الرئيسية / مجلة الإنسان والتطور / عدد ابريل 1998 / عدد ابريل 61-1998- من سيمفونية الضوء له سبعة أبعاد

عدد ابريل 61-1998- من سيمفونية الضوء له سبعة أبعاد

من‏ ‏سيمفونية‏: ‏

الضوء‏ ‏له‏ ‏سبعة‏ ‏أبعاد

شعر‏: ‏أسامه‏ ‏أحمد‏ ‏إبراهيم‏ ‏جاد

عزف‏ ‏منفرد‏: ‏

أعانق‏ ‏السهوب

وأبصر‏ ‏استدارة‏ ‏الأفق

أذوب

أحدث‏ ‏العيون‏ ‏عن‏ ‏مرارة‏ ‏الشجون

وأقرأ‏ ‏المدى ‏

يكون‏ ‏ما‏ ‏يكون‏:‏

تسير‏ ‏فى ‏حشاشتى ‏سفينه

من‏ ‏الدماء‏ ‏والمحار

ومهجتى ‏مدينه

تقوم‏ ‏كى ‏تنهار‏. . ‏

ضجتى ‏مدينه

توشوش‏ ‏الأصداف‏ ‏والرمال

تبثها‏ ‏أسرارها‏ ‏القديمه

فتورق‏ ‏الأشجار

وتعلن‏ ‏الربيع‏. . ‏

والسكينه

‏ ‏الحركة‏ ‏الأولى:‏

فى ‏المساء‏. . ‏

الطيور‏ ‏إلى ‏عشها‏ ‏فى ‏الفضاء‏ ‏البعيد‏. . ‏

تعود‏ ‏بأرواحنا‏ ‏فى ‏ظلال‏ ‏المغيب

والبيوت‏ ‏استحمت‏ ‏بماء‏ ‏الظلام‏ ‏الشفيف

الحوانيت‏ ‏مغلقة‏. . ‏والمقاهي‏. . ‏

المدى ‏ألف‏ ‏باب‏. .‏

بصيص‏ ‏من‏ ‏الضوء‏ ‏خلف‏ ‏النوافذ‏. . ‏

كان‏ ‏المساء‏ / ‏الظلام‏ ‏الكثيف

وابتهال‏ ‏من‏ ‏الضوء‏ ‏يصعد‏ ‏نحو‏ ‏السماء‏. . ‏

وكانت‏ ‏عيون‏ ‏ترتل‏ ‏فى ‏الفجر‏ ‏أنشودة‏ ‏للسماء‏ ‏البعيده

عندما‏ ‏للخروج‏ ‏ارتدى ‏معطفا‏ ‏من‏ ‏أغانى ‏الشعوب

السما‏ ‏وردة

والمدى ‏نسمة‏ ‏من‏ ‏ربيع‏ ‏الحقول

العصور‏ ‏استحالت‏ ‏جليدا‏ ‏يذوب‏. . ‏

أساطير‏ ‏كانت

والصباح‏ ‏الجميل‏ ‏يدق‏ ‏الطبول

لضوء‏ ‏الشموس‏ ‏المعادة‏ ‏للأرض‏:‏

عدل‏ ‏السماء‏. . ‏

وميض‏ ‏البروق

ثورة‏ ‏فى ‏العروق

ثورة‏ ‏فى ‏البيوت‏ ‏التى ‏تستحم‏ ‏بماء‏ ‏الضياء

ثورة‏ ‏فى ‏القلوب‏ ‏ابتدت‏ ‏بالغناء‏. . ‏

إذا‏ ‏الشعب‏ ‏يوما‏ ‏أراد‏ ‏الحياة

فلابد‏ ‏أن‏ ‏يستجيب‏ ‏القدر

والعيون‏ ‏التى ‏تنتمى ‏للمدى / ‏ألف‏ ‏باب‏ ‏وباب

‏ ‏أبصرت‏ ‏للخروج‏ ‏المدى ‏رجلا‏ ‏مشرقا‏ ‏يتنزل‏ ‏بين‏ ‏السحاب

والحقول‏ ‏تغنى ‏له‏ ‏والبيوت‏. . ‏

الشوارع‏، ‏والمتعبون

والصغار‏ . . ‏الجماهير‏ ‏كانت‏ ‏على ‏عتبات‏ ‏البيوت‏ ‏القديمه

تغزل‏ ‏فى ‏الفجر‏ ‏من‏ ‏أغنيات‏ ‏الفرح

معطفا‏ ‏للخروج 

الحركة‏ ‏الثانيه‏:‏

أيها‏ ‏القادم‏ ‏من‏ ‏أقصى ‏البلاد

تنسج‏ ‏الأشجار‏ ‏أعلاما‏ ‏لأحلام‏ ‏العباد

تقايض‏ ‏الأرض‏ ‏التى ‏قد‏ ‏زخرفت‏ ‏من‏ ‏ألف‏ ‏عام

بغنائك‏ ‏المشهود‏:‏

بالله‏ ‏المسرة‏. . ‏فى ‏الأرض‏ ‏السلام

جوقه‏:‏

الغضب‏ ‏الساطع‏ ‏آت‏ ‏وأنا‏ ‏كلى ‏إيمان

الحركة‏ ‏الثالثه‏:‏

من‏ ‏ألف‏ ‏عام‏ ‏كنت‏ ‏تحلم‏ ‏بالمقطم‏، ‏أو‏ ‏بنهر‏ ‏النيل‏. . ‏

يا‏ ‏روحا‏ ‏تجيء‏ ‏من‏ ‏البلاد‏ ‏البكر‏ ‏فى ‏الفتح‏ ‏الجليل

كنت‏ ‏المراد‏ ‏لما‏ ‏يجيء‏ ‏من‏ ‏الفتوح‏، ‏وكنت‏ ‏تعلن‏ ‏أن‏ ‏مصر‏ ‏هي

المعاد‏ ‏المبتغي‏.. ‏وهى ‏الوصية‏ ‏والحوارى ‏الذى ‏خلف‏ ‏المقطم‏ ‏ينتظر

أنت‏ ‏المدى، ‏والأغنيات‏. .  ‏وأنت‏ ‏كنت‏ ‏تفتح‏ ‏الأزهار‏ ‏فى ‏الكتب‏ ‏القديمة‏ ‏

كى ‏تردد‏ ‏صفحة‏ ‏العشق‏ ‏المعنون‏ ‏فى ‏أساطير‏ ‏البحار‏ ‏بخيمة‏ ‏كانت‏ ‏على ‏طلل‏ ‏الأحبة‏ ‏تستريح

ثم‏ ‏تقول‏: ‏يمامة‏ ‏باضت‏ ‏عليها‏ ‏فى ‏المساء‏ ‏فغادرتها‏ ‏الجند‏ ‏فوق‏ ‏شواطيء‏ ‏الصحراء‏ ‏والعشاق‏ ‏تحت‏ ‏ظلالها‏ ‏يتآنسون

وتقول‏: ‏كان‏ ‏البحر‏ ‏جنديا‏ ‏يعود‏ ‏من‏ ‏القتال‏ ‏محطما‏، ‏تعبا‏ ‏يقول‏ ‏السر‏ ‏للأصداف‏ ‏والرمل‏ ‏الذى ‏فوق‏ ‏الشطوط‏ ‏ينام‏ ‏مثل‏ ‏مرافيء‏ ‏اللغة‏ / ‏التورد‏، ‏والسماء

ومثلما‏ ‏نامت‏ ‏سنينا‏ ‏هذه‏ ‏المدن‏ ‏القديمه‏.‏

تعيد‏ ‏القول‏ ‏ثم‏ ‏تنام‏ ‏فوق‏ ‏شواطيء‏ ‏البحر‏ ‏الجريح‏.. ‏

تنام‏ ‏مثل‏ ‏الرمل‏، ‏أو‏ ‏تلقى ‏على ‏الأرض‏ ‏السلام

يا‏ ‏أيها‏ ‏القادم‏ ‏من‏ ‏أقصى ‏البلاد‏ ‏مطرزا‏ ‏من‏ ‏أغنيات‏ ‏الشوف‏ ‏معطفك‏ ‏الثقيل

قد‏ ‏كنت‏ ‏ما‏ ‏بينى ‏وبين‏ ‏قدوم‏ ‏هذا‏ ‏الليل‏، ‏والدفء‏ ‏الذى ‏أرجوه‏  ‏تدخلني

وتصنع‏ ‏من‏ ‏فؤادى ‏للطيور‏ ‏سنابلا‏، ‏أو‏ ‏كنت‏ ‏تصنع‏ ‏للمدى ‏قصصا‏ ‏وتعزفها‏ ‏عليه‏ ‏تقول‏ ‏مغنيا‏ ‏عند‏ ‏المساء‏:‏

إننى ‏صغت‏ ‏المدى ‏قيثارة‏ ‏أوتارهآ‏ ‏موج‏ ‏يسافر‏ ‏خلف‏ ‏أضواء‏ ‏المغيب

‏(‏بلادى . . ‏بلادي‏. . ‏بلادي‏)‏

استراحه‏:‏

مراكب‏، ‏ومرفأ‏ ‏قديم

وشاطيء‏ ‏من‏ ‏الرمال‏ ‏والصدف

وجوقة‏ ‏تردد‏ ‏الغناء‏:‏

فمن‏ ‏أجل‏ ‏مصر‏ ‏تهون‏ ‏الحياه

تتابعات‏:‏

‏-1-‏

قلت‏: ‏المسيح‏ ‏يعود‏ ‏فوق‏ ‏ضفاف‏ ‏هذا‏ ‏النهر

أو‏ ‏قلت‏: ‏الضياء

‏-2-‏

كنا‏ ‏نسير‏ ‏على ‏ضفاف‏ ‏النهر‏ ‏حين‏ ‏ببزة‏ ‏الجند‏ ‏استراح‏ ‏البحر‏ ‏فوق‏ ‏شطوطه

قال‏: ‏المساء‏ ‏هو‏ ‏المساء

وفى ‏البلاد‏ ‏الموت‏ ‏حاصر‏ ‏أغنيات‏ ‏النور‏، ‏أو‏ ‏نار‏ ‏الوهج

وبكى ‏وقال‏:‏

مذ‏ ‏كنت‏ ‏فى ‏ساح‏ ‏القتال‏ ‏أسير‏ ‏مرددا‏ ‏كل‏ ‏الأغاريد‏ ‏القديمة

قلت‏: ‏جندى ‏هو‏ ‏البحر

كان‏ ‏المدى ‏بندقيه

كانت‏ ‏الأرض‏ ‏استعدت‏ ‏كى ‏يقول‏ ‏النيل‏ ‏آخر‏ ‏ما‏ ‏يقول

ثم‏ ‏يفر‏ ‏منهزما‏ ‏ويرحل‏ ‏تاركا‏ ‏فوق‏ ‏التلال‏ ‏بقية‏ ‏التعب‏ ‏القديم

بعدما‏ ‏أشعل‏ ‏الأحداق‏ ‏للفتح‏ ‏العظيم

الحركة‏ ‏الختاميه‏: (‏كمان‏ ‏منفرد‏)‏

وطائر‏ ‏يجيء‏ ‏من‏ ‏بلاده‏ ‏البعيده

يود‏ ‏أن‏ ‏يرتاح

فيضرب‏ ‏النسائم

ويضرب‏ ‏الرياح

يسقط‏ ‏الجناح

يشعل‏ ‏الصباح‏ ‏فى ‏رمال‏ ‏مهجتي

ينام

ومثلما‏ ‏تموت‏ ‏كائنات‏ ‏هذا‏ ‏الكون‏ ‏فى ‏سكون

يموت‏ ‏فى ‏سكون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *