ثلاث قصائد للحرية
ياسر نصار
(1)
بينما كان النمل يحاول تسلق قدمه
ظل فى سعادة
يعد السجائر الملقاه على الأرض
هذه منتهية تماما
لكن الأخرى يتصاعد منها الدخان
عاد ينظر إلى قميصه الأبيض
والذى حرص بشدة
على أن تظهر ثقوبه واضحة
متسقة مع شعره المتهدل
والألم فى عنقه، بلون الحذاء
فى هذه اللحظة تماما
سيكون من الرائع
إذا استطعت تجديد عمره بدقة.
(2)
فى غرابة
أخذ يشير لبعض الأشجار القديمة
إنها تنمو تلقائيا
أوضح أيضا
أن البستانى الأقدم منها عمرا
مات صريعا من أيام
ثم أشار إلى مصباحين بمواجهة الباب الضخم
وأشاد الجميع بلا استثناء
ببعض أكوام القش المتناثرة
وبطفل أوشك على الموت
وفى حين أبدت إحدى السيدات تأثرا
للون الصباح الرائع
ورائحة أشجار الجوافة التى لم يعرف مصدرها
لاحظ أحدهم بقع الدماء الواسعة
تزين الأرض
لكن أحدا لم يستطع
مشاهدة الجثث الصامتة الملقاة
(3)
أنا اليوم مثلا
قتلت ثلاثة
نملتين
وحشرة أخرى لم أعرف لها اسما
لكنى فى سعادة بالغة
وبعصا طويلة قدر الإمكان
(ليس لأنى خائف طبعا)
إنهلت عليها ضربا
حتى ماتت مبتسمة
هكذا يكون الإنتصار
كل هذا فقط من أجلك
ومن أجل الحرية.