الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / حوار مع مولانا النفّرى (26) مديح الجهل المعرفى، والتحفظ على “الحرف” العلمى وغيره (4 -؟)

حوار مع مولانا النفّرى (26) مديح الجهل المعرفى، والتحفظ على “الحرف” العلمى وغيره (4 -؟)

نشرة “الإنسان والتطور”

السبت: 4-5-2013

السنة السادسة

 العدد: 2073  

  حوار مع مولانا النفّرى (26)

مديح الجهل المعرفى، والتحفظ على “الحرف” العلمى وغيره (4 -؟)

مقدمة:

مازلنا نقطف بعض ثمار ما جمع الأخ الدكتور أ.د. توفيق رشد، من مواقف ومخاطبات مولانا، ونحن نمشى بحذر، ونأمل بعشم، ونكدح بصبر، وندعو بثقة فى يقين الاستجابة

*****

(1) وقال لمولانا النفرى من “موقف الثوب”

وقال لى:

        أوقفنى فى الثوب وقال لي إِنَّك فى كلِّ شىء كَرَائِحَةِ الثَّوْبِ في الثَّوْب.

فقلت لمولانا:

أحرجتنى يا مولانا، كلما وجدت فى العلوم الحقيقية الأحدث فالأحدث ما يؤكد هذا الكشف الذى كشفه لك، عدلت عن الاستشهاد به خشية أن أقع فيما نهيت عنه من حيث أننى أؤكد الأعلى بالأدنى، فماذا أفعل؟

فى رحلتى مع الإدراك، ومع الأجزاء من الأجزاء من الثوانى، ومع طبقات الوعى، ومع تجليات مستوياته فى المستويات، عرفت بعض ما هى رائحة الثوب الذى ليس له رائحة إلا رائحته، فإن كان ينبهك يا مولانا إلى هذه اللطائف حتى لا تثقل بنا أطنان الحروف المرصوصة، ولا تحجبنا عن ما هو نحن طبقات العلوم المدسوسة، فهذا فضل يطمئننا، ويدفئنا، معا فى رحابه.

حين أكون كرائحة الثوب فى الثوب أكون بلا رائحة إلا ما يملؤنى به بفضله فى رحابه، ليس فقط فى الثوب، وإنما فى كل شىء. هذا هو.

(2) وقال لمولانا النفرى من “موقف التقرير”

وقال لى:

          الواقف لا يعرف المجاز، وإذا لم يكن بيني وبينك مجاز لم يكن بيني وبينك حجاب

فقلت لمولانا:

خلافاتى مع محمد إبنى كثيرة ومفيدة، وهذا يرجع غالبا إلى جهلى وذكاء عناده أو عناد ذكائه، فهو يكرر دائما استشهاده بما هو مجاز، وموقع ذلك من اللغة وكلام من هذا، وأنا لست هنا، فلا أنا أعرف تحديدا ماذا يعنى بالمجاز، ولا أقف طويلا عند ما يسمى التجريد، الأرجح أننى أتخطى هنا وذاك دون أن أدرى لأصل إلى الشعر  الشعر الذى يستغنى عن اللغة ليثريها بها، فتنبض الألفاظ والمجازات والتجريدات بما يصلنى دون حاجة إلى هذه التسميات أصلا، أقول “ربما” يا مولانا، فأنا جاهل كما تعلم،

وهذا كله لا يجعل بينى وبينه مجازا، فأفرح لأنه ليس بينى وبينه حجاب كما تطمئننى.

 (3) وقال لمولانا النفرى من “مخاطبة 4”

وقال لى:

            يا عبد آية معرفتى أن تزهد فى كلِّ مَعْرِفَةٍ.

فقلت لمولانا:

الزهد فى المعرفة لا يغنى عن المعرفة، هو يضعها فى موقعها، معرفته يا مولانا أكبر من أن توصف بالمعرفة، وهى لا تحتاج إلى آية ولا إلى معرفة، لأنها هى بما هى من قبل ومن بعد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *