الرئيسية / مجلة الإنسان والتطور / عدد ابريل 1986 / عدد ابريل 1986- الافتتاحية

عدد ابريل 1986- الافتتاحية

عدد أبريل 1986

الافتتاحية

– 1 –

يبدو أننا فى حالة خاصة، تحتاج إلى تعبيرات خاصة، مما لا تستوعبها الأوصاف الشائعة، فثمة “استسلام ثقافى” ، وثمة “خذل لا حضارى” هذا فضلا عن تعبيرات سبق ابتداعها حديثا، السع وأغرب، مثل “الاسترخاء العسكرى” “والتطبيع” وما شابه، وكل هذا لابد وأن يسمح لتلك الطبقة من الشحم الفكرى أن تتجمع فوق سطح وعينا المتخثر، فلا حركة رغم صوت الكركرة، ولا زرع رغم لون الخضرة، ولا شئ رغم كل شئ، لكن لك ليس هو واقع الحال تماما والا..

غير أنه ربما يكون هو وجه الصورة على الأقل ..

وبين الحين والحين، يظهر على وجه هذا السطح فقاعة، أو نافورة مندفعة موقوتة، أو فوهة دوامة، ولا يستطيع الناظر من بعيد أن يتبين ان كان ذلك يدل على اختمار النتن، أم على الايذان بغيض المياه، أم على احتمال تفجر الطاقة من المخلفات المتراكمة.

وقد حدث ذلك فعلا، حين حدث ما حدث

وفى محاولة النظر من زاوية ما حدث فى دور كلمتنا هذه (مجلتنا المتواضعة) باعتبارها همسة ملحة، منذرة غالبا، واعده احيانا، مشيرة بسهم (ما) فى اتجاه ما هو أبقى، أقول فى محاولة النظر على الأرضية الجديدة لابد وأن ندرك استحالة ارسال أى رسالة بهذا الصوت الخافت وسط هدير صفارات الانذار المتصاعدة وصلابة هذا الصمم المتزايد بما يعلو فوق كل انذار

ولو .. (!!)

– 2 –

وقد يكون من باب “الاستسلام الثقافى” عدم الاستجابة للدعوة التى طرحناها فى محاولة اثارة النقاش حول مقال فاينيرج عن دور المخ وطبيعته فى تشذيب المشتبكات العصبية، وبالتالى تنظيم للسلوك والتركيب البشرى فى أزمات النمو خاصة (وبالذات فى المراهقة وعلاقة ذلك بالفصام)، وقد كنا نأمل أن نتلقى من المختص ما هو أكثر اثارة، ومن غير المختص ما هو أكثر تساؤلا أو رفضا أو أضافة، لكننا افتقرنا إلى هذا وذاك بالقدر الذى ينفى هذا الزعم بالاستسلام الثقافى، وان كان عذر القارئ العام هو دسامة الجرعة وغرابة اللغة، فأن عزوف المختص عن المشاركة هو موقف غير مشجع، خاصة وأن كثيرا من النشاط الفكرى لهؤلاء يكاد يهدر بوعى أو بغير وعى فى تسويد الورق الفائض فى دوريات (علمية !!!) مغتربة، وفى الخطب (العلمية أيضا !!) فى المؤتمرات السياحية الاجتماعية الاعلانية، ثم تحريك عضلات العقل أمام مرآة مناهج محكمة حابسة وقامعة، لا تسمح الا بتحصيل الحاصل،

وهذا الاستسلام الثقافى سادتى هو مسئول (أيضا)، ورب الكلمة، عن حوادث الشغب!!

– 3 –

ويصلنا العدد الثالث عشر من اضاءة (كتاب غير دورى) ونفرح للاصرار وللجدية وللمصرية وللحوار، ولكننا نضع يدنا على عقلنا ووجداننا ونتساءل كم؟ والى متى؟ وكيف؟ ومن؟ ولا نجيب ولا نريد اجابة، لكننا نأتنس رغم كل شئ اذ تنكسر حدة الزعم بالاستسلام الثقافى.

كما يظهر أول عدد من مجلة الشموع، وتبدو مجلة جميلة، حسنة المظهر، حسنة النية، خفيفة المادة, قليلة الاتقان، سريعة الايقاع واعدة، متواضعة، شخصية، عابرة، فنضعها بين قوسين ونتذكر مثلا عاميا طيبا يقول :

“لا تذم ولا تشكر الا بعد سنة وست أشهر”.

ولكن “القاهرة” الأسبوعية تختفى قبل هذه المدة (لتظهر شهريا .. ثم؟) وقد كانت قد بدأت تعطى الفرصة اذ تتميز معالمها وتربط القارئ بانتظامها، فالرسائل الثقافية المتلاحقة أكثر عطاء حتما من الرسائل المتباعدة غير المنتظمة، ويقولون انها تكلف الدولة (…. تانى!!) يا رب لا قوة الا بك .. ان اختفاء مجلة ثقافية أيا كان لونها هو حدث قبيح وخطير له دلالته ويزيدنا هذا الاختفاء التزاما بالاستمرار قائلين فى وجل : “يا بركة العجز”.

لكن ناقدا له اسم بارز (سامى خشبة) قد نشر فى عدد مارس 86 من “ابداع” الغراء تحت عنوان “هذه المجلات الكثيرة ما وظيفتها ..” ما جمع فيه الشامى على المغربى كما يقولون فاختلط الحابل بالنابل أيضا كما يقولون، فما الذى يجمع فصول مع منبر الاسلام فى فقرة واحدة حتى لو كانت فهرست مرتب أبجديا؟ وقد أدى هذا التعميم الى انتفاء توجيه النقد المجتهد الى كل مجلة على حدة، والتعميم أمر سهل، لكن أثره خطير، ونحن ننتظر من رائد مثله أن يمسك باحدى هذه المجلات ويقول لنا بعد حوار موضوعى ناقد ماذا هى، وماذا أضافت، بل ويجيب على الاسئلة التى طرحها هو فى بداية مقاله تم أكدها فى نهايته، وخاصة أن السؤال الأول يتعلق بالقارئ المثقف الذى قد يمثله هو كرما وتفضلا!!، ونحن لا ندافع عن أنفسنا، أذ مازلنا باستمرارنا نحاول الاجابة ونصرخ للحوار، وليراجع هو (مثلا) افتتاحية هذا العدد على الأقل، وشكرا.

– 4 –

وتتوافد الينا رسائل أكثر فأكثر، ولكن اغلبها من نفس المصادر، ونعتذر عن عدم مواصلة الحوار معها ما لم تحوت جديدا، ولكن بضعة رسائل تطمئننا من جديد، وكأننا نبدأ اليوم،

رسالة الأديب والناقد محمد محمود عثمان تحتاج الى وقفة شكر، فهو صديق، وهو جاد وموضوعى، ولا يبخل علينا (رغم تقصيرنا) بالثقة والاصرار، ويبدو أنه تهيب من احتمال تغيير مسارنا بعد الوقفة فى العددين الأخيرين، وهذا جائز، ومطلوب، لكنه مشارك فى توجيهنا الى أين حتما، أذ اننا سنظل نحاول بفضله ما استطعنا، أما عن مقاله المرفق (ملاحظات حول واقع الحركة الأدبية بسوهاج الذين نفخر بصحبتهم منذ البداية (مع الاعتذار عن نشر قصة محمد عبد المطلب الأخيرة لمستواها العادى جدا) لكنه حين وصل الى الاستشهاد بنماذج قبيحة قبيحة لا تصلح فى كناشة طالب ابتدائى فى آخر صفه (مثل : بقدومك زدنا عيدا على الأعياد، أو حيوا الوزير تحية التقدير والتبجيل) أقول حين وصل الى ذلك قلنا: يا سيدى : ما كل نطق له جواب جواب ما نكره السكوت، وخوفا من أن يصبح الصخر مثقالا بدينار، لا نلقم مثل هذه الافواه حجارة ولا نلتفت اليها أصلا، فموتها فى ثناياها قبل أن تولد، وشكرا.

ويرسل لنا السيد / صلاح الدين محسن محمد ([1]) رسالة مكتوبة على نصف صفحة صغيرة فى ثمان سطور، يرسل لنا بها عشرة جنيهات (سليمة حقيقية / ليست حوالة!!) ويقول “.. أعرف أن المبلغ البسيط المرفق طيه 10 جنيه لن يمنع بالطبع مجلة عن التوقف بسبب العجز، ولكنه مجرد تعبير رمزى عن تضامننا مع مجلة أحلم من سنوات أن أصدر مجلة من طرازها” ثم يعرض سيادته بالاضافة أن يتطوع يوم الاحد للاسهام فى بعض ما يحتاجه اصدار المجلة، وفى هذا نقول، الحمد لله، ونعد الصديق بأن نرسل له أعدادا من المجلة بما تفضل ودفع، وبهذه المناسبة نفكر أن نعد مجلدات من كل الأعداد التى صدرت من المجلة سنة بعد سنة لو توفر عندنا عدد القراء الذين يهمهم مثل هذا واشتركوا مسبقا.

ويستدرجنا ذلك الى العودة للحديث عن موضوع المكافآت المقترحة لبعض من يتفضل بنشر ابداعه عندنا فنحن نخسر فى كل عدد ما هو حول الألف جنيه نقدا وعدا، ولا نقبل اعلانات أو معونات (كما نكرر)، لا تكبرا أو استعلاء، وانما فى محاولة ارساء قواعد جديدة لاحترام الكلمة وحقها فى الظهور دون مساومات أو صفقات أو لى ذراع، ولن يعضلنا أن تزيد خسارتنا بضع عشرات من الجنيهات يأخذها المبدع الضيف وهو فى حاجة حقيقية لها، لكننا مازلنا نصر أن يكون النشر بدون مقابل، لأننا نستشعر منه رغم الظروف الواقعية أن هذا الناشر المتقشف (رغم أنفه) هو صاحب هذه المجلة الذى يجدد اختياره لنا باستمرار، ونحن نحرص على هذا الرمز كدافع لمواصلة مسيرتنا دون انكار حق المبدع فى مقابل، ولكن ألا يكفى أن يكون “استمرارنا” هو المقابل، ومع ذلك .. فهذه ليست آخر كلمة فى هذا الموضوع على ما يبدو.

هذا العدد :

يبدأ هذا العدد بالمقال المتخصص موجزا نظرية نفسية حديثة وذلك فى محاولة لتخفيف الجرعة بعد مقال فاينبرج، وبذا نفتح بابا آخر للمناقشة دون أن نقفل الأول حول موضوع آخر، وهو عرض نظرية التحليل التفاعلاتى، وهى نظرية خرجت من عباءة التحليل النفسى، وشاعت فى العقود الثلاث الأخيرة، وأصبح لها تطبيقات متعددة فى مجالات كثيرة، وقد حفزنا الى ذلك تلك الأمية الخطيرة التى ظهرت فى باب الحوار، والتى لا نلوم أحدا فيها بقدر ما نلوم أنفسنا لاغفالنا واجبنا فى نشر مثل هذه المعلومات الأساسية.

ثم يشرف العدد بالمادة الأدبية المتميزة التى تخفف عنا زحف اليأس الذى أطل ونحن نتكلم عن الاستسلام الثقافى، لأن هذه المادة تمثل ما يمكن أن نسميه بالمقابل الاقتحام الثقافى.

ويبدو أن هذه المجلة قد راقت لأولئك الذى يأملون فى قفزة ناهضة، لا تكتفى بالجدية واتقان الجارى ولكنها تجرب، وتتجاوز، وتتحمل آلام الوحدة ومخاطر الوثبة، يظهر هذا جليا فى بعض نوع الشعر خاصة الذى ينشر فى هذه المجلة، وربما فى ما ينشر دون أن ينضج تحت عنوان “رؤية”، أو كتابة “طليقة” ومن زاوية أخرى فأن هذه المغامرة المتجاوزة قد تكون مدخلا جيدا لفهم الجانب الآخر لما هو تناثر سلبى يقال عنه “الجنون”، وكأننا رضينا أن نسير على صراط شديد الدقة بين الجنون والتجاوز الابداعى هذا.

ولكننا نفتقر تماما الى هذا الناقد الذى يميز هذا من ذاك، لا ليفصلهما عن بعضهما فصلا تعسفيا، وانما للبحث عن المنطقة المشتركة بين هذا وذاك، ثم لرسم الطريق الممكن ربما للانتقال من هذا الى ذاك، فاذا صح ذلك فاننا نعلن أننا نكتشف أخيرا ما يميزنا حقيقة،”وهو أننا المجلة التى تصدر فى، ومن، وعن “المنطقة المشتركة” (المفترق) ([2]) وقد يفسر هذا بعض الشئ أننا قد نعتذر عن نشر بعض الأعمال المباشرة، أو التقليدية، رغم جمالها حقيقة وفعلا، لكنها قد تجد مكانها فى مكانها، ومثال ذلك القصيدة الرقيقة التى أرسلها الينا الشاعر رمضان أبو غالية بعنوان “قبلة .. وجرح لن يندمل” والتى يقول فيها بمنتهى الرقة، “وأخاف من فجرى كأنى داخل فى جوف ويل” أو يقول “لسنا كأى الناس حاشا أن نكون، نحن العيون، والفكر والحس الشفيف ونحن مظنون الظنون، وضمائر الأشياء والمكنون فى عمق السكون” وكنا نود لو سمح أن ننشر بعضها ونحذف منها المباشر، اللا شعر، (رغم وزنه السليم)، لكننا تحرجنا من مبدأ الحذف كما سيرى فى موقع اخر من هذا العدد فشكرا، وليس معنى هذا أننا سنقتصر على نشر ما هو “اقتحام” ثقافى دون غيره، لكننا نتمنى أن تتكون شخصية مجلتنا فى هذه المنطقة المشتركة رويدا رويدا بشكل أو بآخر وبمساعدة الجميع وخاصة لو سمحوا لنا أن نأخذ بعض (أو اجزاء من) انتاجهم دون الباقى بلا حرج من جانبهم ولا تشويه من جانبنا (ما أمكن ذلك).

ويرسل لنا الباحث أو الناقد حازم شحاتة ما أسماه النقد يواكب النقد، ولما كنا نحتفظ بكلمة “يواكب” للمعية الآنية، فقد اعتبرناه من قبيل “نقد النقد” بلا مواكبة، أو هو “رد النقد” ([3]) (مثل رد القاضى!!) وهو متحمس أشد الحماس، لم يقبل ولو نقطة واحدة مما قيل فى قصيدة “الغربة” التى راح يدافع عنها ويهاجم من تصور أنه هاجمها، ونحن نشكره كثيرا، ولكننا نخشى أن يستمر حوارنا مع بعضنا البعض بلا حوار، لأننا نأمل أن يقبل أى منا ولو نقطة واحدة من وجهة نظر محاوره، ينمو بواحدة ثم يترك عشرة، وهكذا الحوار، كما نأمل أن يتجاوز الرد مجرد الدفاع ليضيف الينا والى ما ينقد ما يغمى معارفنا ويشحذ وعينا، وقد فعل حازم بعض ذلك ولكن “طعم الرد” ليس مما كنا نحرص عليه منه، ومع ذلك فعلينا الاستمرار، وعليه ما يشاء، وعلى النمو أن يضطرد.

كما نغامر هذه المرة “باللعب” فى قصيدة “عن حنين آخر” (للشاعر عادل السيد عبد الحميد) فننشرها فى صور ثلاث مواكبة لبعضها لعل وعسى أن يواكب النقد النشر، ثم نرى.

ويظهر باب مثل وموال مكتملا هذه المرة، ثم نعرج الى المقتطف عامدين أن يكون فى الجانب الأول ليخفف جرعة الجانب الآخر، وتظهر رؤيتان لقطبين باسلوب متواضع لكننا نشعر أنهما “منا” بشكل أو بآخر، فلا حرج.

ويأتى  الفصل السابع من “الناس والطريق” يقول عن “الرحيل” الأخير، أكثر مما يقول عن الرحلة الأصل، لكن الناس حضور فى كل حرف .. ونلتمس من القارئ العذر مرتين: مرة للايقاع الصعب، ومرة للاستطراد المترامى.

ويستمر “الحوار” فىكل مجال، فيكتب الزميل عصمت داوستاشى مميزا بين الفن الفطرى والبدائية محاورا تشكيليين متميزين، وتتعدد مجالات الحوار رغم رأى الناقد خشبة الذى أنكر ذلك علينا وعلى غيرنا.

أما عن باب “حوار” التقليدى، فقد تخلى عنا المحاورون الضيوف فجأة ([4])، ولهم كل العذر، فالفرص غير متكافئة، لكننا ننتظر دائما أبدا، نعذر وتعتذر وننتظر، والمهم مشاركة القارئ، فقررنا أن نصطنع حوارا داخليا، لكننا لم ننجح، فقررنا أن يكون ما شغلنا فى هذا الحوار المجهض هو بمثابة رءوس مواضيع، وشذرات، ودعوة الى حوار لاحق، حول مغزى الأحداث الانفجارية الأخيرة.

وهكذا نقلت الفقرة التى نختتم بها افتتاحية كل عدد فى مواكبة الأحداث الجارية فى بلدنا العزيز الى “مشروع حوار” واعد.

***

و “يعملها” صلاح جاهين والمجلة فى المطبعة، فنقول له : لماذا؟ ثم نقول شكرا، ثم نقول : ولكن، ويكف القول عن القول.

بالسلامة !! .. آه …، جدا.

[1]  -اكتشفت بعد كتابة الافتتاحية أنه الصديق الذى حاورناه رغم أنفه فى العدد قبل الماضى حول ملاحظاته عن ما هو “سوسيولوجيا شرقية”، وقد كتب الينا ردا كريما على هذا الحوار لم نجد فيه، بعد الشكر والاستفاده جديدا، فنحيله على الحوار السابق بصفة عامة، بعد العذر كما وصلنا منه كتيب شجاع أسمه “الزمان والمكان” يشير الى فرط ألمه، وشرف وعيه، ومخاطر اندفاعته، مما قد نعود اليه فى حوار لاحق.

[2]  – خطر ببالى لو استقر الرأى على أننا فعلا نتميز باحتلالنا هذه المنطقة التى اسميتها فى كتابات أخرى “المفترقية”، فهل نسمى مجلتنا اسما جديدا “المفترق” (على وزن المقتطف) محتفظين باسم الانسان والتطور كاسم اصغر أقدم؟

[3] – وليس الرد على النقد (انظر ص 69).

[4]  – اللهم الا كلام عائد معاد، سبق الرد عليه، من الصديق مصطفى حامد، وتعليق طيب متواضع من الصديق صلاح الدين محسن محمد سبقت الاشارة اليه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *