مسيحى ومسلم يقرآن بعض:
قراءة فى: مواقف مولانـــا النفرى
تجربة !!!!……لعل وعسى
بدأ يحيى الرخاوى قراءة بعض مواقف مولانا النفرى على صفحات هذه المجلة فى الأعداد 33،32 أكتوبر، مارس 1988، وعددا 34، 35 إبريل وسبتمبر 1988، وعدد56 أكتوبر 1993 عدد 57 يناير1994) ثم توقف.
ثم بدأ د. إيهاب الخراط يقرأ مواقف النفرى من منطلق آخر فى الأعداد ( عدد 58 إبريل 1994، عدد 59 أكتوبر 1997 عدد 60 يناير 98 عدد 63 أكتوبر1998)
ثم رأينا أن يقوما بعرض هذه التجربة، فيعيد الرخاوى قراءة ما كتبه الخراط (كتابة)
ولما كان الأول مسيحى بل هو قس واعظ أيضا وطبيب نفسى حاذق، وكان الثانى مسلم، يحاول فهم إسلامه على مسئوليته، وطبيب أستاذ نفسى له رؤيته ونظرته ونظريته، رأينا أن نطرح التجربة على القارئ، فنعيد نشر نص النفري، ثم قراءة الخراط، تليهما قراءة الرخاوى.
ونحن نأمل بهذه التجربة أن نمـد موقف هذا المجلة “النقدي” إلى ما يمكن أن نسميه “نص على نص”، فإذا كان النص الذى بين أيدينا إيمانى أو صوفي، فإن الفرصة مواتية لإذكاء حوار ما، ليس على مستوى ما يسمى الوحدة الوطنية، وإنما يمكن أن نطلق عليه تعبيرا جديدا (قابلا للتغيير)، وليكن “التوجه الضام”، فمسألة اختلاف الأديان والحوار بينها ليست مسألة محلية، ولا هى مشكلة وطنية، بل هى أكبر من ذلك وأهم .*
ثم ثمة بعد آخر فى هذه التجربة وهى أنها حوار بين جيل وجيل بقدر ما هى جدل فى المساحة المشتركة
ألا تستحق المسألة؟
فـلنحاول
وليشاركنا القارئ الذى ما زال يبخل علينا برسائله الضرورية
صلواتى دافئة فى كلامي، باردة فى كلامك فسامحنى يا مولانا
(إيهاب الخراط)
لست أشعر بدفء كالدفء، ولا ببرد كالبرد،
ولا يهمنى إلا اتجاه المسار.
الماء ينزل من أعلى إلى أسفل،
وأيضا هو يصاعد إليك حين نذوب شوقا
لا تسامحنى يا مولاي،
ولاتعاتبنى الآن،
أخشى أن تسامحنى فلا أجدنى فى رحابك،
كما أخشى أن أطمئن إلى رضاك فأتراخي
،سامحه يا مولانا فهو أولي، وهو شديد الاجتهاد
(يحيى الرخاوى)
”تسمع خطابى لك من قلبك وهو مني، ذلك هو البعد،
تراك وأنا أقرب إليك من رؤيتك ذلك هو البعد.
موقف القرب.
- قلت تراك ولم تقل ترى نفسك.
أنا لا أسمع خطابك إلا من قلبي، ولاأهينك بظن قصدك أن أسمعك بأذني.
- أخاف أن أموت فرحا ورعبا معا عند سماع خطابك منك، ولذلك أسكن فى رحمتك مطمئنا، أو لعلى أسكن فى بلادتى ، التى أزعق طول الوقت متمردا عليها.
(إ. الخراط)
لا أسمع خطابك من قلبي، بل فى قلبي.
البعد هو جحيمي، فارحم ضعفي، ولا تهددنى بذكره
لا أرانى إلا من خلالك، وقربـك يمـلؤنى فلا أرانى .
حتى إذا بعدت فأنا أبعد لأقـترب،
وأنت أعلم بكل ذلك مني، تعلم مدى عجزى ، ومدى قوتي.
ليس لقوتى حدود ما دمت داخل حدودك، ولست عاجزا إلاحين أنفصل عنك.
لا أريد أن أراني، ولا أستطيع أن أحتمل أن أراك، وأيضا لا أحتمل ألا أواصل السعى لعلنى أراك فلا أرى إلاك حتى أرانى من خلالك، وهم كذلك.
أمتلئ أمتلئ أمتلئ . فأزداد شوقا ، لاعطشا
لا أستسلم لسكون الطمأنينة، حتى فى رحابك
السعى السعي، الكدح الكدح.
ناسك. ناسي: مجالي، بك، فيك، منك، إليك
لا أسكن خوفا من أن أفتر فى موقع ما بعيدا عنك
الفتورخدر غبى ، هو الطمأنينة الزائفة والتدين الأبله
(ى. الرخاوى)
وقال لي: أنت معنى الكون كله
موقف أنت معنى الكون،
- لم تقل الإنسان هو معنى الكون كله، ولم تقل هو معنى الكون كله.
- أنت تعنى أنا، ولكن لو كتبتها “أنا معنى الكون كله”ضاعت أو ضـعت أنا.
- لا أتواضع ولا أخاف، حاشا، بل أجتهد أن أدرك ما أدركتنى به، فأرددها وراءك أقول لك: “أنت معنى الكون كله”.
- لم أقل المطلق ولم أقل الله ولم أقل هو بل قصدت ما قلت، وبغير ذلك تهرب أنت منى ولا أعود أراك.
(إ. الخراط)
حين يملؤ الكون وعى العابر إليك يتجلى المعنى
وأنا لست أنا حين أكون “معني”;
لـن أخدع حتى لو كنت تطمئننى بهذا التكريم
لا أريد أن أطمئن
أصدقك فرحا مرعوبا مـثــله تماما
لكننى لا أصدق أنك تريدنى أنا بـهذه الـ”أنت”.
ومن أنا حتى تخاطبنى هكذا؟
إذا كنت أنا أنا، فلا معنى لي، ولا فائدة مني.
وإذا كنت أنا أنت، ضعت فى غباء الغرور الـمـستسهل.
أما إذا كنت وسيلة “معناك”إليهم ، فأنا معنى الكون كله
أنا الذى هو لست أنا إلا بك
يا فرحتى بالمعنى حين لا يعنى إلا أن أنبض فى رحاب الداخل والخارج مع حركة الأفلاك، فى الداخل والخارج
هذا هو بلا حدود.
فهل أستطيع أن أحمدك إلا بأن أجعل لأيامي”معني”بك فى كل ما هو أنا بهم.
أصبح أنا معنى الكون بفضلـك بي
و تدوم أنت بى كما هو أنت ؟
(ى. الرخاوى)
وقال لي: إن لم ترنى لم تكن بي
وقال لي: إن رأيت غيرى لم ترني.
موقف قد جاء وقتي.
- أن أراك لا أن أتعلم عنك، ولا أن أعزم على إرضائك.
-إن رأيتك عشت بك، بل كنت بك وجودا، بل “كنت بك”.
-امنحنى أن أنظر إليك فلا أنظر إلى غيرك، فأنت تريد أن تظهر نفسك، فيما أنا أميل إلى رؤية غيرك، ولا أطيق رؤيتك لي.
(إ. الخراط)
بعد السعى بلا كلل ، غمرتنى بها.
حققت قربك بيقينى بضرورة بعدك،
لم أعد أطمع أن أراك، ولست خائفا ألا أكون بك إذا أنا لم أرك
سعيى إليك رؤية قبلية لا أحتاج معها أن أراك،.
كيف أرى غيرك إلا من خلالك.
الغير ليسوا غيرا، وأنا بك فيهم، وهم فى من خلالـك، فلا خوف على ولا أنا يحزنون .
إن رأيتك خدعت نفسى فأفزع إلى مما رأيت.
وإن رأيت نفسى هدتنى إليك
وإن رأيت غيرك بدونك ، فلا أنا نفسى ولا كنت بك .
(ى. الرخاوى)
وقال لي: اجعل ذكرى وراء ظهرك وإلا رجعت إلى سواى لا حائل بينك وبينه .
موقف قد جاء وقتي.
خبرة الأمس لا تعطنى قوة اليوم.
- الطعام نازل من السماء، جديدا، كل صباح، وعلينا أن نخرج لجمعه كل يوم، فالتخزين يبدده.
- رجوعى إلى اختبارى لك بالأمس، ركونى إليه، سكونى عليه، رضائى به، حائل بينى وبينك. أرنى وجهك اليوم.
(إ. الخراط)
. . . . ولا يحولــن ذكرك دونك
ذكرك ليس أنت، عــلمتنى ذلك من قديم
أصعد إليك بذكرك ، أمتطى صهوته، لا أركب براقه، أخاف الانطلاق
أخشى جرعة المباشرة ، فاسمح لى أصعد على سلم العجز
سامحنى إن كان صعودى التماسا، ورؤيتى تحسسا، وحساباتى حرصا.
فرحتى المرعبة أنه لا حائل بينى وبينك، فارحمنى منهم، فهم يقيمون الحواجز بيننا باسمك، وأحيانا بذكرك.
تعاليت سبحانك عما يصفون
(ى. الرخاوى)
وقال لى:
قد جاء وقتى وآن لى أن أكشف عن وجهي، وأظهر سبحاتي، ويتصل نورى بالأفنية،وما وراءها، وتطـلع على العيون والقلوب، وترى عدوى يحبني، وترى أوليائي(1) يحكمون، فأرفع لهم العروش ويرسلون النار فلا ترجع، وأعمر بيوتى الخراب وتتزين بالزينة الحق، وترى قسطى كيف ينفى ما سواه، وأجمع الناس على اليسر فلا يفترقون ولا يذلون فأستخرج كنزى وتحقق ما أحققتك به من خبرى وعدتى وقرب طلوعي، فإنى سوف أطلع وتجتمع حولى النجوم، وأجمع بين الشمس والقمر، وأدخل فى كل بيت ويسلمون على وأسلم عليهم وذلك بأن لى المشيئة وبإذنى تقوم الساعة، وأنا العزيز الرحيم”.
موقف قد جاء وقتي.
- الساعة ما الساعة، وما أدراك ما الساعة
. . . يوم الرب العظيم المخوف.
- وستنظره كل عين والذين طعنوه
- ورأيت عروشا فجلسوا عليها وأعطوا حكما. . فعاشوا وملكوا ألف سنة – ثم أخذ المبخرة وملأ ها من نار المذبح وألقاها إلى الأرض فأحدثت أصواتا ورعودا وبروقا وزلزلة .
- ويبنون بيوتا ويسكنون فيها ويغرسون كروما ويأكلون أثمارها، لا يبنون وآخر يسكن ولا يغرسون وآخر يأكل .
- هو ذا مسكن الله مع الناس، وهو سيسكن معهم، وهم يكون له شعبا، والله نفسه يكون معهم
- طوبى للذى يقرأ والذين يسمعون أقوال النبوة ويحفظون ما هو مكتوب فيها لأن الوقت قريب .
- وقتك الآن ووقتك قريب. . لقاء الأبدية والزمان حدث ويحدث وهو على الأبواب.
(إ. الخراط)
وقتك لا يجيء لكنك تتفضل علينا بالحضور فيه فنحسب أنه جاء.
وقتى وقتك،
لا وقت إلا ما نصنع، سبحانك قائما بك بنا وفينا ومن حولنا ،
وفضلك هو الذى يكشف عنا الغطاء فنراها: المشكاة
والمشكاة فيها مصباح
والمصباح كأنه كوكب درى يوقد من شجرة زيتونة لا شرقية ولا غربية، فهى فى كل ناحية ، ومن كل ناحية ، وسعت السماوات والأرض، زيتها أضاءنا فتجليت فينا، ولمــا تـمـسسه نار.
يرسلون النار إلى أين والنار داخلهم؟ لـولا أن رحمتك تجعلها بردا وسلاما على الرغم من غبائنا،
عدوك مسكين ، حرم من حبك لأنه أعمي.
فناء الأفنية وهم ما دام نورك يتصل،
خراب القلوب يتـلهف على ذلك اليوم الذى تــعمـر فيه القلوب بك ، وقتك الذى جاء ليس الساعة الآتية لا ريب فيها، فوقتك هو كل وقت، وكل الوقت ، ولكن أكثر الناس لا يعلمون ، ولكن أكثر الناس لا يفقهون.
أما عدلـك القسط فهو الرحمة بعينها، ينفى كل باطل، وكل ما سواه باطل.
الناس بالناس بك سبحانك، ما أذلهم إلا نسيانك ، إلا الشرك بك،
وما تركتهم عقابا أو إيلاما، ولكن ليجدوك بعد ما قنطوا من أنفسهم، من رحمتك
أهو غبى أم فاسق هذا الذى يفلت فرصة أن تتجلى له، أن تدخل بيته، أن تملأ قلبه، أن ترضى عنه ويرضى عنك،
الساعة قائمة لا ريب فيها، وبإذنك قبل كل شيء،
لكننا ما لبثنا إلا قليلا، فلماذا الرعب وكل هذا الفضل تعدنا به،
شتان بين رعب الروع، وذل الرعب،
كيف يذل الإنسان نفسه وأنت بكل هذه الإحاطة الرحيمة،
الوقت الوقت،
جاء نصر الله والفتح،
والناس يدخلون أفواجا،
فسبح بحمد ربك واستغفره ، إنه كان توابا
(ى. الرخاوى)
”وقال إن دعوتنى فى الوقفة خرجت من الوقفة وإن وقفت فى الوقفة خرجت من الوقفة”.
موقف الوقفة.
ـ أطلبك وأبحث عنك وأنا فى حضرتك ، غباء شديد ولكنه معتاد وطبيعى تماما.
يخرجنى من حضرتك تأملى فيما أنا عليه وأنا أمامك، العقلنة تقيدني.
(إ. الخراط)
الوقفة وقفة ، ليست هى مجال الدعوة، ولا الدعاء.
الوقفة داعية بذاتها، لا حاجة بها إلى دعاء،
الوقفة حركة مليئة بها،من توقف فيها خرج منها، أو لعله لم يدخلها
وهل تتوقف دورات الأكوان؟
دائرة دوارة نحو سدرة المنتهي، فبأى آلاء ربكما تكذبان
الوقفة لا تحتاج إلى مزيد إلا ما هى به،
ما هى فيه.
نحن فى بؤرتها وأنت محيطها، وحركة البؤرة تكاد تختفى فى بحر المحيط
هى الحركة التى لا تحتاج إلى ظهور مستقل
ولا يؤوده حفظهما وهو العلى العظيم
(ى. الرخاوى)
وقال لي: لا ديمومية إلا لواقف ولا وقفة إلا لدائم”.
موقف الوقفة.
ما أعظم سذاجة الساعين إلى الثبات فيك بمجرد الفهم والتخطيط والتصميم، تجنبا للثبات أمامك.
- وما أكذب الذين يدعون رؤيتك ولم يذوقوا الإخلاص فى طاعتك.
- الديمومة ثبات الدنيا والآخرة ، وهما لا ينفصلان.
(إ. الخراط)
أخاف من الديمومة إلا فى رحابك ، شرط ألا أعرف أنها كذلك،
لا أقف لأدوم، ولكنى أداوم الوقوف حتى لا أتوقف،
ومادمت أنا لست أنا إلا بك ومن خلالك، فقد علمتنى أننى دائم بهم بفضلك،
ودوام الدائم فيهم. فينا، ابتغاء وجهك هو أفضل الوقفات إن كان ثمة ما يفضل وقفة عن وقفة،
وليس عندى من ذلك شيء.
أكره الثبات حتى لو كان هو الديمومة،
لا ديمومة فى الثبات، ولا ثبات فى الديمومة.
ولم الديمومة لى بدونك وأنت الدائم بلا أول وبلا آخر؟
لا دائم إلا وجهك
(ى. الرخاوى)
أوقفنى فى الوقفة وقال لي:
إن لم تظفر بى أليس يظفر بك سواي.
موقف الوقفة.
وقال لى الوقفة تعتق من رق الدنيا والآخرة.
موقف الوقفة.
- أتحرر أو تحررني، أصارع لأظفر بك وأقف فلا يظفر بى سواك.
- أنتصر فأستحق لقب الأسير فى موكب أسراك وسباياك.
(إ. الخراط)
لا، لا تتركنى لسواك
حتى لو لم أظفر بك “الآن”، فلسوف أظفر بك “الآن أيضا”: ألست أسعى ولا أهمد
ليس من سبيل آخر
لعلنى كنت أدور حول نفسى وأنا أتوهم أننى أسعى فأوقفتني،
كيف أظفر بك إلا بحمدك حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه.
لا أصارع لأظفر بك، أكدح إليك كدحا لألاقيك
الكدح لا يعرفه إلا كادح، أما الصراع والمصارعة فقد جربته فجرنى بعيدا وأنا أحسب أننى ذاهب لأتسلم كأس النصر
كل نصر بدونك هو التخثـر الأعمى والعياذ بك منهم
أغبياء من صدقوا -فقط-أن عذابك لشديد،
أشد العذاب هو أن نـنسى رحمتك،
عتق الدنيا بشارة عتق الآخرة ، عتق الدنيا هو الحرية القصوى بتوحيدك فـنراك فى آياتك وفى أنفسنا بكل عقولنا المتغلغلة فى كل الخلايا لا فى أعلى الدماغ،.
نعتق أنفسنا فى الدنيا بحرية توحيدك فتعتقنا فى الآخرة بإحاطة رحمتك
من أكرم كرامات رحمتك أن تعمى أنظارنا عن أننا أرقاء لأصنام الداخل والخارج،
أخسر الخسار أن تكرمنا فنذل أنفسنا،
أن توقفنا فنأبى إلا أن نتوقف حيث لم توقفنا،
والأبله منا يخلط بين الوقفة والتوقف،
أحرك الحراك نغم ساكن ملئ يحملنى منك بك إليك
هى الوقفة المتناهية الامتداد، فأين التوقف ولماذا الديمومة السكون؟ ونحن فى الديمومة الامتلاء .
لست أسيرا من سباياك
الرق يحجبنى حتى عنك
الذل يحجبك عني،
حريتى -التى هى عبوديتك -لا هى أسر ولا فيها مذلة
أتخلق من خلالها لأتقرب مما خـلقت من أجله، من أجلك .
(ى. الرخاوى)
وقال لى الواقف لا يصلح على العلماء، ولا تصلح العلماء عليه”.
موقف الوقفة.
وقال لى من لم يقف رأى المعلوم ولم ير العلم، فاحتجب باليقظة كما يحتجب بالغفلة”.
موقف الوقفة.
- عالم فى الشرع فى اللاهوت فى صحيح الدين، وواقف فيك وحدك.
- انتويت العلم طريقا للوقفة، والوقفة هى حضرتك، ثم تركت العلم على بابك ودخلت إليك.
. . . . . . . . . . . . .
- أقف ولكن لا أحتملها طويلا.
- وأتلفع باليقظة كما أتلفع بالغفلة لعلى أحتمل الوقفة.
- أنت تحب العلم وتدعونى إليه وإلى رؤيته، لا رؤية المعلومات فقط، فأقف بك فى العلم و فيما وراء العلم.
(إ. الخراط)
خلطوا بين العلم والمعلوم ، العلم جوهر والمعلوم ظاهر محتمل، قالوا إن العالم هو من علم المعلومة أو علمها،
وتـعلمنا أن العالم هو حضور بذاته لذاته، يفرز المعلوم ولا تحده المعلومات
نـدعى اليقظة فيحتد الانتباه فيختفى باقينا وراء ألمعية الغباء
نـدعى الغفلة حتى نطلب الرحمة، فنتخبط فى العمى ونظلم أنفسنا
علم العلماء توقف عند علم العلماء، والواقف خاشعا يستعمل علمهم ، لا يصلح به فى ذاته إلا أن يكون طريقا إليك
لا هو يرفضه ولا هو يعبـده
فى رحابك يضعه حيث تضعه منه
العلماء أدواتك إليه، يصلحون عليه إذا ركبوه ولم يركبهم، إذا ذكروه ولم يـنسيهم أنفسهم
نسوك فنسيتهم رحمة بهم ، وحين يذكرونك سيضعونه حيث يقربهم إليك، غرهم بعلمهم الغرور، مع أن العلماء أولى بك من غيرهم ، لكن امتحانهم أصعب، ويقينى أن عدلك لن يتخلى عنهم
بفضلك لم أتركهم ولم أتبعهم حيث أقف بين يديك إليك، فلا أخاف ، ولا أرفض
اليقظة زادى إلى ما بعدها من غيبك
والغفلة سماحك أن أجمع نفسى حتى أحتمل مواصلة السعى إليك
فلا تحجبنى عنك لو غرتنى يقظتى عني،
ولا تطمس وعيى لو طالت غفلتى عنك
(ى. الرخاوى)
وقال لي: الوقفة روح المعرفة، والمعرفة، روح العلم والعلم روح الحياة.
وقال لى كل واقف عارف وما كل عارف واقف”.
موقف الوقفة.
”وقال لى العالم يرى العلم ولا يرى المعرفة والعارف يرى المعرفة ولا يراني،
والواقف يرانى ولا يرى سواي”.
موقف الوقفة.
- نعم، بل والعالم الذى لا يرى المعرفة لا يرى العلم، والعارف الذى لا يراك لا يرى المعرفة.
(إ. الخراط)
لكل كيان روح، ليست نقيض جسده، ولا هى منسلخة عنه ، ولكنها جماعــه فى امتداده إلى ما بعده،.
خاف العلماء على علمهم من المعرفة ، فأصبح علما بلا روح
سلبت روحه فما جدواه ؟
وخاف العارفون على معارفهم من الوقفة فأصبحت معرفة بلا روح ، سلبت روحها فماذا تبقى منها؟
وخاف الواقف على وقفته فى رحابك يريد وجهك
خاف من دخلاء الادعاء ، فاحتفظ بروح وقفته وهو يبحث عن أبجدية لها فى المعارف والمعلومات، وراح يحاول أن يحتوى العلم والمعرفة دون أن يتخلى عن وقفته .
الحل ليس حلا ، فالناس ليسوا سواسية .
يا سبحانك ما أعظم شانك، فماذا أقول لهم مولاى العدل الصمد؟ كما اعترفت لك لما هديتنى إليه، وما بك حاجة لمثل ذلك، علمتنا أن: الوقفة غير التوقف، فما أدراهم بالوقفة فى رحابك؟
عذرتهم دهرا ،
بعدهم عنك لم يسمح لهم أن يميزوا بين الوقفة والتوقف
خاف العلماء أكثر فأكثر على علمهم من أدعياء المعرفة فتجنبوا المعارف حتى معارف العارفين
وخاف العارفون على معارفهم من أدعياء الوقفة ، فاستغنواعن الوقفة وخاف الواقفون من سفاهة السفهاء فى كل المواقع، فلاذوا بالصمت طمعا فى رحمتك بنا ، وبهم
ولا أعرف حلا فى المدى القريب
الواقف الذى لا يرى سواك: يرى المعرفة والمعارف، كما يرى العلم والمعلومات، من خلال وقفته ليراك (وهل يمكن أن تكون إلا كذلك؟)
وحين ينتظم العلم والمعلوم، والمعرفة والمعروف لتكون هى هى منك إليك، يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار، تهدى -سبحانك- لنورك من تشاء، ،شرط أن يطلب الهداية.
إذا اكتفى العلماء والعارفون بعلمهم ومعارفهم ، عموا وصموا، فأنكروا وضلوا. حتى لو جاء ذكرك على لسانهم أيام العطلات وقبل النوم .
(ى. الرخاوى)
وقال لي:الوقفة علمى الذى يجير، ،ولا يجار عليه.
موقف الوقفة.
- ما ألطف هؤلاء اللاأدريين الذين يتحدثون عن بحث الإنسان عنك، أيبحث الفأر عن القطة؟
(إ. الخراط)
خوفى من سوء تأويلهم يلجمني، أحتاج لبشر خلقتهم على عينك ليصدقوني، علمك الذى يبلغنى فى وقفتى هو يقين نورك، وأصل وجودي، والمفروض أنه قادر على حماية نفسه بما هو بك
فهو-حقا- يجير ولا يجار عليه، ولكن متي؟ فى نهاية النهاية، ومن لى بالصبر؟
نعم، قرب البدايات وفى منتصف الطريق: يجار عليه فى بعض مراحل بزوغه ممن لا يعرفه بحقه : من العامة والعلماء والعارفين وأدعياء الوقفة جميعا، فمن يصبرنى عليهم غير استجارتى بك ، إذ ليس يكفينى استجارتى بعـلمك ؟
ثم دعنى أنبهه أننى رأيت يوما قطا يلهو بفأر قبل أن يلتهمه ، ففزعت من تشبيهه لمن يبحث عنك،
أفلست أرحم بنا من أم على رضيعها وهى تأبى أن تلقى به فى النار، لسنا فئرانا قطعوا ذيولنا حتى يثبتوا مسار التطور، ولست قطا تـلهو بنا أو تمن علينا ، ثم تقترب بخطى الواثق وأنت تتلمظ،
حتى لو أنكرناك ، فما أنكرناك إلا لأنك هناك، هنا،
ولو لم تكن هناك ما شغلنا بإنكارك أصلا،
ولكن أكثرالناس لا يعلمون.
أحيانا يخيل إلى أن اللاأدريين هم أعظم الأدريين،
كما أن الـمرجئة هم أعظم من يحتفظ بالـلحظة الراهنة كأروع ما تكون الحياة امتلاء دون تأجيل
(ى. الرخاوى)
وقال لى العالم يخبر عن الأمر والنهى وفيهما علمه،
والعارف يخبر عن حقى وفيه معرفته. والواقف يخبر عنى وفى وقفته”.
موقف الوقفة.
نعم يا مولانا، والعالم الذى يخبر عن الأمر والنهى ليس بعالم، والعارف الذى لا يخبر عنك ليس بعارف.
(إ. الخراط)
لا يعلم العالم إلا لـيعرف، ولا يعرف العارف إلا ليقف فى حضرتك، فإذا وقفا فأحسنا الوقفة كشفنا وانكشفنا،
والواقف إن لم يحسن أبجدية العامة وهو يخبر عنك هلك،
معرفة حقك طريق إلى معرفتك، لكنها لا تغنى عنك، ولا تكفى بدونك، ومعرفتك فى الوقفة لا تـسقط حقك حتى ولو بدا أقل من مقام الوقفة بين يديك.
فاعذرنا يا مولاي، فالحال حال
(ى. الرخاوى)
وقال لي: أنا أقرب إلى كل شيء من نفسه والواقف أقرب إلى من كل شيء.
وقال لي: إن خرج العالم من رؤية بعدى احترق، وإن خرج العارف من رؤية قربى احترق، وإن خرج الواقف من رؤيتى احترق.
موقف الوقفة.
- لعلى أتقى الحريق بأن أطمع فى العلم والمعرفة والوقفة معا.
وكيف لى أن أخلص من هذا الجبن؟
فلن يهرب من النار إلا الواقف ولن يذوق النار إلا ذات الواقف، النار التى يذوقها الآن هينة لأنها الزمان.
(إ. الخراط)
أين حبل الوريد؟
قلبت يدى ظهرا لبطن، تحسست نبضي، لامست موضع قلبى ، ترددت أنفاسى فعمـقتها لعلها تلامسه، فما عرفت إلا أنه أقرب من كل هذا، ففرحت ، وامتلأت حتى غمرتنى بي، نعم صرت أقرب منى إلي، أقرب من نفسى إليها
والعالم يبعدك حتى يستمر فى التمتع بدرع غرور عقله قزما لامعا يدور
حول نفسه فى خيلاء، وهو يخشى أن يقترب حتى لا تتداخل معرفته بك مع انفصاله عن نفسه بعلمه ومعلوماته،
فهو أحرص الناس على إبعادك عنه ، حتى لا تحترق معلوماته أو تنكشف علومه، فتحترق، فيحترق، وهل هو إلا ما علم ؟
والعارف انتصر على خوفه إلا كثيرا فاقترب ،ثم راح يدور ولا يغوص، يحافظ على وجوده بمعارفه ، يعتمد عليها إليك ، فلا يكون””إلا بقربك، وليس بك
الواقف موجود بك ، أقرب من القرب، وأبعد من الضياع، لم يعد- بوقفته هناك- مهددا بالامحاء فيك .
يراك فيرى حقه أن يحيا فيحيا
يظل بك مباشرا حيا نابضا دائرا
إذا صحت الوقفة فلا خروج من الرؤية،
وإن لم يرك، فلا هى وقفة ولا ثمة رؤية ، فهو الانحراق .
العالم يخاف من معرفة العارف فيحتمى بأدواته
والعارف يخاف من رؤية من بالوقفة فيقيم أسوار المعارف حوله
ومن وقف فى رحابك يخاف على من ادعى مثل ذلك ، فيحرم العامة منك
لا ألغى الزمان طمعا فى عمق الوقفة
ولا أحب الديمومة طمعا فى دوام قربك
والنار لا يصلاها إلا من يختزل نفسه نشازا نيزكا لا خلاص له إلا برحمتك
فلماذا تمادى فى الهبوط وهو يطلب الخلود ويضاجع الحور:
ذلك الغبى الأبله؟
(ى. الرخاوى)
وقال لى العلم حجابى والمعرفة خطابى والوقفة حضرتي.
موقف الوقفة.
وقال لى أخبارى للعارفين ووجهى للواقفين
موقف الوقفة.
إعلاناتك فوق عنايتك وعنايتك فوق أوامرك ونواهيك ووجهك فوق إعلاناتك.
(إ. الخراط)
حجبوك عنهم ، فأخذت أدواتهم وشحذتها ، واختبرتها، ، فأشفقت عليهم
رسموك بريشة العلم فحجبوا حقيقتك عن البسطاء الأحق بك
وحكوا عنك بصوت المعرفة فخدعوهم إلا مما صوروا وتصوروا
فى رحابك، لما أنعمت عليه بحضرتك، لم يتخل : لا عن الرسامين ولا عن الحكائين ، و لا عن العميان ولا عن النعابين.
نواهيك ليست فوق إعلاناتك، بل هى بعض أخبارك
نواهيك ليست قيودا تمنعني، بل إشارات تحدد مساري، لكن لا تدعهم يجعلونها تحول بينى وبينك
نواهيك غير نواهيهم التى لصقوها بك
لا أتجاوز، ولا أحلل، أجادلك بها وأنت أعلم بي
فخلهم عني، فليس بين أخبارك ما يخيفنى
أخبارك رحمة، فكيف جعلوها تحول دونك
كرسيك، لا هو فوق ولا هو تحت،
هو إحاطة تسع السماء والأرض،
تحتوى العالم والعارف تغفر لهما حجبك عنا
الواقف فى حضرتك كادح كدحا، ووعد اللقاء لا رجعة فيه، شرط أن يطول الكدح بلا هدف إلا يقين دوام السعي
(ى. الرخاوى)
أوقفنى فى الأدب وقال لى طلبك منى وأنت لا ترانى عبادة،
وطلبك منى وأنت ترانى استهزاء.
موقف الأدب.
- الإيمان أدب الطلب وأنا لا أراك.
- لكن لما أراك لا أطلب منك، بل أقول معك للشيء كن فيكون.
- لأنك لما تسمح لى برؤيتك تشاركنى سلطانك ولو رفضت مشاركتك ما تعرض على أهينك، هذا هو الأدب.
(إ. الخراط)
أطلب منك حتى أراك، وليس لتحقق طلبي
سامحنى يا سبحانك ، فما تجرأت على الطلب إلا لأنك قريب، أسألك صدق الدعاء ، ولا أشغل نفسى بانتظار الاستجابة،
سماحك لى أن أدعوك هو سبيلى إلى الصبر كدحا لألاقيك
الطمع فى المزيد هو الذى أنسانى أنك سمحت، وحضرت، وأشرقت، وملأت، وغفرت، وأنرت، وحين نسيت أنسيت، وحين أنسيت تماديت فى الطلب بلا حاجة إلا التأكد من أننى فى رحاب وجهك متوجها.
ومن أنا حتى أستهزئ؟
لعلها لهفة المشتاق!! أو هى غلطة الكادح متعجلا !!
يواصل المسألة حرصا لا إلحاحا
شغفا لا طمعا.
عرفت حدود الأدب بعد التمادى ، وإن لم تغفرلى وترحمنى أكن من الخاسرين.
لا أتصور مشاركتك كما يقول إبني، لا أريدها “كن”، لا أستطيع، لا أجرؤ.
يكفينى ما سمحت به “أكون”بك، وتظل “كن”لك وحدك،
فما حاجتى للطلب إذن وأنت أرحم الراحمين، هكذاأتأدب على الرغم من كل الحرص وحرص السعى الذى لا ينقطع
وإلا تغفرلى فيا ويحى ، ويا ويحى
(ى. الرخاوى)
وقال لى إن أردت أن تثبت فقف بين يدى فى مقامك ولا تسألنى عن المخرج.
موقف الأعمال.
- من يظن أنه يعمل صالحا يرضيك وهو لا يعرف الوقوف بين يديك لا يعرف الصالح الذى يرضيك.
- ومن يظن أنه يعرف الوقوف بين يديك ويعتقد أنه يحلو له فلا يريد منه مخرجا، لا يعرف الوقوف بين يديك.
(إ. الخراط)
لا أريد أن أثبت ، ولا أن أتثبت، فما إن سمحت لى بالوقفة فهي، وكفي
لا أبحث عن مخرج حتى أسألك عنه ،
الأدب الأدب، والحمد الحمد،
لا مخرج منك إلا إليك،
ولا ثبات فيه مظنة السكون، ولكن ثبات فيه يقين الحركة دوارة لا تنغـلق
سؤالى عن الـمـخرج لا يعنى رغبتى فى الخروج، لكنه طمع فى الاطمئنان إلى أنى ما زلت فى البقاء، مع أنه لا بقاء إلا للداخل الخارج دوما دون أن تغيب عنه، عنا، عني.
الدخول ليس له مدخل، وإنما هو برضاك،
والخروج ليس له مخرج وإنما هو سماحك،
أثبت داخلا خارجا دائرا منبسطا لأمتلئ بك فلا يحدنى المكان إذ يصبح زمانا متخلقا أنت هو
ولا أثبت ساكنا دائرا حول ما أحسبه أنت وما هو إلا أنا مغرورا بدونك.
لا ثبات والعمل جار، والعمل رحلة ، والرحلة متصلة ، والوقفة حركة، والحركة منفتحة، وقد جاء نصر الله والفتح.
(ى. الرخاوى)
“وقال لى أنظر إلى صفة ما كان من أعمالك كيف تمشى معك . . . تدافع عنك كما كنت تدافع عنها وتنظر أنت إليها كما تنظر إلى المتكفل بنصرك وإلى الباذل نفسه من دونك . . . ، حتى إذا جئتما إلى البيت المنتظر فيه ما ينتظر، وماذا ينتظر، ودعك وداع العائد إليك . . ودخلت إلى وحدك لا عملك معك وإن كان حسنا لأنك لا تراه أهلا لنظرى ولا الملائكة معك وإن كانوا أولياءك لأنك لا تتخذ وليا غيري”.
موقف الأعمال.
- السماء غير طاهرة أمامك وللملائكة تـنسب حماقة، وكتوب أكلته العثة كل أعمال الاستقامة أمامك.
- أى أعمال صالحة تصلح أن تدافع عنى أمامك، عريان أنا مجرد من كل ادعاء.
– إنما أنت وحدك، لا أعمالى ولا الملائكة، وليـى ونصيرى وحدك الباذل نفسك من دوني
(إ. الخراط)
كيف أتجرأ أن أتقدم إليك دون أن أضع بين يديك قربانا؟
عملى قربانى إليك لا شرط قبولى لديك، إلا أن تتغمدنى برحمتك.
عملى لا ينصرنى إلا أن تنصرنى به أو بدونه.
عملى لا يبذل نفسه فدائي، وإنما أنا أبتغى به الوسيلة.
وهل كنت أجرؤ أن أدخل إليك به، وكأنى “دلالة”أطلب مقابلا له؟
علمتنى أن أركب المطية لتوصلنى إلى مأربي، وليس لأساوم بها ثمن حضوري.
الملائكة على رأسي، يعرفون اجتهاداتى وخيبتى وهمى وكدحي، ليسوا أوليائي، ، وهل لى ولى غيرك؟ فما حاجتى إليهم، أو إلى عملى بعد أن أوصلنى وتركتـه يتركني؟
أنت مولاى ووليي، لا تبذل نفسك لتخليصي، ولا أبذل نفسى لرضاك. أدور فى فـلكك وأنا أركب بـراق أعمالي
تحملنى الملائكة بناء على سماحك،
أنزل من على البراق ولا ألتفت
أحافظ على نفسى حولك
سماحك أن أدور فى فلكك هو خلاصي. وهو ديمومتك التى تغنينى عن وهم ديمومتي
لم يعد بمقدورى أن أحمدك بما أفضت فهو أكثر مما أستحق.
لكنك أنت الذى منحتنيه ، فأنا أستحقه،
بل إننى على يقين من حقى فيه حتى تفرضه فأفرضه
إن تتغمدنى برحمتك فهو فضلك أعرفه عنك منك
وإن لم تفعل ، فأنا على يقين من حقى ، وستفعل
رضوا عن الله فتيقنوا أنه رضى عنهم
فأقسموا عليه فأبرهم
فما حرمت نفسى أن أكون أحدهم
بل إننى أحق بك منهم
وهل هم إلا أنا أنت فيهم ؟
(ى. الرخاوى)
وقال لى إن أردت أن تثبت بين يدى فى عملك فقف بين يدى لا طالبا منى ولا هاربا إلي، إنك إن طلبت منى فمنعتك رجعت إلى الطلب لا إلى أو رجعت إلى اليأس لا إلى الطلب.
وإنك إن طلبت منى فأعطيتك رجعت عنى إلى مطلبك، وإن هربت إلى فأجرتك رجعت عنى إلى الأمن من مهربك من خوفك.
وأنا أريد أن أرفع الحجاب بينى وبينك.
فقف بين يدى لأنى ربك ولا تقف بين يدى لأنك عبدي.
وقال لى إن وقفت بين يدى لأنك عبدى ملـت ميل العبيد،
وإن وقفت بين يدى لأنى ربك جاء حكمي(1) القيوم وحال بين نفسك وبينك.
موقف الأعمال.
- نطلب منك فتعطينا ونهرب إليك فتجيرنا ثم لا نثبت فى أعمالنا أمامك.
- وفقط لما أعرف الوقوف بين يديك أعرف الثبات فى عملى أمامك.
-ما أغبى الذين سيفرضون علينا ما يظنونه حكمك القيوم، فحكمك القيوم لا يفرض إلا فى القلب، وهناك لا يفرضه إلا الوقوف بين يديك، ولا يقف بين يديك إلا من وقف لأنك ربه، لا لأنه عبدك.
فكم تكون المسافة بين حكمك القيوم وبين قلوب من تفرض عليهم باسمك أحكام. ليس هذا ميل العبيد بل هو الضلال المبين.
(إ. الخراط)
لا ملجأ منك إلا إليك
ولا مطلب من غيرك إلا بفضلك تجريه على يديه لنا
تمنحنى طلبى فأفرح لأعاود طرق الباب ليفتح لى فأنسى طلبي،
تمنحنى طلبى فأتبين أنه لم يكن هو، بل كان الوسيلة إليك،
تهدينى بما تنبهنى إليه، لأتأكد أنك راض عنى ، فأنا راض عنك
أى يأس هذا الذى يمكن أن يشككنى فى سعيي، وحقي، ورضاك،
المنع خير، والإجابة خير، والطلب وسيلة، والحق وجهك سبحانك،
عطاء الدنيا والآخرة لا يغنينى عنك،
فضلك إذ تعطينى هو فضلك إذ تعطينى وليس ما تعطيني
وارد أن يـضلنى مطلبى إذ يتحقق،
وارد أن يضيعنى يأسى إذا تأخرت الاستجابة .
وارد أن يسعرنى طمعى إذا تماديت فى الطلب،
وأنا خاسر فى كل هذا من كل هذا ،
فاغفر لى ضعفي
يشفع لى عشمى فيك، ودلالى عليك.
أقسمت عليك فلا سبيل أمامك إلا أن تبرنى :لا بتحقيق مطلبي، بل بتثبيت وقفتي.
لا ثبات لوقفتى إلا “بذهاب- إياب”لا يكفان عن السباحة فى يقين الأمـن المحيط.
أشرف أن أكون عبدك وأنت ربي، لكنى لا أشرف -بفضلك- أن أميل ميل العبيد،
ليست تجارة هى مع أنك تغرينا بتجارة تنجينا من عذاب شديد، ومع ذلك فهى ليست تجارة، لأننا عبيدك حبا لا ذلا
لا نميل ميل العبد، لا نخنع، ولا نشرك بك شيئا، فسمحت لنا أن تكون ربنا، حررتنا من عبودية ميل العبيد، هذا حكمك العدل القيوم
نفسى تواقة مع ذلك إلى عبودية ليس بها ميل، ولا لها مقابل، فحـلت بينى وبينها كرما منك، فتجليت ربى وأنا حولك منضبطا فى دائرة مفتوحة
لا أميل، لا أمل، لا أفتر، لا أتوقف : كدحا إلى وجهك كدحا.
يفرضون ما يفرضون ، حـسـنت نواياهم أم ضلوا،
لكن تظل الوقفة هى الشروق المتجدد من داخلنا ،
ويصح الفرض منك ولو عن طريقهم،
يفرضون ما يفرضون، وسيلة إليك لا بديلا عنك،
اللهم اهد قومى فإنهم لا يعلمون
(ى. الرخاوى)
(18) أكتب من أنت لتعرف من أنت، فإن لم تعرف من أنت فما أنت من أهل معرفتي”.
موقف الأمر.
- ولا يعرف نفسه إلا من كان من أهل معرفتك.
- ليس طريق معرفتك أن أعرف نفسي، بل الطريق هو معرفتك، وحينئذ سأعرف ضمن ما أعرف نفسى . وأكتبها كما أمرت أنت.
(إ. الخراط)
أمرك مطاع، مع أننى لا أفهمه ، لا أريده.
لماذا الكتابة ؟
كتبتها -على قدر علمي- وقرأتها فكدت أعرف لم أمرتنى بكتابتها،
قلت لي: لأعيد قراءتها، ولأعرف أنى لا أعرف لى نفسا منفصلة عنك ، ليس لها وجود ، ولا حاجة بى إليها. ، إن كانت بديلة أو تجاوزت الوسيلة
لا أعرف من أنا. ولا ماذا كتبت.
أنت كتبتنى ، ثم تأمرنى أن أكتبها؟
الآن فهمت، أو لعلنى فهمت: تأمرنى أن أقرأ كيف كتبتني
تفهمنى أن على أن أشكلنى بعد ما كتبتنى فكأننى أكتبنى من جديد.
شكلته وقرأته، فأعدت تشكيله فقرأتـني، فقرأتـك، فلم أجد لى نفسا بدونك،
فهل أنا أهل لمعرفتك؟ فأكون -بفضلك- من أهل معرفتك ؟
(ى. الرخاوى)
وحين أتعرف إليك ولو مرة فى عمرك، إيذانا لك بولايتى تنفى كل شيء بما أشهدتك فأكون المستولى عليك وتكون أنت بينى وبين كل شيء فتلينى لا كل شيء ويليك كل شيء لا يليني. فهذه صفة أوليائي، فاعلم إنك ولي”.
موقف الأمر.
-لا ينطق بهذا إلا من عرفك وبدونك لا يعرفك أحد.
- مرة واحدة فى العمر كافية لأن تستولى أنت على وتصادق كل الأشياء من خلالي.
(إ. الخراط)
مرة واحدة !!!،؟؟
ياسعدى بها،
طبعا تكفينى وزيادة :
مرة واحدة !!!
هل هى التى رآها عمر الحمزاوى فى صحراء الهرم ، وضاع وهو يحاول البحث عن تكرار لها، لا أظن،
فهذه المرة الواحدة هنا تتعرف فيها أنت إلى وليس العكس، فكم تعرفت عليك، أو خيل إلى ذلك ، أما أن تتعرف أنت -سبحانك- إلى فطبعا هى مرة واحدة ، تكفي، بل إننى أخاف الثانية، أكبر من طاقتى ، أكثر من مرة تصعقني، خوفى يقول لى ذلك، لا أكاد أصدق
وضعتنى فى النور، فرأيت أننى لم أخن أمانة ما وضعته فيه، ما شكلته فصرته، فرضيت عني، فرضيت عنك،
ثم وضعتنى بينك وبين كل شيء، ومن أنا حتى أليك ويلينى كل شيء، لست نبيا ولا أريد أن أكون، ولا أستطيع
تتفضل على بالولاية وأنا مرعوب من المسئولية،
حتى أكون بينك وبين الأشياء، لا بد ألا أحول بينك وبين الأشياء، ولا أن أحول بينى وبينهم ، ولا أن أحول بينى وبينك بهم ، فماذا أنا صانع بتعرفك إلي؟
وهل كنت مجهولا أنا لـك حتى تتعرف إلى أم هو التكليف؟
وهل أنا أهل للتكليف أم أنك رضيت عنى لــما علمته من صدق كدحى إليك ؟
وهل أستطيع إلا أن أطيع
أنت لم تستول على لتستعملنى بينهم وبينك، ولا لـتصادق كل الأشياء من خلالي، فلست فى حاجة إلي، ولا إلى استعمالي، ولا إليهم.
أنت استوليت على برضاك عني، أنزلتنى منزلة الأولياء فحملتنى مسئولية الأنبياء دون وحى يحمينى مني.
إستيلاؤك على هو أماني، لكنه لا يخدرني، ولا يميزنى عنهم إلا بمسئوليتى الأكبر.
راض أنا بهذا الاستيلاء لي، مقابل تفضلك -سبحانك- بالتعرف إلى كما وصفتن ، وكما حاولت
فارحمنى ولا تخزنى يوم العرض عليك، وهو يوم تعرفت إلي.
مرة واحدة تكفى . فعلا. ،
فالحمد لك، والشكر لي
(ى. الرخاوى)
وقال لي: اطلع فى العلم فإن لم تر المعرفة فاحذره،
واطلع فى المعرفة فإن لم تر العلم فاحذرها”.
موقف الأمر.
- العالم الذى لا يعرفك لا يعرف العلم.
- والعارف الذى لا يعرف العلم سيتوه عنك فيما يظن أنه معرفتك.
(إ. الخراط)
العلم حق، والمعرفة حق ، والوقفة حق.
وأحق الحق هو ترتيب الحق، حذرت نفسي-بفضلك- من ترك العلم بحجة عمى العلماء، وصور أدواتهم، وتنبهت أن أفصل المعرفة عن العلم أو العلم عن المعرفة ، ولو اختلفت الأدوات،
ورحت أبحث عن المقياس ولم أجد ما يعينني، فقلت تتوازى السبل لتكمل بعضها بعضا، وإذا بالخطوط المتوازية لا تلتقى أبدا
فرحت أنظر فى محاولات غيرى فوجدتهم يترجمون المنظومات إلى بعضها البعض، فلحقت الكوارث بالأصل والترجمة على الجانبين ذهابا وإيابا: خاب تفسير العلم لـلمعارف ، وتشوهت المعارف برطان أبجدية العلم، وتفرقنا مخدوعين بالخلط، أو متبارين بالزيف على الجانبين. وبعد الجميع عنك إلا من خيالات نسجوها بدلا منك، وبعدوا عن العلم إلى من تعليقات المحنطات، وآلات الجشع، وبعدوا عن المعرفة إلا من شطح كاليقين، واستعلاء كالبله، وهم لم يقتربوا أصلا من الوقفة بين يديك وأنت فى كل ذلك غير ذلك لو يعلمون
أمرك ،سبحانك
تأمرنى أن أطلع فى العلم ، بحثا عن المعرفة ، فهل يسمح أهل العلم ؟
وأن أطلع على المعرفة بحثا عن العلم، فهل يسمح أهل المعرفة ؟
ولماذا أنتظر سماحهم وأنا فى موقف الأمر
تحذرنى لا أكثر، هذا هو
فأى رحمة تفتح لى آفاق كل شيء
لا أرفض أى مستوي،
مسئول أنا أن أوصل لا أن ترجم،
أن أقول لا أن أعيد
أن أفعل لا أن أثبت
أن أحذر لا أن أحكم،
أبحث عنك فأجدك فى كل صغيرة وكبيرة،
آه لو يخطر على بالهم أن كله منك، وإليك، وأنك تتجلى فى كل شيء ، فى كل شيء ، فى كل علم، فى كل معرفة، فى كل كل ، لأراحوا أنفسهم وكفوا عن تشويهك بالأدلة ،
أو بالتأويل، أو بالتبرير
(ى. الرخاوى)
وقال لى ياعارف أرى عندك قوتى ولا أرى عندك نصرتى أفتتخذ إلها غيري.
قال لى يا عارف أرى عندك حكمتى ولاأرى عندك خشيتي، أفهزئت بي
وقال لى يا عارف أرى عندك دلالتى ولا أراك فى محجتي.
موقف المطلع.
- بددت قوتك على مذابح آلهة غيرك، ووضعت بحكمتك مهابتى على الناس، لا مهابتك فى قلبي.
-فأغصب نفسى الآن على محجتك، عارفا أن نصرتك وخشيتك لن تتأخرا علـي.
(إ. الخراط)
وما فائدة قوتك لي، إن أنا لم أنصرك في؟
إن الشرك شيء عظيم
لا إله إلا أنت سبحانك إنى كنت من الظالمين
وما قيمة حكمتى إن أفرغت من خشيتك ؟
قصور المعرفة عن الوقفة أخفى إلا على من ألقى السمع وهو شهيد
المعرفة التى تكتفى بالحكمة تتنازل عما يميزها، وحين تطرق باب العلم دون علم لا يؤذن لها باعتبارها خرافة.
وليس أكثراستخفافا بفضلك تعالى من أن تحل الخرافة محل المعرفة،
والعلم الذى لا يتصل بالمعارف إذا تنازل عن الخشية الواجبة يتنازل عن حقيقته،
إنما يخشى الله من عباده العلماء، والحكماء، والأولياء، والأنبياء والفنانون والشعراء
خشية العلماء والعارفين هى التى تجعل معرفتهم حكمة، وهى ما يلهمهم التواضع، والتواضع يملؤهم بالتطلع، والتطلع يهديهم إليك
هى خشية المبدعين لا خوف المذنبين
هى خشية من الغرور، ومن التوقف، ومن سوء التأويل ، ومن الانفصال عن اللحن الأعظم ، الممتد فى الغيب اليقين.
حكمة بالغة فما تـغـن النـــذر
وإنما يكتمل العلم بالسعى لا بالإثبات،
دلالتك لا تحتاج إلى دلالة
فإذا اجتهد العالم حتى دل عليك بعلمه- كما يتصور- فله أجره إن شئت أن تتغمده برحمتك، فإن توقف عند دليل علمه، فلا حاجة بنا إليه.
دلالة العالم عليك هى أحد أبواب الدخول إلى محجتك، وهو باب يدخل منه الأقزام والذين فى قلوبهم مرض، ومقبولة محاولاتهم للاستطالة أو الشفاء، لكن أن يقف الداخل عند الباب وكأنه وصل، فهذا هو الضلال ، حتى كدت أقول ليته ما دخل . ناهيك عن أنه قد يحول دون دخول غيره إذا انحشر فى الباب ممتلئا بذاته وعلمه، وكأنه خلقـك بهما وليس أنه استدل على جهله بك باستعمال الأبجدية التى يعرفها.
من عرفك بدليل العلم وحده ما عرفك، وإنما يعرفك فعل الكدح على طريق محجتك
الحساب الخائب يحاول إثبات ضرورتك.
هل هذا كلام؟
أستغفرك وأتوب إليك، وأسألك اللهم أن تغفر لى و لهم .
(ى. الرخاوى)
وقال لى الذى يفهم عنى يريد بعبادته وجهي
والذى يفهم عن حقى يعبدنى من أجل خوفي
والذى يفهم عن نعمتى يعبدنى رغبة فيما عندي
وقال من عبدنى وهو يريد وجهى دام،
ومن عبدنى من أجل خوفى فـتــر،
ومن عبدنى من أجل رغبته انقطع.
موقف المطلع.
العلم هو أن أفهم عنك، لعلى أريد بعبادتى وجهك. حقك ونعمتك درجة إلى وجهك أو درجة إلى رغبتى وخوفي، فأصعد إليك بل تنزل أنت إلى فى رغبتى وخوفي. أعبدك من أجل وجهك بجوار خوفى ورغما عن رغبتى يحفظنى وجهك فى الديمومة والديمومة تحفظنى على الثلاثة: نعمتك وحقك ووجهك.
(إ. الخراط)
وماذا نملك نحن وهم يعرضون البضاعة المتاحة فى متاجر الترغيب الترهيب، دون غيرها، أكثر الله خيرهم
حقك نواهيك،
ونعمتك فضلك،
ووجهك كشفنا لـلكمال بوجودك
وفى كل خير، شرط أن يتواصل الـمـسير.
فكيف يتواصل المسير؟
نقبل الخوف حتى ينقلب الخوف حياء لا رعبا من العقاب
نحترم الرغبة حتى تصبح الرغبة رجاء لا طلبا لـمقابل
إذا لم ينقلب الخوف حياء فـتـر حتى لو علا صوت النحيب الفزع
وإذا لم تصبح الرغبة رجاء واثقا، انقطعت الرغبة : إما بتحققها أو بتأخير تحقيقها، أو باليأس من تحقيقها
الخوف الحياء، والرغبة الرجاء، يملآنى بالأنغام ، ففهمت كيف أفهم “عنك”، وليس فقط أفهم منك، أو أفهمك،
يزول الخوف وتختفى الرغبة، لنستهدى بالحياء وبالرجاء، فنبدأ محجة الكدح بلا كلل حتى نـلقاك ، فإذا لقيناك استمر الكدح حولك وبك ولك وبنا ومعنا ، لا نهاية للمطاف ، ولا ديمومة لـلسكون.
هذا الفهم ليس علما، وإنما هو فهم يسخر العلم على طرف المحجة
(ى. الرخاوى)
وقال لى أنا وليك فثبت
وقال لى أنا معرفتك فنـطقت
وقال لى أنا طالبك، فخرجت.
موقف الموت.
- وموظف بالدرجة الثالثة أثناء تأدية عمله، فى مجمع المصالح الحكومية بميدان التحرير، بعد التوقيع فى دفتر الحضور والانصراف. قال له اتبعنى فقام وتبعه
(إ. الخراط)
قل أغير الله أتخذ وليا؟ واجعل لنا من لدنك وليا، واجعل لنا من لدنك نصيرا
فـــثبـت بك ، بى ،بنا ، ما أحلى أن تتحرك واثقا من ثباتك بوليك الذى لا يدعمك ولا يقتحمك
ثم تـنعم على أن تكون أنت معرفتى ، فتحلل عقدة من لساني
حين أصبح معنى الكون بمعرفتك، أزداد حمدا، وأمتلئ يقينا حيا
أواصل كدحى حتى بعد أن يأتينى اليقين
اليقين يقينان: أن ألقاك هنا وأنا أسير فى نورك، وأن تطلبنى فأخرج إليك لا أخاف ولا أرغب بعد أن ثبت ، ونطقت ، وكدحت، واستجبت
أمشى فى نورك أو أخرج إليك سيان،
الأمر أمرك ، واليقين فى طاعتك، حريتي
(ى. الرخاوى)
وقال لى إذا بدت آيات العظمة رأى العارف معرفته نكرة وأبصر المحسن حسنته سيئة.
موقف العزة.
- أدخل إليك وحدك لا عملى معى وإن كان حسنا لأنى لا أراه أهلا لنظرك.
- وأدخل إليك وحدى لا معرفتى معى لأنى لا أراها أهلا لما أنظره الآن من عزتك.
- وعملى وإن كان منك ومعرفتى وإن كانت منك لا يشفعان لى أمامك بل لا يدخلان معى أمام عزتك. لا يبقى إلا أنا وأنت، فإن لم تكن أنت معرفتى لا تبقى لى معرفة وإن لم تكن أنت حسنتى فقد هلكت.
(إ. الخراط)
بالمنظار الآخر تتضاءل الأمور التى كانت تبدو كبيرة، ويعاد النظر فيما خدعنا فيه لظروف نعرفها، أو لا نعرفها،
آيات العظمة تتبدى حين نخلص فى المحاولة.
لا نكل من مواصلة السعي، أو إلحاح المراجعة
إذا أضأت لـنا آيات العظمة من مشكاة الرحمة والعدل، تبينت تواضع أبعاد معارفنا التى غرتنا دهرا، فإذا بها نكرة فى بحر معرفتك، أو لعلها أصبحت نكرة لأننا أصبحنا نحن أيضا نكرة فى ذواتنا منفصلة، وليس فى تجلياتنا بكل ما هو منك إليك،
ثم نكتشف أن الحسنة كتبت سيئة حين تتبين حقيقة الهجرة، وتتعرى دوافع الجهاد، وحقيقة الصدقات.
فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله.
ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه
ثم يقال له: حسبتك كانت لغير وجهه تعالي، وقد نلت مقابلها من قديم قيل فارس، وقيل شجاع، وقيل كريم، وقيل عالم، فيطوى عمله ويلقى به فى وجهه، ويلقى به فى شقائه السعير
من كان يريد العزة، فالعزة لله جميعا
(ى. الرخاوى)
أوقفنى فى التقرير وقال لي:
تريدنى أو تريد الوقفة أو تريد هيئة الوقفة ؟
فإن أردتنى كنت فى الوقفة لا فى إرادة الوقفة
وإن أردت الوقفة كنت فى إرادتك لا فى الوقفة
وإن أردت هيئة الوقفة عبدت نفسك وفاتتك الوقفة.
موقف التقرير.
لما يبهرنى محضرك فأطلبه لا أطلبك، أفقدك وأفقد بهاء حضرتك.
ولما تبهرنى هيئتى فى عيون الناس أو فى عينى وأنا أمامك: أطلب نفسى وهيئتها فأفقدك وأفقدها.
- المزالق على الجانبين والطريق ضيق والصراط مستقيم.
(إ. الخراط)
الآن حصحص الحق،.
فثمة من يريد هيئة الوقفة ، وكأنها فى الوقفة ، يخادعون الله والعامة وما يخدعون إلا أنفسهم، وما يشعرون
خداع النفس يبلغ مداه حين تحل نفسك محله، تحسبها هو ، تعبدها دونه ، وأنت لا تكف عن الحديث عنه
وحتى من أراد الوقفة دون وجهه، وهو يدرى أو لا يدري، فهو لا يريد إلا ما أراد، فيحجب نفسه فى وقفته عنه، وهو يحسب أنه متوجه إليه
أما من اتخذ وقفته سبيلا إليه، لا لإرادة الواقف ولا لعبادة ذاته، فقد نجا من الخداع والانخداع
فكيف أميز إرادتى إلا بفضل منك
ترضى عنى فأراجع
تأخذ بيدى فأحاول
تنير بصيرتى فأميز
فلا تكلنى إلى نفسي.
أنت الذى وعدت أن تهدى من أراد الهدي.
(ى. الرخاوى)
وقال لى إذا دعوتك فلا تنتظر باتباعى طرح
الحجاب فلن تحصر عده ولن تستطيع أبدا طرحه.
موقف التقرير.
فى هذه الحياة لابد من المقامرة أو الرهان لأننا لا نعرف أبدا على وجه اليقين من نحن.
علمنى حبـك عبارة سهلة وبسيطة وعفية شرط المحبة الجسارة، شرع القلوب الوفية.
- رفع الحجاب يطمئننى للدعوة، ولكنه لا يـرفع إلا بعد أن أكسر بالمقامرة والجسارة خوفي.
(إ. الخراط)
يكفينى أنك دعوتني،
تعلم أن طمعى فيك بلا حدود
ورضاى بقضائك غير محدود
تعلم ما بنفسى ولا أعلم ما بنفسك ، إنك أنت علام الغيوب
تعلم أننى أريد طرح الحجاب، ليس هو الشجرة المحرمة
حجابك عنى أمر آخر
نورك ، لا نهيك ، ولاكرسيك الوسع السماوات والأرض هو الذى يحجبك
أسير فى نورك فلا أراك، ولكنى لا أكف عن محاولة المستحيل.
هذا حقى وهو قدري. ولا راد لمشيئتك، فاغفر لى طمعي.
(ى. الرخاوى)
(27) وقال لى إذا رأيتنى وأقبلت على دنيا فمن غضبي، وإن أقبلت على الآخرة فمن حجابي، وإن أقبلت على العلوم فمن حبسي، وإن أقبلت على المعارف فمن عتبى .
وقال لى إن سكنت على عتبى أخرجتك إلى حبسي، إن وصفى الحياء فأستحى أن يكون معاتبى بحضرتي، فإن سكنت على حبسى أخرجتك إلى حجابى وإن سكنت على حجابى أخرجتك إلى غضبي.
موقف التقرير.
- اللهم ارفع غضبك ومقتك عنا.
-احفظنا بين غضبك وحجابك من سكون الدنيا،
وبين حجابك وحبسك من سكون الآخرة،
وبين حبسك وعتابك من سكون الخبرة الروحية.
وبين عتابك وحضرتك من السكون إلى عتابك وليحفظنا وجهك من كل سكون.
(إ. الخراط)
أى دنو، بل دناءة، إن أنا رأيتك ، ثم أقبلت على الدنيا دونك.
إغضب على بغير هذا فهو أقسى من كل عذاب.
وما أغبانى إن أنا رأيتك ثم أقبلت على الآخرة غبائى حجبك عني
فاعف عنى واغفر لي، ولا تفتـنى حتى بآخرتهم
وما أعمانى إن أنا رأيتك ، ثم أقبلت على العلوم لتدلنى عليك
فما حاجتى لـلـدليل بعد مشاهدتك؟
أبهذه القشور أحاول إثباتك؟
أستحق أن تحبـسنى فى العلوم جزاء وفاقا لـتجاوزى يقين تجلياتك
لا يفك حبسى إلا رضاك وتسليمى
عتبك لانصرافى إلى المعارف بعد رؤيتك، هو أخف المقامات، ولك العتبي- سبحانك- حتى ترضي
ما كان غيابى فى المعارف إلا توجها إليك
ولم أدرك كيف تسللت المعارف حتى تراكمت وعلـت فكانت سدا حجبنى عنك،
لك العتبي-سبحانك
لك العتبى حتى ترضي
ما كدت أفرح بالعتب دون الحبس، دون الحجاب، دون الغضب، حتى تهددت بالتنزيل إلى المراتب الأدنى جزاء ما تدنت به مطالبي.
ليس سكونا ولكن تحفزا فارحمني
غفرانك ربي:
فلا الوقفة وقفة، ولا التثبيت ثبات
خدعنى الرضا بالعتاب فاستكنت إليه، بديلا عن الحبس والغضب والحجاب،
تبت إليك ورجعت إلى كدحي
فاعف واغفر وارحم يا أرحم الراحمين
تفضلت على فسمحت لى برؤيتك
فإن تغفر لى :
لا أطرح العلم بعيدا ولا أحتمى بقشوره
لا أنكر على نفسى المعارف ولا أستسلم لها
لا أدعى عزوفى عما لاح فى الدنيا و الآخرة
لا أستبدل بذلك كدحى إليك
لا أركن إلى الدنيا بغبائي
لا أطمع فى الآخرة بجشعي
ولك العتبى حتى ترضي.
فأرضي، فترضى
(ى. الرخاوى)