نشرة “الإنسان والتطور”
الأربعاء: 13-1-2016
السنة التاسعة
العدد: 3057
حوار مع مولانا النفّرى (166)
من موقف “لا تفارق اسمى”
وقال مولانا النفرى أنه:
أوقفنى بين أولوية إبدائه، وآخرية إنشائه
وقال لى إن لم ترنى فلا تفارق اسمى.
فقلت لمولانا:
منشغل أنا هذه الأيام يا مولانا كما تعلم بوحدات الزمن المتناهية الصغر إٍلى وحدات الزمن اللانهائية الامتداد، وحين وصلنى هذا المقطع من هذا الموقف وجدتنى ممتدا بين هذين البعدين أكاد أفقد توازنى إن لم أكن فقدته فعلا، ثم لاح لى ما لاح، فوصلنى أن أولوية إبدائه هى خلق الحياة حتى خلق الكون انطلاقا من الوحدات المتناهية الصغر. ثم وصلنى أن آخرية إنشائه فى حدود ما نعرف: هو هذا كائن البشرى الذى ورط نفسه يحمل الأمانة وجهاد المعرفة وكدح السعى إليه، وبرغم أننى لا أفسر – كما تعلم يا مولانا- أية منظومة بأخرى، أرفض أن يكون استلهامى هذا تفسيرا لما وصلك، لكننى أطرح أمامك خبره ذاتية عشتها من واقع محاولتى تحمل مسئوليه هذا الامتداد المعجزه بين أصغر وحدة زمنيه وأطولها، وحين غامرت بأن أتعرف عليه من خلال تحريك وعى مقابل عرفت كيف لا يكون التعرف إلا بكل ذرة ودَنَا فى كل خلية تنبض بوعى ما خلقت به وما خلقت له، ولا يكون ذلك إلا بالوقوف بين أولوية إبدائه، وآخرية إنشائه، خشيت يا مولانا أن أتصور أنه تحقق لى بعض ما استلهمتُ إلا لجزء من الثانية لم أستطع أن أرصده، فقررت أن أتبع ما أوصاك به وألا أفارق اسمه لعلى أعيش هذا التحدى الممتد من بدء البدء إلى نبض الغيب، لعل وعسى، برحمته وفضله.