الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / فصامى يعلمنا (9): …. الإعـدادْ!! (هل هو: “خريطة الطريق” لاستعادة التربيط؟)

فصامى يعلمنا (9): …. الإعـدادْ!! (هل هو: “خريطة الطريق” لاستعادة التربيط؟)

“نشرة” الإنسان والتطور

 19-5-2009

السنة الثانية

العدد:  627

فصامى يعلمنا (9):

 (سوف نكرر فى كل مرة:  أن  اسم المريض والمعالج وأية بيانات قد تدل على المريض هى أسماء ومعلومات بديلة، لكنها لا تغير المحتوى العلمى أو التدريبى).

 

…. الإعـدادْ!!

(هل هو: “خريطة الطريق” لاستعادة التربيط؟)

الحلقة التاسعة

ملحوظة: لن أثبت فى الهوامش – كما نوهت سابقا– إلا أقل القليل من عناصر، وملاحظات، مما سنرجع إليه فى المناقشة الختامية فيما بعد (غالبا).

انتهت النشرة الثامنة الأربعاء الماضى بما يلى:

د.يحيى: (………) دا انت بعد كده اتكلمت كلام صعب بشكل، قلت للدكتورة ملك إن الدكتور يحيي قال لى مش عارف ايه، وحانعمل “إعداد”، مع إنى ما باستعملشى الكلمة دى من أصله، كلمة “إعداد”، انا ما قولتش إعداد ولا حاجه، بس انت طلعتها صح ميه ميه.

ونكمل الآن المقابلة فيما يلى:

9-4-2009

رشاد: إعداد؟؟!!

د.يحيي: …، ايوه يا رشاد دلوقتي احنا لسه في حكاية الباب اللي اتفتح ومش حايعرف يرجع تانى زى ما كان بسهولة، وانت قلت الكلمة دى من عندك عايزين نشتغل فيها، إنت بتقول للدكتورة ملك:

هو لازم نعملَ حاجة زى  إعداد“.

فانا عايز افهم تقصد إعداد فكرى معين، ولا إعداد عشان نرجّع الباب اللى اتكسر زى ما كان أو أحسن، ولا قصدك إعداد(1) وخلاص

رشاد: تمام

د.يحيي: تمام إيه؟ هى  الحياة اللى احنا عايشنها ديه فيها إعداد من أصله، قصدك إيه يعنى؟ انت دلوقتى وصفت غرفة ولها باب، والواحد ما معاهوش مفتاحه، كويس، فاضطر يكسره، ييجى يعدله ما يعرفشى، فيضطر يعمل إعداد، يعنى أيه بقى إعداد

رشاد: هو انا كنت شاكك أن فيه كذا واحد، ده سبب السؤال

د.يحيي: نعم؟ نعم؟ كذا إيه؟ كذا واحد إيه؟ هوا احنا جبنا سيرة ولا واحد، لما بتنقلنا لكذا واحد كده مرة واحدة؟

رشاد: كذا واحد هما اللى عملوا معايا كده التعب

د.يحيي: براك ولا جواك (2)

رشاد: بره

د.يحيي: سيبك من اللى بره دلوقتى خلينا فى اللى جوه مين اللى حايعمل الإعداد ده عشان بقى الباب يتقفل

رشاد: مافيش غيرى أنا،  غيرى انا أو دكتور معايا

د.يحيي: إنت أو دكتور معاك!؟ ماشى (3) ياريت.

رشاد: بس ماحدش يدخل فى الإعداد ولا حد يلعب تانى خلاص

د.يحيي: برضه موافق، إنت بعد المقابلة اللى فاتت، قلت للدكتورة ملك (يقرأ)

 “… الدكتور يحيي قال لى كلمتين حسيت بيهم بإعداد”

أيه هما الكلمتين دول، أنا شخصيا قلت كلام كتير، قعدت أفتكر قصدك أنهو حلمتين، ما افتكرتش

رشاد: أى كلمتين؟

د.يحيي: بتقول إن فيه كلمتين وصلوك  منى حسيت فيهم بإعداد

رشاد: مظبوط

د.يحيي: الله يفتح عليك يا رب أكون صح، انت قلت لملك عن مقابلتك معايا:

 “… بعد لما خلصت المقابلة حسيت إن الدم بيجرى فى عروقى”

رشاد: المقابلة؟ آه أنا قصدى أول مقابلة

د.يحيي: المقابله اللى كانت طويله شوية

رشاد: آه أول مقابلة

د.يحيي: طيب أول مقابلة بتقول حسيت أن الدم بيجرى فى عروقك، ده ما لوش دعوة بالكلمتين بتوع “الإعداد” دول؟

رشاد: لأه همّ وصلوا، من غير ما افتكرهم (4)

د.يحيي: على فكرة دا كلامك انت للدكتورة من غير ما هى تطلبه، فالدكتوره زى حالاتى كده قالتلك يعنى أيه أعداد؟ روحت قايل لها:

“المفروض تكونى عارفة يا دكتورة”

 

بصراحة يعنى هى ما رضيتشى تدعى المعرفة، دانا لقطت كلمة إعداد دى بالعافية، ومش عارف قصدك إيه، أنا زى ملك بالظبط، بصراحة الكلمة مش واضحه قوى ليّأ، يا ترى هى واضحه لك؟(5)

رشاد: أه واضحه جداً (6)

د.يحيي: طب ما توضحها لنا ينوبك ثواب

رشاد: يعنى أنا دلوقتى يا دكتور عاوز أروح مكان واحد،  باذكر المكان ده قبل ما أمشى من هنا أو باتخيله

د.يحيي: إفرض ماتعرفوش ، مكان جديد

رشاد: باتخيله برضه

د.يحيي: بتتخيل مكان ما تعرفوش؟ طيب وبعدين؟

رشاد: تمام،  لكن الإسم مش حاتخيل الإسم ، فا بعمل الإعداد ده وأنا قاعد فى البيتقبل ما بامشى، (7)

د.يحيي: هوا كل واحد بيعمل كده ، ولا أنت بس

رشاد: أنا باعمل كده،  حياتى كلها كده

د.يحيي: حياتك كلها ؟ حتى قبل العيا ؟

رشاد:  مش عارف

د.يحيي: يعنى الإعداد ده بيتعمل تموتيكى يا ابنى؟ أنا مصدقك شوية، الدكاتره أحرار، اللى يصدق يصدق، واللى ما يصدقشى ما يصدقشى، أنا متصور إنك بتشاور على إن احنا بنتصور فى أى حاجة  الخطوه الجايه ولو قبلها بثانية أو أقل، ده بيحصل من غير ما ندرى قوى، إنما لما نشوف التصور ده زيك كده بيبقى حاجة تانية.

رشاد: إزاى؟

د. يحيى: فى خبرتى الحاجات دى بتحصل بالوضوح ده قبل العيا مباشرة، بتحصل تموتيكى،(8) هى عند الشخص العادى بتحصل من غير ما يعرف إنها بتحصل، أنا متصور إنك انت  لما عييت بقيت تشوفها وهى بتحصل، لكن الباب أتكسر والحكاية اتفركشت، ومش عارفين نصلح الباب، عشان كده محتاجين إعداد تانى عشان نرجعه تانى، حاجه زى كده؟  أنا صح؟

رشاد: مظبوط (9)

د.يحيي: طيب نرجعه ازاى وهى الأمور بقت واضحه خالص لدرجة مربكة،  الأول كانت الحاجات دى بتحصل تموتيكى فما بناخدش بالنا منها نقوم ما تتعطلشى، فكان ربنا بيسهلها وأدى أحنا رايحين جايين، والباب يفتح ويقفل براحته، دلوقتى لما أتكسر الباب، واتفركش اللى جوه الأوضه، ومضطرين نعمل إعداد بنفسنا زى ما انت بتقول، نعمل إيه؟ واحنا مش فاهمين كفاية، ولا انت قادر تشرح لنا قصدك إيه بشكل يساعد إننا نحدد دورنا ، أنا مش باطلب منك تدينا درس، بس باسأل إيه  يعنى اللى بيخلى الإنسان يشوف ده كله، وفى نفس الوقت ييجى يحكيه ما يعرفشى، إنت نفسك قلت للدكتورة إن الكلام مش حاتفهميه (10)

رشاد: هو الكلام مش حاعرف أطلعه صح

د.يحيي: نعم؟ نعم؟

رشاد: الكلام مش حاعرف أبينه أكتر من كده(11)

د.يحيي: أنا مش عايزك ترهق نفسك، كفاية يا ابنى اللى شاورت عليه، أنا باقول نجتهد سوا

د.ملك: (متداخلة) هوه كرر الحكاية دى كتير إنه مش عارف يوصف، وانا قلت إنى مش فاهمة حاجات كتير، مع العلم إنه بيتكلم بشكل أكيد عن حاجات واضحه له تمام(11)

د.يحيي: أه ، أنا فاهم ومصدق، بس احنا لو دققناش كده، حاتلاقى فيه كلام كتير مش ماسك فى بعضه

د.ملك: لا لأ هو بيقول مش عارف أوصف لك

د.يحيي: هو ابصراحة بيعمل اللى عليه، بيحاول يوصف وأنتى كاتبه كلامه بالحرف، دا ما كانشى ناقص إلا إنك تعملى زى ميكى تكتبى جررررررر، عشان توصفى المشاعر اللى وصلتك، (يلتفت إلى رشاد فجأة شاكا أنه غير متابع)

د. يحيى: إزيك  يا بو الرشد؟

رشاد: الحمد لله

د.يحيي: تعبتـَك أنا بالأسئلة، ماعلهش

رشاد:  أنا قلت اللى قدرت عليه

د.يحيي: إنت كلامك بيوصلنى منه معانى أعمق بصحيح، حتى لو مش واضح، كلمة الإعداد دى رنت عندى كده زى ما هى، وبعدين إنت لاحظت الصعوبة اللى عند الدكتورة، وقلت لها فى وسط الكلام (يقرأ):

 “…..إسمعينى يا دكتوره الأول علشان تعرفى تجمّعى”

هى ماكانتش بتجمع ولاّ إيه ؟

رشاد: معقول؟ ماحصلش إنى  أنا أقول كده

د.يحيي: الكلام ده متسجل يا رشاد ، ما هو التجميع برضه مسؤلية ، ما هو لو تجمع الكلام على بعضه كده تقوم فاهمه، تلاقيك شلت مسؤليته، تبقى مصيبه سوده، إنشالله ما حد جمّع،  إنت بتجمع ولا لأه يا رشاد (12)

رشاد: أنا؟ شويه وشويه

د.يحيي: صح، بس الجماعة العاديين دول يقولو لك احنا بنجمع مية مية، إنما الطيبين اللى زيك يقولولك  شويه كده وشويه كده، إنت رجعت تحدد كلامك بتقول للدكتورة ملك (يقرأ):

 “… إسمعينى يا دكتوره الأول علشان تعرفى تجمعى،  حاكلمك من ناحية الشغل، أنا دخلت الشغل وأنا قاصد أنى أخد منه خبره وأتنقل لمكان تانى”

أنا يا رشاد قعدت أعيد وازيد فى استعمالك كلمة إعداد ما وصلتش لحاجة واحدة تجمعهم.  شوف بقى انا اشتغلت كام سنة، وسمعت كام عيان، ولسه مش عارف معنى الكلام قوى

رشاد: هو عند حضرتك كام سنه؟

د.يحيي: أنا قربت على الثمانين، ما بطلتش أشغل فى بلدنا دى طول الخمسين سنة اللى فاتوا، ما سمعتش حد  استعمل كلمة إعداد أبداً بالمنظر ده، والله يا رشاد باكلمك جد، كتر خيرك يا ابنى، ما هو من عيوبى إنى باقبل كل حاجة، خصوصا الجديدة عليا، احترمت الكلمة مع إنى لسه مش فاهمها لحد دلوقتى،  وانت حاولت تشرحها للدكتورة وليا دلوقتى برضه ما رسيناش على بر….، على فكرة أنا استنتجت دلوقتى، يمكن صح، إن الإعداد عندك أصناف(13):  فيه أعداد اللى بيقولوا عليه واحد زائد واحد يساوى أثنين: أقعد 5 سنين أكسب، أوفر، أحوش، أسافر، أجيب فلوس أكتر، أرجع أعمل مشروع، أهو ده نوع من الإعداد وده أبسط  إعداد. الإعداد التانى هو اللى أحنا بنعمله  سوا دلوقتى، وانت برضه شاورت عليه، و ده أصعب إعداد لأنه مالهوش معالم واضحة زى دكهه

رشاد: يعنى احنا كده نعتبر بنعمل إعداد؟

د.يحيي: ما أنت اللى قلت

رشاد: يبقى هو صح يعنى اللى انا قلته؟

د.يحيي: مش أنت قلت سمعت الدكتور يحيي قال لى كلمتين حسيت بعدهم ان الدم عاد يجرى فى عروقى، حتى أنا مش عارف أنهى كلمتين دول اللى أنت لقطتهم.

رشاد: بس هو حقيقى، أنا الدم جرى، حسيت بإعداد بجد (13 َ)،

د.يحيي: بتقول الدم إيه ؟

رشاد: أنا حسيت بدمى حاضر

د.يحيي: الدم بيجرى من الكلمتين اللى أنت فاكرهم وبالذات، طب إيه همّا؟

رشاد: أه

د.يحيي: ولاّ من المقابله، كلها على بعضها (14)

رشاد: يمكن من المقابلة كلها الظاهر كده، بس حضرتك ليه ما قعدش معايا يوميها أكتر؟

د.يحيي: صح، أظن يوميها كنت مستعجل، ولاّ يمكن حسيت إن كفاية كده، الجرعة كانت كبيرة حبتين، يمكن، ما هو احنا اتقابلنا تانى بعدها، وادينى باقابلك النهارده أهه، يا ابنى انت عفريت، آه والله، الله يفتح عليك، والله انا خايف بعد ما تعبتك كده أقصّر فى حقك

رشاد: يعنى بعد كل ده يا دكتور!!

د.يحيي: أه، يعنى خايف ما نبذلشى جهد كفاية، يا ابنى انا مسئول زى ما انت مسئول، انت عارف الدكاترة الخواجات ممكن يعملوا إيه؟ هما دكاترة طيبين، بس يقولولك “هو حر يعمل اللى هو عاوزه”، ويخلعوا ، حقوق الإنسان بقى، بقى دا كلام؟ الحرية مشاركة ومسؤولية، الله !!! فيه ناس عندهم فاكرين إن مافيش حد حر غير اللى بيبيع الحرية المغشوشة بتاعتهم، مع إنه هو ما بيستعملهاش هو بالعدل، حريته بتسمح له إنه بقتل الناس بالجملة، ولاد ستين فى سبعين يسقفوا للقتلة ويقولوا لك تعالى خد لك شوية “صبر” من “سوبر ماركت” الحرية

رشاد: هما فاكرين أنهم بيحلوا القضية كده

د.يحيي: قضيه إيه ونيلة إيه، دى حتى كلمة “قضية” دى أنا ما عنتش باحبها،  نرجع تانى بقى ندوّر على الكلمتين اللى جروا الدم فى عروقك، وعلى الإعداد اللى انت بتقول عليه، إحنا كده بنجيب شوية علم، ونقلبهم عمل، مش انت اللى قلت إن  العمل والعلم بيخشوا وبيملوا الأوَض بتاعة العقل، وكلام من ده، أهو أنا أهه عما أزود فى جرعة العلم اللى عندى عشان يمكن يساعدنا نوصل لقرار.(15)

رشاد: (………..)

أنا عندى شوية أسئلة، ممكن؟

د. يحيى: إسأل زى ما انت عايز

رشاد: بس هى حاجه ممكن أطلعها الأول، عشان أنا كتبتها، بس هى يعنى أنا قلتها تقريباً قبل كده

د.يحيي: ماعلش ده حقك

(………..)

رشاد: هى أول حاجه عن تصطيب البرنامج Set up

د.يحيي: أنهى برنامج

رشاد: أى برنامج، عادة بيحصل بتتغير حاجات كتير أوى عندى

د.يحيي: أستنى بس، هوّا أنت بتتكلم عن الكمبيوتر اللى أنت أخدت دورات فيه؟

رشاد: الكمبيوتر اللى هو الكمبيوتر العادى

د.يحيي: ماله؟ ماله الكمبيوتر العادى

رشاد: لما باجى “أصطب” برنامج معين باحس بحاجات غريبه عندى

د.يحيي: طب ده علاقته إيه بحالتك؟ (…………….)

رشاد: مش عارف ما هو برضه الكلام نفس الحكاية،  أنا لما باجى أتكلم مع حد بيحصل برضه باحس إن اللى بيكلمنى ده بيتعبنى، بيقصد حاجه معينه أوى

د.يحيي: اللى هى شد العقل(15) ديه زى شد شعر الست عند الكوافير اللى قلتها للدكتورة ملك؟

رشاد: مظبوط

د.يحيي: طيب السؤال التانى؟

رشاد: أنا لما ظنيت إن  فيه حد يقصد حاجه معينه قعدت أسأل هوه  ماحدش ليه بيعترف لى إذا كان فيه حاجه، لو فيه حاجة

د.يحيي: طيب وانا حاجاوبك على السؤال ده ازاى؟

رشاد: يعنى أنا فيه حاجه فيا يعنى؟

(…………….)

(…………….)

د.يحيي: باقول لك أنا أيش عرفنى، احنا بنبتدى من “هنا ودلوقتى”،  مش احنا بنعمل إعداد اللى انت قلت عليه دلوقتى

رشاد: مظبوط

د.يحيي: طيب ما انا باحترم  يا أخى اللى انت قلته وباستعمل لغتك أهه حتى من غير ما أفهم قصدك قوى (15)

رشاد: يعنى احنا دلوقتى بنعمل “إعداد”؟

د.يحيي: ما أنت اللى قلت

رشاد: لأه أذا كان صح قول لى صح (15 َ)

د.يحيي: لأه، أنا ماليش دعوة، أنا مااعرفش، إنت الكلمات اللى بتستعملها ما يمكن تبقى لها عندى معنى تانى، إنت سميته إعداد، وانا موافق، مع إنى مش فاهم قوى لكن واحنا بنشتغل يمكن أكتشف أنا له اسم تانى، أو يعنى افهمه بمعنى تانى(15)

رشاد: أيوه بس أنا ناقص عندى التأكيد بس

د.يحيي: أأكثر، ولاّ أتاكد إزاى أكتر من اللى أنا قلته لك بكل صراحة

رشاد: لأه تأكيد يعنى أنا أقول لحضرتك ده “إعداد” ما تسبنيش بقى كده تايه قل لى (15)

د.يحيي: أقول لك إيه؟ ما هو أنا يا أبنى لو قلت لك أه من غير ما افهم كفاية ،  أبقى كذاب

رشاد: إزاى يا دكتور؟

د.يحيي: كلمة إعداد عندك بتعنى حاجات بتوصلنى بالتقريب للى انت بتشاور عليه، وبامشى معاك واحدة واحدة،  بس يمكن أنا أسميها أسم تانى لما الأمور توضح، إنت عايزنى أوافقك وخلاص؟

رشاد: بس أهم حاجه يبقى المفهوم واحد

د.يحيي: ما هو مدام أحنا أثنين ما يبقاش المفهوم واحد كده على طول،  المهم نعمل حاجه سوا عشان نوصل لمفهوم واحد ، أو يمكن نوصل لمفهوم قريب من بعضه، مش هوه هوه، على قد ما نقدر، هى دى الحياة، غير كده بيبقى اختزال واستعجال واحتمال ضرر، أنا باحاول أستحمل وانت برضه تستحمل إنك انت تقول كلمة، وأنا أقول كلمه تانيه وهما يمكن ليهم نفس المعنى ويمكن لاّ، ونجتهد مع بعض، إمال نختلف إزاى يا رشاد ، ونستحمل بعض إزاى، ما هى كده الأمانه الحقيقية، الطبيب ساعات بيبقى مهمته الترجمة من خلال الممارسة، بس اللى احنا بنعمله ده حاجة تانية، زى ما يكون بنتعرف على حاجة مشتركة، مش واضحة قوى، لنا احنا الاثنين، مش أنا باترجم لك أول بأول، بنتعرف عليها واحنا بنطبقها يعنى، واحنا بنستعملها، حتى ولو كل واحد إداها اسم مختلف ما يجراش حاجة، ولو حتى نغيرها بعدين، برضه مايجراش حاجة.

رشاد: هو انا أطبقها ازاى عندى

د.يحيي: أولا انت اللى اقترحتها، كلمة “إعداد” وبرضه حكاية “الدم بيجرى” وانا وافقت، وبنطبقها يا أخى بالعمل، يعنى نتفق أن فيه منطقه مشتركه بسيطة اللى احنا بنشتغل فيها دلوقتى، والباقى نسيبه ونشتغل برضه، وكل مانفهم أكتر نرجع نشتغل اكتر ونقرب أكتر، فالأمور تقرب من بعضها أكثر وأكثر، كده تستمر الحكاية.(16)

رشاد: (…………)

يعنى اللى بيقولوه ده هوه الحقيقة ولا لأ، هوّه حصل ولاّ ما حصلشى؟

د.يحيي: (…….)

أنا إذا  أنا جاوبتك وقلت لك إنه لأ ما حصلشى، وهما ما اتكلموش ، وانت ما فيكشى حاجة، يبقى زيى زى غيرى، ما فيه ألف واحد قال لك كده، ما ينفعشى، واحنا اتكلمنا فى الحكاية دى من الأول خالص، احنا هنا ودلوقتى.

(…………….)

(…………….)

رشاد: وإيه العمل يعنى؟  الماضى بلاش منه، ما هو فى البيت برضه كان..

د.يحيي: لأه ، ما هو الماضى موجود جوانا، دلوقتى، بس إن احنا نرجع للبيت ولا للكمبيوتر، واحنا لا فى البيت ولا فى الكمبيوتر ما ينفعشى، إحنا دلوقتى فى الباب اللى اتكسر، واهو لسه مكسور لحد دلوقتى، ولا انت مش ملاحظ ، وعندك المجرى اللى بتتملى وتحوّد، والاّخْرام ، نسيب ده كله ونتكلم فى اللى حصل فى البيت والكمبويتر وده قال وده عاد؟ إحنا فى دلوقتى واحنا بنعمل “الإعداد” مانقعدش بقى تكرر فى الكلام اللى فات، اللى فات مش حايتصلح إلا لو كان الإعداد صح ونفع، أنا باستعمل كلمتك على فكرة، وسايبها ترن زى ما ترن عندك وعندى أنا ما ليش دعوة. (16)

رشاد: بس أنا خايف حد يجى يضيع الإعداد اللى أحنا بنعمله

د.يحيي: ما ييجى، ما احنا سوا، احنا قدها وقدود

رشاد: مش حايجى هنا طبعاً، حايستفرد بيا فى أى حته

د.يحيي: ما أحنا مع بعض حتى لو أنت فى السعوديه إحنا مع بعض إنت فاهم أيه! ما هو ربنا معانا هنا وهناك، وهو هو اللى بيلمنا على بعض مهما بعدت المسافة

(…………….)

(…………….)

رشاد: هو فيه سؤال تانى بس هو اللى حضرتك جاوبت عليه

د.يحيي: اللى هو أيه

رشاد: باقول فيه هو ده عمل يعنى انا باقوم بيه أسعد بيه ناس أخرين أو أعالج بعض الناس يا ترى النهايه فين (17)

د.يحيي: ما أنا رديت عليه فى الأول زى ما انت شاورت حالا، مش أنت لوحدك اللى حاتقوم بيه، إحنا سوا سوا، دى وظيفتنا، بس انت لو خفيت صح، طبا حاينفع الناس، بمعنى إنك انت لما تخف يبقى لك شكل وحضور حلو يوصل للناس، يقوم الخير يزيد والمجرى ما يمتليش قوى كده  والباب ما يتكسرشى وحاجات من دى

رشاد: إزاى ده يوصل للناس

د.يحيي: حايوصل عادى للشخص الطيب الجدع،  الشخص الجدع بيلقطه لوحده، وأنت جدعنتك اللى حاكلمك  فيها واحنا بناخذ القرار، حاتبان، بس  يعنى بعد كل الهيصه اللى عملتها فى حياتك دى ، لسه جدعنتك عايزة شغل، الظاهر هى كانت جدعنة من بره بره، كانت جدعنة بتتنطط، وبرضه كانت عمرها قصير بعد كل نطة، والثلاث عيوب دول بيخلوا الجدعنه مش جدعنه، أول حاجة فى “الإعداد” (18) اللى احنا بنعمله دلوقتى إن نفسنا يبقى طويل كفاية، والمسألة عايزة صحبة بحق وحقيق، عشان تستمر.

(…………….)

(…………….)

د.يحيي: (…) نرجع للى أنت قلته للدكتورة ملك، نفس الكلام تقريبا، بس بألفاظ تانية (يقرأ): بتقول:

 “…يا دكتوره لما باعيد الكلام باحس إن  فكرى إتاخد منه حاجه”

أنا بتهيألى إن دى حاجة قريبة من إن  حد بيشد دماغك ، والتعب اللى بيجيلك وانت بتتكلم، والحاجات دى، حانشوف الأحاسيس دى كلها إيه اللى يربطها ببعضها.(19)

رشاد: لأ هى الفترة اللى فاتت ديه كان أى حد يقول لى أى حاجة باحس أن أنا باعيد الكلام،  المفروض يكون عادى أنى أعيد الكلام عادى،  بس كنت أحس أن ده بيسيب أثر عندى، فيه  تعب غريب فى الحكاية دى

د.يحيي: أيه اللى يتعب فى إنك تعيد ، بيحصل إيه؟

رشاد: ده شئ طبيعى،  المفروض إنى أعيد الكلام مافيش أى حاجه خالص

د.يحيي: إمال إيه اللى بيحصل لك؟  حاول تشرح عشان أفهم

رشاد: باحس زى ما يكون فيه شق بسيط

د.يحيي: “شق” فين تانى؟

رشاد: فى العقل برضه ما هو كله فى العقل

د.يحيي: حانرجع تانى للشق والخرم والحاجات دى

رشاد: هو ما باحسش إن أنا باقول الكلام طبيعى (20)

د.يحيي: أنا حكيت للدكاترة أظن بعد ما مشيت المرة الأولانية عن واحد عيان كان بيبذل جهد إرادى كإنه بيزق السطرعشان يخش مخه، أنا شايفك بتعمل العكس بالظبط، إنك بتبذل جهد عشان الكلام يتقال، خصوصا لو كان متَعادْ؟ هل ده صحيح(20)

رشاد: لأه

د.يحيي: طب قوللى إيه الصحيح

رشاد: زى مثلاً يا دكتور وانت بترتب أى مجموعه ورق، تمام، تيجى تسحب الورقه اللى هى فى النص، تسحب منها مثلاً ورقه من النص، تقع منك عشان ترجعها تانى تاخد وقت

د.يحيي: كده أنا فهمت حاجه تانيه مهمة برضه، طيب

ننتقل لحاجة تانية من اللى انت قلتها برضه، بتقول (يقرأ):

“التليفزيون كانت ذبذباته بتسبب لى حاجات معينة، مش قادر أشرحها صداع”

أنهو برنامج بيسبب كان لك صداع

رشاد: التليفزيون كان بيعمل زى الأريال لما تيجى تظبط التليفزيون،  باحس إن فيه وشوشه شويه،  فالوشوشه ديه كانت بتجيب عندى أنا صداع (21)

د.يحيي: ماشى، بس بتقول:

 “باحس أن فيه حاجه بتتغير فى فكرى أن فيه حاجه بتتشد” إيه هى ديه

رشاد: أه، ده اللى بيحصل

د.يحيي: (للحضور) طيب أنا كده خلصت تقريباً، حد عايز حاجه قبل ما أقول لرشاد كلمتين على السفر ومش السفر.

رشاد: هو أنت زعلت الأول من الورقه اللى انا طلعتها، وكنت محضرها، وفيها الأسئلة ؟

د.يحيي: بالعكس دى  كانت واضحه جداً، وضّحت بعض الأمور،  حازعل ليه

رشاد: بس حاسس كده إنك اتغيرت

د.يحيي: بس إحساسك ده جالك ازاى

رشاد: حسيت إنك اتشديت شوية، الابتسامه بتاعتك راحت

د.يحيي: ما أظنش، إنت من حقك تسألنى زى ما انت عايز، إنت سألت وانا جاوبت، و أنا سألت وانت جاوبت، إنت تسأل اللى انت عاوزه غير الأسئله اللى كانت فى الورقة،  تسأل فى  حالتك،  فى السفر،  فى العلاج،  فى ربنا، فى قله الأدب،  فى الأباحه، فى البنات،  اللى احنا زوغنا ما أتكلمناش عنهم.

(……………..)

(…………….)

رشاد: طيب هو أنا ليه يا دكتور حصل لى كده ؟

د.يحيي: أولاً أهوه امتحان، وقضاء وقدر، ولازم كان فيه تحويدة صغيرة كده وكْبِرت

رشاد: حصل، بس يعنى ازاى

د.يحيي: أنا باتكلم عن كفاحك اللى من بره بره، جدعنه وطموح، جدعنه وطموع، وما كانشى ده بيصب فيك، ما كانشى بيملاك، والحاجات ما كانتشى بتتوصل ببعضها، فعملت  قشره كبيرة جامدة حواليك بشعلك جامدة صحيح، شكلها حلو، بس ناشفه خالص، جيت حودت على الكورة، وهات يا طموح برضه، بس كان الطموح ده شديد  قوى المرة دى،  وباين كان له معانى كتيرة عندك، رحت متقرطس بعد ثوانى من تصورك إنك حاتقطف التفاحة، راحت القشرة الجامدة الناشفة مطأطأة، رحت متمزع من جوه، حصل الشق، والخروم، واللى جوه نط برة، الدنيا اتقلبت عاليها فى واطيها بعد ما الباب اتكسر، كل ده وانت لامم الأمور على قد ما تقدر، وشايف وشايف وشايف ولوحدك، أظن إن ده اللى حصل يا ابنى واللى انت بتعمله دلوقتى، واللى احنا بنعمله معاك، هوه مش  تصليح، ولحام، هوه إعادة تنظيم وسماح، زى ما أنت قلت على حكايه ورقة من النص تقع منك، مش انت قلت كده؟ وبعدين قلت عشان ترجعها تانى تاخد وقت، أهوّ احنا بنعمل كده دلوقتى بنحاول إن كل حاجه تتحط فى مكانها يمكن ربنا يسهل، ويلضموا فى بعضيها  لضمه زى اللبانه ما كانت ماسكه فى بعضيها قبل ما نشدها ساعة الشق نصين زى ما قلت.

ما هو الواحد عايش أزاى،  السليم يعنى مش الشخص العادى، ما هو فيه فرق،

رشاد: يعنى إيه أنا فاهم شوية، بس يعنى إيه

د. يحيى: أنا باتكلم عن  السليم السليم خلقة ربنا، السليم مرن  زى اللبانه كده كل حاجه متماسكة ومتحركة فى نفس الوقت،  كل حاجه محطوطه مطرحها وفى نفس الوقت دالخة فى بعضيها وبتتلف وتطرى وتتفرد زى ما انت قلت عن اللبانة، بس ما فيش حد بيشدها من طرفها ده قصاد حد تانى بيشدها من الطرف التانى، اللبانة ما بتتشقش نصين  بسهولة إلا لما تنشف،  وبعدين بقى لما الحكاية تتفندق، تَبقى سوده لكن انت ما اتفندقتش على الواسع ، انت لفظها وهى بتتشقق، قعدت تشوف وتحكى، وتشوف وتحكى، ولا حد واخد باله ، والمجرى تتملا وتطف ورا المجرا، والأوَُُض تفضى وتتملا، والباب ما يفتحشى بعد ما مفتاحه ضاع، ييجى مجهول يكسره، وكل ده يا ابنى إنت قلته وشايفه، وانا باستعمل ألفاظك زى ما انت شايف.  التركيبة دى لما باظت خربت النظام اللى كان بيتعامل مع الحاجات اللى بتخش المخ اللى انت سمتها العلم والعمل باين، ، مفروض إن اللى بيخش ده يقعد يتنظم طول العمر، ومرة فى الحلم، مره فى العلم (اليقظة) ، مره فى قله الأدب، ومرة فى الأدب،  فا تلاقيه عمال يتعاد ترتيبه ، حتى لو رتبناه غلط، يتبقى فيه فرصة وفرصة وفرصة نصحح الترتيب بانتظام، معايا؟

رشاد: بأحاول

د. يحيى: أغلب الناس العاديين ، بتتغطى بالقشرة وتلمعها ، وتبعد اللى جوه جوه قوى، وسلامتك وتعيش، وده مش عيب ما دام  مستوره و القشره جامده وقايمة بالواجب، أما لو القشرة تنشف، والاوض تتملا وتطف ، والباب يتكسر، فخد عندك خصوصا لو حصلت خبطة جامدة زى حكاية عدم اختيارك في الكوره، تروح  القشره الجامده قوي قوي مشروخه، يبان بقي الغلط اللي كان موجود ما نستسلمش بقي، والورق يتلخبط على بعضه، وتقفز مننا الحاجات تتنطط زى ما تكون ما صدقت، الغلط بيبان بقي مش بسهوله لأه، دا مره يسحبنا علي قلة الشغل ومره يسحبنا علي كثرة النوم ومره يسحبنا علي الشك ومره يسحبنا علي الغلط، نيجى نكتشف الحكاية زى ما بنعمل دلوقتى، نقبل ده كله،  ونبتدي نلمها واحده واحده، إيشي بالدواء وايشي “بالاعداد” اللى بتقول عليه، واللى لسه ما فهمناهوش قوى، يعنى، أهو ده جوابى عن سؤالك عن اللى حصل، ومش ضرورى يكون صح قوى، بس ده هوا اللى انا وصلنى من اللى احنا شفناه سوى كلنا. (22)

رشاد: يعني هو ممكن نقول تفكير زياده

د.يحيي: جرى إيه يا رشاد ، إنت حاتعمل زى الدكاترة وتختصر الحدوتة اللى انا باحكى فيها بقالى نص ساعة؟ وانت عشتها 33 سنة، وتقول لى تفكير زيادة؟ جرى إيه يا راجل وانت بتعلمنا كل العلام ده،  تفكير إيه وزيادة إيه،  اللي حصل ان الحاجهاللي كانت ماشيه مع بعضيها ما بقيتش ماشيه مع بعضيها، وادى احنا بنحاول نرجعها تمشى مع بعضيها بالدواء وبالعلاقه وبالعلاج وبربنا اللي هوا بيلم كله علي بعضه بحق وحقيق، بيلمنا علي بعضينا من ناحية عشان نتلم ناحيته، إحنا وشطارتنا، هو مش بيلمنا زى جيش الشطرنج أو ورق الدومينو، لأه، هو بيهيأ لنا الوسائل اللي احنا نجتهد مع بعض عشان نتلم بيها،(23)

(……………)

(…………..)

نرجع لحكاية السعودية: انا خايف تروح هناك تلاقي نفسك لوحدك تركز في الطموح، وبعدين طموحك ما يتحققش زي الكوره وزي المشاريع ترجع لنا مبهدل ياابني انت لوحدك مش حاتقدر تعمل حاجة، وربنا معاك صحيح لكنإحنا مع بعض نعتبر الوسائل الضرورية فى المرحلة دى، إحنا والدوا، وسائل، اللي انا بقولهولك  ده طب وعلم ودين وربنا وكل حاجه مع بعض، بس خلّى بالك: وانت بتتلم حايظهر حزن حقيقى، مش ندم، ولا هم وغم، لأ حزن نضيف بس بيوجع، ………..  مش زعل وزهقان وخنقة،  لأه،  حزن خلقة ربنا،  حزن مسئولية، (ينظر فى وجهه يحاول أن يرى)

رشاد: بس صعب صعب

د. يحيى: إيه هوه اللى صعب ؟ ما انا عارف إنه صعب

رشاد: صعب اقول لحضرتك دلوقتي ما اقدرش اسافر

د.يحيي: يا خبر !! أنا كنت فاهم إن تعبير وشك ده دليل على إن الكلام وصل لك، الشرح يعنى والحزن اللى مستنيك الكلام بتاع الحزن النضيف(24)، والحاجات دى، لا لا لا ، خلينى أقولها لك على بلاطة، انا بعد ما قريت الكلام الجديد اللى انت قلته، وبعد اللى حصل ده، بقيت مشغول عليك ياابني أكتر من الأول، أنا بابلغك أهه ان الدم اللي جرى فيك بعد ما سمعت الكلمتين اللى شاورت عليهم للدكتورة ملك أو بعد المقابلة الأولانية بالذات كلها على بعضها، بيطمنى شوية صغيرين لدرجة إنى باحط إن فيه احتمال إنك تنجح هناك رغم توصيتى بعدم السفر، بس احتمال بسيط، أنا ابتديت أفكر في “الإعداد” حتى من غير ما افهمه قوى، واتطمن شوية، ومعانا ربنا، بس لسه برضه رأيى إنك ما تسافرشى إلا لما يبقى احتمال أكثر من كده بكتير، ما تفكرشى إنها حداقة، انت وحيد، وحيد هنا ومحتاج ناس ومحتاجين ربنا طول الوقت، صحيح  ربنا موجود في كل حته، بس الأدوات اللى هى احنا أو اللى زينا مش موجودة فى كل حتة

رشاد: انا وصلت لحاجه دلوقتي وانا قاعد معاك

د.يحيي: ايوه

رشاد: هم بيعملوا نظام عقد وبعد شهرين بالظبط عايز ترجع ترجع، ممكن نجرب دي لو انا تعبت حانزل بعد شهرين

د.يحيي: بعد الشر بعد الشر،  انا ما باحبش ده خالص انا باحب احرق المراكب ورايا عشان انجح،  لو الخرم ده موجود ورايح وانت فى مخك الاحتمال ده حاترجع متنيل ومهزوم، وما عدش ينفع حتى أى إعداد تانى(25)، إنت تسافر يعنى تقعد هناك لحد ما تموت أوتخف، إنما تقول لى شهرين وان ما نفعتش ارجع، يبقى مش حاتنفع من دلوقتى، أهو ده خرم فى الإعداد فى حالتك ما حدش يقدر يسده،  أنا قلت للدكاترة أنا عندى عيانين باخليهم يخرعوا الباسبور فى العيادة، أو يطلعوا من العيادة على المطار، أنا مش بتاع الكلام النص نص  ده.

رشاد: صعب عليا

د.يحيي: انا عارف، طبعا صعب

رشاد: ما اقدرش ألغي السفر

د.يحيي: انا عارف ومصدقك ومحترم ده، لكن لما قريت التفاصيل بتاعة مشاريعك وفشلك وتكرار الحكاية دى خفت عليك أكثر، علي فكره كل مشروع دخلت فيه كان عندك نفس الحكاية،  حسبه صح، وطموح، وفرص، وخيبه، وفشل واقلب

رشاد: أنا مش حاقدر أكمّل هنا يادكتور

د.يحيى: وأنا مش حقدر أمنعك بس أنا حاقول رأيى بالظبط، ربنا هو اللى حايحاسبنى عليه، ويمكن أكون غلطان، إنما ده رأيى.

رشاد: مش حاقدر

د.يحيى: أنا ماقولتلكش لحد دلوقتى ماتسافرشى، أنا  قلت لك عن الخطر وحجمه يبقى نعمل برنامج عملى بالورقة والقلم، ده برنامج تنفيذى فيه ساعات نوم معينه وساعات اتصالات مع الدكتورة ملك إذا سمحت ومعايا صعب الإتصال بس أهو ممكن ترتيب حاجة والسلام.

رشاد: ماشى يادكتور

د.يحيى: بس أنا لسه مش موافق على السفر، باعمل ده كله غصب عنى (………..) أنا مش شايف إن ده وقت مناسب للسفر، ومع ذلك أنا أقدر أعمل إيه؟

رشاد: مش عارف

………….

………….

 ( بعد دخول وخروج مريض آخر مهم  للمتابعة لمدة خمس دقائق)

د: يحيى: (للدكتورة ملك دوس): إنتِ عايزاه يسافر؟

د.ملك دوس: أنا شايفه إنه حايتعب لو سافر

د.يحيى: بس إنتى عارفه هو بقاله سنة ونصف مابيشتغلش ده مش قليل

د.مى: (إحدى الحاضرات) بالعكس أنا شايفه إنه لو قعد حايريح زى السنة ونصف دول لكن لو سافر زى مايكون حيتزنق

د.يحيى: هو يابنتى الحل العملى إننا نطلب سندة من حد من أهله، حد بيحبه

د.ملك دوس: أخته الكبيرة

د.يحيى: أخته طب كويس، ويبقى عندنا شرط إنه لو قعد لازم يشتغل بكره مش بعد  بكره، بكره يعنى بكره، أنا خايف من ضمور عدم الاستعمال Disuse atrophy  من القعدة، من غير شغل، يعنى يقعدو وما يشتغلشى، يبقى الأحسن يسافر وينكسر وييجيى ونعالجه من أول وجديد.

 ( يدخل رشاد بعد استدعائه من جديد)

د.يحيى:  فكرت فى إيه بقى فى الثلث ساعه ديه يا رشاد؟ على فكرة يا رشاد انت لما جيت الصبح أنا قلتلك انت جاى علشان تأخذ موافقتى على السفر مش جاى علشان فيه علاقه بينى وبينك، ولا علشان فيه ربنا، ولا علشان فيه خير بيتكون بينى وبينك، أدينى باقولهالك تانى أهه

رشاد: آه .. أنا مش طايق أقعد فى البلد دى

د.يحيى: إن شالله ماطقت، انت مش حاتفرض رأيك عليا، إنت عيان بتسمع أصوات، إنت حاتجيب لى أهلك وحاقول لهم ده إبنى وحايسافر بس بعد ما يشتغل هنا مدة كذا، ومافيش حل تانى

رشاد: طيب كويسة دى يادكتور

د.يحيى: لأه مش كويسة دى ولا حاجة، ده إضطرار بقى أنا مضطر له، إنما ده واجب وده واجب

رشاد: بس الفرصه حاتضيع

د.يحيى: فى ستين داهيه، مافيش فرص بتضيع، الفرصة هى اللحظه دلوقتى اللى ربنا حايحاسبنا عليها، إنت طول عمرك بتقول إن الفرصه حاتضيع، إننا بكره تروح تشتغل، بكره يعنى بكره بكره الجمعة، إذا إشتغلت الأسبوع ده وجيبتلى أبوك وأختك حابتدى أوزن كلامى تانى، ويمكن أوافق

رشاد: شكراً يادكتور

د.يحيى:  خلاص مالكش حاجة عندى، بكره تروح تشتغل أى شغله من الشغلات اللى إشتغلتها طول عمرك، إشتغل على تاكسى معاك رخصه، إشتغل على ميكروباص، إشتغل أى شغله تانيه، إشتغل فى الكمبيوتر، إشتغل أى حاجه بكره، ربنا حايحاسبك على اللحظه ديه  أهى الفرصه أتيحت لك إنك تتلمّ وتروح رابط اللى اتشق على بعض ، يا إما كده، يا إما حاتروح فى داهية.(26)

رشاد: ماشى يادكتور

د.يحيى: إيه رايح فين

رشاد: حامشى (26)

د.يحيى: تروح فين؟ وبعد ماتمشى تقعد كمان سنة ونص مبطل الدواء ومبطل شغل وتقول أنا مش فاهم

رشاد: لأه يا دكتور

د.يحيى: أنا بقولك شكلك مش ناوى

رشاد: حاشوف يادكتور

د.يحيى: مافيش حاشوف، احنا شفنا واتفقنا

رشاد: ماينفعش يادكتور

د.يحيى: لأ ينفع ونص (26)

رشاد: … طيب أستأذن أنا

د.يحيى: تستأذن تروح فين

رشاد: حاخرج

د.يحيى: حاتعمل إيه؟ حاتفكر ؟

رشاد: آه طبعاً

د.يحيى: تفكر بتاع إيه ؟

رشاد: ما هو أنا لازم أفكر(26)

د.يحيى: ما انت فكرت سنة ونصف وضعت، وفكرت 33 سنة وضعت وانكسرت، واتشقيت نصين، وأخرام وأوض، ويا دوب لحقت نفسك، جىْ تقول لى حافكر تانى؟(26)

رشاد: طيب حاشوف

د.يحيى: مفيش اشوف

رشاد: مش حاينفع يادكتور

د.يحيى: لأه حاينفع

رشاد: لأ مش حاينفع

د.يحيى: أنا كل اللى عايزه منك سبع أيام شغل، والدوا، واقابل والدك واختك

رشاد: وبعد كده أسافر؟

د. يحيى: مش متأكد، لكن إن شاء الله، يمكن يكون الوقت مناسب ويكون ربنا كاتب لك لقمة نظيفة بطريقة فيه علم وفيها مسؤلية، مع السلامة

رشاد: الله يسلمك.

    

 

(1) لاحظ البدء من لفظ المريض دون الالتزم بالمعنى الشائع، أو المعجمى، أو مايفيده تحديد بسؤال المريض.

 

 

 

 

 

(2) خيل إلىّ أنه يتكلم عن تعدد ذوات داخلى لكننى تبينت خطئى بعد ذلك مباشرة.

 

 

 (3) يلاحظ أنه هو الذى أشار إلى المشاركة بقوله “دكتور معايا” دون إعفاء نفسه من المشاركة فى خطة العلاج.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

(4) شرح ما يمكن أن يصل “بجوار” الكلمات، دون تحديد الكلمات، واحتمال أن تكون هذه العلاقة العلاجية المتنامية وراء نوع من التواصل الضام الذى أدى إلى ما اسماه المريض عوده الدم “يجرى فى عروقه”.

 

(5) يمكن –  كما حدث- يستمر استعمال كلمةٍ مَا، بشكل مفيد مع أنه لم يُتفق على معناها أو مضمونها تحديدا بين المتحاورين وهذا محتمل مع الذهانى خاصة.

 

(6) لا ينبغى انكار هذا الوضوح برغم العجز عن الشرح بالألفاظ.

 

 

(7) ليس بالضرورة أن كلمة “التخيل” هنا تعنى الخيال المعروف، وتكملة للفرض الأساسى، لعله يشير إلى العين الداخلية فى محاولتها رصد خطة إعادة التربيط المحتملة.

 

 

 

 

 

(8) هذا ما اسميته فى موقع آخر “فرط الدراية” عند الذهانىHyperawareness of the psychotic ، وهو أكثر فى بداية المرض.

 

(9) لا يجوز المبالغة فى تقدير موافقة المريض هنا (وفى مواقع أخرى أيضا).

 

 

 

(10) يوجد هنا احتمال ارتباط ما بفرض “العين الداخلية” وأيضا فرض “إبطاء عملية فعلنة المعلومات”.

 

 

(11) قبول العجز عن التعبير الدقيق مهم حتى لا نتعسف أو نختزل، مع الاقرار بالدلالة الواضحة، برغم هذا العجز، والاقرار بالغموض العام.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

(12) محاولة تفسير وظيفة “عدم التجميع” الدفاعية.

 

 

 

 

 

 

 

 

(13) لاحظ محاولة تعداد معان عديدة للكلمة المولّدة للاحتمالات.

 

 

 

 

 

 

(13 َ) بنفس الطريقة يستعمل تعبير “الدم بيجرى فى عرقى” ليس بمعناه الحرفى الأصلى ولكن كما قال المريض دون تفسير أو تعريف لاحق .

 

(14) إذن ليست كلمتين محددتين وكأنهما كلمة السر، لكنها الرسالة الكلية من مجمل المقابلة غير المسماة بالضرورة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

(15) امتداد لفرضىْ تمثّل المعلومات بالمعنى الأشمل، أضمِّن “مانعمله” وليس فقط ما نعلمه ونتعلمه فى هذه العملية، باعتبار (مانعمله) “معلومات” قابلة للهضم والتمثل أيضا.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

(15) مازال الأمر متعلق بفرض العين الداخلية ورصد عملية “صعوبة فعلنة المعلومات” التى طرأت مع المرض بالعين الداخلية.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

(15 َ) اعادة تأكيد فكرة استعمال “كلمة” مشتركة دون تعريفها.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 (16) يبدو الكلام غامضا، كما يبدو أن الطبيب يتمادى فى شرح فروضه، وهو يرجح أنها تصل بشكلٍ ما للمريض.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

(17) لم يرد ذكر مساعدة الناس من قبل ، اللهم إن كان يقصد أن هذه المقابلات المسجلة هى لصالح التعليم ومن ثم لصالح المرضى الذين هم مثله كما بدأنا معه تفسير تسجيل المقابلة.

 

 

(18) عودة إلى استعمال نفس الكلمة دون تعريف محدد مشترك (العين الداخلية).

 

 

 

 

(19) إشارة جديدة إلى الفرض الأساسى عن إبطاء عملية فعلنة المعلومات مع احتمال رصدها بالسرعة البطيئة بالحاسة الداخلية.

 

 

 

 

 

 

 

(20) عودة إلى احتمال رصد الصعوبة فى ذراع الإخراجOutput فى عملية فعلنة المعلومات، مع رصدها بالعين الداخلية.

 

 

 

 

 

 

 

 

(21) برجاء مراعاة عدم اختزال كلمة صداع هنا إلى الاستعمال الشائع (انظر نشرة21-4-2009)الحلقة الأولى من هذه الحالة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

(22) لم أستطع أن أتأكد أى قدر من هذا التفسير وصل للمريض، وأيضا لست متأكدا إن كنت أقصد بتقديم هذا الشرح هكذا أن أبيّن فروض الإمراضية (السيكوباثولوجى) للمريض أم للحضور من المتدربين.

 

(23) تبدو هذه الجملة (والتسمية) المكررة دينية، وقد تفهم بشكل تقليدى مباشر، إلا أن لها أساسا علاقة أعمق بنفس فروض عن غريزة التوازن المتصاعد لمستويات الوعى إلى المطلق نحو وجه الحق تعالى عبر شبكة العلاقات البشرية(الأسس البيولوجية للدين والإيمان).

 

 

 

 

 

(24) يبدو أن حماس الطبيب نحو عرض منظومته (فروضه) قد أبعده عن واقع أولويات هموم واهتمام المريض الواقعية الملحة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

(25) لاحظ الاستمرار فى استعمال كلمة “اعداد” لأكثر من غرض.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

(26) امتداداً لفرض أن المرض اختيار من بعد معين، فإن هذه المباشرة فى العلاج تبدو محاولة لاستعادة المبادرة لاجهاض مسيرة التفكك نحو التفسخ، كما يبدو أن التوصيات التأهيلة هنا أشبه بالأوامر، لكن واقع الممارسة فى ثقافتنا، هو الذى يسمح بذلك ، وهو يلزم الإسراع بالحفز نحو العودة إلى واقع محدد، وممارسة يومية، لعلها تكون أولى الخطوات نحو إجهاض التمادى إلى التفسخ، وهذا لا يلغى إرادة المريض الظاهرة، بقدر ما يحفز إرادته على مستوى آخر.(19-10-2007).

 

وغداً نكمل الحلقة الأخيرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *