نشرة “الإنسان والتطور”
14-12-2010
السنة الرابعة
العدد: 1201
استطراد آخر
فروق ثقافية، وإشكالات لغوية
إلى أين هذا التشكيل، وبأى أبجدية يحكِى ؟
(مراجعة ضرورية لمصطلح “فرط العادية”)
برغم أن بداية التورط فى كتابة هذا العمل عن “الافتراضات الأساسية” كانت تحت ضغط بعض بناتى وأبنائى وتعهدهم بالترجمة إلى الإنجليزية، إلا أننى وجدتنى أتمادى فى مراجعة أفكارى وفروضى السابقة، لأكتشف أن أحدا لم ينتبه إليها، ولا إلى ما ورد بها من تجاوزات، أو حتى أخطاء. ثم أتأكد أيضا أن تمسكى بالكتابة باللغة العربية ، بل والعامية ، هو لشدة ارتباطى بثقافتى، بل واستحالة غير ذلك فى مجالى هذا.
ثم إنه تصادف مع هذه المحاولة (الورطة) أن تتطوع أحد أبنائى بترجمة بعض ما أنشر يوم الاثنين مما يسمى “حكمة المجانين” إلى اللغة الإنجليزية التى تعلم بها طول عمره (بعد ومع حفظ القرآن الكريم)، كما أنه يكتب بها (بالإنجليزية) شعرا جيدا، إلا أننى اكتشفت بعد حلقة أو اثنتين أن ما ترجمه لا يوصل إلىّ (بالإنجليزية) ما أردته، فرحت أناقشه فى ذلك، وإذا به بطيب خاطر، يوافقنى، ويعارضنى، كما شاء بما شاء، ثم إنه طلب منى أن أراجع ترجمته أولا بأول قبل النشر، وقد كان، وهذا ما يجرى غالبا ونستفيد نحن الأثنين، وأغير أحيانا فى المتن الأصلى بالعربية .
تصادف أيضا أننى قررت أن أرجع إلى الأصل فيما استلهمه من مواقف ومخاطبات لمولانا النفّرى، وإذا بى أكتشفت أن انتقاءات زميلى فى النشر الأول د. إيهاب الخراطـ ، كانت انتقاءات خاصة به تماما، وأنه كان يجتزىء من بعض المواقف ما يرى، وينتقى من أخرى ما يروق له، ثم يعقب على هذا أو ذاك، فأروح أنا – كما ذكرت سالفا أيضا– أعقب على النص الأصلى للنفرى، ثم على تعقيبه، دون أن أراجع الأصل كله، فقررت أن أرجع إلى أصل أصل، وبالتالى بدءا من الأسبوع الماضى، تغير الحال، واقتربت أكثر من الأصل، وإن كنت لم أصل إلى ما أبغى، خاصة بعد أن رجعت إلى ترجمة النفرى إلى الإنجليزية بواسطة المستشرق الأمين الرائع “أرثر يوحنا أربرى”، وإذا بى أكتشف بعض ما وصله من النفرى بشكل يضيف إلى ما وصلنى من الاصل ومن الترجمة معا.
لم يقتصر الأمر على ذلك ، بل إنه تصادف كذلك، فى نفس الوقت تقريبا أن وصلتنى مسودة اقتراحات ترجمة بعض الكلمات العربية البادئة ببعض الحروف الأولى من لغتنا القادرة، وذلك بفضل جهد اللجنة الشديدة الأهمية المشكَّلة تحت رعاية الشبكة العربية للعلوم النفسية لعمل “معجم المصطلح النفسى الموحد” باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية، ذلك الجهد الرائع والضرورى الذى تقوم به مجموعة من الزملاء والزميلات فى مختلف التخصصات النفسية بتعاون لا مثيل له، وبحماس لا بديل عنه من الصديق والإبن البالغ الإخلاص والنشاط رئيس الشبكة العربية د. جمال التركى، وذلك بهدف إرساء قواعد لغة مشتركة فى تخصصنا فيما بيننا نحن العرب، آملين أن تكون خطوة أساسية تعمل على تيسير تفاهمنا مع بعضنا البعض، سواء للاتفاق أو للنقد أو للتكامل، وبرغم تقصيرى الشخصى فى المشاركة فى هذا العمل الأساسى الذى لا غنى عنه، إلا أننى توقفت أتساءل : ثم ماذا؟ إلى أين ؟ وبعد أن اطلعت على بعض ما جاء فى حرف “الحاء” مثلا، دعوت الله لهم بالتوفيق، واحترمتهم أبلغ الاحترام وأجله، وشكرتهم نفسى أعظم الشكر وأبلغه، ومع شعورى بالتقصير، عدت اعتذر لهم مرة أخرى فى السر، ورجعت إلى قضيتى وهمّى وناسى أتساءل: يا ترى هل سوف يتفقون بالأغلبية؟ أم من واقع الممارسة؟ وهل سيخضعون لوصاية المعاجم وهى تخنق المضمون فى سجن الرمز، أم أنهم سوف يستلهمون تاريخ اللفظ ليستشعرون نبضه؟
هكذا عرفت أكثر لم اعتذرت، ودعوت لهم بالتوفيق فيما أنا أعجز عنه.
مراجعة مصطلح جديد:
آثار هذه المصادفات الثلاثة غمرتنى وأنا على وشك أن أحرر نشرة اليوم إكمالا لما بدأته للتفرقية بين تجليات الوجود البشرى الدورية فى الصحة والمرض، ما بين حالات (الحالات الثلاثة المتناوبة إيقاعا: حالة العادية، وحالة الجنون/اللاجنون، وحالة الإبداع) ثم ظاهرة الجمود الدفاعاتى التى اخترت لها اسم (فرط العادية)، وأخيرا اضطرابات الشطح و/أو الاندمال أو كليهما، وهما الدليل على الناحية الأخرى من المرض: (الجنون)، أقول إننى توقفت وقلت أستشير “جوجل” خشية أن أكون قد ابتعدت كثيرا عن ما يمكن أن يصل إلى الناس، أو حتى عن ما أعنى، وإذا بى أفاجأ بأن مصطلح فرط العادية Hyper-normality يستعمل بمعنى إيجابى غالبا، وهو يشير إلى تفوق كمّى فى سلوك بذاته أو أداءٍ بذاته، يصل به صاحبه إلى مستوى “فوق عادى” وترجمت ذلك بينى وبين نفسى إلى Super-normal، وليس Hyper-normality مثل التفوق الحسابى الخاص Hypercalculia سواء لبعض الأسوياء أو عند بعض ضعاف العقول الموهوبين،
وحين رحت استشير جوجل عن نفس المصطلح فى اللغة العربية “فرط العادية”، أفادنى أكثر بما يتعلق بزملة نقص الانتباه وفرط الحركة Hyperkinetic Attention Deficit Syndrome ، وهو يركز على كلمة فرط.
يبدو أن كلمة “فرط” فى اللغة العربية، ليست مثل كلمة “فوق”، وهى ليس لها علاقة بكلمة “فائق” أو “تفوق”
كما أن ما وصلنى من اللغة الإنجليزية من استعمال مقطع Hyper فى هذا السياق، هو نوع من التركيز على كم (كمية) الإنجاز فى أداء سلوك بذاته، وهو يبدأ من تحديد ما هو عادى، ثم يضيف Hyper إليه كبادئة لبيان أنه يعنى ما هو “أكثر من العادى” بشكل يميل إلى ما هو إنجاز متفوق بشكل أو بآخر، وأنا لا أعنى هذا أصلا.
ماذا أفعل ؟
هل أتراجع عن استخدام هذا اللفظ بعد كل هذا المشوار، والنبض، والمضمون ، والشرح؟
خطأ التحيز ضد “العادى”
رحت أتذكر من أين جاءنى هذا الانطباع، فوجدت الأمر كالآتى:
كانت علاقتى بما هو “عادى” علاقة سيئة طول عمرى، حتى أننى ما إن أذكر كلمة عادى حتى يقفز منى ذلك البيت من الشعر العربى الجميل الذى يقول
مسيخ مليخ كطعم الحوار فلا أنت حلو ولا أنت مر
وهو بيت شعر قاله الأشعر الرقبان، وهو أسدى جاهلى يخاطب رجلا اسمه رضوان:
ثم إنى هاجمت ومازلت أهاجم ما يسمى “بالحل الوسط” أشد الهجوم وأبلغه فى كل مناسبة حتى رفضت تاما أن يختزل الإسلام الحنيف إلى ما يسمى “الوسطية”، واجتهدت فى قراءة “أمة وسطا” بشكل آخر، وكلما توقف مريض فى منتصف الطريق ليرضى بالحل الوسط التسكينى مع اختفاء الأعراض، رضيت مكرها إلى عودة، وهكذا وهكذا، وكان تقديرى، ومازال أن الحل الوسط هو العادى الذى أرفضه بشكل أو بآخر اللهم إلا كمرحلة.
وقد تأكدت علاقتى السلبية بالعادية بعد أن مسختها حين نبهت مرارا وتكرار إلى ضرورة الحذر من استعمال تعريف “النفس المطمئنة” بهذا المعنى الساكن، وأن علينا أن نكمل الآيات التى آية النفس المطمئنة حيث الدخول فى العباد يسبق الدخول فى الجنة
ثم إنى حين عدت للاستعمال العامى العادى فى اللغة المصرية انتبهت إلى رفض هذا المعنى العادى الذى يحرص أن يثبت الامور كما هى
” الجدع ده ما له عادى قوى كده؟ !!”
” ياباى، روح كده وانت عادى ما لكشى لون” (المثل العامى الأصلى لا يذكر)
يا ساااااتر، صاحبك دا عادى بييييشاكل !!”
وفى مقدمة ديوانى “سر اللعبة” الذى كان الأساس لكتابى الأم “دراسة فى علم السيكوباثولوجى” قلت وصفا للعادى بطريق غير مباشر
“كانَ لزاماً أن أتشكَّلْ
أن أصبح رقما ما،
ورقة شجر صفراء،
لا تصلح إلا لتساهم فى أن تلقى ظلا أغبر
فى إهمالٍ فوقَ أديم الأرض
والورقة لا تتفتح مثل الزهرة،
تنمو بِقَدَرْ،
لا تثمر،
فقضاها أن تذبل،
تسقطْ ،
تتحللْ،
تذروها الريح بلا ذكرى،
كان علىَّ أن أضغط روحى حتى ينتظم الصف،
فالصف المعوج خطيئة،
حتى لو كانت قبلتنا هى جبل الذهب الأصفر،
أو صنم اللفظ الأجوف،
أو وهج الكرسى الأفخم،
كان علىَّ أن أخمد روحى تحت تراب ‘الأمر الواقع’
أن أتعلم نفس الكلمات…. وبنفس المعنى،
أو حتى من غير معان “
…….
…….
أما فى ديوان “أغوار النفس” فقد تعرّى “العادى” بشكل أكثر صراحة، وأنا أشجب دور الإعلام العام، والإعلام النفسى الذى يشارك فيه المختصون بالفتوى الجاهزة، حتى أن بعض المرض النفسى قد أدرج فى المقطع الذى اخترته لأستشهد به هنا تحت ما يمكن أن يسمى “عادى” من فرط تواتره، هذا ما جاء فى هذه الفقرة التى يصف موقف الطبيب النفسى والإعلام من مسخ المرض النفسى إلى ما هو عادى من ناحية، وتسطيح الصحة النفسية إلى ما هو “بديهى” معاد من ناحية أخرى :
اللَّهْْْ عليهْ، والسِّتْ بـِتـْمسِّى عليهْ!
والشاشةْ، والواقعْ، خـُلاصـْةِ القـَوْلِِ، منظومِِ الـَكـَلامْْ:
آخـِرْ تمامْْ، فـِى حَـلْ مُعـضـِلـَةِ الأنَــــامْ:
”لّما كنا نـَحـْنُ فى عصر الـَقـَلقْْ،
”نستعيذُُ بربّنا مما خلقْْ”،
يبقى لازْمَـنْ كلنا نقلق قوى،
واللى ما يقلقشى لازْمَنْ يِكتئب،
إمّالِ ايـِــهْ…؟ !! !
ثم إنك – بعد ذلك – لمْ لا بدّ انك تسيب هذا “القلق”
علشان “تعيش”
ثم إن “الحزن” برضه مالوش لزوم
“طنّش” تعوم ! !
ما هو كله فى المافيش
ثم إوعى انّـك تنام من غير لحاف
أحسن تخاف
حيث النصيحة “لا تخف” هى التى:
لكْ عندى يابنى
“كىْ أبرّئ ذمتى”!!
ثـُمَّ إنّّ اُلأُم لازِمْْ، إِنـّها تْـحـِبّ عـِيـَالـْهـَا
…..
….. الخ
من أين وصلنى مصطلح “فرط العادية” بهذه السلبية؟
قبل أن أشير إلى معالم هذا المصطلح تفصيلا أود أن أعترف أنه وصلنى ابتداء من أ.د. سعاد موسى منذ سنوات طويلة وذلك أثناء تحضيرها رسالة الدكتوراه عن ” الألكسيثيميا: Alexithyma وتعنى : صعوبة تحديد الوجدان وصعوبة التمييز بين المشاعر والأحاسيس الجسدية وبين الاستثارة العاطفية ” (وهى كلمة ذات أصل لاتينى ففضلت تعريبها لا ترجمتها)، وقد اتصلت اليوم بابنتى أ.د.سعاد هذه لأسألها كيف ورطتنى فى تعميم استعمال مصطلح فرط المشاعر بالمعنى السلبى، مناقضا للمضمون الإيجابى الذى واجهنى به جوجل اليوم، وقد أفادتنى أنها فعلا التقطت المعنى السلبى دون الإيجابى أثناء إجراء بحثها، فطلبت منها القيام بالبحث عن هذا المعنى السلبى الذى أستعمله ” يا باى، ماله عادى قوى كده ؟!!!”، وبعد ساعات اتصلت بى د. سعاد وقالت أنها لم تجد عن ذلك ما يفيد، وأنها لم تجد استعمالا للفظ Hypernormality له إلا فى وصف “مِشية معينة” للرجال والنساء لا أكثر ولا أقل.
أهكذا بالله عليكم؟!!
هل أتراجع عن استعمال هذا المصطلح تماما؟
وحين جاءت إجابتى بالنفى، تبينت أكثر فأكثر، وتأكدت من ما حال دون مشاركتى فى لجنة المصطلح النفسى الموحد
من أين نبدأ؟
منذ كتبت عن “مخاطر الترجمة” فيما يتعلق بالوجدان بشكل خاص على تشكيل مشاعرنا، كنت أشير إلى أن اللغة، مع الدين هما نسيج الثقافة لأى جماعة، وأن اللغة كائن حى، وليست صندوقا يحوى مفردات لحفظ المعنى أو المحتوى فى كلٍّ،
وبمراجعة محتوى هذا الفصل الأول عن الصحة النفسية كما ورد فى نشرة 19-10-2010 وجدت ما يلى:
“…… كذلك يشمل هنا الفصل تناول نتائج إنكار التعدد أو قمعه “بفرط العادية” فالاغتراب”
ثم قفز نفس المصطلح ثانية بوضوح شديد، حين احتجته بإلحاح لأميز بين “حالة العادية” بحركيتها ونبضها وتبادلاتها، وبين ما يسمى “عادى” بالمعنى الذى أوردته فى مقدمة هذه النشرة وخاصة فى شعرى بشكل خاص، وربما هذا هو ما كان فى خلفية تمسكى به لهذا الاستعمال الخاص حيث قلت: (نشرة 10-11-2010)
“…… فلو غلبت حالة العادية طوال الوقت، لتجمد الوجود، فيما يسمى “فرط العادية” الذى قد يشمل فى تضخمه الكمى بعض ما يعرف بـ “اضطرابات الشخصية“
…….. الخ.
إذن، أنا أبدأ، وأدعو أن نبدأ، من لغة الأم (اللغة العامية) ثم قد أسمح – سمح– بعد ذلك بالنقلة إلى اللغة الأم (العربية الفصحى) دون الالتزام بوجود ما يقابلها فى أية لغة أخرى مهما ساد أهل هذه اللغة فى القوة، أوالمال، أوالسلاح، أوالقتل، أوالوصاية، مع كل الاحترام واستمرار التعاون، مع من يهمه أمر المعرفة دون احتكار التفوق.
إن هذا يستتبع أن نحرص على نبض لغتنا مهما كان الإغراء واضحا، فلا يوجد مبرر أن أترجم حالة “الهوس الدورى” أو غير الدورى إلى “الاضطراب ثنائى القطب”، وهو تشخيص مستحدث لا يفيد شيئا إلا ما وضع تعسفا فى التعريف به ، حتى أصبح المريض المصرى (أو العربى) يحضر فأسأله مم يشكو، فيقول إنه يشكو مما هو “ثنائى القطب”، وليس من الأرق، أو تنقل الانتباه، أو كثرة الحركة، أو تجاوز الحدود، ..إلخ، فأعود أتأكد من موقفى، علينا أن نحترم البداية من لغتنا ومن لايجد فى لغته لفظا مقابلا فليفعل مثلما فعل “أرثر يوحنا أربرى” مترجم النفرى حين لم يجد بديلا يقابل لفط “موقف” كما استعمله النفرى، فاستعمل لفظ Mawquif ، وأيضا مثلما حدث لىحين عجزت شخصيا عن العثور على ما يقابل لفظ “وجدان” بالإنجليزية فأدخلت هذا اللفظ إلى اللغة الإنجليزية فى مقال نشر فى المجلة العربية للطب النفسى بالإنجليزية هكذا Wijdan حيث وصفت به بعدا مستقلا فى التصنيف الذى اقترحته نابعا من ثقافتنا وهو Wjdanic Dimension (وقد سبق أن أشرت أكثر من مرة إلى هذا تحديدا هنا فى هذا العمل وفى غيره).
خاتمة:
أكرر أننى سوف أستمر فى استعمال مصطلح “فرط العادية” كما ظهر فى النشرات حتى الآن ليعنى ما يلى :
1) استعمال آليات الدفاع (الميكانزمات) التى يستعملها الشخص العادى بإفراط مشوِّه أو معطل.
2) تماسك الشخصية فى حدود السمات المألوفة عاديا ( بالمعنى الإحصائى)، وذاتيا : بمعنى ما ألفه الشخص عن نفسه من سمات، كما ألفها المحيطون به، لكنه تماسك قابضٌ خانق للحركة.
3) ويترتب على الإفراط فى هذا الاستعمال الدفاعى: إعاقة نبض النمو بالتبادل الفاعل بين الحالات، سواء بالتبادل فى الإيقاع اليوماوى وحتى ما دونه فى وحدات زمنية آصغر فأصغر، أو بالتبادل فى أزمات النمو (الثمانى على الأقل حسب إريك إريكسون)، وهذا الإفراط هو ما يؤدى إلى عتبة ما يسمى “اضطرابات الشخصية” Personality disorder
4) إن ظهور أعراض تسمى عصابية Neurotic نتيجة استعمال مفرط لهذه الميكانزمات “العادية” ، دون التمادى فى تشويه الواقع تماما أو إنكاره على إطلاقه، وأيضا دون التمادى حتى تشويه الشخصية وتغييرها سلبيا إلى ما ليست هى ، وهذا ما أعنيه بالجنون، (أنظر قبل ، وبعد)، هو أيضا نوع من فرط العادية فى مجالات من السلوك متفرقة نوعا ما.
وبعد
أتوقف هنا لأوصل هذا الاستطراد غدا وأنا أعيد النظر فى تمسكى بلفظ “الجنون“، وليس لفـظ ” الذهان” لنفس الأسباب السالفة الذكر (برغم احتمال التكرار الضرورى).