يحيى الرخاوى طبيب نفسى
نشرة “الإنسان والتطور”
السبت: 9 -2-2013
السنة السادسة
العدد: 1989
حوار مع مولانا النفّرى (14)
موقف “الأدب”
قال مولانا النفرى:
وقال لى:
رأس المعرفة حفظ حالك التى لا تقسمك
فقلت لمولانا النفرى
الحال حال وليس حالة، الحال حالة كوْنى، وهو حالة كونى كينونة أتكون إليه،
أما لو قسمتنى بلا حركية إيقاعية فهى “حالة” وليست “حالا”،
كيف أحفظه يا مولانا إلا بتوازن مستمر منطلق إليه منجذب به فى واحد،
فهو رأس المعرفة وليس فقط المعرفة،
المعرفة تتجدد ما حفظتُ الحال حالا لا حالة، وتنقسم لتتجمع بلا توقف،
فلا تقسمنى.
****
ويضيف مولانا فى نفس الموقف:
وقال لى:
إن راعيت شيئاً من أجله أو من أجلك فما هو المعرفة ولا أنت من المعرفة.
فقلت لمولانا النفرى
اكتشفت أننى أراعى الشىء من أجله ومن أجلى حين أسهو فيخيل لى أنى عرفتُه أو عرفتُنِى،
ثم يغفر لى سهوى، – رحمةً وفضلاً – فأفيق، لأتبين جهلى،
فأعود أواصل،
فأراعيه من أجله هو، فيرق وجودى إليه، فأجدنى من المعرفة فى المعرفة.
****
ويضيف مولانا فى نفس الموقف:
وقال لى:
كل ما جمعك على المعرفة فهو من المعرفة.
فقلت لمولانا النفرى
…أمّا ما جمعنى عليها، فقد كنت أحسبه طريقا إليها، فإذا به هو هى،
فعرفت أنه الطريق بذاته لذاته لأعرف
وما علىّ إلا أن أواصل دون إلحاح الوصول.