نشرة “الإنسان والتطور”
الثلاثاء: 27-12-2016
السنة العاشرة
العدد: 3406
حوار مع مولانا النفّرى (216)
من موقف “المطلع”
وقال مولانا النفرى أنه:
وقال لى:
القراء ثلاثة: فقارئ عرف الكل، وقارئ عرف النصف،
وقارئ عرف الدرس
فقلت لمولانا:
أقف هذه الأيام يا مولانا فرحا، حامدا، خائفا، راجيا، وأنا أقرأ أول ما أنزل على نبينا عليه الصلاة والسلام، “إقرأ”.
منذ فترة وأنا أمارس نوعا من المعرفة المباشرة من واقع مهنتى، ولم أكتشف أنها قراءة فى الوعى البشرى بكل ما يصلنى منه، وما يفيضه، وما يعد به، إلا حين قدرت أن ما نقوم به مما يسمى علاجا هو “نقد للنصّ البشرى”.
النقد يا مولانا – كما تعلم– هو قراءة مسئولة وإعادة تشكيل مبدع، هذا الأمر بالقراءة “إقرأ” هو رحمة وتكريم لمن يحسن، تلقِّيه، ويحمل أمانته، كلما قرأت فى الوعى البشرى تعرفت أكثر على ما هو “أحسن تقويم”، وإلى خالق هذا التقويم، وتعرفت أيضا على “أسفل سافلين”، ودعوت الله أن يرحمنا حتى لا نصل إليه، وأن يعيننا على إنقاذ من تردى فيه، ولو مؤقتا.
تقسيم القراء هكذا يا مولانا أربكنى، ففضلت أن أبدأ من الآخر:
من القارئ الذى عرف الدرس، وقد وصلنى أنه القارئ الذى أصبحت القراءة عنده مسئولية آنِيّة ودائمة: سواء بحمل أمانة تفعيل ما يقرأ، أم بأن يقوم بتفنيد التباس ما قرأ، فهو “يدرس” لا يتلقى، وهو يعمل ولا يحفظ، هذا ما وصلنى عن من “عرف الدرس”.
أما هذا الذى قرأ فعرف الكل فأنا أشك فى أن أحدا يمكن أن يقرأ فيعرف الكل خاصة إن كان يقرأ “بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ”، فوراء كل قراءة قراءة، فقراءة، فقراءة إلى غير نهاية، فلعل الذى يحسب أنه عرف الكل هو أبعد القراء عن معرفة حتى البعض.
أما الذى قرأ فعرف النصف فهو أكثر تواضعا وأقدر على مواصلة القراءة فالمعرفة، على الطريق البشرى المتواضع الواعد المفتوح النهاية.
عذرا مولانا.