الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / حوار مع مولانا النفّرى (158) عودة إلى الإيقاع الحيوى اليوماوى من موقف “الأعمال” مزيد من التعرف على: “الليل وما هو!!”

حوار مع مولانا النفّرى (158) عودة إلى الإيقاع الحيوى اليوماوى من موقف “الأعمال” مزيد من التعرف على: “الليل وما هو!!”

نشرة “الإنسان والتطور”

الأربعاء: 18-11-2015

السنة التاسعة

العدد: 3001

  حوار مع مولانا النفّرى (158)

عودة إلى الإيقاع الحيوى اليوماوى 

من موقف “الأعمال”

 مزيد من التعرف على:

“الليل وما هو!!”

وقال مولانا النفرى:

وقال لى:

             عمل الليل عماد لعمل النهار

وأيضا:

         وقال لى تخفيف عمل النهار أدْوم فيه، وتطويل عمل الليل أدْوم فيه

فقلت لمولانا:

أرجَعْتَنِى يا مولانا إلى هاجسى اللحوح عن “الإيقاع الحيوى” منذ بدء الخليقة، بل منذ بدء تكوين الأكوان، وأنا لا أميل إلى ربط ما “قاله لك” ربطا خفيفا من الظاهر لمجرد ورود هذه الكلمة “هى هى”: هنا أو هناك، ومع ذلك فقد انتبهت إلى ورود كلمة “الليل” فى حوارى معك خاصة فى الآونة الأخيرة، ورفضت أن أرجع لها فى كل مواقفك ومخاطباتك، فهى ليست “هى هى” فى أى منهما، برغم كل هذا لم أستطع أن أقاوم هذه الرجعة المحدودة إلى ما تصادف أننى التقيته فى حوارنا حول “الليل” بملاحظات غير إحصائية طبعا، فما وصلنى حتى الآن (وحتى نهاية الحوار غالبا) لا يجوز فحصه بمثل هذه الأرقام التى تُفرغ الحقائق من نبضها ورسائلها وبعثها برغم أنها تلمس سطوحها أحيانا.

لاحظت يا مولانا أن ما وصلنى حتى الآن حين حضر الليل فيما تيسر لى من مواقف عامة، وليس من موقف الليل خاصة، هو كثير وملهم ومِفيق، لعل كلمة الليل وردت أول ما وردت فى حوارنا فى موقف “عهده”  (نشرة 22-8-2015)، وبعد ذلك توالى ظهورها فى “موقف الليل” وانتهينا بعد خمس جولات (نشرات) من الحوار إلى كيف أن الليل “هو” له وحده: “لا للقرآن ولا للمحامد ولا الثناء، ولا الدعاء”، ومع أنى استبعدت أن يكون هذا هو الليل اليوماوى الذى نعرفه، إلا أننى مازلت أعيش الليل ليلا بمثل ما وصلنى من الإيقاع الحيوى وما تيسر لى من مواقف حتى الآن.

 وأكتفى حالا بأن أقتطف مقتطفين اثنيين يذكرانى بما سبق استوحيته عن الليل من حدسك النقى الموحّد الأمين.

جاء فى )نشرة 12-9-2015)  

أولا: “الليل” يمثل ثلث العمر كله .

ثانيا: نوم الريم (نوم حركة العين السريعة): يمثل ربع هذا الثلث فقط

ثالثا: “الليل” أقرب إلى زخم الجهل المعرفى الذى لم يُكفّ عن تنبيهك إليه

رابعا: “الليل” هو وعىٌ قادرٌ حركىٌّ جدلىٌّ نشِط: طول وقته

خامسا: النوم ليس إلا ساترا جزئيا لبعض ما يدور بالليل وفى الليل

سادسا: “الليل” لا يبدأ بغروب الشمس، ولا ينتهى بشروقها، ولكنه طور من نبض الكون، يتواكب بعضه مع بعض دورات الكون الأوسع، ونحن لا نعرف طبيعة تفاصيل العلاقة بين هذا وذاك بأى درجة من التفصيل

سابعا : “الليل” هو أقرب إلى ما هو “الغيب” ، وكل ما نعرفه عن ما يجرى فيه، أو ما يمكن أن يجرى فيه، هو ضرب من الغيب، علينا حدْس بعضه بعقولنا القلبية وغيرها، وهو يجذبنا للسعى فيه وإليه.

ثم مقتطف آخر لو سمحت جاء فى نشرة 26-9-2015

  • الليل أقرب إليه
  • الليل حركية خلاقة نحوه
  • الليل إجازة من وصاية الصحو ومن قهر المنطق المغترب
  • الليل مرتع الإيمان الفطرى النشط
  • الليل حقل يترعرع فيه أصل الأصل الذى نعجز عن تعهده بالنهار
  • الليل فرصة لما نسميه حركية الأحلام، وهى الجدل الخلاق الذى أجتهدُ فى التنبيه من مغبة اختزاله، والتحذير من أن نكتفى باقتطاف ما طفى منه، ثم نختزله من جديد بما نسميه “التفسير”.
  • الليل أصل الإيمان،
  • ” قيام الليل” وارد وأنت نائم وهو يكتمل بصلاتك قيام الليل إذا سلمت فطرتك له.
  • الليل أصل النهار، كما أن الموت أصل الحياة
  • هو الذى ليَّل الليل ونهَّر النهار لنتكامل بهما.

وبعد

حين قرأت يا مولانا ما وصلنى فى موقف الأعمال فرحت إذ وجدت أنه يكاد يؤكد ما ذهبت إليه وسجلت، فعلا ليس عندى ما أضيفه خشية تسطيح ما سبق قوله:

 فالليل ليس مرحلة استرخاء، بل هو مجال عمل، وهذا العمل هو عماد لعمل النهار، لأن عمل النهار لا يكتمل إلا بعمل الليل،

 يصلنى أيضا يا مولانا من كل هذا أننى لم أبتعد كثيرا حين رأيت كيف أن أصف ما يسمى الحلم بأنه “الحلم بالقوة” وهو الباعث إلى والكامن فى “الحلم بالفعل”، فأنتبه الآن أن ما هو بالقوة ثم ما هو بالفعل هما وصلنى الآن من تعبير “عمل الليل”، أما هذا الذى نحكيه حين نصحو ونستغرق فى تفسيره فهو ما نحكيه حتى لو اجتهدنا فى إبداعه على سطح “عمل الليل”.

وفى نفس الموقف يا مولانا هو ينبهك لننتبه أن نطيل فى “عمل الليل”، نحن نطيل فيه ليكون أدوم فيه، فأتأكد أن عمل الليل هو حاضنة الإبداع وهو الرحم الغيب وهو صراط الإيمان إليه، فإذا وصلنا هذا توجها واستلهاما بعيدا عن وصاية الوعى الظاهر يدوم أكثر (أدْوَمَ) ونحن لا نرى منه إلا ناتجه: إبداعا وإيمانا،  النصيحة هى أن نطيل عمل الليل وهذا لا يعنى بداهة أن نزيد ساعات النوم، أما تخفيف عمل النهار، فقد وصلنى على أنه الحد من وصايته واحتكاره لكل ما هو عقل، وكل ما هو فكر، وأحيانا كل ما هو دين.

وعلينا أن نخفف من كل ذلك حتى يدوم عمل النهار الأصلى متناوبا متجادلا مع عمل الليل، فيدوم الإبداع كدحا إليه.

اختم بنص المتن:

تخفيف عمل النهار أدوم فيه

وتطويل عمل الليل أدوم فيه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *