نشرة “الإنسان والتطور”
الثلاثاء: 7-2-2017
السنة العاشرة
العدد: 3447
حوار مع مولانا النفرى (222)
من موقف “المطلع”
وقال مولانا النفرى أنه:
وقال لى:
القراء ثلاثة فقارئ عرف الكل، وقارئ عرف النصف، وقارئ عرف الدرس.
وقال لى:
الكل الظاهر والباطن، والنصف الظاهر، والدرس التلاوة.
فقلت لمولانا:
يا خبر يا مولانا!! فى الحوار السابق حول مقتطف محدود من نفس الموقف “المطلع” (وهو المقتطف الذى جاء فى مطلع هذه النشرة)، لم أنتبه أنه فى السطر التالى مباشرة فـَسـَّرَ لك ما المقصود بكل من “الكل” و”النصف” و”الدرس”، وانطلقت أقرأ ما وصلنى من الفقرة الأولى منفصلا، كما وردت فى نشرة الثلاثاء: 27/12/2016، وكنت آنذاك فى غمرة رضًا ملأتنى مما وصلنى من أول التنزيل: “اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ”، فـَرُحْتُ أتصور أن ما أتاحه لى ربى من خلال مهنتى من قراءة النفس البشرية هو أقرب إلى ما أمر به نبيه عليه الصلاة والسلام، وأن قراءة الوعى البشرى كما تصلنى متجددة، موِقـَظة، من مرضاىَ ونفسى ونقدى: هى تكليف وتشريف، لمن يسعى لشحذ وعيه وربه الأكرم، رحت بعد ذلك فى تلك النشرة السابقة أفرّق بين من “قرأ الكل” ومن “قرأ النصف” ومن “قرأ الدرس”، ووصلنى أن من قرأ “الدرس” هو الذى حمل أمانة ما قرأ واستوعبه وقام بتفعيله بمسئولية مناسبة، أما من قرأ “النصف” فهو المجتهد الذى يدرك أنه مهما قرأ “الكل” فإنه لم يتم القراءة وعليه أن يواصلها، أما الذى قرأ “الكل” فلعله هو الذى بالغ فى قدرته على إحاطته بكل ما قرأ واكـْتـَفـَى بما بَـلغَـهُ من هذه القراءة وتوقف عند ذلك.
والآن:
حين عدت اليوم يا مولانا إلى نفس الموقف “موقف المطلع” وجدته قد أكمل لك شرحا آخر يختلف تماما عما تصورته من قراءتى الجزئية الأولى، فوصفت نفسى خـَجـِلاً بأننى قد ينطبق علىَّ صفة أننى قارئ قرأ “البعض”!!!.
لكننى يا مولاى عدت أحترم أيضا قراءتى الأولى، فمواقفك يا مولانا ليست موضوع إنشاء يقرأ كله على بعضه، وأعتقد وأنا استلهم رحمته وأحترم حدْسـَك فى نفس الوقت أن ما قاله لك يسمح للمتلقى أن يستلهمه بدوره “جزءًا جزءًا”، ثم “كلاً معا” إذا ما أراد وأتيحت له الفرصة
اليوم قرأت تفسيره لك فى السطر التالى وهو يقول لك أن:
الكل هو الظاهر والباطن، والنصف هو الظاهر، والدرس هو التلاوة.
فوصلتنى دعوة ألا نكتفى بقراءة ظاهر الحرف أو الشكل أو الرمز وإنما علينا أن نغوص الى النبض والوعى والحدس، وبالتالى يكون “الكل” هو ما يصلنا من خلال كل ذلك معاً، فيرتقى من قرأ الكل بهذا المعنى: ليحتل الصدارة.
أما من قرأ “النصف” بالمعنى الذى أتى فى شرحه لك: فهو الذى توقف عند الشكل والحرف والرمز فلم يخترق حواجز الإشارة ونبض الرسالة، فهو يكون أسطحهم غالبا.
أما التلاوة التى وصف بها قراءة من قرأ “الدرس” فقد حيَّرتْنى، ذلك أننى لم أتوقف عند التلاوة بمعنى القراءة حتى لو كانت تلاوة القرآن الكريم، لكننى ذهبت إلى معنى غير مألوف هو أن “تلا الكتاب أو الدين: اتبع ما فيه” فلو كان الأمر كذلك لأصبح الذى استوعب الدرس بمعنى اتبع ما وصله من تلاوته، هو الذى أصبح قريبا من المعنى الذى ذهبت إليه فى قراءتى الباكرة للجزء الأول، وهى أنه الذى قرأ الدرس، فهو القارئ الذى أصبحت عنده مسئولية آنية ودائمة لحمل أمانة ما قرأ بتفعيله “فهو يدرس لا يتلقى، وهو يعمل ولا يحفظ” كما جاء فى حوارى السابق.
انتهى حوارى أنذاك باعتذار فى سطر مستقل يقول:
عذرا مولانا
ولم أفهم آنذاك عن ماذا كنت أعتذر،
والآن يبدو لى أننى كنت أعتذر عن أننى القارئ الذى قرأ “البعض”
رحمن رحيم.