الرئيسية / مقالات صحفية / جريدة الوفد / سنة أولى سياسة، وورطة الرئيس!

سنة أولى سياسة، وورطة الرئيس!

نشرت فى جريدة الوفد

بتاريخ: 10-10-2012

تعتعة الوفد

سنة أولى سياسة، وورطة الرئيس!

قالت الأخت لأخيها: أريد أن أنضم إلى حزب سياسى، أى حزب تشير علىّ به؟ قال أخوها: هكذا؟ مرة واحدة!! ألف مبروك، ولكن ألا يجدر بك أن تعرفى ما هى السياسة أولا، قالت: وهل ستعطينى كتابا فى ماهية السياسة أذاكره أولا قبل أن أشارك بشكل أكثر إيجابية، أنا أشعر أننى هكذا بلا معالم، قال: وهل دخولك أحد الأحزاب المعروضة فى الساحة حاليا سيجعل لك معالم؟ قالت: آمل ذلك. قال: وهل هى لها معالم أصلا؟ قالت: طبعا وإلا فلماذا هى أحزاب وسياسية ولها برامج وكلام من هذا، قال: يبدو أنك سوف تتفوقين علىّ مع أنك تعترفين أننى أستاذك، قالت: ولهذا سِألتك عن الحزب الأفضل، قال: أنت تحرجيننى هكذا، أنا إيش عرفنى؟ قالت: أنت مدمن قراءة ولابد أنك قرأت برامج الأحزاب المطروحة، قال: والله ما حصل قالت: فكيف أنت جاهز بالفتوى هكذا ليل نهار، قال: أنا لا أفتى، أنا أقول رأيى وأكتفى بأن أثبته على الفيس بوك الخاص بى، قالت: إذن أنت عملت حزبا سياسيا خاصا بك، قال: يا خبر!! يبدو ذلك لم أكن منتبها إلى هذا الاحتمال، يبدو أنه توجد أحزاب بعدد الفيسبوكات الموجودة على شبكة التواصل!! ما رأيك لو تعملى لنفسك فيسبوك؟ قالت: وبذلك تزيد عدد الأحزاب واحدا؟ قال: يعنى!، قالت: وهل أنتم ناقصون؟ قال: ناقصون ماذا؟ لست فاهما، أليس هذا أفضل من أن تكونى رقما فى حزب من الأحزاب يضم الألوف أو مئات الألوف أو حتى الملايين لا يعرف بعضهم بعضا، وهم ينتظرون التوجيهات من أعلى فرحين بالسلامة؟، قالت: والله ما أنا عارفة أيها أفضل، أنت جربت الفيس بوك، ولم ترسَ على بر، دعنى أجرب أنا أن أنضم إلى حزب سياسى ربما اكتشفت نفسى وحددت موقفى، قال: وهل أنا ممسك بك، انضمى براحتك، قالت: أنا استشيرك، هل نسيت كيف بدأ حديثنا اليوم؟ قال: انت ستنضمين على مسئوليتك فابحثى بنفسك حتى تتحملى المسئولية منذ البداية، قالت: ومن ضمن بحثى أن أسألك وأسأل غيرك، قال: وأنا إيش عرفنى، قالت: الفيس بوك الخاص بسعادتك، قال: الفيس بوك هذا لتبادل الآراء، لا أكثر ولا أقل، قالت: وهل السياسة بعيدة عن تبادل الآراء، أبعد كل هذا الوقت الذى تضيعه هكذا، لم تصل إلى ما يعينك أن تشير على أختك إلى أى الأحزاب تنضم؟ قال: هل تقصدين إحراجى؟! لو كنت عرفت كان زمانى انضممت أنا أولا، قالت: ولماذا لا تنضم؟ قال: هه؟!! آه صحيح! لماذا لا أنضم، يبدو أننى اكتفيت بحزبى الخاص، أعنى فيسبوكى، قالت: حلوة حكاية فيسبوكىّ هذه، إلا قل لى: هو والدنا عضو فى حزب سياسى أم أنه مثل حالتنا؟ قال: إيش عرفنى، ألم توصينى ألا أفتح معه هذه المواضيع، قالت: نعم، لأنك تفتحها معه بطريقة وقحة، قال: ما هذا الذى تقولينه، قالت: لا أقصد، دعنى أنا أسأله.

****

قالت البنت لأبيها: أنت انتخبت الإخوان ثم الدكتور مرسى يا أبى، أليس كذلك؟ قال أبوها: لقد سألتينى هذا السؤال ألف مرة وأجبتك عليه ألف مرة، هل هو ذنب أننى انتخبتهم؟ قالت: إذن أنت مشارك فى نتيجة أدائهم؟ قال: هل تنوين أن تحملينى أخطاءهم أو تقصيرهم، ماذا تريدين دعينى فى حالى، قالت: أبدا والله، أنا لا أتكلم عن هذا؟ أنا أسأل فقط لأننى أريد أن أنضم لحزب من الأحزاب، حسبت أن حضرتك انتخبتهم لأنك منضم إلى حزبهم، وربما تنصحنى به، قال أبوها: حزب ماذا ومنضم كيف؟ أنا انتخبتهم وخلاص، قالت: طيب، لماذا انتخبتهم؟ قال: لأنى مسلم وموحد بالله، قالت: ما هذا يا أبى؟ ماذا تقول؟ وهل المسلم الموحد ينتخب فريقا سياسيا بعينه، هل هذا من فرائض الإسلام؟ قال: إيش عرفنى، أنا قلت آخذ بالأحوط بدلا من أن أجد نفسى متسوحا دنيا وآخرة، قالت: ماذا تقول يا أبى، وهل هذه سياسة؟ قال: أنا مالى وما للسياسة؟ أنت تحاسبينى كأنى متهم، دعينى فى حالى يا ابنتى واهتمى بدروسك، قالت: لكننى أريد أن أستشيرك هل انضم إلى حزبهم ما دمت حضرتك تثق فيهم هكذا؟ قال: ومن قال لك أننى أثق فيهم، أنا انتخبتهم وخلاص، قالت: وهل ستنخبهم ثانية حين يعيدون انتخابات مجلس الشعب، قال: طبعا، قالت: طبعا ماذا؟ قال: طبعا كما تقولين، قالت: أنا لم أقل شيئا أنا كنت أسأل، قال: وقت الله يعين الله، يجوز أن يظهر لى من يضمن الحفاظ على دينى أحسن منهم، قالت: نحن نتكلم فى السياسة، وأنت تتكلم على من يحافظ على ديننا، ما هذا يا أبى؟ قال: سياسة يعنى ماذا؟ انت تضيعين وقتك وتربكينى، خلّ بالك من دروسك، وحافظى على صلاتك، وربنا سوف يسهل الأمور كلها، قالت: أنت تعلم أننى غير مقصرة وأننى لا أترك فرضا، لكننى أريد أن أنضم إلى حزب سياسى، قال: انضمّى يا ابنتى انت حرّة، هل هذا يحتاج لمصاريف، أنت تعلمين ظروفى، قالت: لا أظن، قال: لكننى أعلم أنك لم تنتخبى فى الانتخابات الرئاسية، هل تغير شىء؟ قالت: لا أبدا كل ما فى الأمر أننى لم أقتنع بأى من المرشحين المحتمل نجاحهم، قال: لقد قلت لك انتخبى الدكتور مرسى مثلى خاصة وأنت تواظبين على الصلاة، قالت: وما دخل هذا بذاك؟ قال: إيش عرفنى، الاحتياط واجب، قالت: يعنى ماذا؟ قال: والله العظيم أنا غير فاهم، قالت: أحسن، قال: أحسن ماذا يا بنت؟!! ما هذا؟!! تعملين مثل أخيك؟! قالت: آسفة يا أبى، أنا آسفة، صدقنى أنا نهيته عن مثل ذلك، أنا آسفة.

****

قالت البنت لأخيها: أخيرا عرفت الحزب الذى سوف أنضم إليه؟ قال أخوها: الحمد لله، هكذا يكون الكلام، أى حزب هو إن شاء الرحمن الرحيم، قالت: حزب “الأحرار الدستوريين” قال: حزب ماذا؟ قالت: قلت لك حزب الأحرار الدستوريون، قال: أنا لم أسمع عن هذا الحزب، كل ما أعلمه عن هذا الاسم أنه حزب تاريخى، انشق عن حزب الوفد الأصلى وضم الطبقة الارستقراطية وتحالف مع الملك وهادن الاستعمار، قالت: عن ماذا تتكلم؟ أنا لا أعرف أى شىء مما تقوله، أنا قررت أن أعمل حزبا يضم كل واحد “حر” يحترم “الدستور”، فخطر لى هذا الاسم، ألا يعجبك؟ قال: لا تسرحى بى، هل ستنضمين إلى حزب أم ستشكلين حزبا، قالت: إحسبها كما تشاء، أنا أريد أن أعيش حرة فى ظل دستور يحمى حريتى هذه، فقررت ذلك، قال: قررت ذلك الذى هو ماذا؟ قالت: قررت أن أنضم إلى الأحرار وأن يكون لى دستورا فاخترعت هذا الحزب، قال: انت تمزحين ما رأيك لو تفتحى لك صفحة فيسبوك مثلنا، وتختبرى آرائك هذه تمهيداً لجمع التوقيعات؟ قالت: وهل يحتاج الأمر إلى توقيعات، قال: حتى هذه لا تعرفينها، طبعا يحتاج ويحتاج ويحتاج، قالت: وهل حصلت أنت على توقيعات حتى تشكل حزب الفيس بوك تبعك، قال: هذه أحزاب فردية تحت التأسيس، قالت: العقبى لنا.

******

قالت البنت لأمها: أنا خائفة، قالت أمها: وأنا كذلك، قالت البنت: وأنا حزينة، قالت الأم: وأنا كذلك، قالت البنت: أمريكا وراء كل هذا يا أمى، قالت الأم: أشعر بذلك لكن إسرائيل وراء أمريكا، قالت البنت: وربما أمامها، قالت الأم: ما هى إسرائيل يعنى أمريكا، قالت البنت: انت قريبة منى جدا يا أمى، لماذا لا نذهب ونقول للدكتور مرسى ما وصلنا إليه هكذا ببساطة، قالت الأم: وهل هو لا يعرفه، قالت البنت: أنا أحبك يا أمى وأحب مصر، يخيل إلى أن الرئيس متورط تماما حتى أنه لا يسمح لنفسه أن يفكر فى أى شىء آخر، قالت الأم: وهل هذا شىء آخر أم شىء أوّل، قالت البنت: وهل تعرفين ما هو متورط فيه؟ قالت الأم: هو متورط فى رئاسة الجمهورية!! والسفريات، قالت البنت: تصبحين على خير يا أمى، قالت الأم: وانت من أهل الخير يا حبيبتى، ربنا يحمى مصر، قالت البنت: آمين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *