نشرة “الإنسان والتطور”
6-5-2009
السنة الثانية
العدد: 614
فصامى يعلمنا (6):
(سوف نكرر فى كل مرة: أن اسم المريض والمعالج وأية بيانات قد تدل على المريض هى أسماء ومعلومات بديلة، لكنها لا تغير المحتوى العلمى أو التدريبى).
العين الداخلية (أداة الحس الداخلية)
وموضوع السفر
بعد أن تناولنا فى النشرة السابقة (أمس) الجزئين الأولين لهذه المقابلة وناقشنا فيها بعض وصف رشاد لما أصابه، كما أوضحنا وأكملنا الفرض الذى عرضناه فى البداية(الوضوح الغامض) الحلقة الثانية (1) إذْ أضفنا إليه فرض:
أن أداة الحس الداخلية تستطيع أن ترصد تفكك وإبطاء عملية فعلنة المعلومات، مع ما يصاحب ذلك من انشقاق
بعد ذلك نكمل نفس المقابلة اليوم لتحديد بداية الإمراضية، وما رصدت العين الداخلية، ثم موضوع السفر.
د.يحيى:.. طيب وبعدين؟ نمسك حاجة تانية: لما سألتك الدكتورة عن اللى عندك رحت مرجّعها لسن 20 سنه قلت لها التعب إبتدا بحاجة غريبة وانا عندى 20 سنه بعد ما رفضونى فى فريق الكورةرشاد: آهد.يحيى: مظبوط؟رشاد: آهد.يحيى: إحكى لنا بقى، ده حايفيد فى فهم حالتك شوية كتار، إنت بعد ماتاخدتش فى الفريق، يعنى بعد ماعشّموك، بتقول“حسيت إن مخى اتفتح وانشق نصين”يعنى إيه؟رشاد: هو ده نفس الإحساس فعلاد.يحيى: لأ قول لنا بالتفصيل إحكى لى إزاى بلغوك الرفض وازاى طمّعوك، وكنت ساعتها واقف مع مين وإزاى حسيت إن مخك انشق نصينرشاد: انا رجعت من الماتش بعد اللى حصل ده، كنت فى حالة مش كويسة كان عندى تفكير شديد أوىد.يحيى: أيوه؟رشاد: تفكير مشتتد.يحيى: ههرشاد: مشتت، يعنى مشتت بصحيح قوى(1)
د.يحيى: كل ده فاكره من تلاتاشر سنة؟!!
رشاد: أيوه لقيت نفسى إنى مش قادر آكل ولا قادر أعمل أى حاجة خالص(2)
فاضطريت إنى أروح الجامع أصلى وقلت بدل ما يحصل اى مشاكل(3)
خلينى ماسك فى كتاب ربنا سبحانه وتعالى(4)،
بعد كده رجعت حسيت إن أنا قاعد مع نفسى لوحدى خالص(5) د.يحيى: إنت فاكر كان يوم إيه رشاد: قصدك إيه؟ د.يحيى: يعنى كان سبت؟ احد؟ اتنين؟ تلات؟ رشاد: لأ مش فاكر د.يحيى: فاكر كان الصبح، ولا الظهر ولا بالليل رشاد: كان العصرية
د.يحيى: العصرية؟ هم بلغوك إمتى إنك ماتّاخدتش فى الفرقة(6) رشاد: فى نفس الوقت د.يحيى: لأ يعنى بلغوك الظهر وبعدين الحاجات دى حصلت العصر رشاد: لأ ده أنا كنت فى غزل المحلة وكان فيه ماتش بنلعبه كان فيه واحد بيلعب فى نفس المكان بتاعى د.يحيى: انت بتقف إيه رشاد: خط وسط؟ د.يحيى: خط وسط يعنى إيه؟ رشاد: صانع ألعاب يعنى د.يحيى: وبعدين؟ رشاد: فأنا قلت لهم فقالوا لى لأ، ورجعونى ورا دفاع خط دفاع د.يحيى: وانت مالكش فى الدفاع رشاد: لأ صانع الألعاب له فى كل حاجة بس لما بيمسك مكانه بيبقى أفضل، فقلت لهم ماشى، بس لقيت نفسى مش مبسوط طبعاً لأنى عايز أظهر نفسى د.يحيى: ده مين اللى عمل كده؟ المدرب؟ رشاد: اللى تحت المدرب د.يحيى: اللى تحت المدرب مساعد المدرب؟ رشاد: أيوه، بعد كده أضطريت أنى إلعب دفاع ولعبت ماتش كويس، وقالوا لى إنت حاتتاخد وحناخد منك الطقم هدية د.يحيى: طقم إيه؟ رشاد: الطقم اللى أنت لابسه هدية، قلت لهم أنا ماعنديش مانع بس أنزل فى الفرقة يعنى، وبعد ما خلاص خلص الماتش لقيت نفسى ماتّاخدتش د.يحيى: عرفت إزاى رشاد: آه بعد الماتش يعنى ماحدش وجّه لى أى سؤال، فعرفت إنى اترفضت يعنى(7) د.يحيى: وبعدين رشاد: تانى يوم رجعت البيت مافيش نِفْس طبعاً لأى حاجة د.يحيى: التشتت حصل الأول، ولا اللى “مفيش نفس” قبل التشتت؟ رشاد: آه من كتر التفكير ماقدرتش إنى أنا ألم فكرى فى مكان معين أنا حسيت إن العقل بينفتح نصفين د.يحيى: يعنى إيه العقل بينفتح نصفين
رشاد: أنا نفسى ماعرفشى أنا إحساسى كان كده(8) د.يحيى: ما هو الإحساس يابنى لما الواحد بيقول أنا حسيت إن أيدى بتشكشك، يعنى زى دبابيس بتشكها مثلا، يقدر يوصفها، فأنا باسأل ازاى حسيت إن العقل بينفتح نصفين يعنى أيه
رشاد: هو انا شبهته بلبانة(9) د.يحيى: شبهته إيه؟ بلبانة؟! رشاد: لبانة بتنشد د.يحيى: لبانة بتعمل إيه بقى رشاد: بتتشد نصين، بتنفتح نصفين، واحد يشدها من هنا وواحد من هناك د.يحيى: إشمعنى لبانه بالذات يابنى رشاد: علشان فيها شد وبعدين قطع
د.يحيى: على فكرة ما هو ده اللى حصل فعلاً، بس أنت حسيته إزاى؟(10) رشاد: باقول لك، ما هو مخى لما انفتح وانشق بقى انفتح زى اللبانة بالضبط.
د.يحيى: مش فاهم قوى، طب نشوف حاجة تانية: انت برضه قلت للدكتورة ملك إنك “كل ما تتعلم حاجة فى مجرى بتنفتح، والعلم بيصب فى المجرى لحد ما تتملى”(11)،
وبعد كام سنه نسيت الموضوع، يعنى إيه بقى كل ما تتعلم حاجة تتفتح فى مجرى هو ده حصل بعد ما العقل انفتح نصفين(12) رشاد: آه بعد ما العقل انفتح نصفين د.يحيى: حصل إيه؟ رشاد: كنت بادور على عمل، أشتغل يعنى وكده، فلقيت حسيت بمجرى بتنفتح والتدريب اللى أنا بأخذه…. د.يحيى: (مقاطعا) التدريب مش بتاع الكوره؟ رشاد: خلاص الكوره حكايتها خلصت، أنا باتكلم عن التدريب اللى أنا بأخذه فى الكورسات بتاعة الكمبيوتر، التدريب بيصب فى المجرى دى(13) د.يحيى: وبعدين؟ رشاد: بعد كده أحس إنها اتملت بعد فتره د.يحيى: أيوه؟ رشاد: وبعدين تفتح مجرى تانية د.يحيى: وأتحولت لمجرى تانية؟ رشاد: آه، هى بدل ما كانت مجرى واحده بقيت أتنين د.يحيى: وبعدين رشاد: بتصب فيها برضه بنفس الطريق اللى أنا ماشى فيه د.يحيى: وبعدين رشاد: وهكذا د.يحيى: إستنا إستنا “هكذا” إيه؟ هو اللى بيحصل ده، أو كان بيحصل بتعتبره كويس؟ هوه ده كويس ولا وحش؟ رشاد: مااعرفش بصراحة د.يحيى: مش اتعلمت، والتدريب دخل فى مجرى لحد ما أتملت، فاحتاجت مجرى تانية رشاد: إحتاجت مجرى تانية د.يحيى: فبقوا اتنين رشاد: دخلت بقى فى تانى كورس تانى، مثلا د.يحيى: آه دخلت فى تدريب تانى رشاد: آه د.يحيى: حصل نفس الحكاية؟ رشاد: آه، هى نفس الحكاية د.يحيى: وبعدين؟ رشاد: وهكذا بقى د.يحيى: المرض فين بقى فى ده كله رشاد: هه؟ د.يحيى: يعنى إيه اللى تَعَبك فى ده، أنا رأيى إن الحكاية دى عند كل الناس، بيحصل عندهم الحاجة دى عادى، كل المسألة إنها الظاهر مشيت عندك على مهلها شويتين، وإنك انت شفت العملية اللى بتحصل ووصفتها، أهو ده هوّا كل الفرق رشاد: حاسس بيها د.يحيى: طيب حاسس بيها، وبعدين؟ رشاد: بس لحد ما انقفلت مرة واحده(14) د.يحيى: أيه هو اللى اتقفل بقى رشاد: المجرى نفسيها د.يحيى: نفس المجرى رشاد: ومابقاش فيه مكان لحاجة د.يحيى: طب الساعة 9.15 ياللاّه كفاية كده، كل مرّه 3 أسطر بـ3 أسطر رشاد: وبعدين؟، والسفر حانعمل فيه أيه؟ هى التقشيرة جت. د.يحيى: ما انا عارف من المرة اللى فاتت يابنى، بصراحة لو قعدت معانا أسبوعين تلاتة وقابلتك شوية أيام الأربعاء والخميس، وقدرت أظبّط معاك علاقة بالتليفون مع الدكتوره ملك يعنى ممكن تسافر بعد ما نتفق على معنى الحاجات دى ازاى حصلت، وإنها لو جت لك هناك حاتعمل إيه وازاى لو المجرى أتملت حانعمل أيه، يا رشاد إنت أبن حلال وفاهم حاجت جامدة اوى، وده يمكن يفيدنا مع السلامة. رشاد: بس معلش يادكتور د.يحيى: نعم؟ ما أنا قلت اللى عندى رشاد: أصل أنا مستنى إجراءات قرّبت تخلص خلاص د.يحيى: والله عارف يا ابنى، والله عارف يا رشاد؟ حاجى لك مخصوص حتى أثناء الأسبوع، والله عارف رشاد: يعنى أروح أدفع يعنى الفلوس، ولا أستنى؟ صعب إن أنا أقول للى حايسفرنى إستنى تانى د.يحيى: قلت لك حاجى لك مخصوص يوم الأتنين، حاجى لك مخصوص هنا يوم الاتنين(15) رشاد: طب ينفع إن أنا أطلع وآجى لك يوم الأتنين د.يحيى: مش متأكد أصلك عفريت وحاتطلع ماتجيش رشاد: لأ والله حاجى إزاى يادكتور د.يحيى: ده إنهارده الخميس يا أخى، الأتنين ده بعد بكره، الله حاجى مخصوص،.. حاجى لك يوم الأتنين حاتخلص العملية مرة واحده رشاد: أنا عايز التحديد، حاتقول لى أروح ولا مروحش، د.يحيى: فى الغالب فى الغالب ما تروحشى، أنا عارف مش حاتسمع كلامى، إنما أنا باحاول أحسبها صح وأقول لك اللى وصلت له. رشاد: ماشى د.يحيى: حاقول لك مبدئيا دلوقتى عشان ما اعشمكش، اصل اللى حصل ده خطير شوية، هو كويس بس يمكن ينتهى وحش(16)، يعنى لو اتفقنا إزاى حانتعامل معاه إنشاالله بالتليفون، إنشاالله بشوية دواء، ممكن نغامر وتسافر، لو لقينا إنك انت راكب راسك ومش عايز يوصل لك إن إحنا معاك حاقول لك لأه، أجلها ولو سنه، واللى فيه الخير يقدمه ربنا، والرزق عند الله وحسب بقى إنت وشطارتك، أهو ده اللى عندى وبس، مع السلامة رشاد: ماشى مع السلامة عايز حاجة يادكتور (مصافحة د.يحيى) د.يحيى: مع السلامة (خروج رشاد) …… …… (ثم دخول رشاد دون استئذان بعد خروجه بقليل) رشاد: دكتور د. يحيى: أيوه يا رشاد تعالى رشاد: صاحب التأشيرة إتصل بيا دلوقتى عالموبايل، بيقول التأشيرة جت. د. يحيى: إمتى رشاد: هى جات من يوم الإثنين د. يحيى: طيب أمال عاوز إيه منى دلوقتى رشاد: أعمل إيه يعنى؟ د. يحيى: طيب ما أنا قلت لك أنا حاجى يوم الإثنين، يعنى من هنا ليوم الإثنين حايحصل إيه انا حاجى مخصوص يابنى، والله علشانك، من هنا ليوم الإثنين حاتكون الدنيا اتهدت؟ طيب أقعد أقولك الكلمتين اللى عندى وخلاص أنا قلتهم للدكاترة: إنت تعبان يابنى وتعبك حقيقى مهواش لا تصورات (17) ولا مُبَالغ فيه بس، فى نفس الوقت إنت صلب وجدع بأمارة إنك من ساعة لما جات لك حكاية الكورة قدرت تعيش عشر سنين معقول، مش كده؟ دى صلابه برضه، مش ده حصل وأنا مصدقك. ومع ذلك قدرت تعيش عشر سنين معقول(18). رشاد: تمام د. يحيى: وبعدين من ثلاث سنين حصلت حاجه تانيه
رشاد: عقلى إتفتح(19) تانى د. يحيى: إتفتح تانى، انت متأكد؟ رشاد: آه د. يحيى: اللى بيلم الشق ده بأمانه شديده أنا كنت لسه بقول للدكاترة، اللى بيلم الشق ده جدعنتك أولاً، وبركة ربنا إن هو ساعدك، ربنا هوّا اللى بيلم الناس على بعضيها وبيلم الشقوق على بعضيها، ربنا بصحيح مش بس الصلاه والصوم، الصلاه والصوم بتنظم العلاقه دى، بتساعدنا إن إحنا نعمل الحاجات الكويسة دى لبعضنا. هى دى فايدة الجماعة بقى الى فيها البركه، أخذت بالك؟ رشاد: آه د. يحيى: فلو أنا ضامن إنك إنت لما تروح حايبقى ربنا معاك بالمعنى ده ويمكن أوافق، ألا قل لى إنت بتصلى؟ رشاد: الحمد لله د. يحيى: بإنتظام رشاد: آه د. يحيى: آه تتنيك تصلى وتبقى عارف إن ربنا هو اللى بيلم الشق ده أنا عن طريقنا برضه، أنا معاك وملك حاديك تليفونها وأنا تحت أمر ملك حاتبلغنى إذا كنت عاوز حاجه ونديك شوية حاجه إسمها مؤشرات، زى إيه لمبات حمراء كده لو حصل كذا تعمل كيت،(20) حاديك دواء لمدة سنة، لو مانمتش تعمل كذا، لو ماروحتش شغلك كذا لو قعدت تلغّ فى الشك والشق ده كذا، فى الحاله دى أقدر أقولك سافر يعنى حانديك حاجات زى الترمومتر كده تقيس بيه، وبناء عليه تزود الدواء أو أى حاجة، وحانأجل الكلام لحد ماتيجى، تجيلنا فى الأجازه نشوفك، حكاية إنك عيان أو مش عيان مالكش دعوه بالموضوع ده، نقفل الصفحه لحد مانشوف يبقى هما حاجتين اللى أقدر أوافق على السفر
بيهم “ربنا” و”جدعنتك” وشوية دواء، وماتجيبش سيرة للى حصل ده نهائى إلا لما ترجع. (21) رشاد: ما أحكيهوش تانى د. يحيى: لمخلوق، كل الحكايه تنام وتأخذ الدواء وتروح شغلك يجيلك الكلام ده تقول لما أروّح للدكتورة ملك، للدكتور يحيى، وبس رشاد: مظبوط د. يحيى: لأه فاضل حاجه علشان أنا باغامر دلوقتى، لو ولع منك النور الأحمر، إنك مانمتش ليلتين وراء بعض مثلا، مارحتش شغلك، رغيت فى الكلام ده تشيل شنتطك وتيجى رشاد: آجى منين من السفر د. يحيى: آه أمال حاتقد تعمل إيه؟ حاتبقى بهدله رشاد: لو فيه تعب تانى يعنى؟ د. يحيى: الدكتورة ملك حاخليها تكتب لك الكلام ده واحد إثنين ثلاثه، ومش حاتيجى على مزاجك، أه بناء عن موافقه مننا، يعنى ممنوع تيجى نهائى إلا فى أجازتك الإعتيادى حتى لو مت، وما تعملشى حاجة إلا اللى حانكتبهولك ونتفق عليه، يبقى من ناحيه سافرت ومن ناحيه خليتك جدع واستغليت جدعنتك لصالحك معانا، ومن ناحية العلم معاك شوية حبوب وقبل ده وبعد ده ربنا معانا كلنا وتبقى أخذت فرصتك يابنى. رشاد: ماشى د. يحيى: لو جبت سيرة وقلت خايف ومش عارف، أديك قاعد معانا لحد ما ربنا يسهلها. رشاد: لأه، عادى أنا مستمر معاك، بس مش عاوزين نضيع حاجه، ده مستقبلى، بس …. د. يحيى: مش عاوزين بقى الكلام الصغير ده، إذا كنت واثق فى ربنا مافيش حاجه حاتضيع، إذا سافرت مافيش حاجه حاتضيع، انت تبطل زن وإنها فرصه وحاتروح والكلام ده، الكلام ده مش تبعنا، أنا بقول العلم اللى عندى، وخلاص. رشاد: ماشى وأنا موافق د. يحيى: خلاص يبقى أشوفك يوم الخميس الجاى تكون فكرت، وتكتبى له يا ملك الحاجات دى تفاصيل، الكونتراتوا(22) وإنه ما يرجعش إلا بموافقه منى ومنك علشان يقدر يستحمل، وإلا حايروح ويجى جرى ويبقى خسر اللى وراه واللى قدامه يعنى إذا كان عندك أى إحتمال إنك ترجع علشان شفت عفاريت، علشان عملتها على روحك علشان بتكلم نفسك يبقى ماتروحش من أصله (23) رشاد: أنا ما عملتش على رحى د. يحيى: ما أنا بقولك يعنى “… إياك…” أنا بكبرهالك عشان أوصّل لك الرسالة يعنى أوعى ترجع علشان زهقان، علشان حسيت بضيقه، بوجع فى ظهرك رشاد: ما تخافشى مش حايبقى فيه حاجه د. يحيى: ما أنا بقولك أهه، لو يحصل ده كله وماترجعش، تصبح الصبح تروح شغلك، وبالليل تأخذ كام قرص ياترجع على نقاله فى تابوت ياترجع فى أجازاتك الإعتياديه رشاد: إن شاء اله حارجع عادى د. يحيى: وطول الوقت يبقى عندك فكرة إنك راجع للدكتورة ملك وللدكتورة دينا وحاجات كده فمن هنا للخميس اللى جاى الدكتورة دينا حاتكتب لك المنافستو ده، وهى حاتمضى عليه وملك لما تيجى من الامتحانات حاتمضى عليها وأنا حامضى عليه. رشاد: موافق د. يحيى: واهو ربنا بيلمنا على بعض من كل ملة ودين علشان نحلها سوا سوا، وهو بيخليها أكثر فى أكثر هناك بقى وانت لوحدك، أنت عارف ربنا بيلمنا على بعضينا ليه رشاد: ليه د. يحيى: علشان خاطرك، أى والله، ما هو كل واحد له رب بيتوجه له، وانت برضه وهناك حاتلاقى أقرب واقرب، وحايفكرك بينا واحنا مستنيينك. رشاد: طيب السلام عليكم، الخميس ولا الإثنين؟ د. يحيى: الخميس بقى، ماتدوخنيش معاك خليها الخميس. شكراً جزيلاً . …………. |
(1) تعبير “تفكير شديد قوى” لا يشير عادة إلى التفكير فى عدد كبير من الأفكار بقدر ما يشير إلى السرعة، والكمية، دون تحديد أفكار معينة، وهذا يفسر ما لحقه وصف بأنه “مشتت”، “مشتت بصحيح قوى”.
(2) مش قادر آكل ” هو تعبير لا يفيد” فقد الشهية” بقدر مايفيد “التوقف”، و”العجز عن”..، الذى تؤكده الجملة اللاحقة “مش قادر أعمل أى حاجة خالص”
(3) هذه الإرهاصات بأن شيئا ما، غريبا عادة، على وشك الحدوث “بدل ما يحصل أى مشاكل”، هو إشارة إلى ربكة غامضة تحدث عادة فيما قبل البداية، وهو تعبير –هنا على الأقل- لا يشير إلى مشاكل بذاتها.
(4) اللجوء إلى الله فى هذه الحالة قد يشير إلى الاستنقاذ بالقوة العليا الضامة المركزية “لا إله إلا الله”، وهو يفيد فى إجهاض المرض لو كان التوجه غير سطحى أى لو كان توجها كليا إلى التناسق على مستوى أعلى.
(5) تعبير “قاعد مع نفسى لوحدى” لا يعنى بالضرورة أنه كان وحيدا لايوجد أحد بجواره، نتذكر أنه كان بالمسجد وسط الناس، فى رحاب الله، ومع ذلك فقد وجد نفسه وحيدا، كذلك قبل البداية. الأرجح أنه انفصل عن ما هو حوله من ناس وأشياء فيكتشف وحدته
(6) أتبع هذا الأسلوب فى تحديد البداية ليس بالسؤال عن الوقت التتبعى وإنما بالتركيز على “حال التوقف” وبذلك أساعد المريض أن يستعيد الموقف، التهيؤ،المحيط، المتعلق بالبداية أكثر من أن يكتفى بتحديد التاريخ الساعة اليوم، الأحد، الأثنين، الثلاثاء.
(7) كثير ما يهتم المتعجلون، والأجتماعيون، والمسَلسِلون بالتأكيد على أن مثل هذا الإحباط هو سبب المرض، وهذا وارد، لكن به من الاختزال ما نحذّر منه، ولعلنا نلاحظ أن هذا النمط (السكريبت) يصف كثيرا من خطوات وطموحات ومشاريع رشاد: “اندفاع”، وعشم، وجهد، وإخلاص، وأمل وطموح، فإحباط وفشل“ وهكذا فإذا تصادفت أن جرعة الإحباط جاءت إثر فرط جرعة الطموح بعد التلويح بالوصول، يكون الأثر أشد، لكنه مازال لا يكفى لإحداث كل ما حدث، ومن الأفضل اعتباره عاملا “مرسبا”، لا “مسببا”. (8) نبدأ من هنا، (ومن قبل هنا) الانتباه إلى لغة المريض الخاصة، وأيضا إلى لغة العلم الخاصة، فحين استعمل سيمز تعبير “العين الداخلية” Internal Eye لم يكن يقصد عينا مثل التى ننظر بها، وهذا ما ترجمته إلى “آلة الحس البدائية التطورية الداخلية”، (9) التشبيه باللبانة هنا جاء أبعد من تصورى (أو حتى عكسه تصورى) لأننى أفترض أن الشق إلى نصفين فأكثر يحدث من انسحاب الطاقة الضامة إلى الداخل أو إلى الوراء إلى الأقدم، ومن ثم يحدث نوع من الجفاف المهيىء للانشقاق، لكن اللبانة بالذات فيها ليونة أكثر من الجفاف، فاجتهدت معه لأتصور أن اللبانة هنا لا تمثل “المرونة” بقدر ما تدل على التداخل الرخو، ومن ثم يأتى تنافس المخين على الطاقة بنتيجة تتعارض مع احتمال المرونة وتتجاوزها، وهى الانشقاق إلى نصفين”.
(10) إقرار الطبيب أن “ده اللى حصل” ليس من باب “أخذ المريض على قد عقله” كما ذكرنا سابقا، ولكن لأن تعبير المريض اتفق مع فروض الطبيب، حتى قبل أن تثبت، وهذا يفيد فى توثيق العلاقة بشكل ما. (11) تعبير مجرى (بكسر الميم) يفيد نفس التعبير بالفصحى مّجْرى بفتح الميم، وهو من جديد إشارة إلى آلة الحس الداخلية وهى ترصد حركية التفكك وكسر “الواحدية” التى أشرنا إليها قبلاً.
(12) النسيان هنا، لا يفيد بالضرورة نفس النسيان العادى، وإنما نرجح أنه إشارة إلى إغفال النظر إليه أو التركيز عليه بالعين الداخلية.
(13) رجوعا إلى فرض إمكانية رصد عملية “فعلنة المعلومات” بالعين الداخلية فى مرحلة الإدخال (بالعرْض البطىء) وأن المعلومات (العلم والعمل من ضمن المعلومات كما سيشير رشاد لاحقا) لا تستوعبها واحدية المخ هضما وتمثيلا كما هو المفروض، فالإدخال عند المريض أصبح يصب فى مجرى منفصل، وفيما بعد راح يصب فى حجرة (أوضة) منفصلة أيضا، ومن ثم فهى تمتلىء، فتفتح مجرى أخرى، وقد فسرنا ذلك على أنه رصد نوع من تقطع انسياب وتكامل عملية الفعلنة بعد الادخال.
(14) لا يوجد تناقض بين التعبير الذى أشرنا إليه أمس حين وصف امتلاء مخه بقول “مخى مليان بس مش قادر أقفله” والتى شبهناه بحقيبه ملابس انحشرت فيها كوم من الملابس كيفما اتفق فعجز صاحبها عن اغلاقها، وبين تعبيره عن قفل المجرى وراء المجرى، فلعله يشير إلى أكوام المعلومات المتزاحمة فى كتل متراصة (“بُجَأْ” بالتعبير العامى) وأن كل “بجأة” تقف منتفخة، ثم حين تتجمع فى الحقيبة فى المخ كيفما اتفق، تملأ المخ حتى تفيض عن قدرة استيعابه وتمثله، فتظل فائضة على أطراف الحقيبة (المخ)!!.
(15) هذا النوع من الاصرار هو أحد سمات السكريبت الذى يتكرر معه مثل طموح الكرة وغيره.
(16) تعبير “هوا كويس، بس يمكن ينتهى وحش” يتفق مع فروض د. يحيى وأفكاره عن الأزمة المفترقة Cross Raods-crisis حيث يفترض أن هذا التفكك هو مرحلة وارده (بل ضرورية) فى بدايات كل من الجنون والابداع وأزمات النمو Growth Crisis ، وهو موازٍ لما يحدث فى الحلم، إلا أن الحلم ليس ضمن الأزمات المفترقية لأنه منتظم ومكرر، علما بأن له نفس الفائدة التشكيلية إذا قام بوظيفته بكفاء مناسبة.
(17) عودة إلى التأكيد على تصديق ما يقوله المريض “بما هو” لحقائق محتملة.
(18) تقدير صلابة ونجاحات المريض قبل المرض مهم ، وإبلاغه بها عامل مساعد فى دعوته للتعاون فى مسيرة العلاج، وليس مجرد تشجيع سطحى.
(19) يستعمل المريض هنا “انفتح” غير لفظ “انشق” (نصين)، وهذا جيد حتى لا نختزل المسألة تحديدا إلى نصفين، ثم إن حدوث هذا الفصم من 13 سنة، ثم تكراره منذ ثلاث سنوات ونصف قد يشير إلى أن الانفتاح (الفصم) الأول كان مرضيا، أى تجاوز مرحلة التعتعة بكثير، وهذا يهيىء لأن يكون الفصم الثانى مرضيا أيضا لأنه لم يأخذ منذ البداية فرصة أن تنقلب التعتعة إلى نمو إو إبداع.
(20) هذا الاستعمال ليقين المعالج بهذا الفهم للفطرة والقوة الضامة المركزية الأسس البيولوجية للإيمان ليس استعمالا دينيا تقليديا للاعتماد على الله تعالى، بقدر ما هو تفعيل لفرض موضوعى يعامل هذه القوة معاملة موضوعية بيولوجية ماثلة ممتدة مما لا مجال لتفصيله هنا هذا ما تسميه اللغة الدينية “الوسائل”، وهى يقول عنه العامة “ربنا يهيأ الأسباب” فالناس وسائل إلى بعضهم البعض، إليه بنفس المفهوم الذى ذكر فى الهامش السابق.
(21) برغم ذكر هذه التفاصيل وكأن الطبيب وافق على سفره، إلا أنه فى النهاية قرر عكس ذلك كما سنرى لاحقا.
(22) “التعاقد”، هى عملية مستمرة لا تقتصر على بداية العلاقة بالمريض.
(23) تعلمت هذا الأسلوب منذ فترة ليست قصيرة حين كنت أتعامل مع المرضى العائدين من العراق بوجه خاص أيام صدام حسين، وبمجرد عودتهم أو بعد قليل من عودتهم تظهر الأعراض، ثم تختفى نسبيا أثناء الاجازة وبمجرد أن يقترب موعد عودتهم إلى العراق تظهر الأعراض، فقدرت أنها إعلان للرفض، وتذكرة بالاهانات والآلام التى تنتظرهم ..الخ ، فكنت أتبع هذا الأسلوب: إما أن يمزق جواز السفر وهو فى العيادة عندى، أو يسافر ولا يرجع إلا فى إجازته اللاحقة، وفى الحالتين كانت تختفى الأعراض، وكنت اسمى ده “سد ثقوب التراجع” برغم الآلام الحقيقية والواقع المر. |
الحلقة الـسابعة
الثلاثاء القادم.
[1] – Onset of psychopathology