الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / دمعتان‏ ‏من‏ ‏خلف‏ ‏الأقنعة

دمعتان‏ ‏من‏ ‏خلف‏ ‏الأقنعة

“يوميا” الإنسان والتطور

 19-5-2008

العدد: 262

دمعتان‏ ‏من‏ ‏خلف‏ ‏الأقنعة

  مقدمة:

فوجئت فى بريد الجمعة الماضى بالابن رامى عادل وهو يطلق سراح تداعياته على قصيدة لى اسمها “دمعتان من خلف الأقنعة” فتصورت أننى نشرتها فى إحدى نشرات الإنسان والتطور هنا، فراجعت ذلك، ولم أجدها، فلعله أطلع عليها فى الموقع مباشرة، ولعله بحدسه الفائق، علم أننى أحبها، كتبتها فى الإسكندرية‏ 1997/5/17‏، وأظن أن الدمعتين تراجعتا كثيرا، مع أنهما لم تجفا، فقلت وجب نشرها لسائر الأصدقاء، ثم على من شاء أن يعود إلى تداعيات رامى يوم الجمعة “يومية حوار/بريد الجمعة أو لا يعود.

ثم إننى اكتشفت أنها مرتبطة بقصيدة سابقة كتبت قبلها بعام فى نفس المكان (الإسكندرية 23 / 5 / 1996)  وربما كانت أشف ألما، ربما لأنها كتبت فى ظرف أدق، وهى باسم “النورس العجوز، وأعتقد أنها سبق نشرها  فى الأهرام، وقد وجدت أن نشرها بعد هذه القصيدة قد يكون مناسبا أو مطلوبا، لعل الصورة تتكامل.

فقررت أن أنشرها فى الأسبوع القادم فى نفس “يومى الخاص” الأثنين.

القصيدة:

‏….‏ وتسحبّت‏ ‏إحداهما‏ ‏من‏ ‏خلف‏ ‏أقنعتِى ‏المائهْ‏،

‏  ‏كذّبت‏ُُ ‏ظنّى

أنكرتُـها‏، ‏كفكفتُـها‏، ‏أخفيتها‏. ‏فتدفّقتْ‏، ‏فخجلتُ‏، ‏لا..‏

لاتفضحينى ‏إننى ‏أخشى ‏يرانا‏ ‏عابرُ‏ ‏فى ‏مثل‏ ‏سنى.‏

‏-1-‏

فكرى ‏يـُلاحقنى،

‏ ‏شـِـعْرى ‏يمزِّقنى‏، ‏

حبّى ‏لكل‏ ‏الناس‏ ‏يجمعُهُمْ‏، ‏يفرّقنى

‏ ……..

‏أنا‏ ‏ما‏ ‏طرقت‏ُُ ‏الباَب‏ ‏إَلا‏ ‏بعد‏ ‏أن‏ ‏نادتـْكِ‏ ‏كلُّ‏ ‏خلايا‏ ‏جوعى

جوعى ‏إلى ‏عينٍ‏ ‏ترانى،

جوعى ‏إلى ‏أمَّى ‏تهدهدنى،

جوعى ‏إلى ‏بنتِى ‏تزمّلنى‏، ‏تدثرنى.‏

………

لم‏ََ ‏قلتُ‏ ‏هذا‏ ‏اللغو‏ ‏ياربى؟‏ ‏لماذا‏ ‏غبتَ‏ ‏عنّى؟

فتركتَـنى ‏أهذى ‏كأنّى:‏

ما‏ ‏كنت‏ُُ ‏يوما‏ ‏سيّد‏ََ ‏العقلاء‏ِِ، ‏

‏  (‏سلْهم‏ ‏لا‏ ‏تسَلـْنى)‏

………

أنا‏ ‏لم‏ ‏أخنْ‏ ‏أحدا‏ًً،

‏ ‏ولكن‏ْْ ‏معذرهْ‏ْْ،

 ‏أنا‏ ‏خنْـتـُنِى،

‏ ‏أنا‏ ‏خنتُ‏ ‏نفسى،

أنا‏ ‏خنتُ‏ ‏سريان‏ ‏الرؤى ‏فى ‏عمق‏ ‏حسّى

أنا‏ ‏خنتُ‏ ‏حقّى ‏أن‏ ‏أعيش‏ ‏بغير‏ ‏حزنِ

………

ستّون‏ ‏عاما‏ ‏ما‏ ‏مضى ‏منها‏ ‏سوى ‏ستون‏ ‏عاما

ستون‏ ‏عاماً‏، ‏بل‏ ‏يزيدْ

واليوم‏ََ ‏أولدُ‏ََ ‏ممسكاً‏ ‏حبلَ‏ ‏الوريدْ

والفرْخ‏ُُ ‏يبزغ‏ ‏نافـضا‏ ‏وطْـأ‏ََ ‏السنين

ماطار‏ ‏فرخُكِ‏ ‏بعُد‏ُُ ‏سيِّدتى،

‏‏ما‏ ‏شاله‏ ‏الزَّغَـبُ ‏الجديدْ

والبرغلُ‏ ‏المسحورُ‏ ‏فى ‏منقارها‏،

‏  ‏يسّاقط‏ ‏العقدَ‏ ‏الفريد

‏-2-‏

فتسحّبتْ‏ ‏أخرى ‏حسبتُ‏ ‏بأنها‏ ‏همسٌ‏ٌٌ ‏بعيدْ

‏ ‏فمددت‏ ‏كفّى‏:‏

‏ ‏بللّتْ‏ ‏قطراتُها‏ ‏طْرفَ‏ ‏الأناملِ‏ ‏دافئهْ

فتركتُها‏ ‏تنساب‏ ‏فوق‏ ‏الخد‏ ‏هادئةً‏ ‏ترطّب‏ ‏مهجتى             ‏

بعد‏ ‏اللَّظَى

وحمدت‏ ‏ربّى‏:‏

أفليس‏ ‏يفعلُ‏ ‏ما‏ ‏يريد؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *