الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / رواية “ملحمة الرحيل والعود” (الجزء الثالث من ثلاثية المشى على الصراط) ك الفصل السابع شارع المبتديان

رواية “ملحمة الرحيل والعود” (الجزء الثالث من ثلاثية المشى على الصراط) ك الفصل السابع شارع المبتديان

 

“نشرة” الإنسان والتطور

22-10-2011

السنة الخامسة

العدد: 1513

 يوم إبداعى الشخصى:

كلمة قبل الفصل السابع من: رواية “ملحمة الرحيل والعود”

(الجزء الثالث من ثلاثية المشى على الصراط)

 

     الفصل السابع

شارع المبتديان

كانت‏ ‏الطيور‏ ‏التى ‏يسمهيا‏ ‏الفلاح‏ “‏أبو‏ ‏قردان‏” ‏ترفرف‏ ‏بأجنحتها‏ ‏على ‏مسافة‏ ‏قريبة‏ ‏من‏ ‏الأرض‏ ‏المروية‏ ‏حديثا‏، ‏وكان‏ ‏بعضها‏ ‏يهبط‏ ‏فجأة‏ ‏بزاوية‏ ‏محسوبة‏ ‏وكأنه‏ ‏يقفز‏ ‏قفزة‏ الغطس‏ ‏التى ‏تدرب‏ ‏عليها‏ ‏منذ‏ ‏كان‏ ‏فرخا‏ ‏فى ‏سنة‏ ‏أولى ‏طيران‏.‏

لم‏ ‏تكن‏ ‏الرياح‏ ‏شديدة‏، ‏لكنها‏ ‏كانت‏ ‏السبب‏ ‏فى ‏أن‏ ‏يتطاير‏ ‏شعر‏ ‏بسمة‏ ‏فى ‏اتساق‏ ‏منتظم‏ ‏وكأنه‏ ‏يعزف‏ – ‏أو‏ ‏يؤلف‏ – ‏لحنا‏ ‏جديدا‏ ‏لا‏ ‏يريد‏ ‏أن‏ ‏يكتمل‏ ‏برغم‏ ‏بداياته‏ ‏الواعدة‏ ‏جميعا‏.‏

مدت‏ ‏يدها‏ ‏إلى ‏البضع‏ ‏شعرات‏ ‏اللاتى ‏تراقصن‏ ‏أمام‏ ‏عينها‏ ‏اليسرى، ‏ثم‏ ‏نظرت‏ ‏إلى ‏ساعة‏ ‏الحائط‏، ‏وقررت‏ ‏أن‏ ‏تؤجل‏ ‏الحمام‏ ‏هذا‏ ‏الصباح‏ ‏مع‏ ‏أنها‏ ‏لم‏ ‏تكن‏ ‏مرتبطة‏ ‏بأى ‏موعد‏ ‏باكر‏، ‏ثم‏ ‏إن‏ ‏عملها‏ ‏لا‏ ‏يلزمها‏ ‏بمواعيد‏ ‏محددة‏.‏

عادة‏، ‏لا‏ ‏يمكن‏ ‏لأحد‏ ‏أن‏ ‏يتبين‏ ‏ماذا‏ ‏التقط‏ ‏أبو‏ ‏قردان‏ ‏من‏ ‏الأرض‏، ‏لكن‏ ‏الذى ‏تدلى ‏من‏ ‏المنقار‏ ‏هذه‏ ‏المرة‏ ‏كان‏ ‏لا‏ ‏يخفى ‏على ‏عين‏. ‏كيف‏ ‏سيبتلع‏ ‏كل‏ ‏هذه‏ ‏الأفعى؟‏ ‏ومع‏ ‏ذلك‏ ‏لم‏ ‏تلاحظ‏ ‏بسمة‏ ‏أية‏ ‏غرابة‏ ‏إلا‏ ‏حين‏ ‏تلوى ‏الطائر‏ ‏وهبط‏ ‏اضطراريا‏ ‏حتى ‏غاص‏ ‏فى ‏الطين‏ ‏تماما‏ ‏هو‏ ‏وقاتلته‏ ‏أو‏ ‏فريسته‏.‏

ولم‏ ‏يعثروا‏ ‏على ‏الصندوق‏ ‏الأسو‏ ‏د‏ ‏حتى ‏الآن‏.‏

 

صدرت فى عام 2007

(هذا الجزء “المقدمة”، هو تقليد سبق كل الفصول،

وكل مقدمة هى منفصلة عن التسلسل الخطى المباشر لأحداث الفصل، وأحيانا لأحداث الرواية،

لكنها فى نفس الوقت متصلة تماما.. بإبداع المتلقى)

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *