يحيى الرخاوى طبيب نفسى
نشرة “الإنسان والتطور”
السبت: 20-7-2013
السنة السادسة
العدد: 2150
حوار مع مولانا النفّرى (37)
من موقف “معرفة المعارف”
وقال مولانا النفرى فى موقف “معرفة المعارف”
وقال لى:
* أوقفنى فى المعارف وقال لى هى الجهل الحقيقى من كل شىء بى
* صفة ذلك فى رؤية قلبك وعقلك هو أن تشهد بسرك كل ملك وملكوت، وكل سماء وأرض، وبر وبحر، وليل ونهار، ونبى وملك، وعلم ومعرفة، وكلمات وأسماء، وكل ما فى ذلك وكل ما فى ذلك وكل ما بين ذلك يقول ليس كمثله شىء، وترى قوله ليس كمثله شىء هو أقصى علمه ومنتهى معرفته.
فقلت لمولانا
احترت يا مولانا فى المنهج الذى أخاطبك به، بل فى المنهج الذى يصلنى ما قاله لك من خلاله، تناولت الفقرة الأولى (السطر الأول) قبل ذلك فى نشرة سابقة نشرة (6/4/2013) دون ما بعدها، مع أنك، بهديه ألحقت هذا السطر فوراً بشرٍح ما (أعنى بتوجيه فهو لا يشرح، ولا أنت).
لاحظت اليوم أنه كان ينبغى علىّ أن آخذ ذلك فى الاعتبار فى محاولتى الأولى، لم أعد أعرف يا مولانا حدود ما آخذ وما أؤجل، صواب ما أقتطف ومغزى ما أترك، أشعر أنها إضاءات متجاورة متكاملة معا مثل سلسلة من “الثريات” بجوار بعضها البعض، أستطيع أن أستضىء منها “بثريا” واحدة، أو بعدة “ثريات” متفرقة، أو ببضع منها متجاورة متناغمة، ولا أحتمل –عادة – وهج نورها كله معا.
فى النشرة السابقة المشار إليها حالا وصلنى السطر الأول ليذكرنى بضرورة التمييز بين الجهل الحقيقى المعرفى (بما أوحاه إليك) عن “الجهل الكسل” و”الجهل العمى” و”الجهل التقليد”، ومن هنا أكملت حوارى معك لأنبههم إلى احترامك للعلم الحقيقى على شرط ألا يكون هو غاية المراد باعتبار أنه معرفة المعارف، فهو ليس إلا دابة من دواب طالب المعرفة، وأنهيت النشرة بذكر ما نمارسه – فى أغلب الأحوال – فى المؤتمرات المسماة “علمية”، حيث يصبح العلم الذى يقدم بلا عين (عين العلم)، وبالتالى بلا حكم، فلا يتعدى كلمات المتحدثين التى لا تحل فى قلب أىٍّ منهم، لأنها لم تخرج من قلب أى منهم (آسف: أغلبهم).
عرفت يا مولانا من محيط “الإدراك” (من نشرة 10-1-2012 إلى نشرة 10-3-2013) أن العلم الذى يدخل القلب إنما يصلنا عبر الإدراك الذى هو أيضا السبيل إلى الإيمان إلى طريق معرفة الله (دون وصول) فحمدت الله أن هيأ لى – ربما عن طريق هذه النشرات والأصدقاء – أن أصاحبك بهذا الصبر، وأن أسبح فى محيط الإدراك بما استطعت وأن أراك وأرى إيحاءاته إليك فى ممارسة العلاج الجمعى بوجه خاص، وهو ما أواصل رصده وتسجيله فى هذه النشرات هذه الأيام.
أرجع اليوم لأكمل ما فاتنى فى نشرة (6/4/2013) فأعيد كتابة الفقرتين معا مرة أخرى دون أن أشعر أننى أكرر.
وقال لى:
أوقفنى فى المعارف وقال لى هى الجهل الحقيقى من كل شىء بى، صفة ذلك فى رؤية قلبك وعقلك هو أن تشهد بسرك كل ملك وملكوت، وكل سماء وأرض، وبر وبحر، وليل ونهار، ونبى وملك، وعلم ومعرفة، وكلمات وأسماء، وكل ما فى ذلك وكل ما فى ذلك (1) وكل ما بين ذلك يقول ليس كمثله شىء، وترى قوله ليس كمثله شىء هو أقصى علمه ومنتهى معرفته.
إذن، فصفة “الجهل الحقيقى من كل شىء به” هى فى رؤية بالقلب والعقل معا، وأن يصلنا من كل ملك وملكوت، وكل سماء وأرض، وبر وبحر، وليل ونهار، ونبى وملك، وعلم ومعرفة، وكلمات وأسماء…، أن يصلنا من كل ذلك، وكل ما فى ذلك، وكل ما فى ذلك وكل ما بين ذلك أنه “لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ”، لكن لكى يصلنا ذلك نحن نحتاج أن نستمع وننصت إلى نص قوله فى كتابه الكريم “لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ” فلا نتوقف عند أنها مجرد تحذير من تصوير ما لا يجوز تصوره، تنبهنا يا مولانا هنا أن المسألة ليست بهذه البساطة، فإنه حين ينزل فى كتابه الكريم أنه “لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ”، فهو يوصل لنا أن معايشة هذه الحقيقة ينبغى أن تكون بإدراك مشتمل، وقلب مضىء، وليس بألفاظ تنفى تماثله مع أى شىء، هذه المعايشة هى التى توصل لنا رسالة الآية الكريمة كأقصى العلم ومنتهى المعرفة.
حين أقرأ “لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ” تقفز إلى وعيى الآية الكريمة أنه “وَلَمْ يَكُنْ لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ” وبعدها “وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ”، فتتسع السماوات والأراضى أمامى وأطير كنورس له أجنحة من نور كلماته، وأتاكد من أن هذا هو أقصى العلم به، ومنتهى معرفته، فلا أطمع فى أكثر،
وهل يوجد أكثر؟!!
نعم
[1] – هكذا فى الأصل، التكرار وارد هكذا.