نشرة “الإنسان والتطور”
السبت: 29-8-2015
السنة الثامنة
العدد: 2920
حوار مع مولانا النفّرى (147)
عودة إلى فضل الجهل ورفض وصاية العلم من:
“موقف الليل”
وقال مولانا النفرى أنه:
أوقفنى فى الليل وقال لى:
إذا جاءك الليل فقف بين يدى، وخذ بيدك الجهل
فاصرف به عنى علم السموات والأرض فإذا صرفت رأيت نزولى
فقلت لمولانا:
هذا الليل هو الليل الذى ليّله (كما أشرنا الأسبوع الماضى)، إذ يحل بنا ونحن نعيش هذه الحقيقة، أى حالة كونه يتخلق به ، فهو يهدينا إليه أكثر مباشرة، فما حاجتنا إلى علم السماوات والأرض؟ بل إن علم السماوات والأرض حين يقفز إلى ظاهر عقولنا ونحن فى هذه الحال، فإنه يحول بيننا وبينه.
وحتى نتقى مثل ذلك يا مولانا، وإذا ما لاحت صعوبة ولاحقـَنا هذا العلم بوصايته عاد يرشدك فترشدنا إلى الحل:
نلجأ إلى الجهل نحتمى به من هذا العلم الوصى ، نصرف به علم السماوات والأرض ما دمنا قد وقفنا بين يديه، هذا الجهل المضىء هو الذى ليس ضده العلم،
فهو يـُدرك بالإدراك والقلب والجسد والليل، ولا يـُثبت بالمنطق، والحجة، والبرهان، والسببية،
هذا الجهل المضىء هو هو الذى يساعدنا أن نستغنى عن كل هذه الوصاية، فيصرفها عنا فينزل إلينا رحمة ونورا وهديا وهداية.
فهو يلحق ذلك بعد قليل بما قاله لك:
احتجب عن العلم بالجهل، وإلا لم ترنى ولم تر مجلسى
لكنه لا ينصحك أن تستغنى عن العلم تماما، كما ورد بعد ذلك فى نفس الموقف، حين يكمل:
واحتجب عن البلاء بالعلم …
وهذا ما سوف نعود إليه – غالبا- فى نشرات قادمة .