“يوميا” الإنسان والتطور
24- 6- 2008
العدد: 298
(تابع الملف!!).. عن الحب والكره (5)
“.. كرة الثلج” تتنامى، ثم عينّه ذاتية!
مقدمة:
غريب هذا العنوان بعد هذه المرحلة البادئة من فتح ملف “الكراهية” كجزء يسير جدا من محاولتى لسبرغور “ماهية الوجدان”، احتفظت باسم “الملف” لكننى أضفتُ “الحب” قبل “الكره” (وليس الكراهية).
حين فتح الملف، فتح باسم الكراهية، لكن معظم الذى كتب فيه، بما فى ذلك المشاركة فى الألعاب كان عن “الكره”، هل هناك فرق بين “الكره” و”الكراهية” مثل الفرق بين العدوان aggression والعدوانية aggressively ؟ ربما (ولنا عودة).
فُتِح الملف، وصدقتْ المحاولات، حتى كدنا نقبل هذا الوجدان “الكره” كطبيعة بشرية أصيلة، ثم وصل الأمر من خلال الألعاب بالذات إلى أن التجربة كشفت عن ما خيل إلىّ أنه مبالغة فى هذا الاتجاه. الله !!! ما الحكاية؟
ثم أين الحب من هذا الذى يجرى؟
قلبت فى أوراقى فاستنتجت الآتى:
يبدو أننى حين استصعبت تقديم ما هو الحب فى أوائل هذه النشرات (مثلا: الخوف من الحب17/10/2007، مَنْ يُحب من: “صفقات الظاهرة، وأحلام التكامل” 8/10/2007) نحيته (الحب) جانبا (مؤقتا) لأدخل إليه من باب ما يبدو عكسه، وإذا بنا أمام القضية بالشكل التالى :
“مادامت العلاقات البشرية الإشكالية، وعلى رأسها ما يسمى، أو ما يوضع تحت لافته، “الحب” هى بهذه الصعوبة، فلندخل إليه من أبواب أخرى لعل وعسى، ولنبدأ بما نتصور أنه عكسه ربما نتعرف عليه أكثر عمقا وصدقا”
وإذا بنا –من خلال التجريب والتقليب- نجد أن حركية الكره (وليس بالضرورة الكراهية كما سيرد بعد) تمثل أرضية شديدة الأهمية للتعرف على “الحب الحقيقى!!”
من هنا، ولأسباب أخبث، فضلت أن أغير عنوان الملف إلى هذا العنوان الجديد، استدراجا للأصدقاء والمشاركين، ولو لبعض الوقت.
كرة الثلج:
هذه النشرة أصبح لها طابعها الخاص الذى فرض نفسه يوما بعد يوم، ذلك أن المواضيع تكاد تتجمع تلقائياً مثل كرات الثلج الصغيرة وهى تتكون من رذاذ الثلوج (فى بلاد الشمال، بلاد برّه!)، وهو منظر غير فى بلدنا، لكننى أحببته حين كنت ذات رأس سنة فى جبال “الجيرا” جنوب فرنسا على حدود سويسرا، كان الثلج يتساقط رذاذا ناصعا، ولعبت بكراته وفهمت معناها المجازى الذى يستعمل فى بعض مناهج البحث العلمى لاختيار عينة متنامية دالة.
فكرة عينة كرة الثلج فى البحث العلمى هى أن نبدأ ونحن نبحث مشكلة غامضة (سرية نسبيا) وفى نفس الوقت منتشرة، مثل مشكلة الإدمان فى مجتمعنا، نبدأ بواحد، والواحد يدل على ثانٍِ، والثانى يشير إلى وجه شبه مع ثالث، إلى أن تتكون العينة، وكأنها تكوّن نفسها بنفسها.
خيل لى أن الأمور تسير هكذا فى هذه النشرة اليومية.
خذ مثلا موضوع الكره، بدأ بالاشارة إلى ما جرى فى برنامج “سر اللعبة فى قناة النيل الثقافية”، مع أننا لم ننشر بعد استجابات المشاركين، واكتفينا بنشر نص الألعاب مع دعوة للمشاركة.
ثم تطورت الموضوع كما لاحظ المتابعون
وإليكم ما نشر حتى الآن (وأظن سبقت الإشارة إليه)
العدد |
التاريخ |
اسم المقالة |
264 | 21- 05- 2008 | |
270 | 27- 05- 2008 | الاستجابات على لعبة الكراهية “كل مشاركٍ على حدة” |
271 | 28- 05- 2008 | قراءة فى قيمة الكراهية من خلال الاستجابات: لعبة بلعبة |
277 | 03- 06- 2008 | تجارب تحريك الوجدان لإعادة النظرمقدمة للرد على حوارات لعبة الكراهية |
284 | 10- 06- 2008 | |
285 | 11- 06- 2008 | وتعلم: كيف تكره (2) |
291 | 17- 06- 2008 | الفروض الأساسية |
292 | 18- 06- 2008 | نصوص جديدة: إستجابات أصدقاء الموقع |
كيف أجرؤ.. أن أطلب من صديق مشارك أن يتابعنا والأمور تسير بكل هذا القفز، وكرة الثلج تنمو بكل هذه العشوائية الخلاّقة (مع الاعتذار للست كوندى؟)، أنا شخصيا أكاد أعجز أن أتابع نفسى لأربط بين ما كتبت، وبين ما كنت أنوى أن أكتبه اليوم.
دعونا نأمل أننا حين ننتهى من هذا الموضوع الذى لا ينتهى، أن تجتمع هذه الكرات الثلجية إلى بعضها البعض فنكتشف فى نصاعتها ولمعانها وبرودتها الموقظة، التى تحوى كل الدفء النابض، نكتشف بعض ما كنا نبحث عنه أو نأمل فيه.
* * *
أما اليوم فسوف أغامر بتقديم نفسى “كعينة” شاركتْ فى الاستجابة للعبات العشرة مرتين الأولى فى البرنامج بتاريخ11/8/2004، والثانية بعد أن جاءتنى الإجابات الأولى دون الرجوع ولو بمجرد المشاهدة إلى ما كان فى البرنامج المذاع قبل أربع سنوات.
ثم أضيف نص مشاركتى وأنا ألعب اللعبة الوحيدة الجديدة ” يمكن لمّا أعرف أكرهك أقدر..” مع مرضاى فى العلاج الجمعى.
ثم نفس اللعبة مع بعض الأصدقاء حين طلبوا أن يشاركونى – وهم أسوياء-
أولاً:
د. يحيى الرخاوى:
اللعبة الأولى:
(8-2004): أنا باخاف اضبط نفسى باكره حد باحبه،عشان كده أنا باحط الافتراض ده علشان أقدر أكمل
(5-2008): أنا باخاف اضبط نفسى باكره حد باحبه،عشان كده أنا باحط الإفتراض ده علشان كده أبقى مستعد لأى احتمال، وإيه يعنى
اللعبة الثانية:
(8-2004): إيه حكاية اللى يحب ما يكرهشى دى دانا بيتهيألى إن اللى مايكرهش مابيعرفش يحب
(5-2008): إيه حكاية اللى يحب ما يكرهشى دى دانا بيتهيألى إن ماينفعشى، ويبقى ما بيحبش
اللعبة الثالثة:
(8-2004): بصراحة مش كل كره كره أنا شخصياً لما بكره ممكن أقرب، وممكن اقتل
(5-2008): بصراحة مش كل كره كره أنا شخصياً لما بكره يبقى باتخذ موقف
اللعبة الرابعة:
(8-2004): يمكن اللى بيعرف يكره، هوه اللى بيعرف يحب، دا لو كدا …. تبقى الشطارة “إمتى” “ومين” “وبعدين”
(5-2008): يمكن اللى بيعرف يكره، هوه اللى بيعرف يحب، دا لو كدا يبقى أنا ماشى فى السليم
اللعبة الخامسة:
(8-2004): أنا يمكن بكره ناس كتير بس صعب أعترف بده أصل أنا خايف من نفسى بصحيح، وعليهم
(5-2008): أنا يمكن بكره ناس كتير بس صعب أعترف بده أصل أنا لازم اتحمل مسئولية مشاعرى ودا حايبقى كتير علىّ
اللعبة السادسة:
(8-2004): لما باحس إن حد بيكرهنى من غير مايعرفنى بيبقى نفسى نتعرف على بعض أكتر وإلا …
(5-2008): لما باحس إن حد بيكرهنى من غير مايعرفنى بيبقى نفسى أقوله هوّ انت عارف الأول انتى بتكره مين؟
اللعبة السابعة:
(8-2004): اللى بيكره عمال على بطال دا بيكره نفسه حتى أنا نفسى أوصلّه ده علشان كده هو اللى خسران
(5-2008): اللى بيكره عمال على بطال دا بيكره نفسه حتى أنا رأيى إنه بالشكل ده خد جزاؤه مادام كره نفسه بالمرة
اللعبة الثامنة:
(8-2004): كره الظلم وبس من غير غضب وفعل قلته أحسن، أنا لو بكره الظلم بصحيح أظل أواجهه بمسئوليه كإنى أنا المسئول عنه لحد ماشوف لى شغلة فيه
(5-2008): كره الظلم وبس من غير غضب وفعل قلته أحسن، أنا لو بكره الظلم بصحيح أهجم وأغيّر واقلب الدنيا كأنى أنا المسئول لوحدى لرفع الظلم
اللعبة التاسعة:
(8-2004): أنا بيتهيألى ساعات إنى مااقدرشى أكره حد أعرفه كويس وده يمكن عشان بعرفه كله
(5-2008): أنا بيتهيألى ساعات إنى مااقدرشى أكره حد أعرفه كويس وده يمكن عشان المعرفة بتخلينى احتويه كله
اللعبة العاشرة:
(8-2004): اللى عايز يكره يتحمل مسئولية كرهه… عشان كده أنا حاسمح لنفسى أكره طالما أنا حاتحمل هذه المسئولية
(5-2008): اللى عايز يكره يتحمل مسئولية كرهه… عشان كده أنا باكره واحدة واحدة عشان أقدر اشيل المسئولية واحدة واحدة
ثانياً: أثناء العلاج الجمعى
د. يحيى:
د.يحيى: يا د. شوقى يمكن لمّا أعرف أكرهك أقدر .. أشوفك احسن
د.يحيى: يا د.منال يمكن لمّا أعرف أكرهك أقدر .. أحبك أكتر
د.يحيى: يا مختار يمكن لمّا أعرف أكرهك أقدر ..أستحمل وأكمل
د.يحيى: يا سوسن يمكن لمّا أعرف أكرهك أقدر .. مارضاش باللى وصلتيله، حاطلّع عينك
د.يحيى: يا عبد الرحمن يمكن لمّا أعرف أكرهك أقدر .. حتحايل عليك إنك تكمل الجروب الثانى معانا
د.يحيى: يا أحمد يمكن لمّا أعرف أكرهك أقدر .. أخليك ماتخافش
د.يحيى: يا يحيى يمكن لمّا أعرف أكرهك أقدر .. نكمّل سوا
ثالثاً: مع أصدقاء أسوياء
د. يحيى الرخاوى:
يا حافظ يمكن لمّا أعرف أكرهك أقدر مارْهِقَكْشِ قوى كده
يا فوزية يمكن لمّا أعرف أكرهك أقدر أخفى ألمى ليكى شوية
يا أمل يمكن لمّا أعرف أكرهك أقدر ما احسسش عليكى قوى
يا يوسف يمكن لمّا أعرف أكرهك أقدر أبطل أمل فيك للدرجة اللى بترهقك دى
يا قدرى يمكن لمّا أعرف أكرهك أقدر أكمل ضغط عليك قوى
يا هالة يمكن لمّا أعرف أكرهك أقدر أحب ناس كتير أكتر
يا يحيى يمكن لمّا أعرف أكرهك أقدر نعرف ربنا احنا الاثنين أحسن
وبعد :
هذه الخبرة وعرضها هكذا ليست تطبيقا حرفياً لما يسمى المنهج الفينومينولوجى، فالباحث فى هذا المنهج هو جزء من الظاهرة حتى لو لم تجرِ عليه التجربة.
كما أن المسألة ليست نموذجا يُحتذى، كما أنها ليست استبطانا، وتأملا ذاتياً.
هى مجرد مصادفة لاحت لى لجمع عينات، من نفس الشخص، بما له من خلفية تنظيرية، يجتهد فى محاولة المشاركة الفعلية على فترات متباعدة، وبأدوات مختلفة، وسياقات متنوعة،
ثم دعونا نأمل أن نحاول الربط لاحقا بين هذه العينة المحدودة، وما جرى ويجرى، ما أمكن ذلك.