نشرة “الإنسان والتطور”
السبت: 22-4-2023
السنة السادسة عشر
العدد: 5612
مقتطفات من: “فقه العلاقات البشرية”(2)[1]
عبر ديوان “أغوار النفس”
الكتاب الثانى:
“هل العلاج النفسى “مَكْـلـَمَة”؟ (سبع لوحات) (7)
الفصل الثانى: (اللوحات: من 1 – 7)
اللوحة الثانى:[2]
“الركن بتاعى مِتْـحضّر”
أول بيت فى هذه القصيدة، يقول:
الركن بتاعِى مـتحضّر!!!
دع مؤقتا ما سوف يلى بعد ذلك الآن من مظاهر وتجليات وإيجابيات وسلبيات الانسحاب من أى علاقة، ولو حتى العلاقة العلاجية، والذى يبدأ بـ :
“حارجـَعْله واسيبْكم، ساعتنْ أحسّبْكم“.
وتعالوا نقرأ هذه الظاهرة الأساسية فى حركية الوجود.
مركزية الحنين إلى الركن فى حركية نبض الحياة الطبيعية
هل هناك أى منا ليس عنده هذا الحنين إلى العودة إلى هذا الركن الغائر فى تركيبه البشرى العادى؟ وهو هو الذى يـُسقطه أحيانا إلى خارجه فى صورة السعى إلى اللجوء:
-
إلى موقع سرى خاص
-
إلى دفء غامض خاص
-
إلى سكون واعـِد خاص
-
إلى وحدة مختارة خاصة
-
إلى صمت مُفْعمٍ خاص
يحكى المتن هنا عن سلبية الانجذاب إلى الركن الخاص بدرجة لحوح، وهذا مرتبط بنزوح واضح وحاسم للحذر من القرب، أو من أى علاقة بالآخر، خوفا، وعزلة، أو حتى مرضا، ثم إنه ينبه إلى احتمال استخدام ما يسمى العلاج النفسى لمواجهة هذه الآلية الانسحابية المتكررة فى مواجهة تكوين علاقة إنسانية حقيقية، بما فى ذلك العلاقة العلاجية.
استلهمتُ من كل هذا دعوة للنظر لاعتبار هذا النزوع طبيعة بشرية كجزء من برنامج الدخول والخروج، بمعنى: إن من حق أى منا أن يحترم نزوعه أحيانا إلى العودة إلى ركنه الخاص، بعض الوقت، أننى أفترض أن هذا السماح إنما يعطى العلاقة حيوية حركية تحافظ عليها ولا تلغيها.
هذه الظاهرة أنا عايشتها، وأعايشها شخصيا بشكل لحوح، وأذكر أننى تناولتها فى كثير من أعمالى، خاصة الشعرية، و عبر ما تيسر من حكى عن السيرة الذاتية (فى ترحالاتى الثلاثة) [3]، ولم أكن أتصور أنها جوهرية إلى هذه الدرجة، لا فى وجودى، ولا بصفة عامة.
أقر وأعترف أننى كنت، وما زلت، أشعر بحنين ملح طول الوقت تقريبا إلى العودة (وليس بالضرورة إلى الانسحاب) إلى ركنٍ ما:
مكان صغير بعيد فى حضن الطبيعة
أعلى الجبل
على شاطئٍ خالٍ
فى عشة منفردة بين الحقول
فى حجرة مستقلة (بها حمام خاص جدا) فى بيتى (ما أمكن ذلك)
هذا بالنسبة لحنينى الشخصى إلى ركن الخارج،
أما ركن الداخل فهو “حكاية” أخرى!.
هل ما بالداخل هو ركن واحد غائر بعيد يمكن أن تنتهى إليه كل الأركان؟ أم أنه أركان متعددة، متتالية أو متكاملة، مثل الاستراحات على الطريق السريع؟
حين أشعر بهذا الحنين لا يحضرنى بالاسم الذى أطلقتـُه عليه حالا “الحق فى الانسحاب”، فهو ليس انسحابا، ليس ابتعادا، ليس دفعا للآخر احتماء منه، هو شىء أشبه: بالاستئذان الحاسم، مع وعد ضمنى بعودة محتملة (أشعر أنه لو كانت الطمأنينة مطلقة أن العودة مضمونة 100% إذن لانتقص ذلك من حق الرجوع إلى الركن، فعلا كلمة الاستئذان أفضل كثيرا، رجوع مؤقت، مع تلويح وأمل فى عودة أكثر صدقا وجاهزية.
الأرجح أنها ظاهرة طبيعية، مزروعة فى تركيبنا الحيوى منذ تعرفنا على حقيقه ما يسمى “الإيقاع الحيوى”، برنامج الحياة الأول، وقانون دوراتها من أول الكمون الدورى (الشتوى) عند بعض الأحياء حتى دورات النوم والصحو وكذا دورات الحلم واللاحلم إلى آخر ما يـُـبـَـيـِّـنُ الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى.
ليس مهما الآن أن نعرف أن الإيقاع الحيوى عامة، والإيقاع الحيوى البشرى، قد نشأ ليتناغم مع طبيعة هى فى جوهرها مبنية على إيقاعية الكون الحيوية، أم أنه طبيعة بيولوجية بـَدْئية فى التركيب الحيوى الأساسى، ثم راحت تتناغم مع الإيقاع الحيوى المحيط فى الطبيعة والكون، هذه قضية لم تحسم، لكن نتيجتها واحدة، وهى أننا نعيش فى إيقاع، وبإيقاع حيوى مستمر طول الوقت.
هذا النزوع إلى الداخل، إلى الكهف، إلى الغار، إلى النوم، إلى البيات الشتوى… هذا الحنين إلى الرجوع، هو الضلع الضرورى الراجع لاستمرارية حركية الإيقاع الحيوى، وبالذات فى نبضه مع برنامج “الذهاب والعودة”: In-and-Out Program.
يبدو أن الحق فى الانسحاب إلى ركنٍ ما، قبوٍ ما، كهفٍ ما، (وما يعادل أى من ذلك) هو حق أساسى، وهو إذا مورس بسلاسة مثل كل الحقوق، فإنه يعفينا من أحد سبيلين:
الأول: الاضطرار إلى انسحاب جبان ومتكرر إلى غير رجعة تعميقا وتثبيتا للموقف الشيزيدى Schizoid Position حيث “لا موضوع”، (وهو الذى جاء فى القصيدة الحالية، والذى سوف نعود إليه لاحقا).
والثانى: الاضطرار إلى الاستمرار اضطرادا بالقصور الذاتى القهرى، مع التنبيه (تنبيه الواحد لنفسه، أو عدم سماح الآخرين له) بعدم الحنين (!!!) إلى، أو طلب الحق فى، أو الاعتراف بـ: حق للرجوع، ولو المؤقت بما يترتب عليه من إعاقة فى محصلة النمو فى نهاية النهاية، دورات النوم والصحو طول العمر، بل تمثل بشكل ما دُراعـَىْ الدخول والخروج بشكل أو بآخر.
لابد أن أعترف أننى حين عدت إلى جاستن باشلار[4] شاعرا وناقدا أساسا قبل أن يكون فيلسوفا، سمعته يوبخنى توبيخا قاسيا، ومباشرا، على حكاية “شرح على المتن” هذه، لم يكن غاضبا مثل غضب المرحوم إبراهيم عبد الحليم منى حين نظر فى الشرح المبدئى لديوان أغوار النفس – أصل هذا العمل الآن– ، ولا مستبعدا هذا الاحتمال دهشةً مثلما نبهنى المرحوم صلاح عبد الصبور بعد مناقشته ديوان سر اللعبة فى البرنانج الثانى، باشلار نهرنى معقبا ناقدا، وقد حذفت مقتطفاتى، منه وعنه (ومن غيره)، لأنها طويلة جداً حرصا على عدم الخروج عن السياق)، وأكتفى بخلاصة تقول:
-
الحنين إلى الرجوع إلى الركن الخاص فيه شىء من النكوص المشروع.
-
الرغبة فى النكوص وممارسته دوريا هما من ضمن آليات الإيقاع الحيوى
-
النوم هو من أعظم آليات النكوص المشروع.
-
فى المدرسة التحليلية الإنجليزية (ميلانى كلاين – فيربرن – جانتريب) اعتراف بالأنا الناكص دائم الجذب إلى وراء.
-
نداء الرحم هو وارد فى آليات النمو والعلاقات التى كررنا الإشارة إليها، وبالذات: تحت اسم برنامج الدخول والخروج In- and- out program .
-
من أهم “وظائف الذات Ego Functions ” وظيفة أسماها “بللاك [5] Bellack ”النكوص فى خدمة الأنا أو النكوص للتكيف الأعلى” Adaptive Regression in the Service of the Ego (ARISE)
كل هذه الاتجاهات تفسر ذلك النزوع الطبيعى للاحتماء بمرفأ خاص، من أول كوخ صغير أعلى جبل منعزل، إلى إغفاءة محدودة تحت غطاء دافئ حالك، بمعنى أن يكون لكل فرد “مرفأ” خاص (نفسى أساسا) يركن إليه بين الحين والحين ليعاود منه الرحلة من جديد.
خبرات شخصية: الركن داخلى أم خارجى؟
لا ينفصل حنينى إلى ركنى الخاص الداخلى عن انجذابى إلى ركنى الخاص خارجى فى الطبيعة بوجه خاص. وإليكم عينة واحدة من المقتطفات التى حذفتها:
“…..ليكن ريف فرنسا فى الشمال هو رحلتى إلى داخلى أكمل بها شرنقتى لعلى أخرُجُ فراشة حقيقية قادرة على البيض من جديد.” ([6])
وبعد
أوقفت نفسى عن التمادى، وسوف أكتفى بعرض ما خلصت إليه من تلك المقتطفات التى حذفتها فى المراجعة الأخيرة:
أولا: التعرف على حجم خبرتى الشخصية عن هذا الحنين إلى الركن الخاص كما ظهرت فى جزء واحد من عمل واحد، ساعدنى على احترام هذا النزوع فى كل الناس، وخاصة المرضى.
ثانياً: أننى كتبت كل ذلك باكرا دون أية رؤية للتنظير فى تشريح النفس وتركيب البشر.
ثالثا: أننى اكتشفت كيف كنت أنتقل من ركنى الداخلى إلى ركنى الخارجى باستمرار حتى أننى أحيانا كنت أعجز عن التمييز المحدد الواعى بينهما.
رابعا: أن الركن ليس “مكانا” بقدر ما هو “حيز محدود من الأمان” سواء كان مكانا أو زمانا.
خامسا: أن الركن يمكن أن يتواجد وسط حشد من الناس.
سادسا: أن رحلات الداخل هى التى تعطى معنى وطعما واحتمال إبداع لرحلات الخارج، فى عملية الإبداع خاصة.
سابعا: أننى وضعت احتمالا ضعيفا جعلنى أصر على أن أفحص الأمر فى خبراتى المهنية والحياتية، خشية أن تكون المسألة برمتها أمرا شخصيا تورطت فى تعميمه على سائر البشر.
الوجه السلبى للحنين إلى الركن ملاذًا دائما ساكنا:
لا نبضا إيقاعيا مبدعا:
المتن هنا يعرض الجانب الآخر من هذه الظاهرة، الجانب المرضى المعوِّق للنمو، الجاهز للانسحاب طول الوقت بمجرد التهديد بتكوين علاقة حقيقية مع آخر، سواء كان هذا الآخر حبيبا أو صديقا أو زوجا أو معالجا، وهذا ما يقوله لسان حال هذه الحالة .
الموقف فى العلاج النفسى:
العلاج النفسى إنما يهدف أساسا إلى تجاوز هذه العودة الجبانة بلا رجعة حقيقية، والتى وصفها المتن هنا (وفى كل هذا العمل) بـ “الموت”؟ ولكنه يسمح بالحركة ذهابا وجيئة ضمن حركية الإيقاعحيوى.
العودة بلا رجعة هى موت نفسى مهما ظل النَّـفـَـسُ داخلا خارجا، فهو لا يعنى الموت الذى هو إعادة بعث أو أزمة نمو ، ولا الموت باختفاء الجسد الذى تبين لى مؤخرا أنه أرقى بكثير من الموت النفسى: الموت النفسى هو الجمود العدم الذى نعنيه هنا.
قلنا وزدنا وأعدنا إن الحياة حركة نمائية دائبة، وإن العلاج النفسى ليس إلا تحريك للحياة فى اتجاهها، وإننا لا نكون بشرا إلا إذا مارسنا الوعى بأننا كذلك مع من هو غيرنا من البشر الذى هو أيضا كذلك، وإننا إنما نمارس حياتنا هكذا “معا”.
لكى نكون كذلك، نكرر، ولن نمل: أن الكائن البشرى قد صار مُحـْرجا فى أنه يعى أنه حى، وأنه ناطق، وأنه قادر من خلال اللغة وغيرها على التواصل مع آخر يحمل نفس الصفات، وأن هذا هو من أهم السبل للنمو المضطرد فى نبض حيوى حتى نهاية الفرد لتستمر الحلقات فى أجيال أخرى، فإذا حال حائل دون استمرار هذه المسيرة، فهو المرض.
المرض النفسى من هذا المنطلق وقفة مؤقتة (أو دائمة)، وهو أيضا حركة إلى الوراء، وهو تفكيك دون إعادة تشكيل ناجح، مع احتمالات اندمالات تهمد الحركة باضطراد، وأيضا مع احتمالات خدعة التظاهر بالحركة الزائفة فى المحل، وهذا ما نسميه أيضا فى هذا العمل بالذات فى أكثر من موقع، نسميه “الموت النفسى”.
العلاج النفسى هو محاولة لتفادى هذا المصير، بتعديل هذا المسار السلبى، العلاج إذن هو:
-
تحريك الوقفة،
-
وفك العرقلة،
-
وتشكيل التفكيك،
-
وتحويل المسار إلى وجهته الطبيعية ودوراته الحيوية من جديد.
الشائع – كما ذكرنا – هو أن العلاج “ترييح” و”تسكين”، ليكن الترييح خطوة على طريق العلاج أحيانا، لكنها ليست العلاج كل العلاج، العلاج هو استعادة حركية الحياة بكل ما تحمل من راحة وألم ومخاطرة وتواصل وافتراق وعودة.
العملية العلاجية لا تسير هكذا ببساطة، بل إن ألعابها والتواءاتها وخداعاتها هى بلا حصر، مهما بلغت النوايا الحسنة، ومهما بدا نشاط الحركة، فقد تكون الحركة فى المحل (كما فى نـَصّ اللوحة الأولى من هذا الفصل “من شطى لشطى“)، وقد تمتد أكثر قليلا لكنها لا تتخطى مرحلة إعادة النص (سكريبت)، وهو ما يشير إلى أن خطوات معينة تعاد باستمرار لتنتهى إلى نفس النقطة، فينغلق النمو، بمعنى أنه لا يحدث أى تغيير مهما ضؤُلَ، بسبب الانتهاء بعد كل دورة إلى نفس النقطة.
هذا الخداع وذلك التلاعب لا يقتصر على الكيان الفردى، بل قد يتورط فيهما نوع “من الأحياء” بأكمله، فيتوقف تطوره أو ينقرض.
…………………
…………………
ونواصل الأسبوع القادم بعرض “المتن الشعرى”
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] – يحيى الرخاوى: (2018) كتاب “فقه العلاقات البشرية” (2) (عبر ديوان: “أغوار النفس”) “هل العلاج النفسى “مَكْـلـَمَة”؟ (سبع لوحات)”، الناشر: جمعية الطب النفسى التطورى – القاهرة.
[2] – كما أشرت سابقا فى الكتاب الأول وفى هامش “3”، كان اسم هذه اللوحات “جنازات“، ، وكان المقصود بها أن أقدم كيف يمكن أن يساء فهم العلاج النفسى على أنه تفسير وتبرير وتسكين، وكيف أن هذا بمثابة وقف النمو بما يمكن أن يقابل “الموت النفسى“، إلا أننى وجدت نفورا من الاسم، ومبالغة فى التصوير، ففضلت مصطلح “لوحات” تصف كل هذه الأحوال (لا الحالات) التى أوحت لى بعطاء هذا العمل.
[3] – يحيى الرخاوى: (2000) الترحال الأول “الناس والطريق”، الترحال الثانى “الموت والحنين”، والترحال الثالث “ذكر ما لا ينقال” الناشر: جمعية الطب النفسى التطورى – القاهرة.
– ويمكن الرجوع إلى صفحات من الترحال الثانى” الموت والحنين” مثلا: ص 172، 173، 174، 175، 176، 178 ، الترحال الثالث “ذكر ما لا ينقال”: ص 143 ، 144 وغيرها.
[4] – جاستون باشلار واحداً من أهم الفلاسفة الفرنسيين، يكاد يعتبر أعظم فيلسوف ظاهري، وقدّمَ أفكاراً متميزة في مجال الابستمولوجيا، وتظل شخصية باشلار مفتوحة على العالم والقراءة، ويظهر الإنسان في كتابه (شاعرية أحلام اليقظة ) وهو يبدع ويخلق؛ يظهر بصفته منبعاً وموقظاً لعوالم، سواء كانت عوالم العلوم أم عوالم الفنون ، ” نحن نعيش في عالم نائم علينا أن نوقظه بواسطة الحوار مع الآخرين . وما إيقاظ العالم إلاّ شجاعة الوجود بأن نوجد ونعمل ونبحث، نخترع، نبدع، نخلق”.
[5] – Bellak, L., Hurvich, M. and Gediman, H. (1973) Ego Functions in Schizophrenics, Neurotics, and Normals.New York London: John Wiley & Sons.
[6] – يحيى الرخاوى: (2000) الترحال الثانى “الموت والحنين” ص 288 الناشر: جمعية الطب النفسى التطورى – القاهرة.
نداء الرحم قد يكون لحظة حنين الى حضن امى وبرغم كبر سنى ثم اختلى الى نفسى واتحدث مع ربى اطلب العون واعود مرة أخرى لمواجهة الحياة فعلا وگأنى اشحن واجدد طاقتى للمواجهة والعودة الصحية الصعبة وليس الانسحاب السهل المريض
لغات الحضور
يتصاعد شعاع
يغلفه قيود
لا يطفيء وهجه
ولا يفلت
الا بفتح القيود
من وراء ظاهر
وعي ابلج
يحاول ان يصيغ لغة
لا توجد
لا الشعاع ينطفيء
ولا القيود تسمح
يخرج كائن آخر
يبتسم مطمئنا من وراء
الشعاع
ومن وراء القيود
يتساءل هلا عرفتي
تجاوب دون اجابة
ثم تغوص
في انتظار ايقاع جديد
يتولد من وراء ظهر
بل ظاهر
ظن المعرفه
تدرك
ان الادراك
يتوالد
في كمون الخلود
كتابا موقوتا
ترضي
يرضي
دون نبس حرف
ولكن بحضور
اعشي
يظلل كل نبضة
يعجز بعجز
لغات الحضور.