الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / الأربعاء الحر: مقتطف من: دليل الطالب الذكى فى علم النفس انطلاقا من: قصر العينى: الفصل السابع :عن الطاقة والحياة (2)

الأربعاء الحر: مقتطف من: دليل الطالب الذكى فى علم النفس انطلاقا من: قصر العينى: الفصل السابع :عن الطاقة والحياة (2)

نشرة “الإنسان والتطور”

الأربعاء: 12-8-2020

السنة الثالثة عشرة:

العدد: 4729

الأربعاء الحر:

مقتطف من: دليل الطالب الذكى فى علم النفس انطلاقا من: قصر العينى (1)

مقدمة:

أنتهت نشرة الأسبوع الماضى كالتالى:

المعلم: ثم عادت إلى الظهور من مدخل علم الإثولوجيا  Ethologic

الطالب: علم ماذا؟

المعلم: هل نسيت؟ لقد ذكرنا هذا الاسم من قبل، وقلنا إن هذا العلم هو علم الطباع والأجناس وتكوينها.

الطالب: نعم نعم؟ كان ذلك بشأن الحديث عن “الطاقة الخاصة الفعالة” في فصل التعلم.

المعلم: عليك نور.

الفصل السابع :عن الطاقة والحياة (2)

ونكمل اليوم

الطالب: هل تعنى أن الطاقة الخاصة الفعالة هى هى الغرائز النوعية والدوافع الفطرية؟

المعلم: هناك ترابط حتما، لكن ليس بالضرورة أن تكون هى هى.

الطالب: (مقاطعا) كل ماتفعلونه بعد الهجوم والدفاع، أن تغيروا الأسماء، فبدلا من نظرية الغرائز تتكلمون عن الإثولوجيا، وبدلا من دوافع السلوك الفلانى، تسمونها الطاقة الخاصة الفعالة .. على من تضحكون بالله عليكم؟ على أنفسكم؟

المعلم: مالك تتكلم بهذه الحدة، إن الحقائق الأصيلة واحدة، وهى تأخذ أسماء تابعة للعلم الذى يدرسها، ولما اصبحت دراسة الطباع والأجناس هى المختصة بدراسة الغرائز والدوافع، وكذلك السلوك المطبوع ووراثة الصفات والسلوك جميعا، عادت لتأخذ مكانها الطبيعى بلغة النيوروبيولوجيا، ومن ثَمَّ فى دراسة النفس من هذا المدخل، ولا يضر الظاهرة أن تتوارى بعض الشئ نتيجة لسوء استعمال لغة غامضة لتعود إلى الظهور تحت ألفاظ أدق ولغة أوضح.

الطالب: سمها ما تشاء، وأكمل من فضلك لعلى أفهم.

المعلم: إن كلمة الطاقة التى حيرتنى وشغلتنى، ولعلها هى التى أسماها فرويد (أو أسمى شبيهتها) “الللبيدو”، والتى أعلى من  شأنها مكدوجال فى نظريته عن الغرائز، والتى وصفت مؤخرا من منطلق الإثولوجيا باعتبار “.. أنه فى أى وقت من الأوقات يوجد “كم” من الطاقة متاح لتنشيط جانب من السلوك الغريزى”.. كل ذلك لم يوضح لى معنى الطاقة بشكل كاف.

الطالب: فماذا أنا فاعل الآن؟ ماذا أذاكر وماذا أدع؟ بل ماذا أعرف أصلا؟

المعلم: فكـِّـر معى يا أخى.

الطالب: أفكر؟ هكذا خبط لزق، أنا أريد أن أذاكر وأنجح.

المعلم: لا أطالبك بالتفكير بديلا عن المذاكرة، وأعيد عليك بإيجاز ما فصلته منذ قليل، وهو أنه يستحيل أن تكون الطاقة التى أعنيها بالمعنى المطلق للكلمة، وإنما هى مرادفة لتنظيم نيورونى، معين، بترتيب معين جاهز للإطلاق، لإصدار سلوك معين.

الطالب: ترتيب نيورونى جاهز للإطلاق؟ يعنى ماذا؟

المعلم: ألم أطالبك أن تتصور معى أن ترتيب الأجزاء ترتيبا خاصا متناسقا جاهزا للإطلاق هو هو أصل الطاقة المعنية.

الطالب: يمكن، ولكن الحديث عن مقدار الطاقة وإزاحة الطاقة صعب بهذه اللغة.

 المعلم: تماما، ولكن لابد أن تتذكر احتمال أن كل تركيب نيورونى له مقابل تنظيم خلوى.

الطالب: وهل تعنى بكل ذلك أن أى دافع وأى عاطفة لهما ترتيب خصوصى؟ نيورونى وخلوى أيضا

المعلم: فعلا، تقريبا

الطالب: الآن تذكرتك حين أشرت إلى إزاحة النشاط  (2)، فإذا صدقتك الآن فكيف تفسر حكاية الإزاحة هذه بتركيباتك النيورونية.

المعلم: إذا أعيق تنظيم عن الإطلاق، أزيح حتى يطلق بديلا عنه، مدفوعا ضمنيا من خلال هذه الإعاقته، وهكذا.

الطالب: أكاد أصدقك.

المعلم: وكلما زادت مساحة التنظيم، وارتبطت بأكثر من تنظيم آخر، وشملت أكثر من تنظيم اصغر، كان الدافع أو العاطفة أرقى وأشمل، وذلك يسير جنبا إلى جنب مع مراحل النمو من ناحية، ومع ظروف البيئة ومجالاتها من ناحية أخرى

الطالب: ولكن معنى كل ذلك أن الوظائف الدوافعية هى التنظيمات الموروثة الجاهزة للإطلاق، فماذا تدفع.

المعلم: إنها إذْ تُطلق، وأحيانا يقولون تُبسط Unfolded إنما تثير فى نفس الوقت تنشيط ترابطات مناسبة تخدم الهدف من إطلاقها، وتناسب – عادة – ظروف الحاجة إلى إطلاقها؟

الطالب: وهذا التنشيط هو الذى جعلها تستحق اسم “الدوافعية”.

المعلم: نعم، ولكن هذه التنظيمات الأولية إذْ تتصاعد فى الترابط تندمج تنظيماتها فى النهاية مع تنظيمات أعلى المراتب فى الوظائف المعرفية حتى ليصبحا واحدا.

الطالب: غير فاهم.

المعلم: إذا كنت غير فاهم هذه البدايات، فكيف بالله عليك سأوصل لك تربيطات الإبداع ومدى ما يمكن أن يشمل من ترابطات، إن الإبداع يشكل أرقى شمول للعواطف والدوافع والتشكيلات الترابطية فى تناسق تكاملى عال.

الطالب: تعنى أن الإبداع ليس هو التفكير الإبداعى فحسب.

المعلم: طبعا، إذ هو قمة التكامل بين أعلى ارتباطات كل الوظائف، والقاعدة أنك كلما تقدمت على سلم النمو وجدت أن أعلى الوظائف فى كل ناحية تكاد تكون هى هى، فلا يمكن فصل التفكير الإبداعى عن دوافع نمو الذات ( أو امتداد الذات) عن العواطف الأرقى المقابلة ( كما سيأتى) وكل هذا يعد بأن يلتقى فى واحدية عند القمة.

الطالب: يعد بماذا؟؟ الله .. الله !! هذا هو اجتماع القمة الترابطية.

المعلم: نـِـعـْـمَ ما قلت.

الطالب: طيب طيب، ولكن ما علاقة هذه الطاقة بمختلف ما يسمونه الدوافع؟

[1] –  يحيى الرخاوى: “دليل الطالب الذكى فى: علم النفس انطلاقا من: قصر العينى” منشورات جمعية الطب النفسى التطورى (2019)،  والكتاب قديم مهم (الطبعة الأولى سنة 1982 ) ولم يتم تحديثه فى هذه الطبعة، موجود فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مركز الرخاوى للتدريب والبحوث: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا حاليا بموقع المؤلف، وهذا هو الرابط  www.rakhawy.net 

[2]-  صفحة 139

admin-ajaxadmin-ajax (1)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *