حوار مع مولانا النفرى (288) من موقف ” الصفح الجميل”
نشرة “الإنسان والتطور”
الثلاثاء: 15-5-2018
السنة الحادية عشرة
العدد: 3909
حوار مع مولانا النفرى (288)
من موقف ” الصفح الجميل”
وقال مولانا النفرى أنه:
وقال لى:
حتى متى لا تجمعك إلا الأقوال،
وحتى متى لا تجمعك إلا الأفعال
فقلت لمولانا:
إذا كانت الأفعال لا تصلح أن تجمعنى وحدها، وكانت الأعمال لا تصلح أن تجمعنى وحدها كذلك، فما الذى يجمعنى إذن حتى أعرف “حتى متى” أستند إلى ما هو غير ذى فاعلية تجمعنى “إلىّ” “إليه”؟
الإنسان يا مولانا يبدأ وحدة واحدة من بداية التاريخ، لكنه يتكثـَّر إلى كثير فيتعدد، ثم يواصل التجمـّـع مع كل نبضه حياة، وهو يجتمع على مسار كدحه نحو الواحدية التى لا يحققها أبدا، لكنه يواصل “إليه”.
كل ذلك وهو يحدْس ويدرك أنه “لا إله إلا الله”، لكن تظل الحركة بين التكـثـَّر والتوجه للتوحد سارية نابضة طول العمر، وبعده، حتى يلقاه، فنحن يا مولانا لايمكن أن “نجتمع” إلا عليه، ولا نفترق إلا عليه.
مـِـنْ هذا المنطلق نخطىء يا مولانا لو تصورنا أن “الأقوال” حتى لو تحملنا مسئوليتها وتفعيلها لتصبح “أفعالاً”، وكذلك الأفعال، يمكن أن تجمعنا أيهما بذاتها دونه.
كل من “الأقوال” و”الأفعال” أعجز عن أن تجمعنا فى واحدية ممكنة ناهيك عن واحدية نامية مضطرده.
من هنا يا مولانا استطيع أن أستوعب ما قاله لك بضرورة الانتباه إلى التفرقة بين “الوسيلة” و”الغاية”، أن نجتمع باضطراد إليه هو غاية الوجود وكل ما عدا ذلك وسائل بما فى ذلك أى أقوال وأى أفعال، وتظل الوسائل نافعة ومساعده إذا لم تستقل عن الغاية الجوهرية.
نحن إذا توقفنا يا مولانا عند أى منها، وكأنها غاية تجمعنا، فنحن لم نتجمع ولن نتجمع.
هذا وإلا: هو الشرك، وهو أخفى من دبيب النملة.
2018-05-15