فى رحاب نجيب محفوظ: تقاسيم على اللحن الأساسى: الحلم (179)
نشرة “الإنسان والتطور”
الخميس: 11-6-2020
السنة الثالثة عشرة
العدد: 4667
فى رحاب نجيب محفوظ
مراجعة وتحديث التناص على الأحلام المتبقية
(من 53 إلى 210)
تقاسيم على اللحن الأساسى
نص اللحن الأساسى: (نجيب محفوظ)
الحلم (179)
زارنى المرحوم صديقى الحميم وسألنى عن أسباب حزنى فقلت له إن ضعف السمع والبصر حال بينى وبين مصادر الثقافة المقروءة والمسموعة والمرئية فمضى بى إلى دار نشر يديرها أحد زملائنا فى الجامعة وسأله عن كتاب يجمع الأفكار الحديثة فى العلم والفسلفة والأدب فجاءنا بكتاب ضخم ثم أهدانا طبعة أخيرة من القرآن الكريم قائلا إن التفسير الموجود به غير مسبوق فأخذناها وفى الطريق قال لى صديقى سأزورك كل مساء وأقرأ لك سورة من القرآن الكريم وفصلاً من الكتاب حتى نختمهما فدعوت له قائلا: يرحمك الله ويسكنك فسيح جناته.
التناصّ (التقاسيم): (يحيى الرخاوى)
… قال آمين، ثم أخذ يزورنى بانتظام، وما أن أقدّم له قرص الرحمة والشاى بالقرفة حتى ينطلق فى قراءة القرآن بصوت الشيخ محمد رفعت، فأسمعه وكأنى أسمعه لأول مرة، وكأن سمعى قد عاد سليما مائة فى المائة. وما أن يبدأ فى قراءة التفسير حتى أستعيده بدل المرة ألف، فييأس ويذكرنى أن موقفى من التفسير سوف أحاسب عليه، قلت له: بالضبط وهذا هو ما أريده. وحين يبدأ فى قراءة كتاب الأفكار الحديثة أقول له: هل رأيت؟ فيسألنى رأيت ماذا؟ فأقول: إن عدم التفسير يجعل الأمور أكثر اتساقا، فيقول أنت حر وحسابك على الله فأقول: وهل هناك أفضل وأعدل من ذلك.
2020-06-11