الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / فصامى يعلمنا (4): … “الكلام” يُحرِّك ما حول “الكلام”!!

فصامى يعلمنا (4): … “الكلام” يُحرِّك ما حول “الكلام”!!

“نشرة” الإنسان والتطور

29-4-2009

السنة الثانية

العدد: 607

فصامى يعلمنا (4):

(سوف نكرر فى كل مرة:  أن  اسم المريض والمعالج وأية بيانات قد تدل على المريض هى أسماء ومعلومات بديلة، لكنها لا تغير المحتوى العلمى أو التدريبى).

 

… “الكلام” يُحرِّك ما حول “الكلام”!!

مرور الخميس 19-3-2009

أنتهينا أمس إلى هذه الفقرة:

د.يحيى: حا نشوف سوا وحانحلها سوا، بس مش بالكلام والشرح، لأ، الحكاية أكبر من كده، حانشوف ايه اللى يخلى المِجرى ما تتقفلش، إيه يخليها ما تتملاش بالشكل ده، إيه اللى يخلى المخ يستوعب اللى بيوصل له يحطه فى مكانه عشان ما تتزحمشى، حا نعمل ده كله سوا مع شوية شغل مع ربنا، مع شوية دواء طبعا وحاجات كده، ولا عايزين اسامى أمراض، ولا عايزين نحقق ونختم بختم الحكومة المتستتة، ولا حاجة

المريض: يعنى نعمل إيه

د. يحيى: إستنى بس واحدة واحدة ، نكمل الأول نشوف إنت قلت إيه للدكتورة ملك

د. يحيى: ….. بتقول (يقرأ)

” … من 3 سنوات ونص اما خدت كورس كمبيوتر مخى انشق نصين”،

…. هوا مخك انشق نصين كام مرة؟ مش قلت قبل كده إنه انشق وانت عندك عشرين سنة ؟

المريض: دى تانى مره دى

د.يحيى: تانى مره ؟

المريض: أيوه: تانى مره

د.يحيى: إمال أول مره دى إيه ؟ وانت عندك 20 سنه أظن أنا فاكر.

المريض: صح كده 19 – 20 يعنى

د.يحيى: اول مره دى قعدت قد ايه

المريض: خدت 5 سنين متهيأ لى (24)

د.يحيى: يا نهار ابيض !! 5 سنين والمجرى تودى للمجريى وتتملا، وتتقفل وعايش ورايح وجاى وبتشتغل

المريض: انا رحت مره لدكتور حسيت ان هو مش فاهم حاجه

د.يحيى: يا أخى ، يا أخى !! قصدك إيه، انت مش لسه قايل الدكاترة ممتازين

المريض: آه

د.يحيى: أصل بيزعلوا منا لما نقول كلمة زى دي، ولهم حق، بيزعلوا منا بصحيح والله باكلمك جد

المريض: بس مش كل الدكاتره يعنى

د.يحيى: .. طيب قعدتْ 5 سنين والحكاية راحت، راحت ازاى يعنى؟

المريض: ما اعرفشى، بصيت لقيتها راحت لدرجة ان انا نسيتها

د.يحيى: لدرجة انك نسيتها بعد قد اى من بدايتها

المريض: هو من اول ما رحت للدكتور

د.يحيى: ما انت قلت لاقيته مش فاهم حاجه، يعنى ساعة ما لقيته مش فاهم، رحت ناسيها

المريض: آه نسيتها خالص

د.يحيى: الله ينور، طب ما هو كويس ان هو مش فاهم حاجه خلاك تنساها، إمال إيش عرفك انها قعدت 5 سنين، مع إنك نسيها

المريض: لما اتفتحت تانى مره ، عرفت إنها قعدت المدة دى (25)

د.يحيى: يا نهار ابيض لأ انت لخبطنى دلوقتي، طيب من ساعة ما اتفتحت لحد ما نسيتها، فات قد ايه؟ ؟ أسبوعين لحد ما رحت للدكتور يعني؟

 

 

المريض: يعنى ممكن تدى سنه (26)

د.يحيى: يا نهار ابيض

المريض: هى ما راحتشى على طول

د.يحيى: يعنى قعدت معاك سنتين

المريض: آه

د.يحيى: كنت بتشتغل فى السنتين دول

المريض: كنت باجرى ورا لعب الكورة.. كان فيه مسابقة كورة، قدمت فيها، كان اللى يعدى منها يخش دورى ممتاز اللى هو بيتلعب ده، بس ما حصلش نصيب يعنى

د.يحيى: إن ايه؟

المريض: ان انا دخلت فيها

د.يحيى: يا رشاد، يا رشاد، الأمور عايزه تترتب بطريقه هاديه لحسن تتلخبط زى ما مخَّك اتخلبط، وزى ما انا كمان متلخبط دلوقتى، عايزين نعرف اللى حصل الأول وبعدين التانى وكده. من 13 سنه يعنى كان سنك عشرين سنه مش كده؟

المريض: تمام

د.يحيى: عايزين نعرف الحكاية حصلت إمتى، واتنست إمتى، ومباراة كرة القدم بعدها بكام اسبوع أو كام شهر ورحت للدكتور امتى واتنستْ بعد ما رحت له ازاى، بتقول قعدت ييجى سنة، وقعدتْ منسيه 4 سنين ولا 4 سنين ونص،(27) وظهرت تانى امتي؟ واكتشفت انت إنها كانت موجوده طول الخمس سنين دول؟ كل كلمه قلتها لها قيمه، بتعرّفنا ايه اللى جرى وازاى ولمدة قد إيه، وبعدين نرجع نعرف اللى جرى ده اختفى ازاى، واتزق لجوه ازاى، وعشت بيه ازاى، وبعدين نرجع تانى نشوف إيه اللى جرى من تلات سنين ونص، وهل هو بنفس الشكل الأولانى ولا بشكل تاني، ونقعد كده لحد ما نوصل، لحاجة تساعدنا، أنا متأكد إن الزمن اتلخبط عندك، وإن صعب نفتكر الحاجات بالتحديد، ما لكشى دعوة، قول اللى تقدر عليه، وأنا حاحاول أرتبها، نرتبها سوا سوا انا وانت وملك، وربنا معانا، ماشى؟

المريض: ماشى

د.يحيى: الظاهر حا نحتاج قعدة تانية نرتب فيها الحاجات دى من غير تحقيق زى الشوية الأخرانيين دول، ما هو أصل انا واخد كلامك كله صح مهما اتعارض بعضه مع بعضه، حتى لو قلت حاجه مره كده ومره كده يبقو الاتنين صح، فهمت، ومش حانستعمل أى لفظ من اللى بيستعملوه الدكاتره مثلا مش حانسمىِّ أيها حاجة ما نفهمهاش تهيؤات، حا نخليها على جنب وبعدين نفسرها سوا سوا ولاّ ان شالله ما اتفسرت، يعنى خلينا نبتدى من الأول: التعب ابتدى، بلاش نسميه مرض دلوقتى، التعب ابتدا بإن حاجه غريبه حصلت، وقعدت سنتين على ما رحت للدكتور ولاقيته مش فاهم مش كده؟

المريض: عقبال ما روحت للدكتور كان سنه واحده

د.يحيى: سنة سنتين، يمكن أنا اللى نسيت

المريض: انا قلت سنه

د.يحيى: يبقى انا نسيت، المهم: وبعدين بتقول لقيته مش فاهم حاجه(28) رحت ناسى اللى حصل، قعدت اربع سنين ولا 3 سنين ناسي، وبعدين حصل بقى حاجه تانيه اللى هى من 3 سنين ونص تقريبا، راح حصل شق تانى بعد كورس الكمبيوتر، أنا آسف ، مضطر أستفسر وأدقق قوى كده، هى دى الطريقه اللى نقدر نتعرف بيها على اللى جرى واللى جارى يابنى ولا ايه رأيك

المريض: تمام

د.يحيى: لما مخك انشق نصين، بتقول “البرامج على هيئة كلام “، أنا شايف إن الجملة دى علمية شوية، إنت سالفها من الكمبيوتر ولا إيه، أنا باستعمل كلمة برنامج دلوقتى وأنا باوصف الغرائز، والوراثة ساعات، أصل كنت اقول زمان الغرائز ومش عارف ايه، دلوقتى باسمح لنفسى أسميها البرامج، وباسمى اللى بيحصل لنا ويتثبت ويحركنا بعد كده زى خبرتك دى، باسميها برضه البرامج، إنت بتقول:

” البرامج على هيئة كلام كانت تدخل فى المجرى اللى فى مخي”

 يا ترى هى كانت لسه مفتوحه؟ انت قولت انها اتسدت واتقفلت ، إنت عارف يا رشاد لما حاجى أقول لزملائى وتلامذتى كلامك ده، ولاّ اكتبه، حايقولولى إنت محفّظه الكلام ده، أى والله، ما حدش حا يصدق إنك قلته لوحدك، وإننى اتعلمته بالوضوح ده منك، مش العكس، المهم .. كفايه النهارده ونكمل الجمعه الجايه

المريض: لأ ياريت نكمل دلوقتى

د.يحيى: نكمل ايه، هوا فيه حاجة بتكمل؟

المريض: لأ نكمل دلوقتى، أصل انا عايز بصراحه ما اكدبش عليك انا عايز اخلص من الموضوع ده دلوقتى

د.يحيى: وانا كمان عايزك تخلص

المريض: عايز الاقى له حل معين

د.يحيى: وانا والله، بس ساعات اسأل نفسى يا رشاد سؤال غريب جدا هو الأحسن عند ربنا يعنى إن انا اركز على انك تخلص، ولا الأحسن إن احنا زى ما بنعمل كده نوصل للى جارى عشان ننفع ناس كتير؟ (29).

المريض: هو الاتنين احسن من بعض

د.يحيى: الله يخليك هى دى بتخدم دى ودى بتخدم دى ، أنا شايف كده برضه

المريض: ايوه ، ياللا نكمّل زى ما طلبت، بس عشان نكمل (30) عشان .. نكمل يا رشاد، وده من حقك، بس والله، الوقت، أنا خايف تتصور إن المسألة كلام فى كلام، وإن الكلام حايوصلنا لحاجة دلوقتى، الكلام ده مجرد تعرف ومحاولة بحث عن طريق، أنا متأكد فيه حاجة ربنا حا يهدينا ليها حاجة تطلع مننا واحنا بنتكلم، أحسن من الكلام

المريض: آه

د.يحيى: آه، إيه؟

المريض: مش عارف

د.يحيى: مافيش حاجه وصلت لك من كل الى فات غير شوية الكلام؟

المريض: لأ مافيش

د.يحيى: ما اتصاحبناش مثلا

المريض: آه طبعا

د.يحيى: طبعا ايه؟ عشان انا دكتور

المريض: لأ لأ

د.يحيى: امال عشان ايه

المريض: احنا متواضعين يعنى

د.يحيى: كويس إنك ما قلتش انتَ متواضع، أنا انبسطت، قلت إحنا متواضعين

المريض: آه

د.يحيى: طيب يبقى إحنا بنعمل وعملنا حاجة بالكلام، غير الكلام، الحاجة دى هى اللى بيتهيأ لى هى دى اللى فيها البركه(31)

المريض: ان شاء الله

د.يحيى: الكلام كويس بيصالحنا على بعضنا انما الحاجه اللى بتحصل دى جنب الكلام ومع الكلام هى اللى فيها البركه، ومين اللى بيبارك؟

المريض: ربنا

د.يحيى: الله نور، طيب حاننظم بقى الحكايه ونقول: ان اللى حصل ده غير الكلام مع إنه حصل بالكلام، هوّه اللى انت عايز تكمله، ده يا رشاد ما بيكملش، حاجة كده قريبة من اللى قلناه إننا نسمح لنفسنا انا وانت ان احنا ما نفهمش(31)

المريض: ما نفهمش ؟

د.يحيى: آه، إنت نسيت؟

المريض: ليه ؟

د.يحيى: مش احنا قلنا ما نستعجلش الفهم، يعنى نخلى الفهم ييجى وقت ما ييجى، يعنى هو يختار الوقت المناسب اللى نتنَوّر فيه بيه، أنا مش قصدى إن احنا نتعمد ما نفهمش، يعنى مثلا وانت بتقول إن اللى حصل هوا حاجه فيها تواضع، مش انت قلت كده ؟

المريض: آه

د.يحيى: أهى دى علاقة، مش تواضع، يعنى إحنا لما ما نفهمش، وما نستعجلش حا يفضل اللى حصل ده بينى وبينك مثلا مستمر ، حتى لو ما شفناش بعض، وربنا يبارك وتقعد العلاقه دى مستمره يمكن مدى الحياه

المريض: مدى الحياه ؟

د.يحيى: أهو شوف مثلا الكلمة دى، “مدى الحياة”، هى الحياة لها مدى؟ مدى حياتك، ولا حياتى؟ ولا الحياة؟ مين ضامن، أنا قصدى إننا ما دام ابتدينا صح، يبقى فى الغالب كل حاجة حاتستمر صح، وتكمل ولا انشالله ماكملت، يعنى …. ان احنا لو وقفنا دلوقتى يابنى يبقى مش خلّصنا، يبقى ابتدينا، وربنا يعمل اللى فيه الخير، بس انا مستعد اقعد لحد ما انت تقول كفايه ، بس خلى بالك احنا لو قعدنا 100 سنه بالطريقه دى مش حا نشطبها زى ما انت عايز، أى حاجه فى الدنيا عايزه وقت، الكبران عايز وقت، العباده عايزه وقت، العلم عايز وقت، وإلا العلاقة اللى بنحاولها مع بعض دلوقتى بقى دى عايزة وقت ووقت ووقت، ده لو قعدنا بالاستعجال بتاعك ده مش بس يمكن ما نخلصشى، دا يمكن الكلام اللى جى يبعدنا عن بعض، يمكن نفتح مواضيع ما نلحقشى نلمها، ويبقى كل حرصنا ان احنا نلمها ونخلص ، إحنا نخلص، وهى ما بتخلصشى، لكن لما نفتحها ونسيبها تاخد راحتها، ونصبر، وادى احنا موجودين، ربنا حايوصلنا ببعضينا وهوا عارف قد إيه بنجتهد

المريض: بس فيه نقطه هنا صعبه قوى، أصل انا باجرى ورا عقد سفر

د.يحيى: هى د. ملك قالت لى حاجة زى كده

المريض: آه، وأنا ما صدقت جت الفرصة يعنى بصراحه

د.يحيى: (مقاطعا) انت وصل لك ان انا بافهم ولا لأ فى شغلتى يعنى

المريض: آه

د.يحيى: شايف انى انا بفهم فى صنعتى ولا لأ

المريض: ايوه طبعا

د.يحيى: طبعا ايه ، إنت بتحكم بسرعة كده ليه؟

المريض: لأ مش باحكم

د.يحيى: امال ايه؟ اشمعنى انا اللى بافهم يعنى

المريض: يعني، إنت قدّرت على الاقل الكلام اللى انا قلته

د.يحيى: تبقى تسمع رأيى ما دام قلت إنى بافهم : ما تسافرش يابنى دلوقتى،(32) مهما كانت الفرصة، و ربنا حا يبعت لك رزقك ، يا اما هنا يا اما هناك فى الوقت المناسب، ما تسافرشى يا ابنى، اللى عندك مش سهل، وهناك حا تبقى لوحدك يا بنى، وحاترجع تانى زى ما رجعت قبل كده، ما تسافرشى دلوقتي، إنت قدامك فرصة علاج شكل تانى، دكهة فرصة عمل، ودى فرصة حياة، فرص الشغل جاية كتير، وانت عندك كام صنعة

المريض: السن اصله بيكبر

د.يحيى: … ما تسافرش دلوقتى يا رشاد إعمل معروف، مش حاتلاقى حد هناك، استنى شوية حتى لحد ما نبتدى السكة ونتأكد من سلامتها، وبعدين تكمل زى ما انت عايز.

المريض: اصل هى السفريه بتيجى مره فى السنه

د.يحيى: مافيش حاجه بتخلص، ربنا موجود بيجدد الفرص، انا خايف عليك يابنى، ما تياللا نأجل الكلام فى الحكايه دى للمره الجاية، الاسبوع الجاى

المريض: اصل انا مَعَادى النهارده أستلم شهادة الصحه

د.يحيى: تستلم ايه؟

المريض: الشهادة بتاعت الفيرس C

د.يحيى: يا رب يطلع عندك فيرس C ونخلص

المريض: لا والنبى

د.يحيى: إنت فاهم طبعا إنى ما احبش اقف فى طريقك، انما انا بعمل اللى عليا ما تسافرش المره دي، لو سمحت ما تسافرشى دلوقتى، يمكن بعد 6 شهور ممكن بعد 3 شهور ، تكون عملت علاقة مع الدكتورة ملك، ومعايا، وكده، يمكن لو سافرت نقدر ننظم اتصالاتك يا شيخ.

المريض: الحكاية صعب صعب

د.يحيى: وهناك أصعب، هناك علاقات شديدة الجفاف يا شيخ، والوحدة والغربة

المريض: هو صح هى معاملتهم كده اصلا

د.يحيى: ما انت عارف أهه يا أخى

المريض: يعنى حاقعد أعمل إيه انا

د.يحيى: يا أخى يمكن بالدوا والمقابلات وإننا نصدّق بعض، يمكن ده يخليك متطمن شوية يا أخى خلينا نكبر الصحوبية اللى ابتدت النهاردة ولو حبة صغيرين يا شيخ، ….اصلك يا رشاد عندك عيا صعب جدا ، بس انت عييته بطريقه فيها جدعنه فظيعه ، إنت عييت وماسك العيا فى ايدك،(33) كأنك بتقول أهه وانا قد المرض ده، ما حدش قده لوحده يا شيخ، إحنا مش عايزين نرهق جدعنتك لوحدك أكتر من كده، ثم إنت سبق سافرت وجيت وما كانشى لسه فيه عيا، أنا مش عايز ده يتكرر، دا انت وانت هنا موجود عايش لوحدك تماما، ولما بتتعب، بتروح للدكتور الفلانى ويقولك ده مش حقيقه، وتروح للدكتور التانى يقولك ده مش حقيقه، وأهلك هنا يقولولك مش حقيقه، تلاقى نفسك لوحدك أكتر، فما بالك هناك!! يا نهار اسود ومنيل، خد الفرصه دى يابنى هى جت بالصدفه، انا مش بقولك ما تسافرش خالص، أنا باقول لك ما تستعجلشى، أنا باقول لك اللى ممكن أقوله لابنى، ربنا حايسألنى انا حايقول لى لو ابنك ترميه الرميه دى مش انت عارف كيت وكيت وكيت؟ أقول له إيه ساعتها يعني؟ وبرضه عارف إنه ممكن يقول لى لو ابنك تقدر تحرمه من فرصة إنه يبنى نفسه بالطريقه الفلانيه؟ اقوله ايه ؟ شفت الزنقة اللى انا فيها، مش انت بس.

المريض: يعنى اعمل إيه؟

….

د.يحيى: أنا مش باطلب منك إنك ما تسافرشى خالص، أنا باطلب منك حاجه أبسط من كده، بلاش يكون ده انشغالك لمده 7 أيام خلينا ننشغل سوا بالموضوع ده احنا التلاتة، أنا وانت وملك.

المريض: يعنى أأجلها سبع أيام بس

د.يحيى: لأه، دا التقاط أنفاس، أنا حا قابلك يوم الخميس الجاى إذا كنت أنا عايش، وحانشوف.

المريض: هو الحل دلوقتى إنى ألغى السفر ؟

د.يحيى: علشان مابقاش كذاب الأرجح إن أيوه، بس عايزها تيجى منك ، والأسبوع اللى جى حا نتقابل ، وحانحترم اللى حصل ده ونقرر سوا ، قلت إيه؟

 

المريض: مش عارف(34)

د.يحيى: ماعلش ماعلش حانعرف سوا، بلاش تعرف لوحدك دلوقتى، ماهو زى ما ربنا حايسألنى لو ابنك ومش عارف إيه، ما هو حايسألك برضه ما هى فرصة العلاج دى جت لحد عندك، ماختهاش ليه؟

المريض: طب هو أنا لقيت حل ؟

د.يحيى: الله إمال احنا بنعمل إيه . مش ده علم ده اللى انا بقولهو لك

المريض: طب لو سمحت، أنا لقيت حل دلوقتى هو أنا ممكن ألغى موضوع السفر بس أرجع تانى لوظيفتى

د.يحيى: أه طبعاً 100 %

المريض: مافيش حل غير كده

د.يحيى: مافيش حل تانى ترجع واحنا معاك، ده الفرق، تقوم ما تزهقشى بسرعة وتسيبه تانى

المريض: ما هو أنا لو دخلت الوظيفه مش حاقدر أسافر

د.يحيى: يا حبيبى يا ابنى مش كده، ما احنا سوا سوا، الله!! على البركة مع السلامه حاشوفك الخميس الجاى تانى فى نفس الوقت

المريض: خلاص ماشى

د.يحيى: يا رب يبارك فيك، عايز حاجه تانى؟ مع السلامه، مش عايز تسلم عليا

المريض: آه طبعاً السلام عليكم

مناقشة قصيرة مع د. ملك بعد المقابلة

د.يحيى: (للدكتورة ملك): قولى أى حاجه، كل اللى شفتيه ده، واحنا بناقش ست سطور من اللى انتى كاتباهم، إمال حا نخلّص إمتى العشرين صفحة بتوعك.

د.ملك: ده كمان فيه كلام كتير مش فاهماه برضه

د.يحيى: يا شيخة خلينا نتناقش فى الست سطور دول، قولى يا بنتى، الحالة حالتك، قولى أى حاجه إدعى لى حتى …

د.شريف: أنا عاوزه اقول حاجه لحضرتك ، هوه شكله فى القسم، غير اللى بيقوله خالص، يعنى بيوصف المرض كأنه شايفه بعنيه، إنما بيتصرف مظبوط100%(35)

د.مى: (إحدى الحاضرات من الزميلات) هو ده بالظبط كان الانطباع بتاعى برضك: إن هو شكله غير اللى بيقوله خالص

د.يحيى: عندكم حق، إمال إحنا حا نتعلم ازاى، عايزينّا نحل المشكلة دى إزاى؟ بلاش نصدقه؟ مش ناقص غير إنكم تقولوا إنى أنا محفظه الكلام ده عشان تصدقوا العلم اللى باقولهو لكم عن ازاى بيحصل الفصام؟ دا واحد باشوفه لأول مرة، ومش عارف غير إسمى الأولانى، أعمل إيه، أقول له يتصرف تصرفات مفركشة عشان تمشى مع اللى هوه بيقوله؟ أعمل إيه؟ أظن عشان نتعلم ، لازم نستحمل، إحنا ما فوّتناش ولا كلمة فى الأربع سطور الأولانيين، ما بالكم لما نكمل أنا بس حا شاور على حاجة صغيرة حصلت فى المقابلة، أنا أستعملت كلمه صحوبيه هو استعمل كلمه تواضع وقال اتواضعنا، ماقالش أتواضعت، أنا دكتور كبير وبتاع، ويمكن يليق على إنى أتوصف بالتواضع، أو حتى إنى أتصنع التواضع، والحمد لله إنه هو مش عارف إسمى بالكامل علشان ما يبقاش متأثر بالهالة اللى حواليه، أنا شايف إن الكلمة اللى استعملها بتعلن موقفه من نوع المقابلة، وإنه اتطمن لدرجة الندية اللى هوا سماها تواضع.

وبعدين أنا عملت حاجات يعنى مش صح قوى بس كان علشان أشرح لكم ازاى نقدر نفهم التركيبة، والتعدد، وبقية الكلام اللى سمعتوه ده، ما هى مسألة صعبة قوى، وبرضه ما هياش حكر على الأكاديميين، يعنى أنا ما كنتش باتناقش معاه فى التركيبة بأى لغة غريبة، صحيح كنت باشك ساعات إنه بيوافقنى والسلام، إنما مش على طول على كل حال، كنت باشرح أصعب النظريات بالألفاظ العاديه إنما باحاول إنها تحتوى كل خبرتى وطريقتى فى العلاج

 أظن الناس اللى بتسموهم دجالين عارفين حاجة شبه الحدوته ديه، بالسليقة، فيهم منهم ناس سفلة وحرامية، ولكن فيهم ناس طيبين وحدْسيين، هم برضه بيستعملوا لغة التعدد، بس بيتمادوا فيها ويأكدوا الاغتراب والسلبية، بس أظن أغلب الطيبين منهم بيستعينوا بربنا برضه، بس بالمعنى اللى بيلم الواحد مننا على بعضه، وبرضه بيلمنا على بعضنا، فيه حاجة أخيرة: لما كنت باشاور له على إن العلاقة ممتدة حتى لو ما شفناش بعض، دى برضه فيها فكرة الوصلة الحقيقية عبر المعنى اللى بيجمّع الناس مع بعض، ربنا، أنا لما أقول له مدى الحياه أظن من ضمن التنظير بتاعى إن العلاقة العلاجية حتى لو انتهت زى ما بنقول فى “الجروب”(36) بيفضل اللى حصل جوانا بقية عمرنا.

د.ملك: هو حا يجى الأسبوع الجاى يا دكتور؟

د.يحيى: طبعا حا يجى اللى جاى، واللى بعده، واللى بعده، لو ما سافرشى.

(24) يلاحظ، تغير تحديد الوقت من قبل المريض وهذا يفسره علاقته بالزمن وليس اختلال الذاكرة

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

(25) إذن فتقدير خمس سنين كان بأثر رجعى، وهو جزء مما أسميناه “سبق التوقيت”Antedating الذى نفره إلى أنه بعد الكسرة وكشف الداخل يرصد الحدث فى زمنه كما يراه المريض من جديد وليس بالضرورة فى زمنه الحقيقى.

 

(26) نلاحظ المدد المختلفة التى تتغير فى حكى المريض، بالنسبة للأحداث، هنا مثلا من خمس سنين إلى سنة، حتى أن الطبيب حاول أن يستدرجه إلى احتمالات أخرى: مرة اسبوعين، ومرة سنتين، ليحقق فرض يتعلق بهذا“التباين فى علاقته بالزمن دون خلل فى الذاكرة”.

 

 

 

 

 

 

(27) يبدو أن هذا التلخيص كان المقصود به نوع من التذكرة، لكن لا يستبعد أن يكون هناك دافع آخر هو شرح وتوصيل الموقف كما يجرى للزملاء الدارسين، حيث علينا أن نتذكر أن المقابلة هى “تعليمية” “تدريبية” “علمية” “علاجية” معا.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

(28) تعبير “الدكتور مش فاهم حاجة” لا يدين الطبيب، لكن هو يذكرنا أن المريض يحكم علينا، كما نحكم عليه، سواء، كان حكمه صوابا أم خطأ،

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

(29) المقصود هنا هو بيان تداخل تعدد أهداف هذا اللقاء التدريبى، حيث يتحقق من خلاله كل من (1) “العلم” (2)”والتدريب” (3)”والعلاج”، وعادة ما ترجح كفة إحداها على كفة الأخرى، وهو أمر لايمكن تجنبه، وفى نفس الوقت هو موقف يصعب حله، وإعلان ذلك للمريض هو ضمن محاولة إشراكه بأمانة فى الالمام بالمأزق (تذكر أنه فصامى!! هل تصدق)

 

(30) تصورت فى البداية أن هذا الحرص هو دليل على أن العلاقة توقفت بينى وبينه وأنه حريص على مواصلة ما لاح من حظه فى العلاج، لكن تبين لى من تصرفاته اللاحقة أن هذا الحرص على أن “يكمل” هو لهدف الاسراع فى الحصول على موافقتى لقرار السفر للعمل فى السعودية الأمر الذى كان فى مرحلة الإنهاء الكامل كما سيظهر بعد.

 

 

 

 

 

 

(31) تبدو هنا محاولة مباشرة لإظهار ما يجرى حول، وبجوار الكلام، حيث أن كثيرا من العلاقات تتم على مستوى الكلام وكأنه غاية فى ذاته، أو أنه يكفى محتواه لعمل اللازم، مع أن تعدد مستويات العلاقة (خصوصا مع المرضى) هو أكثر فائدة، وهذا ما نحاول توضيحه فى هذه الفقرة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

(32) الحسم فى التوصية هنا يبدو وكأنه تدخل فى إرادة المريض وتشكيك فى قدرته على الاختيار، الأمر الذى يتُحفظ عليه فى ثقافات أخرى مثل أغلب ثقافة الغرب ، لكن بالنسبة لثقافتنا من ناحية، وأيضا اعتبارا لحقيقة وجسامة الأزمة المرضية التى يعانى منها رشاد، بدا أنه يتوجب على الطبيب ألا يتردد فى إعلان رأيه الحاسم، دون إلزام مطلق بتنفيذه كما سنرى.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

(33) هذا توضيح للعنوان الغامض الذى تحفظنا عليه فى أول حلقة (فصامى يعلمنا”1″ “كيف الفصام”، “دون أن ينفصم”!!)

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

(34) تحفظ رشاد على الموافقة أو الوعد، دليل آخر على موقفه اليقظ، ومتانة قيمه.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

(35) هذا هو سر تقديم هذه الحالة، من خلال وصف الطبيبة لحالة رشاد بهذه التلقائية.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

(36) العلاج الجمعى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *