نشرة “الإنسان والتطور”
السبت: 30-12-2023
السنة السابعة عشر
العدد: 5964
مقتطفات من: “فقه العلاقات البشرية”(4)[1]
عبر ديوان “أغوار النفس”
الكتاب الرابع:
“قراءة فى نقد النص البشرى.. للمُعـَالِج”
الفصل الرابع
الخاتمة
هذه الخاتمة خاتمة فعلا، وعلاقتها ضعيفة نسبيا بما هو علاج نفسى، اللهم إلا فى التأكيد على أن الأصلح لعلاج المصرى هو المصرى، والأصلح لعلاج العربى هو العربى، والأصلح لعلاج الهندى هو الهندى، والأصلح لعلاج الأمريكى لست أدرى من!!!
الاختلافات الثقافية ليست مجرد فروق تاريخية أو جغرافية أو اجتماعية أو دينية، وإنما هى كل ذلك معا، وأكثر.
وهذا هو عمق موقفى كمعالج وهو ما أرجو أن يتضح من هذه الخاتمة.
الصراع الذى كان ومازال قائما بينى وبينى هو مدى تعلقى بطين هذا البلد الذى ولدت على أرضه، ونشأت فى رحابه، ورضعت من طيبته وكرمه، وبين حبى للإنسان فى كل مكان على أى أرض، ما دام هو هو زميلى فى البشرية – “خلقةْ ربنا”.
ثم خيل إلىّ أننى وجدت الحل أخيرا حين تذكرت أن أى صاروخ مهما كانت وجهته فإنه لابد له من قاعدة ثابتة ومتينة وجاهزة ومنضبطة، سواء كان صاروخا عابرا للقارات، أو عابرا للأزمنة، أو عابرا للأفلاك، من هنا أحسست أن حبى لمصر / الطين / الناس / الطيبة / الخيبة / التاريخ / الوقفة، هو هو حبى للإنسان البشر / البَعد / الكون / الله، فى رحلة التكامل.
أذكر أن بداية هذه القصيدة كانت موجهة للصديق الذى أهديت إليه هذا العمل الحالي المرحوم أ.د.محمد شعلان سافر وفى نيته الهجرة، وقد كتبت هذه القصيدة، وكان مازال في “مشروع هجرته” وكان لم يستقر بعد نهائيا فى قراره، وهو صديق أحببته، وكنت ومازلت أحبه حبا شديدا، فجذوره من طين بلدى، برغم أن فروعه أو تفرعاته قد طُعِّمت بعضها بطُعم خوجاتى، وقد ثابرت على دعوته إلى الرجوع لنعملها سويا عبر مراسلاتنا، وكلانا فى الخارج يفصل بيننا الأطلنطى حتى عاد، ثم كان ما كان، لكنه عاد، وظللنا نتحاور قربا وبعداً حتى استأذن مبكراً رحمه الله.
تعميم معنى ومحتوى ودلالة ما هو “مصر” بداية من الفقرة الثانية هو الحل الذى اهتديت إليه.
الفكرة الجوهرية التى أنهى بها هذا العمل بهذه الخاتمة، هى الفكرة التى شاعت فى طول هذا العمل متنا وشرحا، بل عبْر مدى ممارستى للعلاج بكل تشكيلاته، بل ربما عبر كل رحلتى الذاتية بما قدر لى أن أعايشه، وهى:
إن كل ما يمكن أن نفعله أثناء رحتنا المحدودة، نموا، وعلاجا وتطورا، هو أن نتحدى التشويه القائم والمحتمل، وسوف نجد أننا نرجع تلقائيا إلى أصل شرف “ما هو نحن” (“خلقة ربنا”، “ربِّى كما خَلَقْتنى”) وهذا يحتاج إلى معرفة متواصلة متجددة، ومحكات عملية محددة، وممارسة متواصلة مفتوحة، ومراجعة ناقدة قادرة، وإبداع مغامر، ومثابرة، وحوار وجدل عبر كل قنوات تواصل من كل مستويات الوعى، إلى كل دوائره المتناغمة عرضا والممتده طولا، إلى غيب لا نعرف أبعاده لكننا نستدل على التوجه إليه من سلامة النبض وتواصله.
وهذا هو العلاج (النفسى!!، وغير النفسى!!).
و…. خلاص.
الخاتمة (دون شرح على المتن):
–1–
يا طير يا طاير فى السَّمَــا،.
رايح بلاد الغـُـرْب ليه؟
إوعكْ يكون زهقكْ عماك
عن مَصرنا.
عن عَصرنا.
تفْضل تلفّ تلفْ، كما نورسْ حزين.
حاتحط فين، والوجْد بيشدّكْ لفوق.
إلفُوقْ فَضَا.
إلفُوقْ قَضَا.
وعْنيكْ تشعلق كل مَادَى وتنسى طين الأرض: مصر.
– 2 –
دانا لما بابص جوا عيون الناس،
الناس من أيها جنس،
بالاقيها فْ كل بلاد الله لخلق الله.
وفْ كل كلام،. . وف كل سكات.
وِذَا شفت الألم، الحب، الرفض، الحزن الفرحهْ فى عْيونهم..
يبقى باشوف مصر.
وباشوفها أكتر لما بابصّ جوايا.
والناس الحلوين اللى عملوا حاجات للناس،
كانوا مصريين:
”كل واحد همُّه ناسُهْ،
كل واحد ربـّه واحدْ،
كل واحد حُـرّ بينا،
حُر لينا
يبقى مصرى”
تبقى مصر بتاعتى هى الدنيا ديه كلها،
هى وعد الغيب، وكل الخـلـق، والحركة اللى تبني.
= لأ يا شيخ !!؟
– قلت اصـبّـر نفسى برضه بكلمتين،
[بس هـمّا،
بس صح،
يعنى ! برضه !!]
–3–
توتا، توتا،،
واهى خلصت منى الحدوته.
لو حلوه، حاتقول غنوه:
”هوه دا يخلص من الله:
اللى غمّض ماتْ غبِى،
واللى شاف، خاف واترعب،
مابـقـاش نَبِى“
لو ملتوته،
حاتقول حدوته:
“كان فيه زمان،
واحد رفض عيشة الهوان،
قال إيه وحاول يبقى “خلقـة ربنا”
مع إنه زَيـُّهْ زيـنا،
يعـنى: بشر.
قالـو لـه حاسب مِــا لقْـدرْ،
قام راح عاِملْــها، وقال: “فـَشَـرْ”
****
……………….
……………….
تم الانتهاء من قراءة سلسلة “فقة العلاقات البشرية”
عبر ديوان “أغوار النفس”
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] – يحيى الرخاوى: (2018) سلسلة “فقه العلاقات البشرية” (4) (عبر ديوان: “أغوار النفس”) “قراءة فى نقد النص البشرى للمُعـَالِج“، الناشر: جمعية الطب النفسى التطورى – القاهرة.