نشرة “الإنسان والتطور”
السبت: 6-10-2012
السنة السادسة
العدد: 1863
حوار مع الله (83)
من موقف “الوقفة”
وقال له (لمولانا النفـّرى):
وقال لى:
الوقفة علمى الذى يجير ولا يجار عليه
فقلت له:
خوفى من سوء تأويلهم يلجمنى، أحتاج لبشر خلقتَهم على عينك ليصدقوني.
علمك الذى يبلغنى فى وقفتى بين يديك هو يقين نورك، وأصل وجودى.
هو يجير ولا يجار عليه.
من لى بالصبر دون أن يتوقف السعى؟
يحسب بعض العمىْ أنه قد يجار عليه، فى بعض مراحل بزوغه قرب البدايات،
وأنه قد يجار عليه من العامة والعلماء السجناء والعارفين الحرف وأدعياء الوقفة جميعا.
من يصبرنى عليهم غير استجارتى بك؟
أحيانا لا تسعفنى استجارتى بعـلمك فى وقفتى بين يديك.
فأضاعف كدحى
العيبُ فىّ، ولك العتبى حتى ترضى
أفلستَ أرحم بنا من أم على رضيعها وهى تأبى أن تلقى به فى النار؟
حتى الذى ينكرك هو يثبتك وهو منشغل بك
إنكارك أشرف اجتهادا – كبداية – من القعود عن السعى إليك كدحا.
ومن الكسل عن شحذ إدراكه إليك
ومن الاكتفاء بالنظر إلى صورتك دونك.
ومن ملْء اسمك بغيرك.
لو لم “تكن” فى كل شىء ما شُغل بإنكارك أصلا، ولكنّ أكثر الناس لا يعلمون.
اللاأدريين والـمُرجِئة ليسوا سواء:
منهم من يعيش اللحظة الراهنة فى انتظار ما يأتى به “الآن” الممتد أبدا.
لا يجيئهم إن صدقوا الإرجاء، إلا اليقين بك.
امتلاءُ الحياة بـ “الآن”، هو قبولٌ بالكشف الذى يأتى به الزمان: “الآن” الممتد أبدا.