبد الحى حلمى وسيد درويش ومحمد عبد الوهاب ومنيرة المهدية وفتحية أحمد وليلى مراد وغنت أم كلثوم قائلة سمعت صوتا هاتفا فى السحر وأخذت تكرره حتى ساد القلق بيننا ثم أخذ صوتها ينخفض رويدا رويدا حتى تلاشى وغنت منيرة المهدية قائلة:
ليلة ما جَهْ
فى المنتزَه
يا دوب قعدنا
والكأس فى ايدنا
هف
طلع النهار
وغنى سيد درويش: زورونى كل سنة مرة
حرام الهجر بالمرة
وغنى الشيخ زكريا: يا عشرة الماضى الجميل ياريت تعودى
أما أنا فتلوت الفاتحة!..
التناصّ (التقاسيم): (يحيى الرخاوى)
….. ثم قدم علينا الشيخ محمد رفعت يتأبط ذراع الشيخ سيد مكاوى، فسكت الجميع والشيخ سيد يقوده، وهو يعرف طريقه أكثر من أى واحد منا حتى تصدر المجلس واعتلى الأريكة وتربع وبدأ يقرأ صورة الرحمن.
وحين رجعت إلى البيت وجه الفجر جانبنى النوم، فذهبت إلى مكتبتى أقلب كتبها لأختار ما أتصفحه قبل أن أنام؛ فالتقطت كتاب أصل الأنواع لداروين، وكتاب تفسير الأحلام لفرويد، وكتاب “رأس المال” لكارل ماركس، فأخذتها جميعا ورصصتها أمامى وأخذ ناظرى يتنقل بينهما وأنا محتار أيها أختار.
ولم أفتح ولا واحداً منها، ذلك أننى كنت مازلت مشدودا إلى الأغانى وآيات الذكر الحكيم التى ملأتنى فى تلك الليلة المباركة، وقلت: يا ربى متى يعرف الناس أن كل شىء هو ضرورى لكل شىء؟