اليوم السابع
الأثنين 17-2-2014
زكريا أحمد ونجيب محفوظ (2 من 3)
استكمالا لما جاء بالأمس، وعدت أن أنشر – دون إضافة – بعض تداعياتى –حتى الآن- على ما ورد من أغان لحنها الشيخ زكريا أحمد جاءت فى تدريبات شيخنا محفوظ، لكننى أستأذن فى أن أضيف سطرا أو سطرين يتطلبه مرور الزمن كما يلى:
(1) عقبت (بتاريخ: 16-6-2011) على ما جاء فى صفحة التدريب رقم 25 من الكراسة الأولى بتاريخ: 21 فبراير 1995 قائلا:
“وأختم القراءة بتذكرة بجمال وقوة وحضور زكريا أحمد فى وعى الأستاذ، فأذكره، وهو يدندن:
قولوا على أبا سعدة الزناتى خليفة
ابا سعدة فارس معدود
وعلى صيته بايت محسود
من سيرته شاب المولود
على شنابو يقفو صقرين
على دراعه يقفو سبعين
على كتافو يبنو قصرين
يا صلاة الزين على الأمرا“
وأضيف الآن: أملا فى شباب مصر للتعرف على الفروسية المصرية من زاوية جديدة.
(2) جاء فى صفحة التدريب رقم 51 من الكراسة الأولى، بتاريخ: 21/3/1995، ما عقبت عليه بتاريخ: 29-12-2011 قائلا:
يبدأ الاستاذ بأغنية “يا ما أمر الفراق” كلمات أحمد رامى، ويبدو أن الأستاذ لم يرتح إلى التوقف عند مرارة الفراق، فأسرع وألحق بها أغنية “اللى حبك يا هناه“، وهى أول أغنية لحنها زكريا أحمد لأم كلثوم سنة1931، فوصلتنى أعمق وأجمل من النعيب على مرارة الفراق، إذ تحكى عن لوعة الحب فى البعد مثل الحب فى القرب، وأن الهَنَا يحل حتى فى الشقاء بالبعد.. “اللى حبك يا هناه فى نعيمه أو شقاه” وأن المحب فى البعد: “يسبح خياله فى اللى قلتيه واللى قاله“، إلى أن تنتهى بمقطع جميل يقول بـ “نعمة الهجر؟؟ التمنى، يا نعيمه فى شقاه”، هذه المعانى يرتفع بها احمد رامى إلى آفاق أكثر ثراء من مجرد “مرارة الفراق” “شكوى وانين واشتياق.. قبل الوداع والرحيل”، مع أن الأغنيتين من تأليف أحمد رامى وتلحين زكريا أحمد الذى استطاع أن يستوعب كل هذا الجدل.
لا أذكر كم مرة جاء ذكر زكريا أحمد فى حديثى مع الاستاذ لكنها مرات كثيرة، حتى تصورت أنه أقرب ملحنى أم كلثوم إلى قلبه، لست متأكدا، كما أذكر أننى أشرت إلى علاقة شيخنا بزكريا أحمد، وتشبيهه لألحانه وأغانيه “بالتقلية” المصرية.
(3) جاء فى صفحة التدريب رقم 74 من الكراسة الأولى، بتاريخ: 15/4/1995
المقتطف: “ياللى تشكى ما الهوى”: بالرغم من أن معظم ما جاءنى ابتداءً عند البحث عن هذا المقطع كان لصباح فخرى، …. عثرت عليها أيضا لأم كلثوم فرحت أجزم أن أم كلثوم هى التى حضرت فى وعى الأستاذ، وهى من ألحان زكريا أحمد
(4) كما جاء فى صفحة التدريب رقم 77 من الكراسة الأولى، بتاريخ: 18 ابريل 1995
المقتطف:
“أهل الهوى يا ليل”، وهى من كلمات بيرم التونسى، وتلحين زكريا أحمد
وعقبت عليها قائلا: أنا أحب هذه الأغنية جدا بكلماتها، ولحنها، وأداء أم كلثوم الماسى الفردوسى، من كلمات بيرم التونسى، وتلحين زكريا أحمد، وقد غناها أيضا “الشيخ زكريا أحمد، والشيخ إمام، وغيرهما، وودت لو كنت سمعتها بصوت الشيخ زكريا.
ومن “أهل الهوى” إلى “إمتى الهوى”، هناك فرق!! أغنية إمتى الهوى: (تلحين الشيخ زكريا احمد – كلمات الشاعر يحيى محمد) وغنتها أم كلثوم أيضا عام 1936.
(5) جاء فى صفحة التدريب رقم 105 من الكراسة الأولى، بتاريخ: 18/5/1995
المقتطف: “ابوها راضى وانا راضى” غناء: صالح عبد الحى، الألحان: زكريا أحمد، وأيضاً “اوعى تكلمنى بابا جى وراى”: غناء: عزيزة المصرية، الحان الشيخ : زكريا أحمد تأليف: يونس القاضى، أما “اسمر ملك روحى”: فهى غناء: منيرة المهدية وتلحين: زكريا أحمد أيضا، وتأليف بديع خيرى. ما هذا يا شيخنا؟ هل الشيخ زكريا هو الذى يجمع هؤلاء إلى بعضهم البعض هكذا؟
(6) ثم جاء فى صفحة التدريب رقم 117 من الكراسة الأولى، بتاريخ: 1/6/1995، ذكر أغانى أخرى لحنها زكريا أحمد كالتالى:
“ما هو أنت اللى جايبوا لروحك”: وهى أغنية يغنيها صالح عبد الحى، ألحان الشيخ زكريا أحمد. غناها بعد ذلك كثيرون مثل الشيخ أمام، وكريم المليتى وأنغام مصطفى وهى من كلمات الأديب أحمد المرشدى، ولا يكفى أن يكتب عن ألفاظها دون الاستماع إليها شخصيا، وقد استمعت إليها هدية من شيخى كما عودنى، وفرحت.
وبعد:
كنت قد دعوت أمس أن أخرج إلى لمحة وصلتنى من الأستاذ عن بيرم التونسى واختلافه مع توفيق صالح وتعلمى منهما، وذلك بمناسبة ما جاء فى مقال الشاعر إبراهيم داود أول أمس، وهأنذا أفى بوعدى:
الثلاثاء: 24 / 1 / 1995، (من كتاب: فى شرف صحبة محفوظ)
…. لست أدرى ما الذى جاء بذكر بيرم التونسي، قال الأستاذ إنه قابله، مرة عند الشيخ زكريا أحمد، وكان ساكتا مكفهرا صامتا تقريبا، وقال توفيق صالح إنه كان إنسانا ليس له أصدقاء، فعقب الأستاذ: “ولكنه كان مليئا بالحرارة والحيوية طول الوقت”.
وغداً، موعدنا مع الجزء الثالث وكيف ظهر الشيخ زكريا فى إبداع أحلام فترة النقاهة: نصًّا ونقداً.