الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / دراسة فى علم السيكوباثولوجى (الكتاب الثانى) (6) لوحات تشكيلية من العلاج النفسى: شرح على المتن: ديوان أغوار النفس

دراسة فى علم السيكوباثولوجى (الكتاب الثانى) (6) لوحات تشكيلية من العلاج النفسى: شرح على المتن: ديوان أغوار النفس

نشرة الإنسان والتطور

بقلم : يحيى الرخاوى

 2001-1980

نشرة يومية  من مقالات وآراء ومواقف

 تعتبر امتداداً محدوداً لمجلةالإنسان والتطور

24-6-2009

السنة الثانية

 العدد: 663image002  

نفْسَنـة الحياة المعاصرة

image004

 الطبيب‏ ‏أصبح‏ ‏مهندسْ‏ ‏للعـُقـَولِ‏ ‏الـَبايْـظَهْ‏ (‏يعنى .. !!)،‏

واللى ‏برضه‏ ‏اتْصلـَّـحـِتْ‏.‏

‏(‏الطبيب‏ ‏دا‏ ‏هوّ‏ ‏انا‏، ‏مش‏ ‏حد‏ ‏غيرى‏) ‏

أرجو اعتبار أن مثل ذلك، وايضا ما سوف يرد فى الفقرات التالية، هو نوع من النقد الذاتى أكثر منه نقد لأى من الزملاء. هذا تقديم واجب‏، ‏فكل‏ ‏الأدوار‏ ‏التى ‏انتقدت‏ ‏فيها‏‏ ‏الطبيب‏ ‏النفسى ‏هى ‏أدوار‏ ‏تصورتُ‏ ‏أننى ‏قمت‏ ‏بها‏ ‏شخصيا‏ ‏فى ‏مرحلة‏ ‏من‏ ‏مراحل‏ ‏ممارستى ‏لمهنتى، ‏فهو‏ ‏نقد‏ ‏ذاتى ‏أساسا‏، ‏لا‏ ‏أعنى ‏به‏ ‏المهنة‏ ‏ذاتها‏ ‏ولا‏ ‏أى ‏من‏ ‏الزملاء‏، أرجو أن يعفى هذا التحفظ بعض الزملاء من التصدى للدفاع عن تلك الأدوار التى انتقدتها بقسوة، ‏فالقضية‏ ‏فى ‏تصورى ‏ليست‏ ‏قضية‏ ‏تجريح‏ ‏لبعض‏ ‏الاتجاهات‏، ‏ولكنها‏ ‏خبرة‏ ‏شخصية‏ ‏أساسا‏، ‏فإذا استيقظ ما يقابلها فى نفوس بعضهم، فهذه مسئوليتهم، وإلا فهى لا تعنى إلا شخصى، ‏والحكم‏ ‏فى ‏ذلك‏ ‏أولا‏ ‏وأخيرا‏ ‏هما ‏الوعى والمسؤولية. مادامت ‏ ‏مسيرة‏ ‏التطور‏ ‏الفردى ‏ليست‏ ‏قانونا‏ واحدا ‏ملزما‏ ‏لكل‏ ‏الناس، ‏ ‏فليتوقف‏ ‏من‏ ‏يشاء‏ ‏حيثما‏ ‏شاء‏، ‏وليساعده‏ ‏فى ‏ذلك‏ ‏الطبيب‏ ‏أو‏ ‏غيره‏، ‏ويظل‏ ‏الفرد‏ هو‏ ‏المسئول‏ ‏أولا‏ ‏وقبل‏ ‏كل‏ ‏أحد‏ ‏عن‏ ‏اختياره‏.

ربما الذى شحذ بصيرتى فأفيدنى ‏عبر تجربتى الطويلة هو ‏ ‏أننى ‏مارست‏ ‏كل‏ ‏أنواع‏ ‏الطب‏ ‏النفسى ‏عبر‏ ‏عشرين‏ ‏عاما‏ ‏(خمسين عاما الآن) بحماس‏ ‏وإيمان‏ ‏فى ‏كل‏ ‏مرحلة‏، ‏فأصابنى ‏من‏ ‏كل‏ ‏ذلك‏ ‏ما‏ ‏أصابنى، ومن ذلك تلك المرحلة التى تعاملت بها مع المخ البشرى كأنه آلة مصقولة متقنة، والتى أتصور أن هذا هو الغالب فى كثير من ممارسات هذه المهنة حين يصفها المتن بفقرة تقول: “الطبيب أصبح مهندس للقول البايظة“، هذا ما يحدث ‏إذا‏ ‏ما‏ ‏تعامل الطبيب مع ‏ ‏العقل‏ ‏البشرى‏ ‏كنموذج ‏هندسى ميكنى، لا أكثر، ولقد تراجعت عن نقد أنه نموذج حاسوبى (كما جاء فى هوامش الطبعة الأولى) بعد أن تعرفت على الحاسوب الأحدث أكثر فأكثر، فالتعامل مع الإنسان (والمخ البشرى) كآلة ميكانيكية كمية، غير التعامل معه كحاسوب حديث، ناهيك عن كونه كيانا بشريا  أكثر تعقيدا، وأرسخ تاريخا…. ‏، وقد أفادنى مؤخرا قياس عمل جلسات تنظيم الإيقاع (المسماة خطأ : الصدمات الكهربية) بفكرة “إعادة التشغيل” الحاسوب الأحدث، (أنظر يومية ؟؟؟ الرد د. على أميمة رفعت).

أما أن الطبيب بدأ مؤخرا يلعب دورا غير التطبيب، ليصبح مهندسا للعقول السليمة ( واللى برضه اتصلحت”) فهى إشارة إلى دور الطبيب النفسى فى المجتمع الأوسع مفتيا إعلاميا متداخلا أكثر من اللازم فيما لا يقع تحت مظلة تخصصه.

الفقرة التالية كلها تحديث تقريبا، وهى تنتقد الدور الإعلامى للطبيب النفسى، والمعروف أننى من أكثر من يمارس هذا الدور، فأرجوا ألا ينطبق علىّ كل ما سوف أذكره حالا (أو ينطبق، أحسن من أن يظن الناس أننى أهاجم غيرى فقط).

 المتن

اللَّه‏ْْْ ‏عليهْ‏، ‏والسِّتْ‏ ‏بـِتـْمسِّى ‏عليهْ‏!‏

والشاشةْ‏، ‏والواقع‏ْ، ‏خـُلاصـْةِ‏ ‏القـَوْل‏ِِ، ‏منظوم‏ِِ ‏الـَكـَلام‏ْْ:‏

آخـِرْ‏ ‏تمام‏ْْ، ‏فـِى ‏حَـلْ‏ ‏مُعـضـِلـَةِ‏ ‏الأنَــــامْ‏

شرح على المتن

أول ما انتبهت إلى هذا الدور  الخاص للطبيب النفسى كان فى الستينات، وكان أحد الزملاء راجعا من الخارج، وله كاريزما خاصة، وذكى، وعالم ، وحاضر، وجاهز، وكان هناك برنامج اسمه “نجمك المفضل“، ليلى رستم (أو ربما أمانى ناشد، لا أذكر)، وكنت أتصور من اسم  البرنامج أن النجم لا بد أن يكون نجما سينمائيا على الأقل، وإذا بى أفاجا بهذا الزميل الفاضل، يقول كلاما مهما فى كل شىء، كان حاضرا وطيبا ومفيدا وملما بدوره إلماما كافيا، ولم أجد فى نفسى اعتراض جاهز، أو غيرة خفية، فى أن يقوم زميل طبيب نفسى لامع بهذا الدور المفيد، وحين جاءت دعوة لى للإسهام فى مثل هذا  الدور الإعلامى، لم أجد فى نفسى مميزات زميلى هذا، فناقشت الإعلامى الطيب الذى عرض علىّ فكرة التوعية الوقائية للمشاهدين، المرحوم فؤاد شاكر (الذى تخصص بعد ذلك فى الإعلام الدينى)، عرضت عليه ألا يقتصر البرنامج على الصحة النفسية،  وأن الأفضل أن نقدم معلومات علمية أساسية مفيدة يتعرف الشخص العادى من خلالها على “ماهو إنسان”، بما هو إنسان”، لعلنا نعرّف الناس ماهية التركيب البشرى المجهولة لدى أغلبهم، فاقتنع وجعل اسم  البرنامج “الإنسان ذلك المجهول” (نفس الاسم الذى استعمله الفيلسوف الأمريكى ألكسيس كارليل)، وفعلا  قدمنا سلسلة من الحلقات، تحت هذا العنوان “الإنسان ذلك المجهول”، تناولنا فيها جوانب ثقافية علمية طبية عامة وخاصة مثل: العلاقة بين الوراثة والتنشئة، و”حكمة الجسد” فى علم الفسيولوجيا (علم وظائف الأعضاء) ، إلى أن وصلنا إلى العلاقات البشرية (اختصاص الطب النفسى) بشكل أو بآخر.

منذ هذا التاريخ فى أوائل الستينات، وحتى الشهر قبل الماضى (منذ أسابيع، حين قبلت أن  أقدم البرنامج الأحدث “مع الرخاوى”، فى قناة جديدة اسمها “أنا“، وهو برنامج يهدف إلى نقد القيم السائدة، وإعادة التعرف عليها، وهو البرنامج الذى أشرت إليه فى بريد الجمعة الماضى)، وأنا أحاول ألا أعتذر عن أداء دورى الإعلامى هذا ، وفى نفس الوقت ألا أنساق لما أنتقده الآن.

ما بين هذين التاريخين لم أرفض أن أشارك فى برنامج إذاعى أو تليفزيونى إلا نادرا، وأحيانا وصل بى رفضى لما أنتقد الآن أن انسحبت من برنامج كان يذاع على الهواء، أذكر أن البرنامج كان اسمه “ماسبيرو”، ولعل اسم المقدمة الفاضلة كان “شافكى” ، وكانت الحلقة عن “أعداء النجاح” حدث فيها – رغما عن المقدمة ربما بسبب طيبتها- ما لم أتمكن من مواصلة البرنامح  للإسهام فى تصحيح ما تصورت أنه لا يجوز أن يصل إلى الناس فى وجودى هكذا، حيث أن بقائى كان يعنى أننى مشترك بشكل غير مباشر فيما يضر (من وجهة نظرى)، فاحتججت ، وزعمت أننى قد أصابنى طارئ صحى أثناء التسجيل، وانسحبت – على الهواء- أمام كل المشاهدين، وانتهت المهمة وأنا فى حيرة : إذن لماذا أقبل الإسهام فى هذه التغطية الإعلامية هكذا “عمال على بطال”؟!!.

 فيما عدا مثل هذه الحادثة النادرة، لا أذكر أننى اعتذرت بلا عذر حقيقى، كنت أذكر قول أفلاطون فى مقدمة الجمهورية، أن عقاب من يتخلى عن مسؤولية الريادة  أو القيادة أو التوجيه العام، هو أن يتولى الأمر من هو أقل فائدة وربما أضَرّ أثراً ليس معنى هذا أن زملائى أقل قدرة على الترشيد والتثقيف والتوعية، لكن هذا كان هو التبرير الذى أقنع به نفسى معظم الوقت.

كل هذه المقدمة وجدتها  ضرورية قبل أن أنطلق إلى المتن والشرح لأن المتن فيه سخرية لاذعة أرجو ألا تصيب إلا شخصى.

نفسنة الحياة المعاصرة

بصراحة، كلمة “نفسنة”  ليست الترجمة الدقيقة لأصل الكلمة التى وصلتنى بالإنجليزية ، وهو Psychiatrization ، ذلك أن الإعلام عندنا، قد بالغ فى حشر آراء الطب النفسى (وعلم النفس) فى كل أمور الحياة تقريبا، من أول السياسة، حتى الجريمة، مرورا بالتربية، والرياضة، والأسعار، والموضة، والدين، والعنف، واختيار الوزراء، ولون حجرات النوم،  ومائدة الطعام، والاستخارة، وخفة دم عادل إمام مقارنة بإسماعيل يس، وسيكولوجية ركاب مترو الأنفاق..و…و…، يكفى هذا.

احتاج الأمر منى الآن وأنا أشرح هذا المتن (وهو تحديث لم يرد فى الطبعة الأولى كما ذكرت) أن أتوقف فى محاولة أن أصنف ما أقوله، (وما أحاول أن أتجنب أن أقوله)  وما قد يقوله بعض زملائى فى مثل هذه اللقاءات فوجدت أن أغلبها يمكن أن تندرج تحت ما يلى:

1)  بديهيات لا تحتاج إلى رأى أصلا، (وليس بالضرورة رأى “نفسى”) مثل “أن الجريمة لا تفيد”، أو أنه “على الأب أن يكون قدوة لأولاده !! جدا جدا”

2)  تحصيل حاصل قد يأخذ صفة نفسية، لكنه لا يضيف، مثل أن الطالب الذى ينتبه إلى الدرس جيدا، يحتاج مجهودا أقل لمذاكرته (أى والله)

3)  شجب أخلاقى للشر بأشكاله، مثل ان الغش لا يصح ، لأن من يغش إنما يغش نفسه،  وهذا ليس من  الصحة النفسية، فى شىء !!

4)  نصائح عادية مسطحة يقولها أى واحد فى أى مناسبة (دون حاجة إلى أن يكون مختصا فى النفس، ولا فى غير النفس) ، مثل أنه على الزوجين أن يجتهدا فى حل مشاكلهما بالسلامة

5)  نصيحة نفسية معادة (حتى لو كانت روجعت وثبت عدم جدواها) مثل النصيحة الأشهر، أنه  “دع القلق وابدأ الحياة. (أنظر المتن بعد)

6)    فتاوى سياسية بلغة نفسية، مثلا: تبرر السلام مع إسرائيل، أو تشجبه ( كله ينفع)

7)  وضع لا فتة تشخيصية على شخص نشرت حكايته فى الإعلام، دون اللقاء بهذا الشخص، ودون استيفاء المعلومات اللازمة، ودون التأكد من مصداقية المحرر الذى نشر الخبر، ودون عمل حساب تأثير هذه اللافتة عليه أو على ذويه، أو على من هو مثله.

8)   الحكم على مسئولية متهم ارتكب جريمة غريبة، أو نادرة، أو مستهجنة جدا، لم يبت فيها قضائيا بعد، دون فحصه مباشرة، أو ملاحظته، أو الاطلاع على ملفه

9)  ترديد توصيات نابعة من ثقافة غير ثقافتنا، فى سياق لا يناسبها، مثل الكلام عن الحرية وحقوق الطفل، بنفس الألفاظ والتوصيات التى تتردد فى ثقافات أخرى، ولصق الصفات النفسية، وعبارات المديح بهذه التوصيات لمجرد أنها مستوردة

10)  التوصية الأكيدة بضرورة  الذهاب إلى ” الطبيب النفسى “ للاستشارة (والعلاج) عمال على بطال”، فى أمور الحياة العادية التى غالبا لا تحتاج لمثل ذلك

11)  تشريح شخصية بعض الفناين أو الفنانات بما يحب أن يسميه الإعلاميون “تحليل نفسي”:، دون لقائهم، وبأقل قدر من المعلومات، وغالبا دون إذن منهم

12)  لصق اسم مرض خاص (او صفة مرض عام، مثل الجنون) ببعض رؤساء الدول الذين يمارسون سوء استخدام السلطة فى الحرب أو السلم ، وكأننا لا نعرف أننا بذلك نلتمس لهم العذر (مرضى بقى !!) فيواصلون قتل واستغلال الأبرياء والضحايا.

13)    وغير ذلك كثير مما هو مثل ذلك

ما هذا؟

لقد اكتشفت أن الشرح فى نشرة اليوم جاء قبل المتن

ولم لا؟

فإذا احتاجت أية فقرة خاصة إلى مزيد من التوضيح، فقد أفعل فى هوامش لاحقة.

هل عندك – قارئى العزيز- مانع؟

المتن:

الطبيب‏ ‏أصبح‏ ‏مهندسْ‏ ‏للعـُقـَولِ‏ ‏الـَبايْـظَهْ‏ (‏يعنى .. !!)،‏

واللى ‏برضه‏ ‏اتْصلـَّـحـِتْ‏.‏

‏(‏الطبيب‏ ‏دا‏ ‏هوّ‏ ‏انا‏، ‏مش‏ ‏حد‏ ‏غيرى‏) ‏

o       ‏”‏لّما‏ ‏كنا‏ ‏نـَحـْنُ‏ ‏فى ‏عصر‏ ‏الـَقـَلق‏ْْ،‏

‏”‏نستعيذ‏ُُ ‏بربّنا‏ ‏مما‏ ‏خلق‏ْْ”،‏

يبقى ‏لازْمَـنْ‏ ‏كلنا‏ ‏نقلق‏ ‏قوى،‏

واللى ‏ما‏ ‏يقلقشى ‏لازْمَنْ‏ ‏يِكتئب‏،‏

إمّالِ‏ ‏ايـِــهْ‏…‏؟‏ !‏! !

o       ثم إنك – بعد ذلك – لمْ لا بدْ انك تسيب هذا “القلق”

علشان “تعيش”

o       ثم إن “الحزن”  برضه مالوش لزوم

“طنّش” تعوم ! !

ما هو كله فى المافيش

o       ثم إوعى انك تنام من غير لحاف    

o         أحسن تخاف  حيث النصيحة: “لا تـَخـِفْ”

أهُمّ شىء فى الملفْ!!

o       ثـُمَّ‏ ‏إن‏ّّ ‏اُلأُم‏ ‏لازِم‏ْْ، ‏إِنـّها‏ ‏تْـحـِبّ‏ ‏عـِيـَالـْهـَا

دا‏ ‏لزوم‏ ‏فك‏ ‏العقد‏ ‏إلـلى ‏فى ‏بالها‏.‏

فلقد‏ ‏ثبت‏ْْ: ‏إن‏ ‏الـعُـَقد‏ْْ “‏وِحـْشـَةْ‏ ‏قوى”!!. ‏

هـَذَا‏ ‏الذى ‏قد‏ ‏أَظـْهـُرُو ‏الـْبـَحـِثِ‏ ‏الـفُلاَنـِى،‏

‏”‏لمّا‏ ‏عد‏ ‏التانى ‏ساب‏ ‏الأولانى”.‏

ثم‏ ‏أوصى: “‏أن‏ْْ ‏يكون‏ ‏الكــل‏ْْ ‏عالْ‏.‏

إذْ‏ ‏لا‏‏بـُدْ‏ ‏انّ ‏الـُكوَيـِّسْ‏:‏

‏ ‏هـُوَّا ‏أحـْسـَنْ مـِالَّذِى مـُا هـُوشْ كُوَيـِّسْ.

إمـَّاِل‏ ‏ايـِهْ؟‏”‏

‏[هذا‏ ‏برنامج‏ “‏عفاف‏ ‏هانم‏”،‏

‏ ‏بـتسأل‏ ‏حضرة‏ ‏الدكتور‏ “‏فلان”‏ ]

 هوامش محدودة:

وجدت أن المتن أوضح من أن أضيف إليه شرحا آخر بعد كل هذه المقدمة الطويلة اللهم إلا :

  1. إن الإلحاح فى ترديد أنه “دع القلق وابدأ الحياة”، (ثم إنك – بعد ذلك : لمْ لا بدْ انك تسيب هذا “القلق”، علشان “تعيش”)  دون اتهام الكتاب الأصلى لديل كارنيجى بالمسئولية الكاملة عن سلبية تلقى هذا المفهوم، الذى هو من أشهر ما يجرى بين الناس على أنه غاية المراد لتحقيق ما هو صحة نفسية، وقد كررت طويلا أن البديل الحقيقى هو “عش القلق، واقتحم للحياة”
  2. إن إشاعة أن ثم شىء اسمه “الاكتئاب القومى” ، وأن الحزن مرفوض من أساسه، هى إشاعة تروج مفاهيم سطحية، مسخت عاطفة شديدة العمق والدلالة مثل الحزن

 (أنظر مثلا :

–  ما هو لازم إنى أزعل”   نشرة 7/9/2007 (بدال ما تثور تفن)

– أو نشرة 18/11/2007 (مقدمة (3/3)  عن الوجدان، والحزن)

  1. كذلك هذا الترويج السطحى ضد الخوف المشروع، كثيرا ما يتكرر فى الإعلام، الأمر الذى انتقدته حتى فى أرجوزة للأطفال عن الخوف، لا أكتفى إزاءها بالإشارة إلى موقعها فى الموقع برابط link، وإنما أقتطف منها ما يلى :

قالوا يعنى، بحسن نيةْ: “لا تخف”

دا مافيش خطرْ

طب لماذا؟

هوا يعنى انا مش  بشر؟

إنما احنا نقولَّك: “خافْ وخوِّف” !

فيها إيه؟

 

لو ماخفتش مش حاتعمل أى حاجهَ،

فيها تجديد أو مغامرة

لو ما خفتش مش حاتاخد يعنى بالكْ،

حتى لوْ عاملين مؤامرة

لو ما خفتش مش حاتعرف تتنقل للبر دُكْهَهْ

خايف انْ تْبِلّ شعركْ

لو ما خفتش يبقى بتزيف مشاعرك

بس برضه خللى بالك

إوعى خوفكْ

يلغى شوفكْ

إوعى خوفك يسحبك عنا بعيدْ، جوّا نفسك

إوعى خوفك يلغى رقة نبض حسك

  1. إن استشهاد الإعلام، وبعض النفسيين، بما ينشر هنا وهناك من أرقام ونسب مئوية لكثير منالأبحاث (بعضها أو كثير منها مستورد) ، يتكرر بشكل متواتر، وكثيرا ما ينساق الطبيب النفسى إلى تفسير هذه الأرقام وكانها حقائق مسلمة ، دون (أو قبل) مناقشة مدى مصداقيتها، أو نوع العينة التى أجريت عليها وهل هى ممثِّلة لما تشير إليه أو لا …إلخ …إلخ (من المتن:

هـَذَا‏ ‏الذى ‏قد‏ ‏أَظـْهـُرُه‏ ‏الـْبـَحـِثِ‏ ‏الـفُلاَنـِى،‏

“‏لمّا‏ ‏عد‏ ‏التانى ‏ساب‏ ‏الأولانى”،

ثم‏ ‏أوصى: “‏أن‏ْْ ‏يكون‏ ‏الكــل‏ْْ ‏عالْ‏.‏

وبعد

أكتفى بهذا القدر اليوم لنلتقى الثلاثاء القادم (ما أمكن ذلك)، على جزء جديد من المتن يقول:

وساعات‏ ‏أشوفه‏ ‏مـِطـيّباتى ‏مُـعْـتَبـر‏ْْ،‏

آه‏ ‏يا‏ ‏حلاوتـُهْ‏ ‏وهـُوَّا‏ ‏بِيـْلبِّـسْ‏ ‏خـُدُوُده‏ْْ ‏الإبْـتسَامةْ‏،‏

أو‏ ‏لمّا‏ ‏بِيْـشَـَخـْبـَط‏ْْ ‏ويكتبْلَكْ‏ ‏حـُبـُوب‏ْ “‏منع‏ْْ ‏السآمـة‏”، ‏

أو‏ ‏لما‏ ‏يْوصف‏ ‏حقنة‏ ‏المُـحـَاياة‏ ‏تقوم‏ ‏تمسح‏ ‏مشاعرك‏ “‏بالسلامة‏”.‏

‏-11-‏

وساعات‏ ‏أشوفنِى ‏كما‏ “‏الأغا‏”‏

بيضحّـك‏ ‏المِـلـَكة‏، ‏ويُستعمَـل‏ْْ ‏من‏ ‏الظاهر‏ْْ، ‏بَــسْ‏. ‏

‏-12-‏

وساعات‏ ‏جنابه‏ ‏يلف‏ ‏أحكامه‏ ‏ف‏ ‏زواق‏، ‏مش‏ ‏أى “‏حاجةْ‏”.‏

يفتى ‏كما‏ ‏قاضى ‏الزمان‏ ‏وكأنه‏ ‏جاب‏ ‏المستخبى، ‏يقولك‏ ‏انك‏ : ‏

إوعى “تزعل”، أو تشوف :  “‏بـطـّلْ‏ ‏سماجة‏”،‏

‏”‏كُـنْ‏ ‏منافقْ‏”، ‏يعنى “‏جامِلْ‏”، “‏مَشِّى ‏حالَك‏”.‏

تبقى ‏ماشى ‏فى ‏السليم‏، ‏مهما‏ ‏جرالكْ‏.‏

والعواطف‏ ‏تـِتـْشـَحـَنْ‏ ‏جوّا‏ ‏العيون‏ْْ ‏زى ‏البضاعـَهْ‏.‏

‏(‏كل‏ ‏ساعةْ‏ ‏نُصّ‏ ‏ساعةْ‏).‏

‏”‏يعنى ‏إيه‏ ‏؟‏!‏؟‏” ‏

‏”.. ‏مشْ‏ ‏مُـهِـمْ‏”.‏

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *