الجـنـود
شعر: خالد حمدان
إلى: خليل حاوى
مفتتح:
“خوفونى
من عصافير الصباح
خوفوا منى جراحى”
(1)
لمن كنت أعددت شايا
وصبحا
وجندا
وأغنية من نزيف
لمن كنت تحضر كل صباح
كجنات عدن
لتنزف عمرا بحجم الدوار
وقبح السيوف
وتزدرد الحزن مثل الشتاء
وترمح فى قمم ضيق؟
عن صاحبي
كنت تستبدل الصمت بالصمت
والجرح بالجرح
والمرثيات بورد فسيح
لتصعد للنور مثل الفراش
وتسقط
تسقط
مثل الخريف
لمن؟
للحبيبة ، أم للعصافير،
أم للذى لا يجيء؟ ، الحبيبة..
لن تحمل الورد ثانية
للمحب، العصافير
لن تعزف الصبح
لن
تسكب الملح
فوق الشواطيء
هل بالذى لا يجيء..
افتتنت؟
الجنود
الجنود
الجنود، تعبت
…
الجنود بساط سيسحبنا
من خضار الخرائط
معزوفة من حفيف
ومسبحة بالأراضين تنفرط
اليوم، تجمعنا من أمام الفتارين،
من حضن زوجاتنا، من معانقة
الدب، من كل شيء
لتنثرنا وطنا من جماجم
معزوفة من حفيف
فكيف تقايض يا صاحبي
كل جرح جميل
ببعض حفيف
وتصعد يا صاحبى للرحي
ثم تسقط..
…
تسقط
مثل الخريف
(2)
بيروت ما تشتهيه النساء
لها ذهب
من تأجج أرواحنا بالهوي
فضة الحزن، صمت
العصافير ، وحى البكاء
لبيروت
ما تشتهيه النساء
لها الخبر من أمنيات الخلاص
وعزف الرصاص
وتزحمة المرثيات غناء
(3)
لبيروت عمر
بعد الرموس
لمن كنت زينتها كالعروس
وخبأت فى حضنها
أغنيات..
بطول الشواطيء ، والليل
ثم امتلأت بأحزانها
مثل صب
وخبأت فى شفتيها الشموس
وقلت:
يصلى لها البحر يوم البكاء
ويوم الخميس
ويوم الجنود اليجوبون رأسي
سراعا … سراعا
فكيف نقشت السيوف
على كل نهد
وكل جدار
ومددت جسرا إلى الأصدقاء ، استظلوا
بجمر الحبيبة
ظلوا
يجوبون رأسي
، وتزحمهم
بالندي
كيف ترجمهم بالندي؟
كيف تمنحهم كل هذا المدي؟
ثم لا يعرفون خلاصا سواي
يجوبون رأسي
يجوبون رأسي
لماذا
يجوبون
رأسي
أنا
ألم تكفهم
كل هذى الرؤوس؟!
هنا
مر جند
جنوب فمي
…
هنا
مر جند
شمال الأذن
…
هنا
من ضلوعي
… هنا من دمي
لمن خلق الله هذا البدن؟