الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / حوار مع مولانا النفّرى (11) موقف “الرحمانية”

حوار مع مولانا النفّرى (11) موقف “الرحمانية”

نشرة “الإنسان والتطور”

السبت: 19 -1-2013

السنة السادسة

 العدد:  1968

 حوار مع مولانا النفّرى (11)

موقف “الرحمانية”

(من) موقف الرحمانية (2)

قال مولانا النفرى:

وقال لى:

من غاب عنى ورأى علمى فقد استخلفه على علمه، ومن رآنى وغاب عن علمى فقد أستخلفه على رؤيته.

فقلت لمولانا النفرى

كلما قرأت يا مولانا كلمة “علم” وأنت تتلقاها بوعى استلهاماتك توقفت أتساءل: هل لهذه الكلمة “علم” فى هذا السياق هنا، بل وفى معظم مواقفك، علاقة بما يسمى علماً هذه الأيام. كلمة “علم”  يا مولانا أصبحت دينا جديدا ليس له علاقة بعلمه سبحانه ولا برؤيته تعالى اللهم إلا دورها فى إنكار هذا وذاك. على الجانب الآخر يا مولانا يتمحك من لا يعرف رؤيته ولا علمه فى نفس الكلمة: “علم”، وهو يتصور أنه يدعم كلماته تعالى إذ يفسرها بهذا الذى اسمه علم، وهو فخور بذلك، ويتبعه الذين يعبدونه على حرف ليبرروا بمزاعمه ما لم يصلهم جوهره، وكأنهم وجدوا فى هذا الذى يسمونه “العلم” ملاذا يعفيهم من الكدح والسعى والإدراك، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

ما وصلنى من هذا المقتطف من هذا الموقف هو أن العلم حتى علمه ليس بديلا عن رؤيته التى هى بحسب اجتهادى هذه الأيام أقرب ما تكون إلى فعل “الإدراك”، وبالتالى فالعلم فى ذاته لذاته يكاد يبدو لى عائقا عن الرؤية، لكن علمه تعالى يتجاوز ذلك ولا يصل إلى مرتبة الرؤية، فمن اكتفى به فله ذلك، فهو مستخلف فيه، يكفيه إذا كفاه.

أما رؤيته – كما وصلتنى هنا – فهى تشمل علمه ولا تُغنى عنه، وفضل الله أن يستخلف من رأى على رؤيته هو فضل سابغ لا يحتاج حتى إلى علمه، فما بالهم يتمحكون بعلم أدنى وأدنى، مهما تطاول أو تعملق!!

****

(من) موقف الرحمانية (2)

قال مولانا النفرى:

وقال لى:

من رآنى ورأى علمى فهو خليفتى الذى أتيته من كل شىء سبباً.

فقلت لمولانا النفرى

هذا هو، نعم هذا هو،

حين تجتمع رؤية علمه مع رؤيته، يتسع الوعى، ويعمق الإدراك، وينبض الوجدان: فينعم الله على عبده بأن يأتيه من كل شىء الوسيلة إلى كل شىء، فتتحقق له الخلافة، ولا “يحيط” بشىء من علمه إلا بما شاء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *