حوار مع مولانا النفرى (308) : من موقف “التذكرة”
نشرة “الإنسان والتطور”
الثلاثاء: 2-10-2018
السنة الثانية عشرة
العدد: 4049
حوار مع مولانا النفرى (308)
من موقف “التذكرة“
وقال مولانا النفرى أنه:
وقال لى:
أنا الله لا يـُـدخل إلىّ بالأجسام
ولا تدرك معرفتى بالأوهام
فقلت لمولانا:
إذن ماذا يا مولانا؟ إذن ماذا؟
هذه الأجسام العضلات، والجلد، والدم، والأمعاء ليست سوى البنية التحتية للوجود المتجسد وهى التى يطلق عليها “الأجسام” فليس من طبيعتها ولا فى قدرتها أن تدخل إليه.
أما إذا التحمت هذه البنية بالوعى المـُـتـَـعـَـيـِّـن فى الجسم الممتد الدوائر إلى الوعى الأوسع، فالأشمل، فالأرحب إلى غايته فى الغيب الذى نؤمن به ولا نعرف عنه إلا أنه الغيب، فإن هذا الوعى فى تناغمة مع هذه الدوائر هو الكيان المنظومى الذى يمكن أن يمتد ليدخل إليه خاشعاً، كادحاً، متناغماً، داعياً، راجياً، واثقاً، راضياً، مرضياً.
أما محاولة معرفته باللغة المرموزة والمنطق والإثبات والتعليل والتسلسل فهى كلها أدوات الوهم الذى يـُـضـِـلـُّـنا بعيداً عنه مهما تحذلقت الحجج ولمعت البراهين، فكلها أعجز من أن توصلنا إلى معرفته.
نحن نهتدى إليه “بالإدراك” وليس “بالتفكير” يا مولانا، والإدراك يتم بكلية الوجود، وبالعقل “الوجدانى الاعتمالى” الذى هو بصيرة القلب، وجماع هارمونية مستويات الوعى المتناغمة إليه، وليس كما ندرك الأشياء أو نقرأ البراهين.
” لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ”.
“وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ”
2018-10-02