نشرة “الإنسان والتطور”
السبت: 20-9-2014
السنة الثامنة
العدد: 2577
حوار مع مولانا النفّرى (98)
من موقف “بيته المعمور”
معنى آخر للصحة
وقال مولانا النفرى من “موقف بيته المعمور”:
وقال لى:
القول حجاب، فناء القول غطاء، فناء الغطاء خطر،
فناء الخطر صحة، علم ذلك يكون حقيقته: لا تكون.
فقلت لمولانا:
سامحنى يا مولانا، فعلامات الترقيم من عندى أمِلا أن تصل كلماته إليك تعلـِّمنا أوضح وأكمل،
ثم اسمح لى أن أزيد التشكيل وضوحا – كما وصلنى– لعل الرسالة تكون أكثر بلاغا، إذْ تصل رسالته إليك عن التصعيد إليه كما وصلتنى، لعل من يستطيع: يستطيع هكذا، “واحدة” “واحدة”،
القول حجاب
فناء القول غطاء
فناء الغطاء خطر
فناء الخطر صحة
علم ذلك يكون حقيقته: لا تكون
هذه الحركية كانت قد وصلتنى ناقصة غامضة من مهنتى أساسا، ثم من اجتهادى، فكدحى، فإذا بما قاله لك يكشف كيف أنها تصعيد رائع إلى ما يبدو عدما، وهو عكس ذلك تماما، فهو عدم النهاية البداية،
إذا كانت حقيقة علم ذلك “ألا تكون”، “ألا أكون”، فهى البداية لا النهاية فى نفس الجزء من الثانية، البداية إلى ولادة جديدة، مرحلة تالية من التصعيد المعرفى الوجدانى الإدراكى فى نور الغيب اليقين.
الذى يتوقف عند “نقد” القول حتى يعرف عجزه “فينفيه”، فيتصور أنه خرج من سجن الرمز إلى رحابة الحق، مخدوع، فنقدُ الرمز حتى نفيِه يوصِّلنا إلى غطاء وليس إلى كشف،
ومن ينتبه إلى ذلك فينفى هذا الغطاء الجديد، سوف يفاجَأ بالخطر الرائع المروِّع،
فإن اقتحم الخطر حتى تجاوزه فأفناه،
فهو فى رحاب الصحة
لأول مرة يا مولانا – فى حدود اجتهادى فى مدرستك – تصلنى كلمة “الصحة” هكذا وهى على قمة هذه الحركة التصعيدية المغامرة اليقين، فأفرح لما تضيئ به زوايا ممارستى مهنتى، ونفسى، وأحزن لما آلت إليه معانى الصحة كما يسوِّقها المسترخون على أرائك الدعة، وأحيانا على هودج اللذة المدغدِغَة.
الصحة يا مولانا هى الحركة النابِضة الناقـِدة المتجدِّدة الحذِرة المغامِرة إلى الولادة الجديدة أبدا، أنطلاقا من حقيقة “ألا تكون” لتواصل أن “تكون” إليه.