الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / عناوين (لا “شعارات”) بديلة، لمرحلة جديدة: لتكون ثورة

عناوين (لا “شعارات”) بديلة، لمرحلة جديدة: لتكون ثورة

نشرة “الإنسان والتطور”

الاربعاء: 26-2-2014

السنة السابعة

العدد: 2371

 

عناوين (لا “شعارات”) بديلة، لمرحلة جديدة: لتكون ثورة(1)

صرح أحدهم – ما لم أفهمه جداً- أنه مستعد ألا يترشح، على شرط أن يلتزم المرشح الذى عليه العين بمبادىء كل من ثورتى 25 يناير، و30 يونيو، وفى هذه الحالة سوف يطمئن سيادته أن هذا المرشح الأكثر حظا (أو أقل: لو نزل أمامه هذا الذى صرّح) وجدير بالرئاسة بإذن، الله (هل فهم أحد شيئا؟ بالبلدى: حد فاهم حاجة).

ولأن فهمى متواضع كما قدمت فقد شكرت هذا المصرِّح (الذى أدلى بالتصريح) وعدت أبذل جهدا فى محاولة فهم أعمق، وأنا أتغلب على صعوباتى الشخصية. ومنها أننى مازلت أرى أنه لا توجد ثورتان بل مشروع ثورة واحدة لم تكتمل بعد، ولن تكتمل إلا بإرساء معالم دولة قادرة على إنشاء مؤسسات غير تابعة لأى قُوَى خارجية (أو مؤامرات) يعمل شعبها طول الوقت، ويفرحون ويغنون ويصلون ويحمدون الله ويحملون هم ناسهم وغير ناسهم. أنا لا أعرف مبادىء ثورة يناير أو يونيو، لكننى أعرف فضلهما، اللهم إن كانوا يقصدون الشعارات الثلاثة، التى أدت واجبها وزيادة، برغم صعوبة تحديد مضمون “جامع” “مانع” لكلٍّ منها، اللهم إلا أول الشعارات وهو العيش، وقد وصلنى المضمون ليس فقط بمعنى الخبز ولكن بمعنى العيْش بتسكين العين، أما “الحرية” فهى قيمة مثالية لا تتحقق إلا بعد الوفاء بمستويات الضرورة، ثم إنها لا تتحقق حتى بعد ذلك إلا فى حدود تصوراتنا، أما “العدالة الاجتماعية” فهى لا ينبغى أن تنفصل عن “العدل” بمعناه الأوسع فى كل المجالات، بدءاً بالعدل فى تربية الأولاد ورعايتهم، وامتدادا إلى مراعاة العدل الرحمن الرحيم مرورا بعدل المحاكم والبوليس والجوائز والحوافز والمحافل الدولية لكل الناس بنفس المقياس، فهل يأذن السيد المصرِّح (صاحب التصريح) أن نتجاوز هذه الشعارات الثلاث العظيمة حتى لا يكون مجرد تصريح المرشح الذى يشترط عليه شروطه كافية لضمان الالتزام بها؟ فإذا قَبِلَ سيادته ذلك فيا ترى بماذا نلزم المرشح بديلا عن ذلك؟

خطر ببالى أن أقدم عناوين بديلة (وليست شعارات) للمرحلة القادمة تسهم فى اكتمال ما هو ثورة، سواء كان الذى سيلتزم بها هو المرشح الذى عليه العين، أو المصرِّح (بالتصريح السالف الذكر) ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر:

المطلوب العمل طول الوقت على تحقيق ما يلى فعلا يوميا مقاساً بأداء ظاهر:

(1) استقلال حقيقى، (2) انتاج كاف، (3) تعليم مفيد، (4) عدل شامل، (5) جيش قوى، (6) شرطة يقظة محترمَة محترِمة، (7) وقت ملىء، (8) فرص إبداع، (9) ثقافة الحرب (لا الحرب) مع تحديد العدو والأعداء (طول الوقت بوضوح، ثانية بثانية)، (10) علاقة حقيقية برب كريم.

المرفوض الواجب الانتباه إليه لتجنبه أصلا وتماما:

(1) تبعية ظاهرة أو خفية، (2) اعتمادية معلنة أو سرية، (3) تعليم صورى بلا مدارس ولا امتحانات حقيقية، (4) جيش مسيَّس ظاهراً أو باطناً، (5) وقت ضائع، (6) مظاهرات عشوائية، (7) مطالب فئوية عاجلة بلا إنتاج، (8) كلام فى الماضى إلا فى ساحة القضاء (9) رىّ بالغمر (10) أرباب مصنوعة تعلن شركا ولو أخفى من دبيب النملة.

وبعد

أنا شخصيا مستعد أن أتنازل عن ترشيح نفسى حين يصلنى من أى مرشح برنامج فيه التزام بالمطلوب، ووعى بالمرفوض، وبعض ملامح خطوات تطبيق هذا وذاك.

ولسيادة كل من المصرِّح والمرشَّح جزيل الشكر.

[1] – تم نشر هذا المقال فى موقع “اليوم السابع” بتاريخ: 1-2-2014

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *