نشرة “الإنسان والتطور”
الأربعاء: 16-12-2015
السنة التاسعة
العدد: 3029
حوار مع مولانا النفّرى (162)
من موقف “التقرير”
وقال مولانا النفرى أنه:
وقال لى:
إذا رأيتنى فإن أقبلتَ على الدنيا فمن غضبى
وان أقبلت على الآخرة فمن حجابى
وان أقبلت على العلوم فمن حبسى
وان أقبلت على المعارف فمن عتبى
فقلت لمولانا:
إذا صح أنه وصلنى ما وصلنى فلابد ألا أقبل لا على الدنيا، ولا على الآخرة ولا على العلوم ولا على المعارف، وقد كدت أرضى بعتبه وأكتفى بالمعارف، لكن حتى عتبه ما أصعبه، ماذا إذن ما هو المطلوب منى؟ ألا أقُبل على الدنيا، ولا على الآخرة، ولا على العلوم، ولا حتى على المعارف؟ أقبل على ماذا إذن؟
ثم انتبهت إلى استحالة ذلك إلا لجزء من جزء من الثانية، ثم أعود أقبل على ما أستطيع وهو الغفور الرحيم، هذا الجزء من الجزء من الثانية هو الجزء الذى يجتمع فيه كلى إليه، كل مستويات وجودى، كل تجليات وعيى، كل “دَنَا” خلاياى، كل أدوات معرفتى، تجتمع تصير واحدا فى هذا الجزء من الجزء من الثانية، فلا أحتمله ولا أصبر عليه، ولا أطيل فيه،
لكنه هو هو الدهر كله، وهو يغنى عن كل ما هو غيره، ما دامت الواحدية قد تحققت فيه،
ومن رحمته يا مولانا ألا يطول أكثر،
تصورت أنه لو طال أكثر لصعقتنا رؤيته، وهو لا يريد منا، ولا لنا، أن نُصعق أو نتلاشى،
إذا كان المقصود يا مولانا هو هذه الرؤية ولو لهذا الجزء من الجزء من الثانية فما أغنانى لحظة لحظتها عن الدنيا وعن الآخرة وعن العلوم وعن المعارف، فكيف أقبل على أى منها وقد استنغيت عنها، فى هذا الجزء من الجزء من الثانية،
إن كان ذلك كذلك، يكفينى ذلك،
والحمد له أنه لا يطول أكثر، فما يتبقى منه يكفى لدعوة جديدة، للعودة إليه، وباستمرار.
يبدو يا مولانا أننا لن نعرفه إلا إذا تعرفنا على أجزاء الأجزاء من الثوانى، وأجزاء الذرات، وواحدية الوعى، وحِدَّة البصيرة ولو لمدة هذا الجزء من الجزء من الجزء إليه.