نشرة “الإنسان والتطور”
السبت: 13-10-2012
السنة السادسة
العدد: 1870
حوار مع الله (84)
من موقف “الأمر”
وقال له (لمولانا النفـّرى):
وقال لى:
وحين أتعرّف إليك ولو مرة فى عمرك
إيذانا لك بولايتى لأنك تنفى كل شئ بما أشهدتك،
فأكون المستولى عليك،
وتكون أنت بينى وبين كل شيء
فتلينى لا كل شئ ويليك كل شئ لا يليني.
فهذه صفة أوليائى، فاعلم أنك ولى
فقلت له:
مرّة واحدة !!!،؟؟ ياسعدى بها، تكفينى وزيادة : مرة واحدة !!!
هل هى التى رآها عمر الحمزاوى فى صحراء الهرم، وضاع وهو يحاول استرجاعها، أو البحث عن مثيلتها؟
لا أظن.
هذه المرة الواحدة هنا تتعرف فيها أنت إلىّ
أنت تعلم كم مرة خيل إلىّ فيها أننى تعرّفتُ عليك،
المفاجأة اليوم هى أن تتعرف إلىّ
نعم: أن تتعرف أنت – سبحانك – إلىّ، – لا علىّ – فتكفينى مرة واحدة.
وهى هى أكبر من طاقتي.
لا أكاد أصدق.
وضعتَنى فى النور، فرأيتُ أننى لم أخن أمانة ما وضعتَه في:
ما شكّلته فصرتُه، فرضيتَ عنى، فرضيتُ عنك،
ثم وضعتَنى بينك وبين كل شىء، ومن أنا حتى أليك ويلينى كل شىء، لست نبيا ولا أريد أن أكون، ولا أستطيع.
تتفضل علىّ بالولاية وأنا مرعوب من المسئولية، أنوء بحمل الأمانة.
حتى أكون بينك وبين الأشياء، لا أحول بينك وبين الأشياء، ولا أحول بينى وبينهم، ولا أحول بينى وبينك بهم، هذا فوق ما أطيق
لا أصدق كل ذلك بمجرد تعرفك إلىّ ولو مرة واحدة
وهل أنا كنتُ مجهولا قبل ذلك وأنت خالقى حتى تتعرف إلىّ؟ أم هو تكليف جديد؟
وهل أنا أهل للتكليف أم أنك رضيت عنى لـِـمَا علمتَه من صدق كدحى؟
وهل أستطيع إلا أن أطيع؟
أنت لستَ فى حاجة إلىّ،
أنت استوليتَ على برضاك عنّي.
أنزلتنى منزلة الأولياء فحمّلتنى مسئولية الأنبياء دون وحى يحمينى مني.
استيلاؤك علىّ هو أمانى، لكنّه لا يخدّرني.
وهو لا يميزنى عنهم إلا بمسئوليتى الأكبر.
راضٍ أنا بهذا الاستيلاء، مقابل تفضلك – سبحانك- بالتعرّف إلي
مرة واحدة جعلت منى وليا بفضلك
لا أفهم أكثر، فأفرح وأنا مطمئن
حفظتها سرا بينى وبينك
الولاية أصعب من حمل الأمانة
ويالقلة حيلتى
فأعِنّى إليك