الرئيسية / مجلة الإنسان والتطور / عدد ابريل 1998 / عدد ابريل 61-1998- الجنود (شعر)

عدد ابريل 61-1998- الجنود (شعر)

الجـنـود

شعر‏: ‏خالد‏ ‏حمدان

إلى‏: ‏خليل‏ ‏حاوى

مفتتح‏:‏

“خوفونى

من‏ ‏عصافير‏ ‏الصباح

خوفوا‏ ‏منى ‏جراحى”

(1)‏

لمن‏ ‏كنت‏ ‏أعددت‏  ‏شايا

وصبحا

وجندا

وأغنية‏ ‏من‏ ‏نزيف

لمن‏ ‏كنت‏ ‏تحضر‏ ‏كل‏ ‏صباح

كجنات‏ ‏عدن

لتنزف‏ ‏عمرا‏ ‏بحجم‏ ‏الدوار

وقبح‏ ‏السيوف

وتزدرد‏ ‏الحزن‏ ‏مثل‏ ‏الشتاء

وترمح‏ ‏فى ‏قمم‏ ‏ضيق؟

عن‏ ‏صاحبي

كنت‏ ‏تستبدل‏ ‏الصمت‏ ‏بالصمت

والجرح‏ ‏بالجرح

والمرثيات‏ ‏بورد‏ ‏فسيح

لتصعد‏ ‏للنور‏ ‏مثل‏ ‏الفراش

وتسقط

تسقط

مثل‏ ‏الخريف

لمن؟

للحبيبة‏ ، ‏أم‏ ‏للعصافير‏،‏

أم‏ ‏للذى ‏لا‏ ‏يجيء؟ ‏، ‏الحبيبة‏..‏

لن‏ ‏تحمل‏ ‏الورد‏ ‏ثانية

للمحب، ‏العصافير

لن‏ ‏تعزف‏ ‏الصبح

لن

تسكب‏ ‏الملح

فوق‏ ‏الشواطيء

هل‏ ‏بالذى ‏لا‏ ‏يجيء‏..‏

افتتنت؟

الجنود

الجنود

الجنود‏، ‏تعبت

‏…‏

الجنود‏ ‏بساط‏ ‏سيسحبنا

من‏ ‏خضار‏ ‏الخرائط

معزوفة‏ ‏من‏ ‏حفيف‏ ‏

ومسبحة‏ ‏بالأراضين‏ ‏تنفرط

اليوم‏، ‏تجمعنا‏ ‏من‏ ‏أمام‏ ‏الفتارين‏،‏

من‏ ‏حضن‏ ‏زوجاتنا‏، ‏من‏ ‏معانقة

الدب‏، ‏من‏ ‏كل‏ ‏شيء

لتنثرنا‏ ‏وطنا‏ ‏من‏ ‏جماجم

معزوفة‏ ‏من‏ ‏حفيف

فكيف‏ ‏تقايض‏ ‏يا‏ ‏صاحبي

‏ ‏كل‏ ‏جرح‏ ‏جميل

ببعض‏ ‏حفيف

وتصعد‏ ‏يا‏ ‏صاحبى ‏للرحي

ثم‏ ‏تسقط‏..‏

‏…‏

تسقط

مثل‏ ‏الخريف

‏(2)‏

بيروت‏ ‏ما‏ ‏تشتهيه‏ ‏النساء

لها‏ ‏ذهب

من‏ ‏تأجج‏ ‏أرواحنا‏ ‏بالهوي

فضة‏ ‏الحزن‏، ‏صمت

العصافير‏ ، ‏وحى ‏البكاء

لبيروت

ما‏ ‏تشتهيه‏ ‏النساء

لها‏ ‏الخبر‏ ‏من‏ ‏أمنيات‏ ‏الخلاص

وعزف‏ ‏الرصاص

وتزحمة‏ ‏المرثيات‏ ‏غناء

‏(3)‏

لبيروت‏ ‏عمر

بعد‏ ‏الرموس

لمن‏ ‏كنت‏ ‏زينتها‏ ‏كالعروس

وخبأت‏ ‏فى ‏حضنها

أغنيات‏..‏

بطول‏ ‏الشواطيء‏ ، ‏والليل

ثم‏ ‏امتلأت‏ ‏بأحزانها

مثل‏ ‏صب

وخبأت‏ ‏فى ‏شفتيها‏ ‏الشموس

وقلت‏:‏

يصلى ‏لها‏ ‏البحر‏ ‏يوم‏ ‏البكاء

ويوم‏ ‏الخميس

ويوم‏ ‏الجنود‏ ‏اليجوبون‏ ‏رأسي

سراعا‏ … ‏سراعا

فكيف‏ ‏نقشت‏ ‏السيوف

على ‏كل‏ ‏نهد

وكل‏ ‏جدار

ومددت‏ ‏جسرا‏ ‏إلى ‏الأصدقاء‏ ، ‏استظلوا

بجمر‏ ‏الحبيبة

ظلوا

يجوبون‏ ‏رأسي

‏، ‏وتزحمهم

بالندي

كيف‏ ‏ترجمهم‏ ‏بالندي؟

كيف‏ ‏تمنحهم‏ ‏كل‏ ‏هذا‏ ‏المدي؟

ثم‏ ‏لا‏ ‏يعرفون‏ ‏خلاصا‏ ‏سواي

يجوبون‏ ‏رأسي

يجوبون‏ ‏رأسي

لماذا

يجوبون

رأسي

أنا‏ ‏

ألم‏ ‏تكفهم

كل‏ ‏هذى ‏الرؤوس؟‏!‏

هنا

مر‏ ‏جند

جنوب‏ ‏فمي

‏… ‏

هنا‏ ‏

مر‏ ‏جند

شمال‏ ‏الأذن

‏… ‏

هنا‏ ‏

من‏ ‏ضلوعي

‏… ‏هنا‏ ‏من‏ ‏دمي

لمن‏ ‏خلق‏ ‏الله‏ ‏هذا‏ ‏البدن؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *