من سيمفونية:
الضوء له سبعة أبعاد
شعر: أسامه أحمد إبراهيم جاد
عزف منفرد:
أعانق السهوب
وأبصر استدارة الأفق
أذوب
أحدث العيون عن مرارة الشجون
وأقرأ المدى
يكون ما يكون:
تسير فى حشاشتى سفينه
من الدماء والمحار
ومهجتى مدينه
تقوم كى تنهار. .
ضجتى مدينه
توشوش الأصداف والرمال
تبثها أسرارها القديمه
فتورق الأشجار
وتعلن الربيع. .
والسكينه
الحركة الأولى:
فى المساء. .
الطيور إلى عشها فى الفضاء البعيد. .
تعود بأرواحنا فى ظلال المغيب
والبيوت استحمت بماء الظلام الشفيف
الحوانيت مغلقة. . والمقاهي. .
المدى ألف باب. .
بصيص من الضوء خلف النوافذ. .
كان المساء / الظلام الكثيف
وابتهال من الضوء يصعد نحو السماء. .
وكانت عيون ترتل فى الفجر أنشودة للسماء البعيده
عندما للخروج ارتدى معطفا من أغانى الشعوب
السما وردة
والمدى نسمة من ربيع الحقول
العصور استحالت جليدا يذوب. .
أساطير كانت
والصباح الجميل يدق الطبول
لضوء الشموس المعادة للأرض:
عدل السماء. .
وميض البروق
ثورة فى العروق
ثورة فى البيوت التى تستحم بماء الضياء
ثورة فى القلوب ابتدت بالغناء. .
إذا الشعب يوما أراد الحياة
فلابد أن يستجيب القدر
والعيون التى تنتمى للمدى / ألف باب وباب
أبصرت للخروج المدى رجلا مشرقا يتنزل بين السحاب
والحقول تغنى له والبيوت. .
الشوارع، والمتعبون
والصغار . . الجماهير كانت على عتبات البيوت القديمه
تغزل فى الفجر من أغنيات الفرح
معطفا للخروج
الحركة الثانيه:
أيها القادم من أقصى البلاد
تنسج الأشجار أعلاما لأحلام العباد
تقايض الأرض التى قد زخرفت من ألف عام
بغنائك المشهود:
بالله المسرة. . فى الأرض السلام
جوقه:
الغضب الساطع آت وأنا كلى إيمان
الحركة الثالثه:
من ألف عام كنت تحلم بالمقطم، أو بنهر النيل. .
يا روحا تجيء من البلاد البكر فى الفتح الجليل
كنت المراد لما يجيء من الفتوح، وكنت تعلن أن مصر هي
المعاد المبتغي.. وهى الوصية والحوارى الذى خلف المقطم ينتظر
أنت المدى، والأغنيات. . وأنت كنت تفتح الأزهار فى الكتب القديمة
كى تردد صفحة العشق المعنون فى أساطير البحار بخيمة كانت على طلل الأحبة تستريح
ثم تقول: يمامة باضت عليها فى المساء فغادرتها الجند فوق شواطيء الصحراء والعشاق تحت ظلالها يتآنسون
وتقول: كان البحر جنديا يعود من القتال محطما، تعبا يقول السر للأصداف والرمل الذى فوق الشطوط ينام مثل مرافيء اللغة / التورد، والسماء
ومثلما نامت سنينا هذه المدن القديمه.
تعيد القول ثم تنام فوق شواطيء البحر الجريح..
تنام مثل الرمل، أو تلقى على الأرض السلام
يا أيها القادم من أقصى البلاد مطرزا من أغنيات الشوف معطفك الثقيل
قد كنت ما بينى وبين قدوم هذا الليل، والدفء الذى أرجوه تدخلني
وتصنع من فؤادى للطيور سنابلا، أو كنت تصنع للمدى قصصا وتعزفها عليه تقول مغنيا عند المساء:
إننى صغت المدى قيثارة أوتارهآ موج يسافر خلف أضواء المغيب
(بلادى . . بلادي. . بلادي)
استراحه:
مراكب، ومرفأ قديم
وشاطيء من الرمال والصدف
وجوقة تردد الغناء:
فمن أجل مصر تهون الحياه
تتابعات:
-1-
قلت: المسيح يعود فوق ضفاف هذا النهر
أو قلت: الضياء
-2-
كنا نسير على ضفاف النهر حين ببزة الجند استراح البحر فوق شطوطه
قال: المساء هو المساء
وفى البلاد الموت حاصر أغنيات النور، أو نار الوهج
وبكى وقال:
مذ كنت فى ساح القتال أسير مرددا كل الأغاريد القديمة
قلت: جندى هو البحر
كان المدى بندقيه
كانت الأرض استعدت كى يقول النيل آخر ما يقول
ثم يفر منهزما ويرحل تاركا فوق التلال بقية التعب القديم
بعدما أشعل الأحداق للفتح العظيم
الحركة الختاميه: (كمان منفرد)
وطائر يجيء من بلاده البعيده
يود أن يرتاح
فيضرب النسائم
ويضرب الرياح
يسقط الجناح
يشعل الصباح فى رمال مهجتي
ينام
ومثلما تموت كائنات هذا الكون فى سكون
يموت فى سكون