نشرة “الإنسان والتطور”
السبت: 18-11-2023
السنة السابعة عشر
العدد: 5922
مقتطفات من: “فقه العلاقات البشرية”(4) [1]
عبر ديوان “أغوار النفس”
الكتاب الرابع:
“قراءة فى نقد النص البشرى.. للمُعـَالِج”
الفصل الثانى:
جمل المحامل (2 من 2)
………………..
………………..
كنت قد ناقشت هذا المثل من قبل [2] ، ونبهت إلى احتمال أن يكون له معنى آخر غير القسوة التى تبدو فى ظاهره، وهو أن المحروم جدا، إذا ما بدأ حرمانه من فترة باكرة، واستمر حتى أصبح هو “نوع وجوده”، فإنه يحتاج إلى نوع آخر من العطاء، غير مجرد إشباع الجوع، وقد شبهت قسوة الحرمان التى يترتب عليها هذا العجز عن الارتواء، بالوجود المثقوب، الذى كلما ملأته بما يستحق أن يُملأ به يتسرب ما وضعته فيه من “ثقب الحرمان المزمن”، وبالتالى، مرة أخرى يصبح مثل من يشرب الماء المالح، كلما شرب ازداد عطشا.
ثرت أكثر على هذا الموقف، وأن يكون حرمانى من دور “الشخص العادى”، هو مبرر لمزيد من الحرمان، وأن أستمر فى حملهم (جمل المحامل) بقية عمرى، وهذا ما جاء فى المتن فى الفقرة التالية تفسيرا للمثل المستشهد به.
هل معنى أن تمتنع عن إطعام المحروم الذى تتصور أنه لا يشبع أن يصبح حرمانه قدرا أبديا بلا ذنب جناه، إلا أنه أجـَّل حقه حتى يكبر من حوله بما يسمح له أن يأتى دوره ليأخذ كما أخذوا ؟
هذا ما جاء – احتجاجا – فى الفقرة التالية:
– كده برضه ياناس؟!!
بعد دا كله ؟ إلحق عليه؟!!
بقى دا اسمه كلام تتمثلوا بيه؟!!
قال إيه، قال إيه:
= إيش يفهم فى الغنوة الأطرش؟
إيش يفهم فى الصورة الأعمي؟
إيش يفهم محروم من يومه،
فى الحـنـية والملاغية؟
”إطعم مطعوم، يــستطعـم
أما المحروم، يــستحمل”
وصلنى أن هذا الاستحمال هو إشارة إلى ضرورة الصبر الحتمى المفروض والتأجيل إلى ما لا أعرف متى، إلى متى؟؟
أذكر أننى طرحت عليهم هذا السؤال بشكل مباشر أو غير مباشر، فجاءنى الرد، ربما من نفس التى استشهدتْ بالمثل السالف الذكر “أنه: كل آتٍ قريب” (ما خلاص هانت)، أو لعلها أشارت: “سوف نقول لك، حين نرى الوقت مناسبا” أو شىء من هذا القبيل، ولعلها تساءلت: لماذا الاستعجال؟ (كل هذا بالألفاظ أو بلسان الحال!!)
وينتبه إلى أن التأجيل والاستحمال قد يـُفرضان عليه فرضا وبشكل دائم ويتواصل الحوار:
– يستحمل تانى يا ناس؟ دا حرام!
= ما خلاص هانت.
– لأ ما هانتشى. . إيش عرفنى؟
مش يمكن لعبة “إستني” تفضل على طول؟
على ما يحصَّلنى الدور حاخلص.
القلب مقدد.
والجرح ممدِّدْ.
فى الأرض الشوك،
والميه عصير صبار.
= ما تكركبهاش، على مهلك
و”سعيده” وحابـْـقـَـى انـْـدَهـْـلـَـك!!!
حين يحتد الجوع والاحتياج بهذا الوضوح، يصبح الوعد بالرِّى أصعب من القبول بالواقع، بل إن مثل هذا الوعد، لو انساق المخدوع إليه يزيد الجوع اشتعالا، فالجوع مع التلويح باحتمال الرى هو أقسى من الجوع مع التسليم باستحالة الرى، فالحذر من أن تكون هذه اللمعة فى الأفق ليست إلا سرابا: واجب “مش يمكن لعبة إستنى تفضل على طول“؟
الانتظار المفتوح هكذا هو أخبث ألعاب التأجيل وعْدا بما لا يكون، بما يترتب عليه أن تحل النهاية قبل أن يأتى عليه الدور “على ما يحصلنى الدور حاخلص“، السخرية التى تلت ذلك تتبدى فى قول لسان حالهم:
“سعيدة”، وحـَـابـْـقـَـى اندهلك”،
ربما يكشف هذا النوع من التحيه الفرق بين: “وداعاً” وبين “إلى اللقاء”([3])، فما بالك بـ “سعيدة” وهى تحية غير مألوفة فى ثقافتنا، سعيدة هنا تشير إلى الاستهانة بجدية المطالبة بالحق فى الضعف وفى الأخذ وفى الرؤية.
هنا تقفز أهمية التدريب على الجانب الإيجابى من “معايشة اللحظة” “هنا والآن”، بدأً بـ (حدْس اللحظة) ([4]) من تنظير باشلار، حتى الممارسة العملية فى العلاج الجمعى، إنه لا شىء يوجد إلا “الآن”، ما ليس هو الآن، ليس هو، ألح علىّ هذا المبدأ حتى عبرت عنه فى الأراجيز التى كتبتها للأطفال قائلا:
ييجى بـُكـْرَه، يلاقى نفسه:
“النهارده” بتاع غداً([5])
إذن ليس هناك بكره!
فما العمل؟
يخيل إلىّ أن التعريه فى المقطع التالى هى موضوعية أكثر منها تسوُّلٌ لزج.
واتهيألى حايشوفوا انا مين.
وانى غلبان محتاج ليهم،
وجعان، محروم، عايش بيهم،
أضعفْ، وازحف، وأَقَعْ، وأقوم.
إذا كان الحق البسيط العادى (حق الضعف، وحق المعاملة بالمثل) غير جاهز، أو حتى غير وارد، فإن الاستمرار فى المطالبة به يصبح نوعا من النعابة، ولا مفر من أن يمتلئ، ما هو “الآن” بانتظار من نوع آخر، فليستمر الجمل فى حمل “المحامل” بشرف دون شكوى، حتى لو حمل الكرة الأرضية فوق قرنه.
وشهور وسنين وانا باستنى
“شـِـلـْـتـَـهـَـا على قرنى” وباتْمنى
حـَـمـْـل همّ كل الناس، بإرادة متواضعه، دون ادعاء النبوة، والاستمرار فى ذلك دون نعابة تنتظر المقابل، هو نوع الموقف الذى يؤكده استمرار التميز ومواصلة العطاء.
ولكن: هل هذا ممكن دون الانزلاق إلى المثالية الخائبة، فوجدت ما دفعنى إلى الناس/الناس أكثر وأرحب.
وبنيت قصرى سكّنته الناس
لست متأكدا ماذا يعنى “القصر” هنا، حضرنى قول مواز من قصيدة لى بالفصحى “رسالة من دون كيشوت إلى إخوان أبى لهب”([6]) والتى ورد فيها نص فيه كلام عن: “روضتى” و”ملعبى”، وأعتقد أن لهذا وذاك صلة ببناء “قصرى” هنا.
جاء ما يلى فى قصيدة الفصحى وهى التي اقتطفت منها حالا، جاء فيها أيضا:
فى “روضتى”،
ألقيت بذرة القلق
نبتت بوجدان البشر
وقد أنهيت هذه القصيدة بقولى:
يا سادتى
هذا أنا لمَّا أزل
سيفى خشب
لكن لؤلؤة الحياة بداخلى لا تنكسر
وبرغم واقعنا الغبى
ينمو البشر فى ملعبى
تصورت الآن أن شطر “وبنيت قصرى سكنته الناس” يمكن أن يشير إلى أن ذلك قد تم فى “روضتى” التى ألقيت فيها بذرة القلق، وأن ذلك القصر محاط “بملعبى” حيث “ينمو البشر”.
المألوف أن القصر هو لصاحب القصر دون الناس، وأن الملعب للعب دون النمو، إلا أنه يبدو أننى حين اضطررت اضطرارا لهذا التأجيل ردا على تخليهم وسخريتهم، نسيت التأجيل، واتسعت دائرة مسئوليتى ربما “غصبا عنى”، حتى صار همى هو كل “الناس” بدءًا بالأقرب، مرة أحاول أن أسكنهم قصر فكرى وخبرتى انطلاقا إلى قصورهم الخاصة المفتوحة، ومرة أخرى لأتيح لهم اللعب (الإبداع) فى ملعبى، حتى يكملوا مسيرة النمو (الإبداع)، فخطر لى أن ملعبى هذا هو هو حول ذلك القصر.
إن كان الأمر حقيقة كذلك فأين الانتظار؟ ولماذا التأجيل؟
لأننى ظلـَـلـْـت وأظل ذلك الانسان الفرد الضعيف صاحب الحق، لكن دون نعابة، أنتظر أن يرانى أحدهم كما أنا، وليس كصاحب القصر المبنى فى الروضة وحوله الملعب.
ويتكرر الاحتجاج على طلب الحق فى الضعف، فيتكرر رفض هذا الاحتجاج
= ما فيناش من كـِدَهْ مش لايقة عليك.
– لأ. لايقة ونـص:
ويتصاعد التحدى كما تتأصل الثقة بأنه: ما دام الوقت “الآن” ملىء بالناس للناس، فالحق واصلٌ لصاحبه مهما طال الزمن.
لو حتى الليل طال ست شهور،
والتلج اتجمع فوق قلبى،
والطفل اتجمد مالسقعه،
والدم اتوقف فى عروقى،
والنهر بقى صخر بيلمع،
والوادى بقى صحرا بتلسع
والبنى آدمين بقوا مـش هَّمهْ،
أنا حاعملها.
ويـُقـَابـَل هذا التحدى بالإصرار من جانبهم على أن يظل يحمِلها مادام يدعى أنه بكل هذه القدرة.
= قدها وقدود، ياللا اعملها،
بس تخليكْ، برضه شايِلْـهَا
كررت الحديث مرارا كيف أن الوعى الجماعى Collective Consciousness الذى يتكون منا معا أثناء العلاج الجمعى، نتيجة حركية (وتناصّ) النصوص البشرية أثناء إعادة تشكيلها معا، هو وعى متصاعد إلى وعى أوسع فأشمل، فأعلى فأرحب، حتى تتناغم مستويات الوعى فيما تفيده نهاية القصيدة التى أنهيتـُـها بهذا الإصرار:
– ربنا موجود حا يعدِّلهـا
يزرع فى قلوب المحرومين:
بذرة تنبت، حُبَ وتسبيح،
تطرح شجرة لها ضِلَ كبير،
تحضن نِسمـَة وتغازل الريح،
وتفرَّع توصل لخالـقـها.
لكنهم – برغم كل ذلك – لا يكفون عن الاستبعاد والتثبيط والسخرية.
=إبقى قابلنى !!
وفى المقابل: لا أهمد بدورى من الحركة والتجريب والسعى بالناس إلى الناس،
فأكتشف أن الناس الذين يملئوننى بحق: ليسوا هؤلاء الناس المعتمدين علىّ طول الوقت، وإنما هم الناس بداخلى وخارجى فى حركة مثقلة مع هذا الوعى الجماعى الذى يتخلق ناميا باستمرار “إليه”.
– وطـْـلـِـعـْـت أدب،
نزلت أدب،
ولقيت ناسى
جوَّه وْ بَرَّه
مالْيين القلب.
وِقتلت الغول
حَوَّطوا بيَّا
وعملناها:
طِلعـِتْ هيـَّـا
يلاحظ هنا أن القصيدة انتهت بـ “وعَمَلْنَـاهَـا”، وليس بـ “عملتها”، إذن يبدو أن القضية لا تتوقف عند “أكون أو لا أكون” أو حتى عند “أكون أو أصير”، وإنما بالضرورة عند “أكون لنكون، فيكونون لأكون”.
وبعـد
أين يقع كل هذا من العلاج النفسى؟
أولا: نبهت ابتداء أن هذه القصيدة، والتى تليها (الأخيرة) فيها جرعة السيرة الذاتية غالبة بشكل كاد يفصلها عن “فقه العلاقات البشرية”، لكننى أضيف هنا: وهل أنا أعالج مرضاى إلا بما هو أنا، بعجزى واجتهادى ومحاولتى وتعريتى وعلاقتى بنفسى وبهم إلى ربنا؟ وهل أنا إلا أحد نـُـصوص قصيدة الوجود البشرية؟
ثانيا: لعل فى هذه القصيدة ما يوصل لمن يقبل الاشتغال بهذه المهنة مدى صعوبتها التى تحتاج إلى مجاهدة النفس إلى هذه الدرجة حتى يمكن أن يستمر.
ثالثا: يبدو ان هذا الموقف البسيط العنيد الصعب كان هو هو موقفى منذ تبينت معالم مسارى الشخصى من خلال مهنتى، فقد حضرتنى قصيدة موازية كتبتها بالفصحى قبل عام واحد من كتابة هذا الديوان، وقد حاولت أن أبين فى هذه القصيدة معالم أوضح لهذا الموقف، وقد رأيت إثباتها كاملة هنا بعد أن حذفتها من الطبعة الأخيرة لديوان “سر اللعبة” لست أدرى لماذا: هي نفس القصيدة التي رأيت أخيرا أن أثبتها كاملة: “رسالة من دون كيشوت إلى إخوان أبى لهب”:
– 1-
يا سادتى:
”تبَّتْ يدا أبى لهب”
ماذا كسب؟
يا سادتى
هذا أنا لمّا أزل
”ألقى السلاح؟؟”
لا ..
هذى أمانيكم ،
(…كذا ؟!!!)
والسيد اليأسُ المُلثـَّـمُ بالعــدمْ
يلقى التحيةَ الشماتةَ الندمْ
على مُصارع الهواءِ الذاهل اللبّ المتيــَّمِ بالأملْ،
سيفى خشب؟!!!
خيرٌ من الحبل المَسَدْ
فى جيدِكمْ
– 2-
طـاحونتِى …
عبثَ الهواءُ بكفــِّها،
دارتْ تئنُّ، توقفتْ، دارتْ
طاحونتـِى، ثأرى القديم
لكنَّ رَوْضى يرتوى من مائِهاَ،
مهما علا سدُّ الفزعْ
وتعثــَّر المجرى بجندل ظنكم
لن توقفوا نهرَ الحياهْ
بل، فاحذورا طوفَانها
– 3-
فى روضتى:
ألقيتُ بذرة القلق
نبتتْ بوجدان البشر
نحت الجنينُ الطينَ فانهار العدمْ
صرخ الوليدُ الطفلُ أذَّن بالألمْ
وتطاول الشجرُ الجديدْ:
يعلو قبابَ الكون إذ يغزو القمر،
والشوكُ يدمى الكفَّ إذ يحمى الثمرْ
واللؤلؤُ البراق فوق الساقِ من صمغ الضجـَّرْ
– 4-
ذى صرخـَتـِى
سوطُ اللهــيبِ النورِ رعدُ القارعة
يكوى الوجوهْ..
يا ويحكمْ !!
من يوقْفُ الرجعَ الصـَّدى فى قلبكم
هيهاتْ . .
إلا الموت،
حتى الموت لا يُخفى الحقيقة بعدنا
. . .
يا ويحكــمْ منها بداخلكم . ،
نعمْ،… ليست ” أنا “
بل “نحن ” فى عمق الوجودْ
بل واهبُ الطينَ الحياة
بل سر أصل الكون، كل الكل،
نبض الله فى جنباتنا
ليستْ أنا
– 5 –
يا سادتى
هذا أنا ، لمّا أزلْ
سيفى خشب ؟؟
لكنّ لؤلؤة الحياة بداخلى لا تنكسرْ
وبرغم واقعنا الغبى ،
ينمو البشرْ. . . فى ملعبى
وبعد
كالعادة أختم الفصل كالعادة بالقصيدة الأساسية من ديوان “أغوار النفس”، وها هي ذي مكتملة:
(1)
= لأ.. عـَنـْدَكْ !!
– ليه ؟
= ممنوع ده !!
– إيه ؟
= ممنوع كـلُّــه،
– طب أعمل إيه ؟
= زى ما دايما كُنْت بتعمِلْ.
قَرْنَكْ جامد، خَلِّيك شايل.
– لأ مش لاعب.. جرى إيه ؟.. الله !!
= إعقل يابــا، قلنا ممنوع، ممنوع:
ممنوع تِغْضَبْ، تِزْعَلْ، تِهْمَدْ، تِسْكُتْ،
تِحْلَمْ، تِسْرَحْ….،
ممنوع كــله.
– ولإمتى يا نـــاس؟
= بكره انشـــالله
– بقى كده !! بكره ؟
فيه إيه بكره؟
= بكره حانِسْمَح لَك تتكلم.
بكره حانسمح لك تتـألم.
بكره حاتجنى ثمرة كـُدَّكْ،
لما نِكْبَر نبقى قَدَّكْ !!
– وانا مالى قدّ، .. ومالى حدّ.
خايف لاتكون الحاره سد.
والصبر مرار !
وانا مش رافض أشرب كاسه.
على شرط يكون للكاس دا قرار.
واستحمل طول الليل غُــلبى،
على شرط الليل ييجى بعده نهار.
والصّحّرا بنزرع فيها الصبر،
تطرح حرمان.
نسقيه من طولة البال،
وبْنِحْدِى كلام ونقول موَّال:
”جمل المحامل بِرِكْ شـِمْتِتْ لـَعَادِى فيه”
= جمل المحامل لابيشكى .. ولا بيقول آه
- ليه يعنى بقي!! ما هو نِفْسو يعيش، زى العايشين؟
= ما هو عايش اهه، إسم الله عليه.
بيقول ويعيد، ونْـــرُد عليه،
بـيشيل فى همْوَم، وف غُلْب الناس،
وحياخد إيه غير وجع الراس،
من زن الحاجة ومدّ إيديه؟
- كده برضه ياناس ؟
بعد دا كله ؟ الحق عليه !!
= إيش يفهم فى الغنوة الأطرش؟
إيش يفهم فى الصورهْ الأعمي؟
إيش يفهم محروم من يومُهْ،
فى الحـنـية والملاَغِيَّهْ؟
”إِطْعمْ مطعومْ: يِــسْتَطْعَـمْ
أما المحرومْ، يــِسْتَحْمِل”
- يستحمل تانى يا ناس ؟ دا حرام !
= ما خلاص هانت.
-لأ ما هانتشى .. إيش عرفنى ؟
مش يمكن لعبة “إستني” تفضل على طول؟
على ما يحصَّلنى الدور حاخْلَصْ.
القلب مقدد.
والجرح ممدد.
فى الأرض الشوك،
والميه عصير صبار .
=ما تكركبهاش; على مَهْلَكْ
و”سعيده” وحاابـْـقى اندهلك !!!
(2)
وشهور ويام وانا باستنى،
شلتها على قَرْنِى وباتمنى،
وبنيت قصرى .. سَكِّـنْتُه الناس.
واتْهَيَّألى حايشوفوا انا مين.
وانِّى غلبان محتاج ليهم،
وجعان، محروم، عايش بيهم،
أضْعَفْ، وازحَفْ، وأقَعْ، وأقوُمْ.
= ما فيناش من كده مش لايقة عليك.
- لأ. لايقة ونـص:
لو حتى الليل طال ست شهور،
والتلج اتجمع فوق قلبى،
والطفل اتجمد مالسقعه،
والدم اتوقف فى عروقى،
والنهر بقى صخر بيلمعْ،
والوادى بقى صحرا بتلسعْ
والبنى آدمين بقوا مـش همَّا،
أنا حاعملها.
= قدها وقدود، ياللا اعملها ،
بس تخليكْ، برضه شايِلْـهَا
- ربنا موجود حا يعِّدلْهَـا :
يزرع فى قلوب المحرومين،
بذرة تنبت، حب وتَسْبيح،
تِطْرح شجرة لها ضِلّ كبير،
تِحْضُنْ نِسْمة وتغازل الريح،
وتفرَّع توصل لِخَالـِقـْها .
= إبقى قابلنى !!
- وطلعت أدبّ،
نزلت أدبّ،
ولقيت ناسى
هنا جوا القلب.
قتلت الغول
حَوَّطُوا بيا
وعَمْلنـاهـا،
”طِلْعِتْ هِيَّا”.
……………
……………
ونواصل الأسبوع القادم قراءة الفصل الثالث “الخلاص”
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] – يحيى الرخاوى: (2018) سلسلة “فقه العلاقات البشرية” (4) (عبر ديوان: “أغوار النفس”) “قراءة فى نقد النص البشرى للمُعـَالِج“، الناشر: جمعية الطب النفسى التطورى – القاهرة.
[2] – “إطعم مطعوم، ولا تطعم محروم”
يحيى الرخاوى ” قراءة فى النفس البشرية (من واقع ثقافتنا الشعبية)” (ص 87) منشورات جمعية الطب النفسى التطورى- 2017
[3] – الفرق بين a diet & ou revoin
[4] – يمكنك الرجوع إلى أطروحتى عن الزمن “إشكالة الزمن: فى الحياة، والمرض النفسى، والعلاج الجمعى” عدد أبريل/سبتمبر 1988 مجلة الإنسان والتطور. www.rakhawy.net
[5] – يحيى الرخاوى: (2017) أرجوزة “الخوف” من أغانى مصرية: “عن الفطرة البشرية للأطفالóالكبار (وبالعكس)” منشورات جمعية الطب النفسى التطورى.
[6] – يحيى الرخاوى: “رسالة من دون كيشوت إلى إخوان أبى لهب” ديوان “سر اللعبة” (الطبعة الأولى فقط) و”دراسة فى علم السيكوباثولوجى” ص 863 منشورات جمعية الطب النفسى التطورى