نشرة “الإنسان والتطور”
الخميس: 12-3-2020
السنة الثالثة عشرة
العدد: 4577
فى رحاب نجيب محفوظ
مراجعة وتحديث التناص على الأحلام المتبقية
(من 53 إلى 210)
تقاسيم على اللحن الأساسى
نص اللحن الأساسى: (نجيب محفوظ)
الحلم (166)
وجدتنى فى القطار ببلدة النور وكانت العربة خالية فبث الخلو الرهبة فى نفسى وتحسست محفظتى وناوشتنى المخاوف وعند أول محطة أردت النزول فرأيت على رصيف المحطة رجالا تنطق وجوههم بالشر والعدوان فتراجعت إلى مكانى وقد ازدادت مخاوفى وإذا بفتاة وسيمة تصعد إلى العربة وتجلس غير بعيدة عنى فسألتها هل تحرش بها الرجال فأجابت بأنهم فى غاية التهذيب والأدب فذهلت وساورنى شك فى أنها متآمرة معهم للإيقاع بى وذهبت إلى آخر العربة متحفزا للدفاع ووصل القطار إلى بلدة النور فغادرته إلى أول حديقة من حدائقه التى لا تحصى وهناك هفا علىّ نسيم معطر بروائح الورد والفل والياسيمن والحناء فتسلل إلى جفونى النعاس واستسلمت له متناسيا المحفظة والمخاوف ونمت نوما هادئا عميقا على أنغام موسيقى تأتى من الداخل.
التناصّ (التقاسيم): (يحيى الرخاوى)
… لم أكد أفتح عينى حين هزتنى الفتاة لأستيقظ حتى لاحظت أن الرجال إياهم يحيطون بها وقد تغيرت سحنتهم وامتشقتْ أعوادهم ونبتت لهم أجنحة شفافة بدت لى أنها صنعت من نور، قلت لها: هل سمعت الموسيقى؟ قالت: طبعا أليست هى التى أيقظتك! قلت لها: لو أنك حقا سمعت الموسيقى لما أيقظتنى، فأنا لم أسمع مثلها فى حياتى. قالت: هذا كلام فات أوانه، فلم تعد لك حياة إلا هذه. وناولتنى محفظتى التى كنت قد نسيت أين خبأتها، وحين هممت أن أفتحها خطفها الرجال الملائكة وطاروا دون إبطاء، فاستدرت إلى الفتاة وقلت لها: أهكذا؟
فقالت: هكذا ماذا وأنت السبب في كل هذا.