الرئيسية / مجلة الإنسان والتطور / عدد ابريل 1986 / عدد ابريل 1986- اضاءة عابرة حول القراءات العابرة

عدد ابريل 1986- اضاءة عابرة حول القراءات العابرة

عدد ابريل 1986

اضاءة ختامية حول القراءات العابرة

تعقيب على “قراءة عابرة فى قراءتين عابرتين ـ لحازم شحاتة”

أحمد زرزور

* أظن أن الصديق الناقد حازم شحاتة قد فهم ملاحظتى بخصوص وجود بعض ” الخلل الايقاعى الخليلى” فى قصيدة “الغربة لكوثر مصطفى”ـ فهمها على نحو لم أقصده أو لم يفطن هو إليه، أو لم نستطع – معا – التفاهم حله، فأنا لا أرى أن القصيدة “يجب أن تكون: أما موزونة وأما مكسورة”. فأنا – طبعا – أتفق مع حازم أن الايقاع الخليلى ليس – وحده –هو مفتاح شرعية القصيدة وأنا لا أرى –كما يقول – ان هناك فرقا بين القصيدة التفعيلية وقصيدة النثر الا فى الايقاع، ذلك أننى شخصيا ” أقترف” مغامرة الخروج على التقنية العروضية الخليلية فى قصائدى التى نشرتها لى هذه المجلة مؤخرا، كما أننى أعرف أن شعراء الحداثة بدءا بأدونيس وصولا لشعراء السبعينات وما بعد ذلك يمارسون تجربة مزج البحور / البحور، ومزج البحور /اللابحور فى محاولة تأسيس ايقاع مغاير، ولا يمكننى –بداهة – ان اتنكر لهذه التجارب الواعية الفاهمة، لكن ما جعلنى استشعر غياب محاولة “التأسيس الايقاعى المغاير” الناتج عن ” الوزن الخللى مختلطا باللاوزن الخليلى” فى قصيدة الغربة لشاعرتنا كوثر – اقول: ما جعلنى استشعر غياب ذلك هو أن الكسور – ومعذرة – التى أشرت إليها لم تكن كسورا مقصودة قصدا بغية خلق الايقاع غير التقليدى، ولم يكن لها ما يبررها فنيا ولا دلاليا – مع احترامى لوجهة نظرك….

ـ ثم أننى شخصيا – وقد تختلف معى – لا أميل إلى التفرقة – إيقاعيا: وزنيا خليليا / أو وزنيا لا خليليا – بين قصيدة الفصحى/ وقصيدة العامية. هذا إذا اتفقت معى – حداثيا – فى بداهة اللاتمييز بين هذه وتلك، فالشعر شعر بأى شكل بأى لغة بأى لهجة بأى.. بأى الخ. خصوصا ونحن نشهد يوما بعد يوم تداعى الفواصل والحواجز بين أشكال الابداع المختلفة، مع ما نشهده أيضا من تجارب التطعيم الجريئة بين القصيدة الفصحى والعامية تطعيما متبادلا متساويا ومتوازيا، الأمر الذى يضعنا – شعراء ونقادا – أمام حالة من المساواة والتكافؤ فيما يتعلق بالفصحى والعامية شعرا – ولذا لم يكن بمقدورى التفاضى عن بعض “الهنات الخليلية” فى قصيدة الغربة طبقا لما سبق لى تبريره، ولم أستطع – ربما لقصور عندى – أن أستوعب حكاية “النحو العامى” التى تشير إليها!!!

– وليس من الصعب على مثلى – بالطبع – أن يفطن إلى أن كسر الشعر ليس معناه كسر العروض لأننى أدرك – بالخبرة الإبداعية المتواضعة – أن “كسر الشعر معناه كسر الشعر”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *