الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / حالات وأحوال (16) تابع: رحلة التفكيك والتخليق(12) العلاج: “تناغم” مستويات الوعى جدلا يحقق واحدية الذات إلى الكون إليه

حالات وأحوال (16) تابع: رحلة التفكيك والتخليق(12) العلاج: “تناغم” مستويات الوعى جدلا يحقق واحدية الذات إلى الكون إليه

نشرة “الإنسان والتطور”

الثلاثاء: 15-12-2015

السنة التاسعة

العدد: 3028

 

حالات وأحوال (16)

تابع: رحلة التفكيك والتخليق(12)

العلاج: “تناغم” مستويات الوعى جدلا

 يحقق واحدية الذات إلى الكون إليه

أنهيت نشرة أمس وأنا على وشك الدخول فى الحديث عن “علاقة الواحدية” حالة تآلف مستويات الوعى جميعا، بما هو مكافىء لـ “لا إله إلا الله”، الواحدية  البيولوجية بالنسبة للوعى هى تحقق تآلف جدلى ضام بين كل مستويات الوعى كما خلقها الله فى لحظة بذاتها، فإن تحقق ذلك وتلاقت هذه الواحدية بواحدية مستويات الوعى الكونى الممتدة فى جزء من ثانية أنير الطريق إلى وجه الله.

هذا ليس كلاما نظرياً بحتا، أو فيزيقيا بيولوجيا صرفا، لكنه حضور وجودى فى عمق ثقافة المؤمنين وهو يتجلى بصور مختلفة فى تشكيلات عادية، بدت ملامحها فى رحلة محمد عبد الله معنا حتى الآن، وفيما بعد.

حين خطرت لى هذه الأفكار أو الفروض أمس، أعلنت ترددى عن الخوض فى هذه المسألة هكذا، وحين هممت بكتابة نشرة اليوم زاحمتنى الفكرة من جديد، وحاولت مقاومتها لأسباب بدت لى وجيهة من بينها ما يلى:

أولاً: ما علاقة هذا الكلام بحالة تـُقـَدّم فى باب حالات وأحوال للتعريف بأسلوب التعامل مع مريض يسمى فى العرف العادى “مجنونا” وفى اللغة العلمية: “ذهانى” أو “فصامى”؟

ثانياً: ما جدوى إثارة قضية “الواحدية” وهى قضية لم يأت ذكرها فى الحوار مع المريض أو فى المناقشة حول حالته أو حتى فى التساؤلات عن حالته فى بريد الجمعة؟

ثالثاً: كيف يمكن الوفاء بالمبدأ الذى التزمت به وهو: عدم خلط منظومة معرفية  بأخرى مهما بدا أن إحداهما تشرح الأخرى أو توضح معالمها، (وهذا أساس رفضى أو على الأقل حذرى وتجنبى لما يسمى التفسير العلمى للقرآن أو أى نصوص مقدسة عموماً؟)

رابعاً : ما هى الفائدة التى يمكن أن تعود على القارىء، وخاصة من المعالجين مادمتُ أقوم بتقديم الحالات فى هذا الباب بالذات (حالات وأحوال) لتوعيتهم ببعض ما بلغنى من خبرتى،  ومن ثـَمّ بعض آليات العلاج فى نقد النص البشرى؟

خامساً : ماذا لو فتحت على نفسى هجوما من الناحيتين، من ناحية “السلطة الدينية الحرفية” ومن ناحية “السلطة العلمية الفوقية”؟ الأمر الذى قد يجهض كل محاولاتى لتوصيل ما وصلنى إلى أصحابه إذا أنا استـُدْرِجْتُ للرد على أى منهما أو عليهما معاً.

أخيراً : هل الحديث عن الواحدية هو ضمن ما أسميته “الأساس فى الطب النفسى” أم أنه حديث فى اللاهوت أو على أحسن الفروض فى الفلسفة؟

وحين وجدت أن إجاباتى على كل هذه الأسئلة تثنينى عن المضى قدما فيما خطر لى فى نهاية نشرة أمس، وجدت نفسى أكثر حرصا على التقدم إلى ما كنت أنوى، وترتبت أفكارى على الوجه التالى:

أولاً: ثقافتنا – رضينا – أم لم نرض تعتبـَرُ المرض ابتلاء والحمد لله.

ثانياً: ثقافتنا – قـُلـْنـَا أم ضمرنا- تعتبـِر “الشفاء من الله”.

ثالثاً: ما وصلنى من خبرتى، ومن العلاج عامة، ومن العلاج النفسى خاصة هو أن هذه مقولات ثقافة، وليست دينا بحتا، ولا هى تواكل، وأيضا هى ليست ميتافيزيقا.

رابعاً: هذه الحالة وغيرها يتم التعرف عليها كما يجرى علاجها عبر الوعى البينشخصى والوعى الجمعى، أكثر من توصيفها بأعراض وأسماء أمراض بذاتها.

خامساً : لا مفر من إعادة فتح ملف “الإدراك”، و”الوعى”، و”الوجدان” على الأقل كما جاء فى النشرات لنتعرف كيف تفيدنا المعلومات التى وردت إلينا فيها فى التعرف على معالم ثقافتنا فى هذه النقطة المحورية المتعلقة بدور الوعى المتبادل إلى الوعى الجمعى، إلى احتمال تناغم مستويات الوعى الممتدة.

هكذا: رحت أفتح هذه الملفات، وجعلت أقتطف منها المقتطفات التالية:

أولاً: بتاريخ: 11-1-2012- النشرة رقم:  1594:

“…. تعرفت …. على ما هو إدراك كلى وما هو إدراك جزئى حواسّى، وماهو إدراك يتجاوز هذه الحواس وغيرها، وأنه وظيفة أخرى غير التفكير تماما، فاهتديت إلى أن الله سبحانه وتعالى “يـُدْرَكُ” بالإدراك لا يُثبت بالتفكير، ولا يُعرف بالعقل”.

ثانياً: بتاريخ: 1-2-2012- النشرة رقم:  1615:

“أنا لا يهمنى إدراك معنى الكون بقدر ما يهمنى إدراك معنى وجودى أنا لهذه الفترة من الزمن فى هذا الكون، …. اتضح لى كيف تختلف الحياة (الوجود) إذا كانت تنتمى إلى محور واحد تتشكل حوله توجهاتنا جميعا بأقل قدر من الشرك، تختلف عن الحياة (الوجود) التى تنكر أو تزيح أو تستغنى عن هذا المحور، ربما لذلك عنونت إحدى أولى النشرات بعنوان “ثقافة التوحيد” من هنا كانت بداية علاقتى بشهادة ألا إله إلا الله”.

ثالثاُ: بتاريخ:  24-9-2012- النشرة رقم: 1851:

“….من خلال التعرف على الإدراك اكتشفت أن الله سبحانه يُدْرك ولا يثبت بالتفكير والأدلة، لم تكن هذه حقيقة ثانوية كما لم تكن بعيدة عن الممارسة العملية للطب النفسى، فأنا أتعامل مع معرفة الله، بغير قصد مسبق، باعتبارها الأساس الموضوعى لتطور الجنس البشرى (واستمرار الحياة) واستعادة التوازن الحيوى، (وما العلاج إلا محاولة استعادة التوازى الحيوى)”.

رابعاً: بتاريخ: 7-10-2012- النشرة رقم: 1864:

“حتى يتحقق فرض أن الله سبحانه نعرفه بالإدراك أكثر كثيرا جدا مما يمكن أن نثبت وجوده بالتفكير، ينبغى أن نزيح وصاية السلطة الدينية، وجمود المعاجم بخبطة واحدة، فكلاهما متوقف عند مستوى “الكلام”، أو حتى مستوى “علم الكلام”….”.

خامساً: بتاريخ: 17-5-2015 – النشرة رقم: 2816 :

“أن الحقيقة المحورية للوجود هى أنه  “لا إلا إلا الله” بكل اللغات

وهى حقيقة نابعة من ومتعلقة أشد التعلق بماهية الوعى وطبقاته،

وهى حقيقة أساسية وجوهرية للتعرف على بعض أبعاد الوجود، وبالذات ما يخص الطبيعة البشرية : “ربى كما خلقتنى”!

سادساً: بتاريخ: 12-10-2013 النشرة رقم: 2234:

“….وإنما يدرك الحق تعالى بالإدراك على مراحل متمادية باستمرار إلى بعدها…”

سابعاً: بتاريخ: 12 -1-2013 النشرة رقم: 1961:

“…عرفت كيف تعمى القلوب التى فى الصدور، فنضل الطريق، وقدّرت أن الإدراك وليس التفكير أو نشاط العقل الطاغى هو الأقرب إلى المعرفة اللازمة التى قد تساعد فى الوصول إليه”.

وبعد

ألا يحتاج كل هذا إلى تحقق وتطبيق؟

بالله عليكم: كيف، ولماذا.

هذا ما آمل أن نتعرف على بعضه رويدا رويدا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *