عدد أبريل 1986
كتابة ما
ليـالى
د. خالد عبد العلى
ـ الليلة الأولى
أعيش على الغلاف السطحى جدا. هكذا منذ قديم الأزل. لكنى مللت.
أحسست أن القشرة ربما تكون اسهل الحلول ليس أفضلها.
جدار سميك تراكم من نفايات العصور البائدة يتربص بحذر خامل لأى محاولة.
أول مرة ابتسمت حين رايت صناديق قمامة كبيرة خضراء اللون صنعت من الحديد الصلب.
فى المرة التالية كدت أختنق بعد عبور جزء لا باس به. هذه المنطقة غازاتها سامة تصيبنى بالشلل. فكرت فى العودة للقشرة، وجدت أنه افضل ما يمكن عمله هذه اللحظة.
نظرت حولى، بالاشفاق عليهم وعلى نفسى. اختراقهم سيمسخهم حارقا اللعبة ويمنع المتفرجين من الاستمتاع بعنصر المفاجأة والترقب.
عندما نظرت اليها – فى رحلة مؤقتة – تتابعت موجات الذهول فالرفض محملا بالاستنكار ثم الموافقة وطبقة داكنة من الرجاء.
تقبلتها( هكذا) لكنى لم أجد المكان المناسب لها بالداخل.
ـ ما بعد الليلة الأولى
مائة لقطة، كثيرون عند الوسط، اللافتة بها المعلومات العامة عن الراحة، المستقبل المرسوم، الاجراءات اللازمة لاستخراج شهادات الميلاد والوفاة.
الضباب كثيف أمام نقط العبور، النيران تلفح من يقترب. أصوات مزعجة لا تمل الحديث، الصور المجسمة متعددة الرؤية، لزوجه خانقه، جليد جديد هش تحت ألأقدام المرتعشة. انفاس متلاحقة
سينهى كل شئ، ظلام، صراخ. العودة ………..
لم يبق الا أنا
ـ الليلة الثانية
….. منتظرا منذ مئات السنين الوقفة. جامدة عينه كالثعبان لكنهم يقولون دائما وابدا أنه بخير، شككت فى نفسى، تنقصنى الشجاعة لإعلان الثورة،يتوارون خلف الأغلفة المزركشة.
التطابق بداخلى بدأ الانفصال مكونا موجات سريعة التذبذب، اذا قلتها سيهجمون بأسلحتهم، التحفز الضعيف ياداد،شلالات هادرة تجرف كل ما أمامها دون وعى.
لا أحد يعرف السر، كلهم فى المتاهة بانتظار النهاية.
ـ الليلة الختامية
الانكماش مستمر حتى مرحلة الخلية الواحدة، صدره يبكى باهتزاز لكن الحاجز يمنع الرؤية.
سألنى عن الحقيقة، أيهزأ بى، تحركت موجات الخبث تشجعنى لتكمله تمثيلية الحياة كاتما الضحك.