جاءنا من الشاعر الصديق أحمد زرزور ما يلى:
الأستاذ الدكتور: احتراما زرزوريا…
ما هذا الذى يحدث فى مجلتنا العريقة المتميزة “الإنسان والتطور” ؟!كيف تنشر قصيدة غير طويلة، وبها هذا الكم المفجع من الأخطاء المطبعية الفاحشة التى تحول دون قراءة القصيدة!!!
مجلة عريقة صار لها هيئة تحرير مكونة من 9 من المثقفين غير رئيس التحرير، ثم يحدث هذا الإهمال التحريرى لقصيدة قصيرة، حيث من المفترض أن يحدث العكس، ما هو مبرر هيئة التحرير إذن، وما هو مصير 185 صفحة؟ إذا تـركت سطورها لعشوائية المراجعة اللغوية؟! طبعا، لن أقع فى شـرك “فقه المؤامرة”، لأزعم أن هذا مقصود لتحقيق مصداقية سرية مفادها: أن هكذا هو شعر “ليس كذلك”!…
إن لى مطلبين هما:
(1) قيام كل كاتب بمراجعة “مادته” بنفسه
(2) إعادة نشر القصيدة بعد تصحيحها فى العدد القادم (61) ليتمكن الأصدقاء من قراءتها، الأصدقاء الذين لم يستطيعوا ذلك.
مع ملاحظة أن الشعر يجب أن يحظى بحجم حروف أكبر وأسود ثقيل يختلف عن حجم حروف سائر المواد، ليس “استعلاء” نوعيا، وإنما لتسهيل القراءة الشعرية…
- أعتذر لحدة الكلام، فأنا غيور على مجلتى القديمة
تحياتى ومحبتي. أحمد زرزور مارس 1998
فرددنا عليه كما يلي:
صدقنا، شكرا بلا جدوى، حيث لا فائدة من الاعتذار، وقد أخطأنا فى العدد قبل الماضى فى حق الشاعر الجميل سمير عبد الباقى، ليس فقط أخطاء مطبعية، وإنما فى إسمه أعلى الصفحة، أيضا. بل و فى ترتيب الصفحات، وقد كان مسامحا بغير وجه حق، وجاء اعتراضك الشجاع ، وطلبك الثانى ليسمح لنا أن نعيد نشر قصيدتك وقصيدته أيضا، لعلنا نتأدب ونحن نثبت تقصيرنا هكذا
(أما طلبك الأول فنحن تحت أمرك فى أى وقت، إذا سمحت)
مرة أخرى لا فائدة من الاعتذار، وحتى الوعد بالإتقان هو وعد زائف ، فالإتقان لا يحتاج وعدا
فلا تحرمنا من غضبك، الله يخليك، ويجــعــل غير الأصدقاء يقرأونك ويستفيدون منك ويمتلئون بك ، حتى لو ظل أغـلب مجلس تحرير مجلتك يبحث عنك فيما “ليس كذلك”، فذنبه على جنبه !!!
عدد 91 ابريل 1998
المثلث وما تبقى
أحمد زرزور
- 1 -
هكذا، رقتـك الكاسرة لم تلـحـق بالخامسة والأربعين.
رقتك التى يناسـبها الآن : الإمساك الحقيقى،
من قبل: مـررت سريعآ بنداءات الأجساد..
(إفضاءات كثيرة لم تتمهـل،
دموع غنائية لم تتأمل،
كان الترقـب حـريتي
والتربـص خطاب وهـم)
”إعانة الشئون”(1) وأمى التى غـسـلـت ومـلأت للمهاجرين”(2) :
أكملتا مثلـث الولوغ،
ندهتنى وندهتها: الخطوات الفائرة/
مع ذلك حـرمنى خوفى اللـعـب الحي.
الإنزالات السريعـة بدأت يومها..
(كل الذين جعلونى غـفـلا: لن أسامحهم،
أنا المركون الآن
فى رائحة، قديمها يـحسـنى،
وعلى الورق، جديدها.. يـخـرج لي
لسانه)
-2-
- “إن روحـك تتجـه إلى الألم يا ولدي”،
هكذا لم أسمع نفسى، أدمنـت سلسلة من حتميات..
(واحدة ماتت،
وتزوجـت الأخري
الثالثة فـهمـت فغادرت تاركة دبـورها
الضاحك،
الباقيات استمتعن بالمـخـتـلـف الخجول:
هطولهن على مقـربة ولم أصدق)
كان الصدأ يأكل فراشتى المشتومة،
ويوما بعد يوم تدنو من مقبرة الأفيال.
-3-
لذا، أيتها الكـتف ارحمينى،
دعينى أقـريء صدرك الغاضب:
اهتزازاته ظـلـمـتـني
بثـه لم ير أعدائى ولم يسمع الرجـل الذي
أحصوه.
دعينى أقـرئ الأشقـر المتأخـر:
القصائد محاولة للإنقاذ، على الأقل
لأقرأ ما تبقى من أرواح
أقرأ ما تبقى من دخان.
[1] – إعانة الشئون الاجتماعية للوالدين.
[2] – مهاجروا مدن القناة أيام حرب الاستنزاف الذين أقاموا فى قريتى بالمنوفية