نشرة “الإنسان والتطور”
الأربعاء: 30-12-2015
السنة التاسعة
العدد: 3043
حوار مع مولانا النفّرى (164)
من موقف “البصيرة”
وقال مولانا النفرى أنه:
وقال لى:
ما نهاك شىء عن شىء إلا دعاك إليه بما نهاك عنه،
وأنا أنهاك فلا أدعوك إلىّ بما أنهاك عنه
وأدعوك إلىّ فلا أنهاك بما أدعوك به،
ذلك الفرق الذى بين وصفى وسواه.
فقلت لمولانا:
يا خبر يا مولانا!! ما هذا الذى وصلنى؟ لقد وصلنى من هذا المقطع من هذا الموقف درجة قصوى من الواحدية الخالصة لا أعرف كيف، ولا أريد أن أزيد، لكننى من موقع تعرفى المتواضع على “ربى كما خلقتنى” “وربى كما خلقته” “وربى كما خلقتهم”، أعرف أن نـَهـْىَ سواه يحمل فى طياته الدعوة إلى ما نهى عنه، وأن دعوة سواه كذلك، هذا لأنه وصلنى أننا كـُثْـر يا مولانا، ما تحركنا نحو شىء إلا وتحركنا عـَنْه، هذا التعدد يصنـِّفنا بشرَا، ولا يصير أحدنا واحدا أبدا، لكن مسموح له، بل وهو مدعوٌّ أن يتوجه إلى الواحد الأحد، بلا وصول، اللهم إلا هذه اللحظة الجزء من ألف ثانية، ثم يعود إلى تعدده لينهَى وهو يدعو، ويدعو ينهى بما يميزنا بشرا، وهو هو ما يميز من يدعونا أو ينهانا سواه.
هكذا وصلنى يا مولانا معنى أعمق وأصعب لما هو توحيد، وكيف أنه هو بوحده واحد أحد، والواحد ينهى إذ ينهى كله، ويدعو إذ يدعو كله، ومهما كنت أنا كُثـْر فىّ، فإننى لا أجد فى هذا أجد فى النهى منه أى رسالة أخرى غير النهى كما لا أجد فى الدعوة منه أى رسالة أخرى غير الدعوة، لأن النهى يصل إلى كل ما هو أنا (نحن) مَعاً، كذلك الدعوة، فتجمعنى فىّ دعوته إليه، ويجمعنى فىّ نهيهُ إليه، فأكدح لامـّا أنفسى نحوه، فمن أين يأتى النهى داخل الدعوة، أو الدعوة داخل النهى.
هذا هو الفرق بين وصفه وسواه.
فالحمد له يعيننا إليه.